ناشطون: مشروع تهجير 1948 يتجدد في غزة بعربات جدعون
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
في الوقت الذي تتصاعد فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تبرز عملية "عربات جدعون" كعنوان جديد لمرحلة أشد وحشية، إذ لا تقتصر على الأهداف العسكرية، بل تمتد لتغوص في عمق الأيديولوجيا التوراتية التي توجه صانع القرار الإسرائيلي.
فبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذ خطة عسكرية سياسية متكاملة أطلق عليها اسم "عربات جدعون"، تهدف إلى تحقيق حسم عسكري وسياسي في غزة، عبر عملية منظمة من 3 مراحل، مع استخدام 5 روافع ضغط مركبة ضد حركة حماس في محاولة لإرغامها على القبول باتفاق لتبادل الأسرى، وتفكيك بنيتها العسكرية.
وأثارت هذه الخطة موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ناشطون ومغردون أن "عربات جدعون" ليست مجرد عملية عسكرية، بل تعكس نزعة توراتية متطرفة تهدف إلى إبادة جماعية وتهجير قسري.
ورأى ناشطون أن ما يتعرض له سكان غزة من قصف عنيف يُمثّل نسخة موسعة وأكثر شراسة من "خطة الجنرالات" السابقة، لكنها هذه المرة تنحو باتجاه الإبادة لا الإدارة، مشيرين إلى أن الفكرة لا تقتصر على تطهير عسكري، بل تشمل هندسة ديمغرافية مكتملة الأركان عبر تجميع السكان وحشرهم جنوب محور موراغ، في منطقة معزولة ومراقبة، وتجريف البنى التحتية وتدمير أي قدرة على الحياة.
"#عربات_جدعون"؟ خلفيات الاسم ودلالاته التاريخية
تحمل رسائل رمزية قوية، حيث يعود الاسم إلى "جدعون"القائد التوراتي الذي خاض معارك ضد "المديانيين"وتقدّمه النصوص كمنقذ لبني إسرائيل.
وقد سبق أن استخدمت اسمه في "عملية جدعون" عام 1948 لاحتلال منطقة بيسان وتهجير أهلها الفلسطينيين) pic.twitter.com/Qm5KAC1yny
— عبد الله (@sheekoshiil) May 12, 2025
إعلانوأشار مغرّدون آخرون إلى أن الهدف من هذه العملية هو تنفيذ تهجير قسري شامل لسكان شمال القطاع ووسطه باتجاه رفح، تمهيدًا لترحيلهم عبر بوابات أمنية إما نحو منطقة رامون في النقب أو نحو الأراضي المصرية.
العدو الصهيوني بدأ عملية عسكرية برية في #قطاع_غزة أطلق عليها اسم "عربات جدعون"؛
هدف العملية التهجير القسري الشامل لسكان شمال ووسط القطاع باتجاه رفح حيث سيتم تهجيرهم عبر بوابة أمنية باتجاه رامون (في النقب) أو باتجاه مصر؛
الخريطة أدناه (بحسب العدو) توضح هدفه من عمليته البرية. pic.twitter.com/RIsPSNRTJO
— علي مرتضى ???? (@3alimortada) May 16, 2025
ويذهب ناشطون إلى أن هذه الخطة تُعيد تكرار سيناريو "خطة الجنرالات" التي استخدم فيها الاحتلال سياسة التجويع الممنهج لدفع سكان شمال غزة إلى النزوح جنوبًا، مؤكدين أن خطة "عربات جدعون" ستفشل أيضًا، رغم أن الاحتلال هذه المرة يمارس تجويعًا كاملًا لجميع سكان قطاع غزة.
يارب زي ما فشلت خطه الجنرالات ، تفشل عملية مركبات جدعون
— asilll (@AljhafyAme56855) May 16, 2025
تاريخ من التطهير العرقيويعتقد مدونون أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تأكيد وحشيته وطبيعته العدوانية، مستذكرين عملية "جدعون" عام 1948 خلال نكبة فلسطين، التي استهدفت مدينة بيسان وأدت إلى طرد سكانها الفلسطينيين.
ويشير هؤلاء إلى أن الجيش الإسرائيلي يُكمل اليوم هذا النهج في قطاع غزة من خلال إطلاقه عملية "عربات جدعون" التي تُعدّ توسيعًا لحرب الإبادة المستمرة واحتلال غزة بالكامل وتدميرها.
قمة الاستخفاف الإسرائيلي بالعرب ونظامنا الأمني العربي تصعيد حرب إبادتها لشعب غزة النازف واللاجئ والنازح والمحاصر والذي يموت قصفا و جوعا ..
ويتزامن انعقاد القمة العربية مع إطلاق مجرمي الحرب الصهاينة حملة إبادة مميتة تحت مسمى "#عربات_جدعون
الرمز التوراتي لحتمية الانتصار !!!… pic.twitter.com/CQMenp22lB
— عبدالله الشايجي Prof (@docshayji) May 17, 2025
إعلان
كما لفت مغرّدون آخرون إلى أن الغارات العنيفة لم تتوقف منذ بدء تنفيذ خطة "عربات جدعون"، إذ يُستهدف المدنيون بشكل ممنهج من خلال قصف منازلهم فوق رؤوسهم، مما خلّف عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى.
وكتب أحد المغردين "بدون مبالغة، الليلة الأكثر فتكًا… كل دقيقة صاروخ! إذا كانت هذه افتتاحية عملية عربات جدعون، فكيف ستكون العملية ذاتها؟!".
⛔️
¤اللهم نستودعك غزة واهلها¤
"عملية جدعون"
جزء من حرب التطهير العرقي لفلسطين 1947–48
–
موافقة إسرائيلية على خطة "عربات جدعون" التي تشمل "احتلال" قطاع غزة
وأضاف سموتريتش: "سنحتل أخيراً قطاع غزة. سنتوقف عن الخوف من كلمة " احتلال "،
–
وفق يديعوت أحرونوت.#القمه_العربيه pic.twitter.com/zm3U8YfXku
— أغـُـُُـُُُـُُُُـُُُـُُـُـرابـٌـٌٌـٌٌٌـٌٌـٌ???????? (@XT_9II) May 17, 2025
ويؤكد متابعون أن "عربات جدعون" ليست سوى جزء من حرب تطهير عرقي مستمرة تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ عام 1948.
واعتبر ناشطون أن إطلاق اسم توراتي على الحرب الجديدة -"عربات جدعون"- هو قمة الاستهتار بالعرب وقممهم السياسية، في ظل غياب الضغط الجاد على نتنياهو لوقف ما وصفوه "بالجنون والإرهاب" ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأشار عدد من الناشطين إلى أن نتنياهو وحكومته المتطرفة لن يحققوا في هذه الحرب ما عجزوا عن تحقيقه في الحروب السابقة، مؤكدين أنهم لن يتمكنوا من كسر المقاومة أو إرغامها على الاستسلام من دون وقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة.
وأوضح مدونون أن اسم العملية "عربات جدعون" يحمل دلالات دينية واستعمارية في وقت واحد، فـ"جدعون" هو قائد توراتي من سبط منشيه، وردت قصته في "سفر القضاة"، حيث قاد 300 مقاتل لهزيمة جيش المديانيين الضخم، بحسب الرواية التوراتية، بأمر إلهي وخطة عسكرية ذكية.
عملية #عربات_جدعون المرتقبة
يحمل اسم العملية "عربات جدعون" دلالات دينية واستعمارية في آنٍ واحد. جدعون هو قائد توراتي من سبط منشي، وردت قصته في سفر القضاة، حيث قاد 300 مقاتل لهزيمة جيش المديانيين الضخم بأمر إلهي وخطة عسكرية ذكية
???????????????????????????????? pic.twitter.com/IhgKGJTMBl
— Eng_Rula Sa (@engrulasa) May 16, 2025
إعلانوتساءل مدونون: ما هي "مركبات جدعون" التي تتكرر في الإعلام العبري؟ وهل ستنجح في غزة؟
يرى كثيرون أن "عربات جدعون" ليست مجرد خطة عسكرية، بل مصطلح توراتي تستخدمه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في سياق الحرب النفسية والخداع العملياتي، خاصة عندما يكون الواقع الميداني لا يسمح بشنّ هجوم بري مباشر أو حاسم.
يُذكر أن "عملية جدعون" كانت من آخر العمليات التي نفذتها منظمة "الهاغاناه" قبيل انتهاء الانتداب البريطاني، ضمن سياق الحرب الأهلية في فلسطين خلال عامي 1947-1948.
هدفت العملية إلى الاستيلاء على مدينة بيسان، وتطهير القرى والمخيمات البدوية المحيطة بها، بالإضافة إلى إغلاق أحد الممرات المحتملة لدخول قوات شرق الأردن.
وقد نُفذت العملية من قبل لواء غولاني، بين 10 و15 مايو/أيار 1948، كجزء من خطة داليت التي وضعتها الهاغاناه للسيطرة على أكبر قدر ممكن من أراضي فلسطين قبيل إعلان قيام دولة إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حريات عربات جدعون خطة عسکریة pic twitter com قطاع غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
سفير فلسطين بالقاهرة: نكبة 1948 تسببت في تهجير نحو 850 ألف فلسطيني
قال السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين في القاهرة، إن ذكرى النكبة لا تمثل حدثًا عابرًا بل جرحًا مستمرًا في الوجدان الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني لم يتعرض لنكبة واحدة فقط، بل لسلسلة من النكبات منذ مطلع القرن العشرين، كانت أفظعها نكبة عام 1948 التي هجرت قسرًا نحو 850 ألف فلسطيني نتيجة مجازر ارتكبتها العصابات الصهيونية.
وأوضح اللوح خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «نظرة» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين اليوم وفق كشوفات وكالة الأونروا بلغ نحو 5 ملايين و500 ألف لاجئ، مشيرًا إلى أن كل من وُلد لأب لاجئ أو أم لاجئة يُعتبر لاجئًا حسب الميثاق الوطني الفلسطيني.
وأضاف أن هناك أيضًا نحو مليون ونصف نازح فلسطيني هُجّروا بعد عدوان عام 1967 من الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يرفع إجمالي من يعيشون خارج فلسطين إلى أكثر من 7 ملايين فلسطيني.
وأشار السفير إلى أن عدد الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بلغ اليوم نحو مليون و850 ألف مواطن، بالإضافة إلى نحو 2.4 مليون في قطاع غزة و3 ملايين في الضفة الغربية، ما يجعل عدد الفلسطينيين داخل الأرض التاريخية يتجاوز 7 ملايين أيضًا.
وأكد اللوح أن إسرائيل تعاني من رعب ديموغرافي حقيقي، خاصة داخل حدود عام 1948.
اقرأ أيضاًسفير فلسطين بالقاهرة ينعى المناضل الكبير زكريا الأغا
سفير فلسطين بالنمسا يؤكد أهمية زيارة رئيسة الجمعية الوطنية لسلوفينيا إلى مصر
سفير فلسطين يستعرض مع النائب عيسى الشريف مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة