حكم من قام إلى الركعة الثالثة دون قراءة التشهد الأوسط.. أستاذ بالأزهر يجيب
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن آفة النسيان يتعرض لها كل إنسان حتى لو كان من الأنبياء المرسلين قال في ذلك القرآن (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا).
. الأزهر يجيب
وأضاف عطية لاشين، في فتوى له عن حكم من قام إلى الثالثة دون قراءة التشهد الأوسط، أن من فضل الله على الإنسان عدم مؤاخذته، وعقابه على النسيان، بل أمرنا أن نتضرع إليه، وندعوه في خضوع وافتقار بألا يعاقبنا على هذا النسيان وورد ذلك في القرآن حيث قال العزيز الغفار: (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا).
وأشار إلى أن الله متصف بصفات الكمال والجمال والجلال، ونفى عن نفسه ما يتعرض له الإنسان من النسيان فقال الرحمن: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا)، وقال تعالى (قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي).
وتابع: وليس معنى أن النسيان أمر جبلي فطر عليه الإنسان أن نقر الناسي على نسيانه ونشجعه عليه، بل يؤمر الناسي بالأخذ بالأسباب التي تدفع عنه النسيان، وتطرد عنه وسوسة الشيطان وذلك من خلال استحضاره عظمة من يقف بين يديه وتدبره أقوال وأذكار الصلاة التي يرددها لسانه، وليكن مرددا لها بقلبه قبل أن تجري حروفها على لسانه.
وذكر أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أنه في حالة السؤال، نقول: إذا تذكر المصلي عدم قراءة التشهد قبل أن يعتدل قائما أي تذكره وهو في طريقه إلى القيام سواء كان إلى القيام أقرب،أو العكس فعليه أن يرجع ويجلس لقراءة ما أنساه إياه الشيطان، روى المحدثون عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إذا قام أحدكم في الركعتين (أي دون أن يجلس لقراءة التشهد الأوسط) فلم يستتم قائما فليجلس)رواه أبو داود في سننه١/٢٣٨ وابن ماجه ١/٢٨١.
وتابع: ولأنه تذكر المتروك قبل التلبس بالركن المفروض فوجب عليه الإتيان بما تذكر، وإذا تذكر ذلك بعد أن اعتدل قائما كان له الأولى له عدم الرجوع ،لكن إذا رجع ليقرأ ما فاته من التشهد الأوسط كان ذلك أمرا جائزا وصحت صلاته لكنه يكون فاعلا خلاف الأولى.
وإذا تذكر عدم قراءة التشهد بعد اعتداله قائما، وشروعه في قراءة الركعة الثالثة فلا يجوز له الرجوع ويلزمه المضي في صلاته، روى المحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فقام في الركعتين وعليه الجلوس فسبح به فأبى أن يجلس رواه الشيخان:البخاري ١/٢١٠ ومسلم ١/٣٩٩.
وسواء عاد لقراءة التشهد، أو استمر في صلاته دون رجوع إليه فإنه يسجد قبل السلام سجدتي السهو، فقد روى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالناس الظهر فقام في الركعتين الأوليين ولم يجلس فقام الناس معه فلما قضى الصلاة انتظر الناس تسليمه ،كبر وهو جالس، فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه جامعة الأزهر التشهد التشهد الأوسط النسيان التشهد الأوسط قراءة التشهد
إقرأ أيضاً:
هل تُصلّى قيام الليل ركعتين ركعتين؟.. أمين الفتوى يجيب
أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال من محمد من القاهرة حول فضل الصلاة وقيام الليل، وهل صلاة قيام الليل تكون ركعتين ركعتين وتمسح الذنوب، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم إن صلاة الليل "مَثْنَى مَثْنَى"، أي يصلي المسلم ركعتين ويسلم ثم ركعتين ويسلم، وأن هذا هو الهدي النبوي في قيام الليل.
وأوضح الشيخ محمد كمال، أن قيام الليل غير مرتبط بساعة معينة، فليس شرطًا أن يكون في الثانية أو الثالثة فجرًا، بل يبدأ من بعد صلاة العشاء مباشرة، فمن صلى العشاء ثم صلى بعدها ركعتين بنية قيام الليل فقد أدرك قيام الليل، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم في جوف الليل قبل الفجر، وأن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت إنه كان يقوم حتى تتفطر قدماه، فلما راجعته قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا؟».
وبيّن أمين الفتوى فضل قيام الليل، مستشهدًا بما ورد عن السيدة حفصة رضي الله عنها حين قصّت رؤيا أخيها عبد الله بن عمر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال لها: «نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل»، فكان عبد الله لا يترك قيام الليل أبدًا، موضحًا أن قيام الليل شرف المؤمن، فمن أراد معرفة منزلته عند الله فلينظر إلى نصيبه من قيام الليل، وأن هذا القيام ليس قاصرًا على الصلاة فقط بل يشمل الذكر والدعاء والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأشار الشيخ محمد كمال إلى أن قيام الليل نور من أنوار الله، فالمؤمن في هذا الوقت يكون في خلوة مع ربه يناجيه، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل السجود في قيام الليل حتى إن السيدة عائشة كانت تخشى عليه، مؤكدًا أن قيام الليل ينير القبر لمن خاف من ظلمته، لأن العبد يترك وقت الغفلة ليقف بين يدي الله تعالى.
ولفت بأن قيام الليل يبدأ من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وعلى المسلم أن يختار الوقت المناسب له، فإن أكثر من الصلاة في هذا الوقت كان من السعداء في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.