المسلة:
2025-05-20@07:13:43 GMT

ابتسامة زينب

تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT

ابتسامة زينب

19 مايو، 2025

بغداد/المسلة:

انتصار الحسين

على ضفاف بركة أسنة، تقف زينب، فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها سنوات قليلة، لكن عينيها تحملان ثقل عمر من المعاناة. قدماها ترتديان خفًّا ممزقًا مربوطًا بسلك صدئ، كأنه الخيط الرفيع الوحيد الذي يربطها بعالم هش لا يرحم. تحت ثوبها الأبيض القصير، الذي بات رماديًا باهتًا، تتلوى ساقاها النحيلتان كعودي بخور محترقين، تحكيان قصة تعب لا ينتهي.

جسدها النحيل يحمل صمتًا ثقيلًا، صمتًا لا يجرؤ أحد على كسره. لكنها، في لحظة هدوء، تسمح لخيالها بالتحليق بعيدًا عن هذا العالم القاسي. تلال النفايات التي تحيط بها تتحول في مخيلتها إلى سهول خضراء تتفتح عليها أزهار برية، وأسراب الذباب تتحول إلى طيور نورس وعصافير تغرد بألحان نقية تملأ السماء بنغمات بلا حدود.

البركة الأسنة التي كانت راكدة وقذرة، تتحول إلى بحر أزرق يتلاطم بأمواجه، ينسجم مع خفقان أجنحة النوارس في رقصة أبدية. نسيم رقيق يلامس خصلات شعرها التي تسللت من تحت قطعة القماش البالية، ويجعل ثوبها الممزق يرفرف كالشراع في مهب الريح، يرفض القيود، يصرخ بحرية.

أغمضت عينيها، تمسكت بتلك اللحظات، تنسج في خيالها تفاصيل جديدة تضيف ألوانًا لجمال لا يُرى. يدها الصغيرة لا تزال تمسك بالكيس المملوء بالخردة، وعيناها تبحر في البحر الأزرق، تعيش لحظات من فرح نادر، جميلة كقصص قديمة كان والدها يحكيها لها رغم قسوة الأيام.

ابتسمت ابتسامة عريضة، ابتسامة صنعتها لتقاوم الألم، لعالم لا يرحم.

لكن فجأة، اقتحم صوت الكاميرات عالمها، سرق منها تلك اللحظات، وأعادها إلى البركة الأسنة، إلى كيس الخردة، إلى واقع لا يلين. عادت تمشي بين الحفر، تبيع ما يصلح، تشتري خبزًا وخضارًا، وتعود إلى بيت والدها المقعد، حيث السقف المتآكل يئن تحت وطأة المطر.

مرت الأيام، وبينما كانت تفرز النفايات كالعادة، لفت انتباهها ورقة مطوية بين القمامة. رفعت عينيها، وجدت صورتها هناك، مبتسمة، تحت عنوان:
“حتى مساكيننا رغم الفقر يبتسمون.”

همست بصوت خافت:
“لم يرنا أحد ونحن نئن تحت وطأة الألم، لكن حين ابتسمنا، باعوا ابتسامتنا.”

ابتسامتها، رغم كل شيء، كانت رسالة صامتة تقول:
في قلب الألم، لا يزال للإنسان حق أن يحلم.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

طرق التغلب على التهاب الجيوب الأنفية في الصيف

الحرارة المرتفعة يمكن أن تزيد من أعراض التهاب الجيوب الأنفية أو تحفزها، خاصة إذا كانت مصحوبة بجفاف الهواء أو التعرض لمثيرات كالغبار أو المكيفات. 

إليك بعض العلاجات والنصائح التي قد تساعد في تخفيف الأعراض:

1. العلاج المنزلي:

الترطيب: اشرب كميات كافية من الماء لترطيب الجسم والجيوب الأنفية.

غسل الأنف بمحلول ملحي: استخدم بخاخ أو غسول الأنف بالمحلول الملحي لتقليل الالتهاب وتنظيف الممرات الأنفية.

استنشاق البخار: يمكن استخدام بخار الماء الساخن مع بضع قطرات من زيت النعناع أو زيت الأوكالبتوس لتخفيف الاحتقان.

استخدام كمادات دافئة: ضع كمادات دافئة على الوجه (حول الجيوب الأنفية) لتخفيف الألم وتحسين التصريف.


2. العلاج الدوائي (استشارة الطبيب أو الصيدلي):

مضادات الاحتقان: مثل بخاخات الأنف (يفضل استخدامها لفترة قصيرة لا تتجاوز 3-5 أيام).

مسكنات الألم: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتقليل الصداع أو الألم.

مضادات الهيستامين: إذا كان السبب تحسساً مرتبطاً بموسم الصيف أو المكيفات.

مضادات حيوية: فقط في حال وجود عدوى بكتيرية (يتم تحديدها من قبل الطبيب).


3. نصائح وقائية في الحر:

تجنب التعرض المباشر للحرارة الشديدة.

استخدام مرطبات الجو داخل المنزل.

تنظيف فلاتر المكيفات بانتظام.

تجنب مثيرات الحساسية مثل الغبار والدخان.


إذا استمرت الأعراض أكثر من 10 أيام أو كانت شديدة، يُنصح بمراجعة طبيب الأنف والأذن والحنجرة.

طباعة شارك التهاب الجيوب الأنفية الجيوب الأنفية علاج الجيوب الأنفية

مقالات مشابهة

  • تفاصيل إحالة عاطل وزوجته للمحاكمة لاتهامهما بارتكاب جرائم سرقة فى السيدة زينب
  • غزة من وسط النار يولد الصمود وتكتب الحرية بوهج الألم
  • زيلكو كالاتش.. “العنكبوت” الذي صعد مع ميلان إلى قمة أوروبا يقود حراس العراق
  • كارول سماحة: “الاستمرارية أقوى من الاستسلام.. والجمهور مصدر قوتي”
  • عربات جدعون.. حين تتحول الأساطير إلى غطاء لجريمة ديموجرافية في غزة
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • خطة ستارمر.. حتى لا تتحول بريطانيا إلى جزيرة للغرباء
  • طرق التغلب على التهاب الجيوب الأنفية في الصيف
  • مياه الأمطار تتحول إلى فيضانات في هذه الولاية التركية!