لندن "أ ف ب": أبرمت بريطانيا والاتحاد الأوروبي اليوم اتفاقا غير مسبوق يحدد ملامح علاقات أوثق بينهما في مجالي الدفاع والتجارة ويفتح فصلا جديدا بعد خروج المملكة المتحدة المثير للجدل من التكتل قبل خمس سنوات.

وقال ستارمر إن الاتفاق الذي وصفه بأنه منصف، "يمثل بداية عصر جديد في علاقتنا ... نحن نتفق على شراكة استراتيجية جديدة تناسب متطلبات زمننا".

وقال ستارمر خلال مؤتمر صحافي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنه "اتفاق جيد للطرفين".

ومن المفترض أن تؤدي شراكة الدفاع إلى إجراء محادثات أمنية بشكل أكثر انتظاما، واحتمال مشاركة بريطانيا في بعثات عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي، فضلا عن إمكانية استفادة لندن الكاملة من صندوق دفاع بقيمة 150 مليار يورو (167 مليار دولار) اتفقت دول التكتل على إنشائه.

واتفق الجانبان على رفع القيود المفروضة على الصادرات البريطانية إلى دول الاتحاد الأوروبي الـ27، مقابل تمديد بريطانيا حقوق الصيد للاتحاد الأوروبي في مياهها الإقليمية لمدة 12 عاما إضافيا.

وأضاف ستارمر أن المملكة المتحدة ستجني "فوائد حقيقية وملموسة" في مجالات مثل "الأمن والهجرة غير النظامية وأسعار الطاقة والمنتجات الزراعية والغذائية والتجارة"، بالإضافة إلى "خفض الفواتير وتوفير فرص العمل وحماية حدودنا".

من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية "هذا يوم مهم لأننا نطوي الصفحة ونفتح فصلا جديدا. هذا أمر بالغ الأهمية في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، لأننا نتشارك في الرؤية والقيم نفسها".

وأشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أن الاتفاق جاء بعد مفاوضات جرت خلال الليل وتم خلالها تجاوز الخلافات في قضايا رئيسية.

استسلام

وقالت المملكة المتحدة إن الاتفاق الاقتصادي الجديد مع الاتحاد الأوروبي يخفف من إجراءات التفتيش الجمركي على المنتجات الغذائية والنباتية، بما يسمح "من جديد بحرية تدفق السلع".

وأضافت رئاسة الحكومة البريطانية (داونينغ ستريت) في بيان أن هذا الاتفاق سيضيف "ما يقرب من 9 مليارات جنيه إسترليني" (12 مليار دولار) إلى الاقتصاد البريطاني بحلول عام 2040.

رأت حكومة العمال بزعامة ستارمر أن الاتفاق الذي أبرمته حكومة المحافظين السابقة "لا يخدم مصالح أي طرف".

لكن ستارمر، الذي تولى رئاسة الوزراء عقب انتخابات يوليو الماضي رسم عدة خطوط حمراء قال إنه لن يتجاوزها.

وبقيت نقاط شائكة حول بعض مطالب الاتحاد الأوروبي، فيما ينتقد المحافظون خطوة "إعادة تنظيم" العلاقات باعتبارها "استسلاما".

ووقع الجانبان اتفاق "الشراكة الأمنية والدفاعية" في ختام الاجتماع الذي ضم الاثنين إلى ستارمر وفون دير لايين، رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد كايا كالاس.

وتم التوقيع كذلك على بيان مشترك بشأن التضامن الأوروبي ووثيقة تفاهم بشأن قضايا تتراوح من التجارة إلى الصيد وتنقل الشباب.

بموجب الاتفاق النهائي، تُبقي بريطانيا مياهها مفتوحة أمام الصيادين الأوروبيين لمدة 12 عامًا بعد انتهاء صلاحية الاتفاق الحالي في عام 2026، مقابل تخفيف دول الاتحاد السبع والعشرين القيود البيروقراطية على واردات السلع الغذائية من المملكة المتحدة إلى أجل غير مسمى.

ومن شأن الاتفاق "أن يؤدي إلى تنفيذ الغالبية العظمى من عمليات نقل الحيوانات ومنتجاتها والنباتات ومنتجاتها بين بريطانيا العظمى والاتحاد الأوروبي من دون الحاجة إلى الشهادات أو إجراءات الرقابة المعمول بها حاليا".

وفيما يتعلق بمسألة تنقل الشباب، اتفق المفاوضون على صياغة عامة تُؤجل المساومة إلى وقت لاحق. وتخشى لندن أن يُؤدي أي برنامج لتنقل الشباب إلى عودة حرية التنقل بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

ورفض ستارمر العودة إلى حرية الحركة الكاملة، لكنه منفتح على برنامج تنقل يتيح لبعض الشباب البريطانيين والأوروبيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا الدراسة والعمل في المملكة المتحدة وبالعكس.

وستارمر، الذي تعهّد بمواجهة تصاعد الهجرة غير النظامية، يتعامل مع هذا الملف بحذر في ظل صعود حزب "إصلاح المملكة المتحدة" (ريفورم يو كي) اليميني المتشدد، المناهض للهجرة والاتحاد الأوروبي، بقيادة نايجل فاراج.

ظل روسيا وترامب

وتأتي المحادثات في وقت يسعى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لزيادة التسلح في مواجهة التهديد من روسيا والمخاوف من تراجع الولايات المتحدة عن المساهمة في حماية أوروبا في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لكن العديد من التفاصيل المتعلقة بالشراكة الدفاعية ستترك لتنجز لاحقا.

وستتطلب إزالة القيود أمام المملكة المتحدة وصناعتها الدفاعية للاستفادة من برامج الاتحاد الأوروبي مثلا، اتفاقا إضافيا.

وترتبط بريطانيا أصلًا بعلاقات دفاعية متشابكة مع 23 من دول الاتحاد الأوروبي من خلال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لذلك تعد شراكة الدفاع الجزء الأسهل من الاتفاقات المطروحة.

وقالت أوليفيا أوسوليفان، مديرة برنامج المملكة المتحدة في العالم بمركز تشاتام هاوس للأبحاث لوكالة فرانس برس إن الاتفاق هو "الخطوة التالية نحو تعاون أوثق... لكنه لا يمثل حلا للعديد من القضايا العالقة".

بقلم بيتر هاتشينسون وجيروم كارتيلييه في بروكسل

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

خطة ستارمر.. حتى لا تتحول بريطانيا إلى جزيرة للغرباء

أصدر رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر الاثنين الماضي ما سماه "الكتاب الأبيض"، وهو عبارة عن خطة تعهد من خلالها بخفض معدلات الهجرة إلى المملكة المتحدة، واصفا الأوضاع الحالية بأنها "أصبحت لا تطاق".

ويرى ستارمر أن بريطانيا يوشك أن تتحول -بفعل سياسات الحكومات السابقة- إلى ما سماها "جزيرة للغرباء وليس أمةً واحدة تسير قدما معا"، حسب تعبيره.

وعلى نطاق واسع، اعتبرت خطة ستارمر محاولة للتصدي لصعود اليمين المتطرف بعد اكتساحه انتخابات فرعية مؤخرا.

ومنذ إعلانها، أثارت الخطة موجة انتقادات واسعة، لم تقتصر على أحزاب المعارضة التي شككت في جدواها ومصداقيتها، بل شملت أيضا قيادات ونوابا من حزب العمال نفسه اعتبروا أنها تشكل انقلابا على النهج اليساري للحزب.

فما معالم خطة ستارمر لمواجهة الهجرة؟ وما أبرز المآخذ والانتقادات التي قوبلت بها؟

View this post on Instagram

A post shared by قناة الجزيرة مباشر (@aljazeeramubasher)

معالم الخطة

في خطاب ألقاه من داونينغ ستريت، وعد رئيس حزب العمال الحاكم كير ستارمر بإنجاز خطط جذرية للحد من الهجرة، متهما أسلافه بترك موضوع الهجرة يخرج عن السيطرة عبر سياسة فتح الحدود.

وقال ستارمر إن حكومته ستنهي هذه السياسة، مستخدما شعار "سنستعيد السيطرة على حدودنا"، وهو الشعار الذي استخدمه مُؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل استفتاء الخروج عام 2016.

إعلان

وتعهد رئيس الحكومة البريطانية بضمان أن يكون الاستيطان في بريطانيا "امتيازا يُكتسب، وليس حقا"، معتبرا أن نجاح فترة رئاسته سيكون مرهونا بمدى نجاحه في الحد من الهجرة.

وفي تقرير لصحيفة إندبندنت البريطانية بعنوان "النقاط الرئيسية في الكتاب الأبيض لكير ستارمر حول الهجرة"، اعتبرت المراسلة السياسية ميلي كوك أنه بموجب مقترحات الكتاب الأبيض، سيتعين على المهاجرين قضاء 10 سنوات -بدلاً من 5 سنوات كما كان معمولا بها سابقا- في المملكة المتحدة قبل أن يتمكنوا من التقدم بطلب للحصول على الإقامة الدائمة أو الجنسية.

ويضيف التقرير أن الخطة الجديدة تشترط على الراغبين في الحصول على تأشيرات العمالة الماهرة أن يكونوا حاصلين على شهادة جامعية. أما بالنسبة للوظائف التي لا تتطلب مهارات عالية، فسيكون الوصول إليها محدودا من حيث العدد والزمن، إذ تهدف الخطة إلى تقليص فرص المهاجرين في هذه المهن وإعطاء الأولوية للمواطنين البريطانيين.

كما ستُرفع رسوم الهجرة التي تسددها الشركات الراغبة في استقدام العمالة المهاجرة بنسبة 32%، بحيث يتعين على الشركات دفع رسوم تتراوح بين 2400 و6600 جنيه إسترليني لقاء كفالة كل عامل يرغب في القدوم إلى المملكة المتحدة.

وفقا لخطة ستارمر سيتعين على المهاجرين قضاء 10 سنوات قبل أن يتمكنوا من التقدم بطلب للحصول على الإقامة الدائمة أو الجنسية (غيتي) تأثير خاص في مجال الرعاية

وبحسب إندبندنت، تتضمن الخطة تعهدا بإنهاء التوظيف الخارجي لتأشيرات الرعاية الاجتماعية، وذلك بإغلاق باب التقديم على تأشيراتها أمام الطلبات الجديدة من الخارج، مما يعني أن العمال الأجانب لن يتمكنوا بعد الآن من التقدم بطلبات للحصول على تأشيرات للقدوم إلى المملكة المتحدة والعمل في قطاع الرعاية الاجتماعية.

لكن التقرير استدرك أن هذا البند سيؤجل تطبيقه حتى العام 2028، في انتظار استكمال وتطوير إستراتيجية القوى العاملة ودخولها حيز التنفيذ، وحتى ذلك الحين ستسمح الحكومة بتمديد التأشيرات والتحويل داخل البلاد للمقيمين فيها.

إعلان

ووفقا لتقرير عن الخطة لمراسل نيويورك تايمز في لندن ستيفن كاسل، فإن هذه الحملة الصارمة تنطوي على مخاطر كبيرة خصوصا فيما يتعلق بقطاع رعاية كبار السن الذي يشكو من نقص حاد في العمالة.

ونقلت نيويورك تايمز عن مارتن غرين، الرئيس التنفيذي لمنظمة "كير إنجلاند" العاملة في مجال الرعاية، قوله إن إنهاء تأشيرات العاملين في هذا القطاع "ضربة قاصمة لقطاع هش أصلاً".

ونقلت إندبندنت عن القيادية النقابية كريستينا ماكنيا أن نقص العاملين في مجال الرعاية سيكون له "تأثير كبير على هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، موضحة أن قطاع الرعاية المُتأزم كان سينهار منذ زمن طويل لولا آلاف العمال الذين قدموا إلى المملكة المتحدة من الخارج.

خطة ستارمر تنطوي على مخاطر كبيرة تتعلق بقطاع رعاية كبار السن الذي يشكو من نقص حاد في العمالة (الفرنسية) تشديد بخصوص الطلاب واللغة

حسب الكتاب الأبيض، فإن الحكومة البريطانية بصدد وضع متطلبات جديدة وصارمة يجب على جميع المؤسسات المعنية استيفاؤها لاستقدام الطلاب الدوليين.

وسيُطلب من الجامعات الحصول على معدل أعلى بـ5 نقاط مئوية في التقييم السنوي الأساسي الذي يُستخدم لمراقبة مستوى امتثال كل جهة راعية لنظام التأشيرات، كما سيتم تقليص مدة بقاء الطلاب الأجانب في المملكة المتحدة بعد التخرج من عامين إلى 18 شهرًا.

ونقل مراسل نيويورك تايمز في لندن عن منظمة "جامعات المملكة المتحدة" دعوتها الوزراء إلى "التفكير مليا" في تأثير الضريبة الجديدة المخطط لها على رسوم الطلاب الدوليين.

ووفقا للخطة، فستزاد متطلبات اللغة لجميع مسارات الهجرة لضمان مستوى أعلى من اللغة الإنجليزية، وتشمل تلك المتطلبات تقييمات لضمان تحسّن الأشخاص بمرور الوقت.

وستُطبّق متطلبات اللغة على كلٍّ من المتقدمين الرئيسيين للحصول على التأشيرة وأفراد أسرهم، وهذا يعني أن أطفال وأزواج المتقدمين للحصول على تأشيرات سيُطلب منهم أيضًا تعلم اللغة الإنجليزية إذا كانوا يرغبون في البقاء في بريطانيا.

إعلان إجراءات قانونية جديدة

سيتضمن الكتاب الأبيض مقتضيات جديدة تسهل ترحيل مرتكبي الجرائم، سواء كانوا في السجن أو خارجه، وسيتم بشكل خاص تسريع ترحيل مرتكبي العنف ضد النساء والفتيات.

ودون الانسحاب من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، سيتم طرح تشريع لتوضيح أن الحكومة والبرلمان هما من يقرران من يحق له البقاء في المملكة المتحدة.

وكانت تلك الاتفاقية -خصوصا في مادتها 8 التي تحمي الحق في احترام الحياة الخاصة والعائلية والمنزل والمراسلات- مستندا لكثير من القضاة في المملكة لإصدار أحكام بإلغاء قرارات ترحيل اتخذتها الحكومات السابقة.

وسيساعد هذا الإجراء في كشف أولئك الذين "يحاولون التحايل على القوانين" عبر الادعاء بأن نيتهم ​​هي أن يكونوا زائرين لفترة قصيرة ثم يسعون إلى البقاء مستغلين الروابط العائلية.

الكتاب الأبيض يتضمن مقتضيات جديدة تسهل ترحيل مرتكبي الجرائم سواء كانوا في السجن أو خارجه (شترستوك) تقليص لكن دون سقف

يرفض ستارمر أن يضع سقوفا معينة يسعى للوصول إليها بالنسبة لأعداد المهاجرين، ولا يخفي خشيته من تكرار تجارب سابقة، حيث أكد في تصريحاته أنه لن يكون هناك حد أقصى لأعداد القادمين إلى المملكة المتحدة، مجادلا بأنه على مدى ما يقرب من 10 سنوات حاول رؤساء وزراء مختلفون فرض "سقف صارم" للهجرة لكنهم فشلوا جميعا.

غير أن المراسل السياسي لـ"بي بي سي" سام فرانسيس نقل في تقرير بالمناسبة ذاتها عن وزارة الداخلية البريطانية تقديرها أن الإجراءات المزمعة في خطة ستارمر قد تؤدي إلى انخفاض في الهجرة بمقدار 100 ألف شخص سنويًا بحلول عام 2029.

وحسب تقرير كاسل مراسل نيويورك تايمز، فإن الحكومات المحافظة المتعاقبة على السلطة في لندن على مدى 14 عامًا قبل الإطاحة بها العام الماضي على يد ستارمر وحزبه كانت قد وعدت بخفض صافي الهجرة إلى أقل من 100 ألف وافد سنويًا، لكنها في النهاية فشلت فشلا ذريعا حيث قفزت أرقام الهجرة إلى أن فاقت هذا المستوى بتسعة أضعاف لتبلغ ذروتها عند أكثر من 900 ألف مهاجر في العام المنتهي في يونيو/حزيران 2023، قبل أن يتقلص العدد في يونيو 2024 إلى 728 ألف شخص.

إعلان

وركّز عدد من أسلاف ستارمر على قمع الهجرة غير النظامية، وفي السياق ذاته تبنى رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك خطة مثيرة للجدل لترحيل المهاجرين الذين ليس لديهم وضع قانوني إلى رواندا بغض النظر عن أصولهم قبل أن تبطل المحاكم تلك الخطة.

ذعر من اليمين

وفقا لكاسل، فإن خطة ستارمر المتشددة تعكس كيف أصبحت الهجرة قضية ساخنة مجددًا في بريطانيا. ففي وقت سابق من هذا الشهر حقق حزب "إصلاح المملكة المتحدة" المناهض للهجرة فوزًا كبيرا في الانتخابات الإقليمية وانتخابات رؤساء البلديات، مما مثل انتكاسةً كبيرةً لحزبي العمال والمحافظين.

ونقل كاسل عن مسؤولين كبار أن حزب الإصلاح قد يصبح المنافس الرئيسي لحزب العمال بحلول الانتخابات العامة المقبلة، وهو ما قد يفسر لهجة ستارمر الجديدة الصارمة في موضوع الهجرة.

وفي حين نفى ستارمر أن تكون خطته لمكافحة الهجرة ردًا على النجاح الانتخابي لحزب الإصلاح قائلا لوسائل الإعلام "أنا أفعل هذا لأنه صحيح وعادل، ولأنه ما أؤمن به"، أكد زعيم حزب الإصلاح نايجل فاراج أن حزب العمال أقر الإجراءات الجديدة لأنه "كان مذعورًا للغاية" من صعود حزبه في الانتخابات المحلية.

وأضاف فاراج أن "حزب العمال بات يتبع حزب الإصلاح في قضية الهجرة، لكن هل لديهم الإرادة لتنفيذ هذه الإجراءات؟ أشك في ذلك بقوة"، معتبرا خطط حزب العمال للقضاء على عصابات تهريب البشر التي تنقل المهاجرين عبر القناة الإنجليزية تعكس فشلا ذريعا.

وادعى زعيم حزب الإصلاح أن رئيس الوزراء ستارمر غيّر موقفه بشأن الهجرة لمجرد رغبته في البقاء في السلطة.

وبدورها، انتقدت رئيسة حزب المحافظين كيمي بادينوخ خطة ستارمر، معتبرة أنها بعيدة كل البعد عن مستوى التغيير الذي نحتاج إلى رؤيته.

ومن جانبه أدان حزب الخضر مقترحات ستارمر ووصفها بأنها محاولة "مذعورة ومضللة" "لخلق عناوين رئيسية ومحاولة استعادة أصوات حزب الإصلاح".

نايجل فاراج: رئيس الوزراء ستارمر غيّر موقفه بشأن الهجرة لمجرد رغبته في البقاء في السلطة (الفرنسية) انتقادات قوية من الداخل

ستكون خطة ستارمر أمام امتحان صعب خلال عرضها على البرلمان يوم الاثنين القادم، حيث إن انتقادها لم يقتصر على المعارضة، بل واجهت انتقادات حادة من النواب اليساريين المنتمين لحزب العمال الذي يرأسه ستارمر نفسه.

إعلان

فقد عنونت صحيفة تلغراف البريطانية تقريرا لها بـ"ستارمر يواجه ردا عنيفا من اليسار بشأن خطة الهجرة"، معتبرة أن بنود الخطة واللغة التي استخدمها رئيس الوزراء أثارتا انتقادات من بعض نواب حزب العمال والنقابات.

ونشرت النائبة العمالية عن نوتنغهام نادية ويتوم على موقع إكس أن "تصعيد الحكومة للخطاب المناهض للمهاجرين أمر مخز وخطير، فالمهاجرون هم جيراننا وأصدقاؤنا وعائلتنا، والقول بأن بريطانيا تُخاطر بأن تصبح "جزيرة للغرباء" بسبب الهجرة يحاكي إثارة الهلع لدى اليمين المتطرف".

واعتبر النائب العمالي السابق والمستقل حاليًا جون ماكدونيل أن استخدام كير ستارمر عبارة "جزيرة من الغرباء" يمثل إحياء لخطاب إينوك باول مع ما يعنيه ذلك من إثارة صادمة للانقسام.

وكان باول عضوًا محافظا في البرلمان وألقى خطابًا سيئ السمعة عام 1968، ويُعتبر على نطاق واسع أحد أكثر الشخصيات عنصريةً وتحريضا في التاريخ البريطاني الحديث.

وبدورها قالت النائبة من حزب العمال أوليفيا بليك إن وصف المهاجرين بالغرباء "يُخاطر بإضفاء الشرعية" على عنف اليمين المتطرف، "فالمهاجرون ليسوا غرباء، بل هم جيراننا وأصدقاؤنا وعائلاتنا وجزء لا يتجزأ من مجتمعاتنا، وهذه التحركات لوصفهم بالغرباء تُثير الانقسام وتُثير العداوة، وتُخاطر بإضفاء الشرعية على عنف اليمين المتطرف نفسه الذي شهدناه في أعمال الشغب التي شهدناها صيف العام الماضي. ألم نتعلم شيئًا؟".

وتُشير بليك إلى الاضطرابات الواسعة النطاق التي اندلعت صيف العام الماضي بعد مقتل ثلاث فتيات في ساوثبورت على يد أكسل روداكوبانا.

وصرحت النائبة العمالية عن منطقة فوكسهول فلورنس إيشالومي بأنها تُمثل "مكانًا اختاره الكثير من الناس من جميع أنحاء العالم ليكون موطنًا لهم، مكانًا يُساهم فيه الكثيرون في تطوير مجتمعنا يومًا بعد يوم"، مضيفة أن العديد من ناخبيها قلقون بشأن الإجراءات الجديدة وتأثيرها على المقيمين بالفعل في المملكة المتحدة.

إعلان

وقال كريس فيلب من مجلس العموم "يبدو أن رئيس الوزراء قد خضع لتحوّل عجيب.. لقد انسلخ على ما يبدو من كل ما كان يؤمن به، أو ربما سيفعل ما كان يفعله دائمًا، وفي الوقت نفسه يقول ما يعتقد أن الناس يريدون سماعه في أي وقت".

ورأى النائب العمالي بيل ريبيرو-آدي أنه "من المخجل أن يُتخذ المهاجرون كبش فداء بهذه الطريقة". وكتب "كان إعلان الحكومة هذا الصباح إهانةً لأولئك الذين اتخذوا المملكة المتحدة وطنًا لهم.. هؤلاء المهاجرون ليسوا غرباء، إنهم أصدقاؤنا وجيراننا وأفراد عائلاتنا".

وأشار النائب من حزب العمال كلايف لويس إلى أن "إصلاحات الهجرة التي كشف عنها كير ستارمر تُمثل منحدرا زلقا نحو الفاشية التي احتفلنا للتو بالذكرى الثمانين لهزيمتها".

مقالات مشابهة

  • اتفاق تاريخي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي
  • بريطانيا تعيد بناء علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي
  • اتفاق جديد بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي يرسم مرحلة ما بعد بريكست
  • اتفاق دفاعي جديد في قمة تاريخية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي
  • بريطانيا تعيد ترتيب أوراقها مع الاتحاد الأوروبي.. شراكة جديدة لما بعد البريكست
  • بريطانيا والاتحاد الأوروبي يتوصلان لاتفاق جديد لتعزيز التعاون الأمني والدفاعي
  • رئيس وزراء بريطانيا يعتزم الإعلان عن اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي
  • بريطانيا تتجه نحو اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي في قمة مرتقبة بلندن
  • خطة ستارمر.. حتى لا تتحول بريطانيا إلى جزيرة للغرباء