شعر التفعيلة والنثر في النص الشعبي
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
(1)
قديما كان الشاعر هو كل شخص «مفوّه» يلتزم بعمود القصيدة، وبحرها، ووزنها، وقافـيتها. كان تعريف الشعر محددا، وواضحا، ومقيّدا، وغير قابل للتأويل. ثم جاءت القصيدة الحرة، أو قصيدة التفعيلة، فتخففت من القافـية، وحافظت على تفعيلة النص، وأبحر الشعراء فـيها ضمن قوانين، وشروط جديدة، لم تكن قائمة ذات يوم. ثم جاءت قصيدة النثر، فأصبح تعريف الشاعر، والنص، أكثر صعوبة، ومسؤولية، غير أن ذلك أتاح لكل ناثر أن يكون شاعرا، وفاتحا لقلعة الشعر، فضاعت ملامح القصيدة والشاعر معا، واختلطت الخاطرة بالشعر، واستحال التفريق بينهما؛ لأنك لا تملك مفاتيح خاصة لمعرفة ماهية ما تكتبه، أو يكتبه غيرك.
(2)
ولذلك تجد اليوم من يلتزم بالعمود التقليدي للقصيدة الفصحى، ولكنه لا يقدم شيئا يُذكر، وقد تجد من يلتزم بالتفعيلة، ولكنه لا يأتي بما تعتقد أنه فضاء فسيح من الخيال، وقد يأتي كاتب جيد، أو ناثر سيء، يكتب قصيدة النثر، ويعرّف نفسه باسم «شاعر»، ولا تستطيع أن تسلبه حقه فـي ذلك؛ لأنه يلعب فـي نفس مساحة التعريف الهلامية، والواسعة التي لا يمكن إدراكها، ولكنه يفتقر لأبسط قواعد اللغة، أو النحو، أو حتى الشعرية المتدفقة فـي النص، وهذا يحتاج إلى ناقد مثقف، واعٍ، ذي حساسية مفرطة لمعرفة الشاعر من المتطفل على الشعر.
(3)
ولم تسلم القصيدة الشعبية من عبث النثر، ولكنها ظلت ـ رغم كل شيء ـ متمسكة بتقليديتها، وكينونتها، وشكلها المستقل. ولم يعترف بقصيدة النثر كنص حقيقي إلا القليل من الشعراء ذوي الخيالات الخصبة، والتجارب العميقة، والثقافة البعيدة. وفـي كل الأحوال لم يُتقبّل هذا النوع من الشعر فـي البيئات المختلفة؛ بسبب تمسك أفراد هذه المجتمعات بالتقاليد الشعرية المتوارثة، والتي لا يمكن أن تتجاهلها، أو تغض الطرف عنها، فحافظت القصيدة على تلك الملامح القديمة، وظل التجديد محصورا، وضيقا إلى حد بعيد، إلا فـي إطار المحيط التقليدي العمودي القديم، أو إلى درجة ما فـي نصوص التفعيلة التي دخلت بطريقة قيصرية صعبة على يد بعض الشعراء المجددين، وفـي مقدمتهم الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن.
(4)
إن محاولات بعض الأشخاص - سواء شعراء، أو أشباه الشعراء - كسر حدة التقاليد الشعرية فـي الشعر العمودي الشعبي لن يكون سهلا بالمرة، ولن يمر دون تضحيات كبيرة، ودروب حياتية كثيرة، وطويلة. وستبقى القصيدة الكلاسيكية هي القصيدة المهيمنة لفترات أبعد من النظر، والخيال؛ لذلك يبقى المدخل الوحيد للتجديد فـي القصيدة النبطية سواء ذلك المرتبط بالصورة الشعرية، أو الشكل التقليدي يمر عبر القصيدة العمودية، وقبل ذلك عبر الذائقة الشعبية العامة، وهذا أمر بالغ الصعوبة، والمخاطرة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
انتصار ترامب.. الكونجرس الأمريكي يصادق على مشروع قانون الموازنة
حقق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس انتصارًا تشريعيًا كبيرًا بعد إقرار الكونجرس مشروع قانون الموازنة الذي يعد حجر الزاوية لبرنامجه الاقتصادي مع ما يلحظه من خفض للضرائب واقتطاعات في نظام الضمان الصحي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); });وبعدما صادق عليه مجلس الشيوخ الثلاثاء في تصويت كان لنائب الرئيس جاي دي فانس الصوت المرجح فيه، أقر مجلس النواب بهامش أصوات ضئيل بعد ضغوط وسجالات النص الواقع في 869 صفحة، والذي أطلق عليه ترامب تسمية "القانون الكبير والجميل".
أخبار متعلقة إيران تعلن إعادة فتح مجالها الجوي بما في ذلك فوق طهرانضربتها 1000 هزة أرضية.. اليابان تخلي جزيرة في أرخبيل توكاراوأشاد ترامب بالمصادقة في تصريح أدلى به قبيل توجهه إلى تجمع شعبي في ولاية آيوا لإطلاق احتفالات الذكرى 250 لتأسيس الولايات المتحدة، قائلًا إن هذا التشريع سيدفع اقتصاد البلاد بقوة "صاروخ فضائي"، واصفًا النص بأنه "أكبر مشروع قانون من نوعه يجري توقيعه على الإطلاق".
العصر الذهبي لأمريكاورحب البيت الأبيض بالمصادقة، واصفًا إياها في منشور على إكس بأنها "انتصار".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحفيين الخميس، إن النص "سيكون على مكتب الرئيس لتوقيعه في مراسم كبيرة وجميلة ستقام اليوم الجمعة الساعة 5 مساء، تمامًا كما قال الرئيس وأمل دائمًا".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الكونجرس الأمريكي يصادق على مشروع قانون الموازنة - Britannica
وتابعت: "يجمع هذا النص كل السياسات التي خاض الرئيس حملته على أساسها، والتي صوّت من أجلها الأمريكيون في الخامس من نوفمبر 2024، واصفة التشريع بأنه "جسر نحو العصر الذهبي لأمريكا".
موافقة 218 نائبًاوأُقر النص بأصوات 218 نائبًا، فيما عارضه 214.
وعارض نائبان جمهوريان النص في التصويت النهائي، بعدما نجح قادة الحزب في تذليل العقبات الأخيرة في مفاوضات جرت في الكواليس قادها رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، خلال الليل، بمساعدة سيد البيت الأبيض.
ومساء الأربعاء، شدد ترامب نبرته، متسائلا على منصته تروث سوشال "ماذا ينتظر الجمهوريون؟ ما الذي تحاولون إثباته؟".
وتحدث ترامب هاتفيًا مع نواب جمهوريين معارضين للنص حتى ساعات متأخرة لإقناعهم بتغيير موقفهم، وفق جونسون.
وبعدما كان مقررًا في بادئ الأمر الأربعاء، أجري التصويت النهائي مساء الخميس في واشنطن، إذ في ظل غالبية تقتصر على 8 مقاعد، لم يكن الحزب الرئاسي قادرًا على تحمل معارضة أكثر من 3 جمهوريين.
ويحذر خبراء وسياسيون من زيادة ضخمة متوقعة في العجز الفيدرالي من جراء إقرار هذا التشريع.