ahmadalkhamisi2012@gmail.com
فى قاعة صغيرة بمسجد آل رشدان بمدينة نصر أقيم عزاء الشاعر محمود قرنى. ووقف ابنه أحمد فى أول طابور طويل يستقبل المعزين ويصافحهم.
فى القاعة ساد الصمت، رغم أن معظم المثقفين الحاضرين يعرفون بعضهم البعض، صمت وحزن غمره فى قرارة الروح شعور عميق بالذنب، فقد ظل قرنى ثلاث سنوات مريضًا يسعى لعلاج كبده من دون أن ترتجف بأقل بادرة استجابة الهيئات الثقافية الرسمية: اتحاد الكتاب، والمجلس الأعلى، ووزارة الثقافة وغير ذلك.
محمود قرنى أيضًا رفض بشدة كل عروض الأصدقاء التى تقدموا بها لمعاونته ماليًا، وقال لى فى حديث تليفونى: شكرًا جزيلًا. لكن صدقنى ليست هناك حاجة. المسائل ماشية.
بهذا التعفف وبهذه الكبرياء وقف قرنى على حافة الموت، يحدق ليس بصحته، لكن بكرامته. يرحل محمود قرنى، وفتحى عامر، وغيرهما ممن يحسبهم الناس «من التعفف» أغنياءً، يرحلون إلى الحقيقة التى تضم من لا يتواثبون إلى أى لقاء وكل ندوة وشاشة وميكروفون وأخبار الصحف، ويبقون فى الحقيقة شطرة من القصيدة العظيمة التى تكبر تحت افتتاحية المتنبى: " فلا عبرت بى ساعة لا تعزنى، ولا صحبتنى مهجة تقبل الظلما " !
رحل محمود قرنى فجر الأحد ٢ يوليو، قبل ذلك بساعات كتب الأستاذ نبيل عبدالفتاح على صفحته فى «فيسبوك» أن قرنى راقد بخير يستعد للعملية فى الصباح. كتبت له فى المحادثة أقول إنه إذا كانت الأجهزة الثقافية الرسمية قد قصرت معه، فإننا أيضًا مقصرون، لماذا لا نتحرك لتوفير نفقات علاجه؟. واستحسن نبيل عبدالفتاح الفكرة، بل وتخيرنا فيما بيننا عماد أبوغازى لبدء حملة جمع الأموال. ولم تمر سوى ساعات حتى رحل عنّا محمود قرنى، تاركًا ذلك الشعور العميق بالذنب، والعجز، وبأن رحيله كان قصيدته الأخيرة، المشبعة بالتعفف، والكبرياء، واجتناب الضوضاء الزائفة، والبعد عن الصغائر، أو التقرب لأصحاب القرار، رحل شاعرًا، كما عاش. وقد صدمنى الخبر طويلًا، كما تهبط الحقيقة بكل ثقلها على رأس الإنسان، فلا يسعه الحركة أو النطق. ولم أجد ما أكتبه على صفحته بعد رحيله سوى «حقك علينا». أما القصيدة فسوف نظل نقرأها طويلًا، ونرى فى كل بيت منها أحوال الذين وهبوا أعمارهم للفن، والفكر، والوطن، وماتوا غرباء، على الطريق الطويل للثقافة المصرية. "حقك علينا يا محمود. حقك علينا ".
د. أحمد الخميسي قاص وكاتب صحفي مصري
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
فاسكو سوزا: علينا إظهار شخصية بورتو أمام الأهلي في اللقاء الحاسم
شدّد فاسكو سوزا، لاعب خط وسط نادي بورتو البرتغالي، على أهمية المواجهة المرتقبة أمام الأهلي، في ختام مباريات المجموعة الأولى من كأس العالم للأندية 2025، والتي تقام بمدينة نيوجيرسي الأمريكية، مؤكدًا أن الفريق البرتغالي يستعد لخوض واحدة من أقوى مبارياته في البطولة، فجر الثلاثاء.
وقال سوزا في تصريحات إعلامية قبل اللقاء: "نتوقع مباراة صعبة للغاية أمام فريق قوي مثل الأهلي. نعرف جيدًا أن الخصم يمتلك خبرة كبيرة في هذه البطولات، لكن علينا أن نُظهر شخصية بورتو الحقيقية، وأن نخوض المواجهة بالثقة والكرامة داخل أرض الملعب".
وأضاف اللاعب، الذي عاد مؤخرًا من الإصابة: "العودة للعب مع الفريق كانت هدفي منذ اللحظة الأولى، وأنا الآن جاهز تمامًا لتقديم كل ما أملك. ندرك أن موقفنا معقد، لكن لا تزال لدينا فرصة للتأهل وسنتمسك بها حتى الثواني الأخيرة".
وأثنى سوزا على الدعم الكبير من الجماهير البرتغالية في أمريكا، مؤكدًا أن وجودهم شكل دفعة معنوية للفريق: "هذا الدعم لا يُقدّر بثمن. نلعب من أجلهم، ونعدهم بأن نكون على قدر الثقة والمسؤولية".
كما جدد دعمه للمدرب جونزالو أنسيلمي ولرئيس النادي أندريه فيلاس بواش، قائلاً: "نحن نثق في المدرب تمامًا، وجميع اللاعبين يقاتلون من أجل شعار النادي. تصريحات الرئيس كانت واضحة وصادقة، ودورنا أن نرد على ذلك داخل الملعب بأداء قوي وروح قتالية".
ويأمل بورتو في تحقيق الفوز على الأهلي مع انتظار نتائج بقية مواجهات المجموعة، في ظل احتدام الصراع على بطاقات التأهل لدور الـ16، بعد خسارته أمام إنتر ميامي وتعادله مع بالميراس.