موقع النيلين:
2025-06-23@09:44:24 GMT

ضجيج الأقلام .. و صمت الحقيقة

تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT

في زمنٍ لم تَعُد الكلمة فيه بريئة، صارت الأقلام تُتقن فن الغمز، وتُجيد اختلاق المواقف التي لم تحدث، لتصنع صورة مغشوشة، تخدم أجندة لا تُعلَن. خرج أحد قادة الحركات قبل بداية اجتماع رسمي… لا قبل المداولات، ولا أثناء حديث سياسي، بل قبل أن يُعلن الاجتماع عن نفسه. ثم انهالت الأقلام تُفسّر هذا الخروج، وتَنسج فوقه رواية كاملة من “الانسحاب المغاضب”، وكأن الرجل ضرب الطاولة وانسحب محتجًا على نصٍّ لم يُقرأ، وقرارٍ لم يُطرح، وكلمة لم تُقَل بعد.

فما الذي حدث فعلًا؟ لا شيء يستحق هذا الضجيج. لكن الضجيج مطلوب. لأن المطلوب ليس الحقيقة… بل جرّ هذا القائد إلى مربّع الغضب، ولو لم يغضب. تمامًا كما حدث من قبل، حين سُرّبت محاضر داخلية للحركات المسلحة تطالب فيها بدعم عسكري في قلب معركة وجودية، فصُوّرت وكأنها تطلب “غنائم حرب” لا مقوّمات دفاع عن النفس. وأُخرجت تلك المطالب من سياقها، ووُضعت أمام جمهور غاضب ليتهمها بـ”الأنانية” و”المكايدة”، بينما كانت في جوهرها محاولة لحماية الخرطوم نفسها.اليوم، يتكرر المشهد. الصحافة الصفراء لا تكتب لتُنير، بل لتُثير. والرأي العام يُقاد مرة أخرى نحو ذات الفخ: تصوير القوى التي حملت السلاح دفاعًا عن الدولة، وكأنها تسعى لتفكيكها من الداخل، ووصم من طالب بحقه في نصيبٍ عادل من السلطة بأنه “ينسحب” و”يغضب” و”يراوغ”. والأدهى من ذلك، حين ينتصر هؤلاء في الميدان، يُقال إن “الجيش انتصر”. وعندما ينسحب الجيش من المواقع، يُقال إن “الحركات انسحبت”! من يدير المعركة أصلًا؟ الجيش أم الحركات التي جاءت لتساند الجيش؟نحن أمام إعلام لا يرى إلا بعينٍ واحدة، ولا ينطق إلا بما يُرضي سرديةً واحدة، وإن كانت كاذبة.هذه ليست أزمة معلومات، بل أزمة نوايا. فالنوايا حين تُلوَّن، تُحوِّل الاجتماع العادي إلى مشهد درامي، وتجعل من الحياد تهمة، ومن الصمت موقفًا، ومن الغياب انسحابًا مقصودًا.الحرب، مثل المرآة المحطّمة، تُظهر لكلٍّ وجهًا مختلفًا، فيها من يعرف الحقيقة ويتوارى عنها، وفيها من يميز بين الحق والباطل ثم يتبع الباطل وهو يعلم. وفيها من يسير على خطى الخطأ، متأكدًا من ضلال المسار، لكنه لا يتوقف، كأنّ في داخله شيئًا يهواه.الغريب أن من يُشعل فتيل الفتنة يجد من يُصفّق له بغباء، ومن يعمل على تفتيت ما تبقّى من وحدة البلاد يُقابَل بالفرح، ومن يكتب من أجل تفرقة الصفّ يُكافأ وكأنه أضاء مصباحًا في الظلام. إنكم تعلمون، ولكنكم تجهلون ما كنتم تقدّمون. لا يريدون التنازل، ولكنهم يريدون منك التضحية. لا يمنحونك ما تستحق، رغم أنهم يعلمون تمامًا أنك تستحق. يريدونك أن تقاتل صامتًا، وعندما ترفع صوتك للمطالبة بحقك، يُوصم صوتك بالانتهازية.أيها الغافلون… لماذا يُصر بعض الصحفيين والإعلاميين على اختيار قضية واحدة، والنقش عليها بقلمٍ مسموم، كأنهم يحاولون تفكيك جسدٍ متماسك؟ هل الهدف هو الحقيقة؟ أم أن هناك دورًا خفيًا يُؤدّى، رسالة مكتومة لتفريق الجمع، تحت عباءة المقال والتحليل؟وعندما تُذكر اتفاقية جوبا، المرجعية القانونية والسياسية، يتجاهل البعض أن الكلمة فيها ليست ملكًا للصحفي، بل لرئيس مجلس السيادة، وعليه أن يصدر التوجيه، لا أن يترك التأويل لطبولٍ تمتهن التهويل وتتحصّن خلف الاجتماعات لتسترق السمع، ثم تكتب كأنها اكتشفت كنزًا من أسرار الأرض.عوض الله نواي – الصفحة الإعلامية لحركة العدل والمساواة السودانية إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الخارجية الايرانية: الكيان الصهيوني يشن حرباً على الحقيقة والضمير الإنساني

 

الثورة نت/

قالت وزارة الخارجية الايرانية، اليوم الجمعة، إن “على العالم أن يمنع المعتدي من التلاعب بالحقائق، حيث لم يكتفِ الكيان الصهيوني بالعدوان العسكري على إيران، بل شنّ حربًا على الحقيقة والضمير الإنساني”.

ونقلت وكالة مهر للأنباء، رسالة من صفحة وزارة الخارجية على منصة “إكس”، جاء فيها أيضاً: “حظرت إسرائيل تغطية وسائل الإعلام الأجنبية للهجمات الصاروخية الإيرانية. لماذا؟ لإخفاء الحقائق”.

وأضافت : “بينما تستهدف إيران أهدافًا عسكرية بدقة، تتعمد “إسرائيل” قتل المدنيين، وتُسبب حزنًا لا يُحصى للعائلات باستهداف مئات المواطنين الإيرانيين، بمن فيهم الأطفال، وتدمير المستشفيات”.

ودعت الخارجية الإيرانية، وسائل الإعلام الدولية لفضح جرائم العدوان الإسرائيلي، قائلة : “لا تنسوا: إسرائيل هي من بادرت بهذا العدوان غير المبرر على دولة محبة للسلام”.

مقالات مشابهة

  • صلاة الضحى.. اعرف وقتها وعدد ركعاتها والسور التي تقرأ فيها
  • إيكونوميست: لحظة انفجار الحقيقة لإيران وإسرائيل
  • أين الحقيقة في خطاب صمود؟
  • الذكاء الاصطناعي بين الابتكار والابتزاز.. تقارير أنثروبيك تكشف الحقيقة
  • الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض واحدة من أكثر الحروب تعقيدا في تاريخ إسرائيل
  • ما هي استراتيجية الدفاع الأمامي التي تتبناها إيران؟ وهل تستمر فيها؟
  • سيد صادق يكشف أسرارا عن مسلسل الحقيقة والسراب .. خاص
  • الخارجية الايرانية: الكيان الصهيوني يشن حرباً على الحقيقة والضمير الإنساني
  • ولأوروبا أيضا صوت يُسمع وسط ضجيج الحرب بين إيران وإسرائيل.. جهودٌ لنزع فتيل الانفجار