عبر 270 محطة.. الذكاء الاصطناعي يعزّز رصد الزلازل في المملكة
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
كشفت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عن توسيع نطاق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن منظومتها الوطنية للرصد الزلزالي، والتي تضم 270 محطة رقمية عالية الحساسية موزعة على مختلف مناطق المملكة، في خطوة تعكس حجم التقدم العلمي والتقني الذي حققته الهيئة في مجال مراقبة النشاط الزلزالي وتعزيز الأمن الجيولوجي الوطني.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وتُعد هذه الشبكة واحدة من أكبر الشبكات الإقليمية من حيث الانتشار الجغرافي والتكامل التقني، حيث تعمل المحطات على مدار الساعة باستخدام تقنيات متقدمة لرصد أدق الاهتزازات الأرضية، بما في ذلك الزلازل الصغيرة التي قد لا تُشعر بها غالبية السكان، لكنها تحمل مؤشرات علمية مهمة تساعد في فهم النشاط التكتوني ومتابعة الصفائح الأرضية في المنطقة.
أخبار متعلقة الرياض.. ضبط 3 وافدين لممارستهم أفعالًا تنافي الآداب في مركز "مساج"بنسبة نمو 93%.. توظيف 143 ألف مواطن بالقطاع الخاص خلال الربع الأول من 2025وأوضحت الهيئة أن هذه المحطات ترتبط بشكل مباشر بالأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت الآمنة، ما يضمن سرعة نقل البيانات بشكل فوري إلى مراكز التحليل المتقدمة، والتي تقوم بدورها باستخدام أحدث البرمجيات العلمية لتحديد موقع الزلزال وعمقه وقوته بدقة عالية، داخل حدود المملكة، وفي بعض الحالات خارجها أيضًا، خاصةً في المناطق الحدودية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الذكاء الاصطناعي يعزّز رصد الزلازل في المملكة- أرشيفيةمنظومة الرصد الزلزاليوفي سياق متصل، بيّنت الهيئة أنها طوّرت خوارزميات خاصة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي، حيث تم تطبيقها بنجاح في عدد من المناطق ذات النشاط الزلزالي المتكرر، وحققت نتائج دقيقة وموثوقة أسهمت في تحسين جودة البيانات المستخلصة من المحطات، وتسريع عملية التقييم والتفاعل المبكر مع أي نشاط زلزالي.
ويُعد هذا التطوير جزءًا من جهود الهيئة في تحديث بنيتها التحتية وتعزيز قدراتها الفنية، حيث تستثمر بشكل مستمر في التدريب والتأهيل، وتحديث الأجهزة والبرمجيات المستخدمة، إلى جانب التعاون المستمر مع المراكز البحثية والجامعات الوطنية والعالمية بهدف تبادل الخبرات وتعزيز كفاءة أداء منظومة الرصد الزلزالي.
وأكدت الهيئة أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤيتها الاستراتيجية الرامية إلى توفير منظومة علمية متكاملة تسهم في دعم متخذي القرار، وتعزيز الأمن الجيولوجي في المملكة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع السلامة العامة والتخطيط العمراني السليم ضمن أولويات التنمية المستدامة.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عبدالعزيز العمري جدة هيئة المساحة الجيولوجية هيئة المساحة الجيولوجية السعودية رصد الزلازل الذكاء الاصطناعي السعودية الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي كمرآة للإنسان: هل نحن فعلًا بهذا القبح؟
محمد بن زاهر العبري
لطالما تغنّى الإنسان بتفوّقه العقلي وتفرده الأخلاقي بين الكائنات الحية، وظل يؤمن بأن عقله هو ما يميزه ويرفعه فوق سائر الموجودات، حتى جاءت حقبة الذكاء الاصطناعي لتطرح سؤالًا جديدًا مقلقًا لا يتعلق فقط بتفوق الآلة؛ بل بكيفية انعكاس الإنسان نفسه في تلك الآلة.
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية أو أداة حيادية، بل هو بناء إنساني يحمل في طياته القيم والميول والانحيازات التي يغرسها فيه الإنسان بشكل واع أو غير واع، لذلك فإن الذكاء الاصطناعي لا يكشف فقط عن قدرات الإنسان؛ بل يعرّي نواياه ونقاط ضعفه وصراعاته الأخلاقية.
فحين درّبنا الخوارزميات على التعرّف على الوجوه مثلًا اكتشفنا أنها أكثر ميلا مع الوجوه البيضاء عن الوجوه السمراء، وحين تركنا الذكاء الاصطناعي يطوّر نفسه اعتمادًا على المحتوى المتاح على الإنترنت صار عنصريًا وكارهًا للنساء ومليئًا بالتحيّزات ذاتها التي حاولنا نفيها عن أنفسنا.
الذكاء الاصطناعي إذًا لا يخترع القبح من فراغ، بل يعكس القبح الموجود فينا، في بياناتنا، في مواقفنا، وفي قراراتنا اليومية التي لم ننتبه أحيانًا إلى ظلمها وعدم عدالتها.
كل صورة نمطية ترسّخت في المجتمع ستجد طريقها إلى الخوارزمية، وكل تحيّز مرّ دون مراجعة سيتحوّل إلى منطق برمجي محايد ظاهريًا لكنه مشوّه جوهريًا، لدرجة أننا يوما قد نجده يقول لنا: فعلا ينبغي محو فلسطين من خارطة العالم!
نحن اليوم لا نقف فقط أمام مرآة تقنية؛ بل أمام مرآة أخلاقية تسألنا عمّا فعلناه في مجتمعاتنا، وتساءلنا ماذا فعلناه بأنفسنا. الذكاء الاصطناعي لا يبتكر الشر؛ بل يستعيره من الإنسان وهذا ما يجعل سؤال المستقبل سؤالًا أخلاقيًا قبل أن يكون تقنيًا، وهو:
كيف نمنع الذكاء الاصطناعي من أن يكون امتدادًا لقبحنا؟ وكيف نحوّله إلى فرصة لإعادة النظر في أنفسنا وفي ما نعتبره طبيعيًا أو مقبولًا؟
ربما لا يكون الذكاء الاصطناعي نقمة في حد ذاته؛ بل لعنة صادقة ومرآة تكشف ما نخجل من رؤيته في وجوهنا، وإن كانت هذه الحقيقة قاسية فهي البداية الضرورية لأية محاولة تصحيح أو تغيير فحين نعرف أننا نرسم القبح في خوارزمياتنا يمكننا أن نتعلّم كيف نرسم الجمال أيضا.
رسالة المقالة هذه هي: أيها الإنسان، ما لم تزرع في قلبك الجمال والمحبة والخير، لن تجد الذكاء الاصطناعي يوما سيقترحه عليك، لأنه وببساطة انعكاسك الأخلاقي.