نيويورك- العُمانية

أكدت سلطنة عُمان على دورها الفاعل منذ عقود في دعم أمن وسلامة الملاحة البحرية الإقليمية والدولية، إدراكًا منها لما تمثله هذه الممرات من شريان حيوي لحركة التجارة والطاقة العالمية، وما تنطوي عليه من مسؤوليات قانونية وأمنية وإنسانية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها سعادة السفير عمر بن سعيد الكثيري مندوب سلطنة عُمان الدائم لدى الأمم المتحدة في كلمته خلال الجلسة رفيعة المستوى لمجلس الأمن الدولي حول "تعزيز أمن الملاحة البحرية من خلال التعاون الدولي من أجل الاستقرار العالمي" والتي عقدت في نيويورك.

وأكد سعادة السفير في كلمته على أن سلطنة عُمان حرصت على مواءمة التشريعات الوطنية مع قواعد القانون الدولي ذات الصلة، وعلى رأسها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، والتي تستند إلى مبدأ حرية الملاحة، وتكفل مسؤوليات الدول الساحلية والعبور، وتضع الأسس القانونية لتسوية النزاعات البحرية. وبيّن سعادته أن سلطنة عُمان استضافت أخيرًا النسخة الثامنة من مؤتمر المحيط الهندي، الذي ركز على سبل تعزيز التعاون والتكامل في إدارة الأمن البحري إيمانا بأهمية العمل الإقليمي المشترك. وأشار إلى أن سلطنة عُمان تؤمن إيمانًا راسخا بأن أمن البحار والممرات المائية يمثل أحد الأعمدة الأساسية لصون الاستقرار الإقليمي والدولي، وضمان حرية الملاحة، واستمرار حركة التجارة العالمية، وصون الأمن الغذائي والطاقة، وتعزيز التنمية المستدامة.

وأوضح سعادة السفير مندوب سلطنة عُمان الدائم لدى الأمم المتحدة أن تفاقم التهديدات العابرة للحدود، كالإرهاب البحري، والقرصنة، وتهريب البشر والمخدرات، والأنشطة الإجرامية المنظمة، والاتجار غير المشروع، إلى جانب التداعيات البيئية الناتجة عن التغيرات المناخية والاعتداءات على البنية التحتية البحرية، يقتضي استجابات جماعية مدروسة، تعكس روح التعاون والمسؤولية المشتركة المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.

وتناول سعادته في كلمته الدور المحوري الذي اضطلعت به سلطنة عُمان في الوساطة التي أفضت إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه في السادس من مايو 2025م، لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو ما يمثل خطوة بنّاءة تسعى من خلالها سلطنة عُمان لتهدئة التوترات الإقليمية، وتعزيز الاستقرار البحري، وضمان الملاحة وانسيابية حركة الشحن الدولي.

وأكد على حرص سلطنة عُمان على أهمية تعزيز الالتزام بالقانون الدولي، ولا سيما اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، باعتبارها الإطار القانوني الشامل لكافة الأنشطة في البحار والمحيطات، مشددة على ضرورة التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتعاون مع المنظمة البحرية الدولية وغيرها من الهيئات المختصة.

وأشار إلى ضرورة بناء القدرات الوطنية للدول النامية، خاصة في مجالات المراقبة البحرية، وتبادل المعلومات، والاستجابة للطوارئ، وحماية البنية التحتية، ومكافحة الجرائم المنظمة، وذلك من خلال مبادرات جماعية مدروسة وشراكات فعالة.

وقال سعادة السفير عُمر بن سعيد الكثيري مندوب سلطنة عُمان الدائم لدى الأمم المتحدة إن التكنولوجيا الحديثة أداة مهمة لتعزيز الوعي بالمجال البحري وتحسين قدرة الدول على الاستجابة للتحديات في الوقت المناسب، من خلال استخدام الأقمار الصناعية وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي.

ولفت إلى أهمية التصدي للآثار المتفاقمة للتغير المناخي والتدهور البيئي التي تشكل عوامل مضاعفة لمخاطر الأمن البحري، ويناشد المجتمع الدولي إلى تطوير استراتيجيات دولية متكاملة لحماية البيئة البحرية، وأهمية الحوار البنّاء والدبلوماسية الوقائية كوسيلة لتحقيق الأمن الجماعي، وتسوية النزاعات، وبناء الثقة بين الدول، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة للأنشطة البحرية والتجارية والاقتصادية.

واختتم سعادته كلمته بالتأكيد على أن سلطنة عُمان انطلاقًا من سياستها الخارجية القائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل، واحترام القانون الدولي ستظل شريكًا مسؤولًا في تعزيز أمن الملاحة البحرية، وضمان الاستقرار في الممرات الدولية، ودعم الجهود المتعددة الأطراف لإيجاد حلول فعّالة وشاملة للتحديات التي تواجه البحار والمحيطات، بما يصون السلم والأمن الدوليين، ويخدم مصالح الشعوب كافة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الملاحة البحریة الأمم المتحدة سعادة السفیر من خلال

إقرأ أيضاً:

في زيارة هي الأولى من نوعها.. وفد من مجلس الأمن في سوريا

قالت إدارة الإعلام في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا)، إن زيارة الوفد "تأتي تأكيداً على دعم المجتمع الدولي لسوريا الجديدة ووقوفه إلى جانبها في مرحلة إعادة البناء وترسيخ سيادتها واستقرارها".

التقى رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، الخميس، وفد مجلس الأمن الدولي في زيارة وصفت بـ"التاريخية"، بقصر الشعب في دمشق، بحضور عدد من الوزراء، في أول لقاء من نوعه منذ سقوط نظام بشار الأسد قبل نحو عام.

وبحسب وكالة "سانا"، وصل أعضاء مجلس الأمن صباح اليوم إلى معبر جديدة يابوس الحدودي في ريف دمشق، في أول زيارة رسمية للمجلس إلى سوريا على الإطلاق. وتوجه الوفد فور وصوله إلى حي جوبر، أحد أكثر أحياء العاصمة تضرراً خلال سنوات الحرب، للاطلاع مباشرة على حجم الدمار.

وزار الوفد لاحقاً عدداً من المواقع التاريخية في دمشق القديمة برفقة مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي، شملت فندق بيت الوالي في باب توما، وسوق مدحت باشا، والجامع الأموي.

محادثات تركز على "السيادة"

ووفقاً لما نقلته وكالة "سانا" عن علبي، فقد "شكّلت الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية المحور الأساسي في محادثات الوفد مع الشرع"، إلى جانب عرضه رؤيته لمستقبل البلاد.

وأشار علبي إلى أن "أغلب أعضاء المجلس استفسروا عما يمكن تقديمه لسوريا"، فرد الرئيس الانتقالي بالتأكيد على "وحدة الأراضي الوطنية وسلامتها"، ودعا إلى "خطوات دولية فاعلة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية".

كما تطرق اللقاء، وفقاً للعلبي، إلى التحديات الاقتصادية والتنموية، حيث شدد الشرع على الأثر الإنساني للعقوبات المفروضة على المدنيين، ودعا إلى رفعها.

ووصف مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، زيارة وفد مجلس الأمن بأنها "حدث تاريخي مهم". وأوضح أن "انتقال موقف المجلس من الانقسام إلى التوافق يُعد إنجازاً تاريخياً"، مشيراً إلى أن "أي قرار للمجلس يتطلب توافق أعضائه الخمسة عشر".

بيان الخارجية السورية: الزيارة تؤكد دعم المجتمع الدولي

وقالت إدارة الإعلام في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) الأربعاء، إن زيارة الوفد "تأتي تأكيداً على دعم المجتمع الدولي لسوريا الجديدة ووقوفه إلى جانبها في مرحلة إعادة البناء وترسيخ سيادتها واستقرارها".

وأكدت أن الوفد "يمثل كل أعضاء المجلس"، مشيرة إلى أن هذه الزيارة "تشهد إجماعاً لأول مرة منذ 14 عاماً حول قضايا الجمهورية العربية السورية".

رئيس مجلس الأمن: الهدف استرجاع ثقة الشعب السوري

وقال رئيس مجلس الأمن الحالي، السفير السلوفيني صامويل زبوغار في مؤتمر صحفي يوم الاثنين، إن هدف الزيارة هو "استرجاع ثقة الشعب السوري بعد سنوات من الانقسام داخل المجلس".

وأوضح أن هذه هي "الزيارة الرسمية الأولى لمجلس الأمن للشرق الأوسط منذ 6 سنوات، والأولى لسوريا على الإطلاق"، مضيفاً أنها تأتي "في وقت حاسم" لدعم السلطات الجديدة في ترسيخ المرحلة الانتقالية.

ولفت زبوغار إلى أن الوفد يسعى أيضاً إلى "إبداء الدعم والتضامن مع سوريا ولبنان"، في ظل التحديات المرتبطة بوقف إطلاق النار القائم منذ عام في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله.

Related تصعيد إسرائيلي في سوريا مع استمرار العمليات في الضفة الغربية وغزةترامب يشيد بالشرع ويحذّر إسرائيل.. ما خلف رسالته غير المألوفة إلى تل أبيب بشأن سوريا؟سوريا.. سائق تكسي ينجو من القتل في طرطوس على خلفية سؤال طائفي لقاءات مزمعة مع فاعليات محلية وأممية

ومن المقرر أن يعقد أعضاء مجلس الأمن خلال زيارتهم لقاءات مع مسؤولين سوريين، وممثلي المجتمع المدني، وفرق تقصي الحقائق في أحداث الساحل والسويداء، إضافة إلى نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا نجاة رشدي.

ويضم مجلس الأمن 15 دولة، بينها خمس دائمة العضوية هي: الولايات المتحدة، بريطانيا، روسيا، فرنسا، والصين. وتشغل حالياً مقاعد العضوية غير الدائمة: سيراليون، كوريا الجنوبية، بنما، باكستان، غيانا، اليونان، الجزائر، سلوفينيا، الدنمارك، والصومال.

وتأتي الزيارة في إطار مساعي الأمم المتحدة لإعادة ترسيخ وجودها في سوريا، بعد أن رفع مجلس الأمن مؤخراً العقوبات المفروضة على أحمد الشرع. وكانت الأمم المتحدة قد دعت سابقاً إلى عملية انتقالية شاملة في سوريا بعد قرابة 14 عاماً من النزاع.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، الثلاثاء، إن الأمم المتحدة "تأمل بشدة أن تسهم الزيارة في تعزيز الحوار بين الأمم المتحدة وسوريا".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • في زيارة هي الأولى من نوعها.. وفد من مجلس الأمن في سوريا
  • وفد من مجلس الأمن الدولي يبدأ زيارة غير مسبوقة لسوريا
  • وفد من مجلس الأمن يصل سوريا في أول زيارة من نوعها
  • وفد مجلس الأمن الدولي يزور سوريا لأول مرة على الإطلاق
  • في أول زيارة.. وفد من مجلس الأمن يصل سوريا
  • وفد مجلس الأمن الدولي يصل إلى سوريا
  • ملك البحرين: نؤكد على أهمية حماية الملاحة البحرية من أي تهديد
  • الأمين العام للأمم المتحدة: الجرائم الإسرائيلية ضد الصحفيين في غزة هي الأكثر دموية منذ عقود
  • الأمم المتحدة: نصف سكان اليمن في دائرة انعدام الأمن الغذائي
  • الأمين العام للأمم المتحدة: صراع غزة الأكثر دموية للصحفيين منذ عقود