حققت مستشفى الناس الخيري لعلاج أمراض القلب والجهاز الهضمي والسكري، إنجازًا طبيًا مذهلًا بتمكن الفريق الطبي بها من إجراء عمليات إعادة هيكلة الصمام الرئوي باستخدام جزء من الأذين الأيمن، وهو إجراء طبي دقيق جدا وشديد التعقيد في جراحات قلب الأطفال المصابين بـ "رباعي فالوت"، ليس هذا فقط بل وتطوير استخدام هذه التقنية لاستخدامها لأول مرة في العالم مع بعض الحالات في سبق طبي لا نظير له.

وحاز الإنجاز الطبي لفريق أمراض القلب بمستشفى الناس على إشادة دولية بعد تصوير فيديوهات لعمليات أجريت في مستشفى الناس باستخدام التقنية الحديثة بعد تطويرها من قبل الفريق الطبي بالصرح المصري الكبير، ونشر هذه الفيديوهات على موقع "ctsnet"، الذي يعتبر أكبر موقع لجراحة القلب والصدر على مستوى العالم، حيث استعرض الدكتور Joel Dunning، الطبيب بقسم جراحة القلب والصدر بمستشفى جامعة جيمس كوك، وزميل الكلية الملكية للجراحين، مقاطع الفيديو للعمليات شديدة التعقيد التي أجريت في مستشفى الناس، وعلق عليها وسط حالة من الانبهار والسعادة بهذا التطوير المذهل الذي وصل إليه الأطباء المصريون.

بدوره، قال دكتور أحمد الفضالي، استشاري قلب الأطفال بمستشفى الناس: «كان لنا السبق في إجراء إعادة هيكلة الصمام الرئوي باستخدام جزء من الأذين الأيمن، ورغم أن الفكرة من الأساس تعود إلى الجراح الإيراني أمير غفران، والذي طبقها على بعض المرضي المصابون بـ "رباعي فالوت"، ويخضعون للعملية لأول مرة، إلا أن الفريق الطبي في مستشفى الناس بعدما طبق هذه التقنية على المرضي بنفس المواصفات التي وضعها الجراح الإيراني، تمكن من تطويرها واستخدامها مع حالات مرضية لم يسبق لها أن تخضع لهذه التجربة العلاجية في أي مكان بالعالم».

وأضاف استشاري قلب الأطفال بمستشفى الناس: «الجديد هنا أننا بدأنا تطبيق هذه التقنية على أمراض مختلفة مثل حالات الجذع الأحادي، وهو واحد من الأمراض شديدة التعقيد في جراحات قلب الأطفال، وكان للفريق الطبي بمستشفى الناس السبق بأن يكون أول فريق طبي في العالم يجري هذه العملية في مستشفى الناس، وكان له السبق أيضًا في تصوير حالة من ضمن الحالات التي خضعت للعلاج بهذه التقنية المتطورة»، موضحًا أنهم أرسلوا مقطع الفيديو الخاص بالعملية إلى موقع "ctsnet"، وهو أحد أكبر مواقع جراحة القلب والصدر على مستوى العالم، وحصد الفيديو على هذا الموقع العالمي أكبر نسبة مشاهدات في أول شهرين على الموقع.

وأوضح الدكتور أحمد فضالي، أن الفريق الطبي بمستشفى الناس استطاع أيضًا تطوير استخدام تقنية إعادة هيكلة الصمام الرئوي مع بعض الأمراض الأخرى مثل مرض الارتجاع الشديد في الصمام الرئوي للمرضى الذين سبق لهم إجراء عمليات من قبل، وفي مثال على هذا تطبيق التقنية الحديثة على طفل سبق أن أجري عملية إصلاح داخل القلب لـ "رباعي فالوت"، وبعد العملية حدث ارتجاع شديد في الصمام الرئوي، لكن تم حل المشكلة بنجاح تام عن طريق إعادة هيكلة الصمام الرئوي باستخدام جزء من الأذين الأيمن.

وتابع: «في الحقيقة هؤلاء الأطفال كان يتم التدخل معهم بطريقتين فقط، الأولي عن طريق تغيير الصمام الرئوي، وزرع صمام نسيجي، لكن مشكلته أن عمره الافتراضي يتراوح ما بين 4 إلى 6 سنوات بحد أقصي، إضافة إلى المشاكل الجراحية من الفتح وغيره، أما الحل الثاني فهو تركيب صمام عن طريق القسطرة، ورغم أن ميزته تتمثل في أنه آمن إلى حد ما لعدم وجود مشاكل الجراحة والنزيف، إلا أن مشكلته الكبرى تتمثل في أنه مرتفع التكلفة، حيث تبلغ تكلفة الصمام فقط نحو 800 ألف جنيه، هذا إلى جانب باقي المستلزمات الطبية، وتكلفة إقامة المريض في المستشفى، كما أنه يواجه نفس مشكلة الصمام النسيجي، وهي عائق العمر الافتراضي الذي تتراوح مدته ما بين 5 إلى 6 سنوات، وفي أفضل الأحوال يستمر إلى 10 سنوات، ويحتاج إلى تغييره مرة أخري».

وأشار إلى أنه رغم وجود بعض المميزات في "صمام القسطرة"، إلا أنه لا يمكن استخدامه مع الأطفال في بداية عمرهم، حيث لا يستطيع تطبيق هذه التقنية من العلاج مع الأطفال في عمر سنتين إلى 5 سنوات، وهم فئة مرضية عددها ليس بالقليل، لكن البشري السارة التي منحها فريق مستشفى الناس لهؤلاء الأطفال هو التوصل إلى تطوير تقنية إعادة هيكلة الصمام الرئوي باستخدام جزء من الأذين الأيمن، لتصبح صالحة لتطبيقها مع الحالات التي سبق وأجرت عمليات قلب، بحيث يتم تكوين الصمام الرئوي من الأذين الأيمن وزرعه لهؤلاء المرضي.

ولفت إلى أن أبرز مميزات إعادة هيكلة الصمام الرئوي باستخدام جزء من الأذين الأيمن، هي توفيره دون أي تكلفة مادية، لأن هذا الصمام يتم تكوينه من جسم المريض ذاته، هذا إلى جانب قدرة الفريق الطبي زراعة هذا الصمام للمرضي من أي فئة عمرية، وخاصة الأعمار المحيرة بالنسبة للأطباء والتي تتراوح ما بين عامين إلى 5 سنوات، ليتم بذلك إزالة كل العقبات التي كانت تقف حائلًا أمام علاجهم بتقنية طويلة الأمد.

واستطرد: «أخيرًا، توجد بعض الأبحاث التي تؤكد أن الجزء الذي يستخدم من الأذين الأيمن لزراعته كصمام رئوي، يحتوي على خلايا حية، ومع الوقت يستطيع هذا الصمام أن يكبر وينمو مع نمو الطفل»، مضيفًا: «ده اللي احنا إن شاء الله هنشتغل عليه الفترة الجايه في مستشفى الناس، وتحديدًا الدراسة طويلة الأمد أو النتيجة طويلة الأمد، لأن النتيجة قصيرة الأمد على مدي سنة ونصف من الشغل جاءت نتائجها مرضية جدًا، والهدف بتاعنا إننا نشتغل على النتيجة طويلة الأمد، عشان نشوف مدى قابلية الصمام ده للنمو مع الطفل».

واستكمل حديثه: «طبعا احنا كان لينا السبق للمرة الثانية في حالات إعادة هيكلة الصمام الرئوي باستخدام جزء من الأذين الأيمن، في حالات "الريدو"، اللي هي الحالات اللي كانت عاملة عمليات قبل كده، والحمد لله كنا أول ناس لينا السبق إننا نصور واحد من الحالات بتاعتنا، احنا عملنا عدد كبير من الحالات في المرض ده، ما يزيد عن 20 مريض، وصورنا حالة من ضمن الحالات بتاعتنا، وبعتناهم لموقع "ctsnet"، والحمد لله تم قبولها، ونشرت يوم 2 مايو 2025، وحصل الفيديو على نسبة مشاهدات عالية جدًا».

واختتم حديثه: «Joel Dunning، هو واحد من رؤساء التحرير في موقع "ctsnet"، وطالع الراجل عامل برزنتيشن أو عامل فيديو بيتكلم فيه عن التقنية بتاعتنا، وبيقول إنه أد إيه منبهر ومبسوط بالتقنية دي، لأنها بتحل أزمة كبيرة جدا لأطفال كثير أوي».

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أمراض القلب مرضى القلب المصريون الفريق الطبي قسم جراحة القلب مستشفى الناس عاجل فی مستشفى الناس بمستشفى الناس الفریق الطبی قلب الأطفال هذه التقنیة طویلة الأمد من الحالات

إقرأ أيضاً:

حزب المؤتمر: إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية يحقق العدالة في التمثيل البرلماني

قال اللواء الدكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن التعديلات التشريعية التي تم التقدم بها بشأن قوانين انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، خطوة مهمة لتحديث البنية القانونية المنظمة للعملية الانتخابية في مصر، بما يحقق مزيدا من الانضباط والشفافية وتكافؤ الفرص بين المواطنين في التمثيل البرلماني، ويعزز من فاعلية المؤسسات التشريعية.

وأضاف فرحات في بيان له أن إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية وفقا لآخر التحديثات السكانية والإحصائية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والهيئة الوطنية للانتخابات لعام 2025، يعد توجها صحيحا لضمان العدالة في التمثيل، خاصة في ظل التغيرات الديموغرافية التي شهدتها بعض المحافظات خلال السنوات الأخيرة، سواء من حيث التوسع العمراني أو التحولات السكانية.

الشيوخ يناقش تعديل قانون تقسيم الدوائر الانتخابية.. السبتجبالي يحيل مشروعات قوانين انتخابات النواب والشيوخ وتقسيم الدوائر للجنة التشريعيةكامل كامل: تقسيم الدوائر الانتخابية يضمن العدالة السياسية للناخب والمرشح

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن تعديل قانون مجلس النواب ليصبح عدد مقاعد نظام القوائم المغلقة 284 مقعدا موزعة على 4 دوائر، وتعديل قانون مجلس الشيوخ ليعاد توزيع 100 مقعد للقوائم على أربع دوائر أيضا، يعزز من فرص التنوع السياسي داخل البرلمان، ويعيد التوازن بين النظام الفردي ونظام القوائم، وهو ما يسهم في تقوية الحياة الحزبية ودعم التعددية السياسية.

وأكد الدكتور رضا فرحات أن هذه الخطوة تعكس حرص المشرع المصري على تطوير البيئة السياسية والتشريعية بشكل يواكب التغيرات الاجتماعية والديموغرافية، كما أنها تفتح المجال لمشاركة أوسع من قبل الشباب والمرأة والفئات المهمشة، وتمهد لانتخابات أكثر تمثيلا للواقع المصري.

وشدد نائب رئيس حزب المؤتمر على ضرورة أن تتبع هذه التعديلات خطوات مكملة على مستوى التوعية السياسية وتعزيز دور الأحزاب في الوصول إلى المواطن، مشيرا إلى أن الإصلاح السياسي لا يكتمل فقط بتعديل القوانين، بل يتطلب أيضا دعم الحياة الحزبية وتفعيل دور الأحزاب في بناء الكوادر وتقديم برامج تعبر عن احتياجات المجتمع.

طباعة شارك اللواء الدكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر التعديلات التشريعية قوانين انتخابات مجلسي النواب والشيوخ التمثيل البرلماني

مقالات مشابهة

  • وزيرة المالية: إعادة هيكلة المصارف الحكومية خطوة محورية نحو تطوير القطاع المصرفي
  • مدبولي: ندرس إعادة هيكلة المدارس الفنية بالشراكة مع القطاع الخاص
  • حزب المؤتمر: إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية يحقق العدالة في التمثيل البرلماني
  • وزير التجارة: نعمل على تنفيذ سياسات اقتصادية تهدف إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وتسهيل بيئة الأعمال
  • الفريق الطبي التطوعي لـ “اغاثي الملك سلمان” ينقذ حياة مريضة يمنية تعاني من أمراض القلب الروماتيزمية
  • حياة كريمة .. الصحة: قافلتان طبيتان للكشف وعلاج المواطنين بالمجان
  • أخطاء شائعة في استخدام مزيل العرق
  • آثار الاستهداف الإسرائيلي لمخزن الأدوية بمستشفى ناصر الطبي بخان يونس
  • الافتتاح 3 يوليو .. أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير