«الحوار الأسري وتأثيره على التنمية المجتمعية».. في صالون ثقافي لقصر ثقافة طنطا بالاتحاد المحلي لعمال الغربية
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
نظّم قصر ثقافة طنطا التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، بالتعاون مع الاتحاد المحلي لنقابات عمال الغربية، صالونًا ثقافيًا بمقر الاتحاد تحت عنوان: "أهمية الحوار المجتمعي في دعم سبل التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المستدامة"، وذلك اليوم الأربعاء الموافق 21 مايو 2025، تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، وضمن برامج وزارة الثقافة لتعزيز الوعي المجتمعي.
أقيم الصالون بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وبحضور نجلاء نصر مديرة قصر ثقافة طنطا، وولاء الريدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد، وسهام القصاص أمينة المرأة في الاتحاد، وابتسام قنديل مسؤولة نشاط المرأة بفرع ثقافة الغربية، والدكتورة راندا الديب أستاذ أصول التربية بكلية التربية بجامعة طنطا، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والمجتمعي.
ناقش الصالون أهمية الحوار المجتمعي كأساس لتحقيق التنمية المستدامة، مع التركيز على الحوار الأسري ودوره في تنشئة أجيال قادرة على المشاركة الفعالة في بناء المجتمع، وتطرقت الكلمات إلى دور المرأة في دعم عمليات التنمية، وأهمية إشراكها في القضايا المصيرية كشريك رئيسي في اتخاذ القرار، داخل الأسرة وخارجها.
من جانبها قالت نجلاء نصر مديرة قصر الثقافة، أن الصالون يأتي في إطار تعزيز قيم التعددية، وترسيخ مفاهيم العدالة والمساواة، وتشجيع التمكين المجتمعي من خلال الثقافة والعمل المدني.
وأضافت سهام القصاص أمينة المرأة في اتحاد عمال الغربية، أن الحوار المجتمعي هو حجر الأساس لأي تنمية حقيقية ومستدامة، فالمجتمعات لا تُبنى بالأوامر أو القرارات المنفردة، بل بالتفاعل الواعي بين مكوناتها، حيث تُطرح الرؤى وتُصقل الأفكار وتتلاقى الاهتمامات في مساحات مشتركة من الفهم والتفاهم.
وقالت الدكتورة راندا الديب أستاذ أصول التربية بكلية التربية جامعة طنطا ومؤسسة مبادرة ابني ابنك صح، أنه في ظل ما نواجهه من تحديات اقتصادية واجتماعية وثقافية، تصبح قيمة الحوار أكثر إلحاحًا، ليس فقط كوسيلة لحل المشكلات، بل كمنهج حياة يعزز ثقافة التعاون ويُفسح المجال أمام الجميع للمشاركة الفاعلة، رجالاً ونساءً، في رسم ملامح المستقبل.
أشارت إلى أن إشراك المرأة في هذا الحوار ليس تفضلاً، بل هو استثمار في طاقة لا غنى عنها، وضمان لتحقيق تنمية متوازنة وشاملة فلنجعل من الحوار جسراً يعبر بنا نحو مجتمع أكثر وعيًا، وأكثر عدلاً، وأكثر قدرة على التقدم.
ودارت مناقشات متبادلة حول أهمية فتح حوار أسري بين الأب والأم والأولاد مبني على التفاهم وتقبل الرأي والرأي الآخر والاعتراف بالواجبات قبل الحقوق، مع مراعاة الفجوة بين الجيل القديم والجيل الجديد، والتزام كل فرد في الأسرة بواجباته.
أضافت "الديب " يُعد الحوار الأسري حجر الزاوية في بناء مجتمعات قوية ومتزنة، إذ يبدأ الاستقرار المجتمعي من نواة الأسرة، حيث تنشأ قيم الانتماء والتفاهم والتسامح. فالحوار بين أفراد الأسرة لا ينعكس فقط على علاقتهم ببعضهم البعض، بل يمتد أثره إلى المجتمع بأسره، مما يساهم في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المستدامة.
أضافت أنه عندما يتعلم الفرد منذ صغره أهمية الاستماع وتقبل الرأي الآخر داخل أسرته، فإنه ينقل هذا السلوك إلى مجتمعه الأوسع، سواء في المدرسة أو العمل أو الحياة العامة فالأسر التي تعتمد الحوار وسيلة لحل الخلافات، تربي أبناء قادرين على المشاركة بفاعلية في الحوار المجتمعي، بما يدعم استقرار المجتمع ويعزز الثقة المتبادلة بين أفراده.
أوضحت "الديب" أن الوالدين مسؤولان عن غرس ثقافة الحوار والتشاور، بعيدًا عن التسلط أو الإهمال، أما الأبناء فيجب أن يكون لهم دور في التعبير عن آرائهم وتحمل المسؤولية داخل الأسرة، مما يعزز مشاركتهم لاحقًا في قضايا المجتمع، وبالنسبة للمرأة فالحوار الأسري يُعزز دورها كشريك حقيقي في اتخاذ القرار الأسري، ويمهد لمشاركتها الفعالة في التنمية الاقتصادية والثقافية.
اختتمت حديثها مشيرة أن الحوار الأسري ليس ترفًا، بل ضرورة لبناء أجيال متزنة، ومجتمعات قادرة على تحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات، فكلما تحققت الشراكة داخل الأسرة، تجسدت في المجتمع، وكان الحوار المجتمعي أكثر نضجًا وفاعلية.
أقيم الصالون بالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، بإدارة محمد حمدي، وفرع ثقافة الغربية، برئاسة وائل شاهين، وبحضور ابتسام قنديل مسؤولة نشاط المرأة بفرع ثقافة الغربية، وعدد من رواد القصر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: طنطا الغربية قصر ثقافة طنطا وزارة الثقافة التنمية المستدامة تمكين المرأة التنمية الاقتصادية صالون ثقافي الحوار المجتمعي العدالة الاجتماعية مشاركة مجتمعية اليوم العالمي للتنوع الثقافي الثقافة والتنمية المرأة والمجتمع العمل المدني الحوار المجتمعی الحوار الأسری المرأة فی
إقرأ أيضاً:
استشارية أسرية: الأسرة تنهار حال رفع العبء عن الرجل وإلقائه على المرأة
حذّرت نيفين وجيه، المحامية والاستشارية الأسرية، من تنامي خطاب اجتماعي يبرئ الرجل من مسؤولياته داخل الأسرة، ويلقي العبء كاملًا على المرأة، معتبرة أن هذا التوجه الخاطئ يؤدي إلى تفكيك الأسرة المصرية والعربية، بدلًا من دعم تماسكها.
وقالت وجيه، خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" مع الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن المرأة في الماضي، رغم محدودية التعليم وانتشار الأمية، نجحت في بناء أسر مستقرة لأن شريكها كان يتحمل مسؤولياته.
أما اليوم، فالمجتمع يُروّج لفكرة انسحاب الرجل من دوره، وكأن البيت مسؤولية المرأة وحدها.
وسائل التواصل تروج لمفاهيم خاطئةوانتقدت وجيه ما وصفته بخطاب موجه على وسائل التواصل الاجتماعي، يشجع النساء على تحمّل المسؤولية الكاملة، ويتجاهل تمامًا دور الرجل في تربية الأبناء وإدارة الأسرة.
وتساءلت: "أين دور الزوج؟ هل المطلوب أن تظل المرأة وحدها تتحمل كل شيء؟"
الأسرة مسؤولية مشتركة لا تُنجحها جهود فرديةوشددت في ختام حديثها على أن الأسرة مسؤولية مشتركة، وليست مهمة فردية تلقى على طرف دون الآخر، مؤكدة أن دعم المرأة لا يعني إضعاف دور الرجل، بل يتطلب شراكة متوازنة تقوم على الاحترام والمسؤولية من الطرفين لضمان استقرار المجتمع.