الوَحدة يتعهدها الصادقون الشرفاء لا الخونة والعملاء
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
عبد القوي السباعي
ونحن نحتفي بالذكرى الـ 35 لإعادة تحقيق الوحدة، يجب أن ندرك حقيقة أنها لم تكن يومًا ولن تكون ملكًا أَو حكرًا على أحد أَو جماعةٍ أَو فئة، ولن تكون أبدًا علامةً وماركةً تجاريةً مسجلةً لهذا الحزب أَو التنظيم أَو ذلك التيار أَو التجمع من الأدعياء.
الوحدة اليمنية كانت وما زالت وستظل حلمَ وطموحَ الآباء والأجداد، ومنجزًا تاريخيًّا يتعهَّدُهُ الصادقون الشرفاء من جيل الحاضر، وثمرةً يانعةً تقتطفُ خيراتِها أجيالُ المستقبل.
الوَحدة ظلت غريزةً فِطريةً في كُـلّ الأجيال اليمنية على مر التاريخ؛ حتى في أزمنة الانقسام والتشطير للأرض؛ ظل الإنسان اليمني موحد الفكر والثقافة، موحد التركيب والنسيج، موحد الغاية والتوجّـه، وظلت الدعوة إليها مبدأ الأحرار وغاية تجري في دماء الثوار، ومنطق أقوال الحكماء والعلماء، ومصدر إلهام الإبداع والأقلام، ومنتهى أمل البسطاء والشرفاء.
الوحدة اليمنية جاءت، ليس لأن الساسة أرادوها؛ بل لأنها عاشت كحالةٍ متلازمة ودائمة في وعيِّ الشعب والمحرك الرئيس في مكمّن إرادته، والنداء المتردِّد أصداؤهُ في كُـلّ المراحل ومختلف المواقف والأمجاد والمآثر البطولية التحرُّرية من المحتلّ الأجنبي في الماضي والحاضر، وكما هي في المستقبل.
الوَحدةُ اليمنية دعوةٌ أبديةٌ تجدِّدُ العهدَ والميثاق لله سبحانه ثم للأرض والأُمَّـة؛ لمواجهة كُـلّ من خدم ويخدم المتعدي على أرض وشعب الوحدة؛ كونها استراتيجية وأهداف الأُمَّــة جمعاء؛ لأنها كانت النموذج العربي الأَسَاس والأول الأصيل، الذي أنعش إمْكَانية جمع شتات هُــوِيَّات التقسيم والتشرذم الاستعمارية في الوطن العربي كله.
بعد أن مثّلت الوحدة وعاءَ الهُــوِيَّة اليمنية بإيمانها وعزتها وكرامتها وعروبتها وأصالتها الحضارية للانطلاق نحو بناء جيلٍ عربيٍّ مؤمنٍ ومتحرّرٍ مستقل، جيلٍ واعٍ وقويٍّ مهابِ الجانب، يرفُضُ ويواجه كُـلّ مشاريع التبعية والانبطاح والارتهان والوصاية الخارجية.
الوحدة هي إرث حضاري لكل الأجيال اليمنية ورثوها عن آبائهم وأجدادهم وراثة الحق الأصيل الثابت، الذي لا يمكن التنازل عنه أَو بيعه أَو التفريط به، ورثوها من جيلٍ رضع من حليب الاستراتيجية الرئيسية للوحدة، وباتت ثمارُها تتجلى في سياق معركة طوفان الأقصى الملحمية.
الوحدة هي الأهداف التي تحقّق لليمن – بكل اتجاهاته- القوة والمنعة والسيادة والتحرّر من العدوّ الغازي والمحتلّ، والاستقلال التام عن وصاية دويلات بعران الخليج الرجعية ومشغليها في الغرب الأمريكي، وهكذا سيمضون عليها.
الوحدة اليمنية مَثَّلَت تجربة نهضوية رائدة، وأَسَاسًا متينًا على طريق بناء الدولة اليمنية المستقلة السيادة والقرار، وبات الحفاظ عليها قدرٌ في رقاب المجاهدين الأحرار، فهي مع المشروع القرآني السلاح اليمني القادرَ على مضاعفة الانتصار وإلحاق الهزائم بالأعداء في البر والبحر والجو، فالعدوّ يدرك مدى ما يمثّله هذا الثنائي من خطورةٍ على وجودهم، وزوال عروشهم.
لذلك رأيناهم وعلى مدى عقدٍ من الزمن، كيف عملوا على تحويل بعض حَمَلَةِ وورثةِ الوَحدةِ من متطلعين للتحرّر والاستقلال وَمطالبين بالوحدة القومية، إلى عملاءَ وخونة ومرتزِقة، تحت تأثير أموال الرجعية الخليجية والارتهان لقوى الهيمنة الأمريكية الصهيونية، وباركوا غزوَ أرضهم واحتلالَها وامتهانَ شعبهم وإذلالَه وفرضَ السيطرة عليه.
ولكُلِّ أُولئك نقول: الوَحدةُ اليمنية ليست حَدَثًا عابرًا يمكن أن ينمحيَ من الذاكرة الجمعية، لمُجَـرّد أن يستهدفَها أعداؤها الباغون، أَو يشوِّهُ مسارَها فسادُ وإفسادُ العملاء الطارئين، وليست مُجَـرَّدَ مفردةٍ تلوكُها أفواهُ العملاء والخونة والمرتزِقة، في كل ذكرى لها.
الوَحدةُ اليمنية باتت اليوم تتمثَّلُ في وحدةٍ دينيةٍ وطنيةٍ إنسانية، قبل أن تكون وحدةً سياسية وجغرافية؛ فهي عصيَّةٌ على كُـلّ النزعات التفكيكية ومن يقف خلفها، عصيةٌ على تلك الأصوات المتضخمة والمجاميع الموظفة في غرف التضليل الإعلامية الصهيونية، والأيّام القادمة حُبلى بمفاجآت الوحدويين.. ولا عزاء للمتباكين الأدعياء والخونة والعملاء.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
"مُزن" تطلق عروضًا للتمويل السكني والشخصي
مسقط- الرؤية
أطلقت مزن للصيرفة الإسلامية من البنك الوطني العُماني عروضا حصرية للتمويل السكني والشخصي المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، بمعدلات ربح تنافسية وخيارات سداد مرنة تستمر لغاية 31 ديسمبر 2025؛ حيث يستهدف العرض العملاء الجدد والحاليين في مختلف محافظات سلطنة عُمان.
وقالت سليمة بنت عبيد المرزوقية مساعدة المدير العام ورئيسة الخدمات المصرفية الإسلامية في البنك الوطني العُماني: "نؤمن في مزن للصيرفة الإسلامية، بأن احتياجات عملائنا المالية تتغير باستمرار، حيث نلتزم من جانبنا بتقديم حلول متوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية، تقدم قيمة مضافة لهم وتلبي متطلباتهم، كما نسعى إلى تمكين العملاء من الاستثمار في مستقبلهم التعليمي، وتأمين المتطلبات الحياتية، وشراء أو تطوير منازلهم، أو إعادة هيكلة التزاماتهم بما يتماشى مع خططهم المالية طويلة الأجل ومبادئهم وذلك من خلال عروض التمويل السكني والشخصي التي تتميز بمعدلات ربح جذابة ومرونة في الشروط".
ويُتيح التمويل السكني للعملاء الاستفادة من فترات سداد أطول، وإجراءات سريعة، ومعدلات ربح تنافسية، ويشمل العرض الموظفين العمانيين، والعاملين لحسابهم الخاص، وأصحاب الأعمال التجارية، كما يوفر مزايا إضافية مثل التمويل المشترك مع الأقارب من الدرجة الأولى، وخيار التأمين التكافلي على الحياة والممتلكات بأسعار ميسرة، حيث تدعم مزن للصيرفة الإسلامية العملاء الراغبين في شراء منزل جديد أو تحويل تمويلهم السكني التقليدي إلى تمويل متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، بما ينسجم مع قيمهم.
وتُقدِّم مزن للصيرفة الإسلامية عروض التمويل الشخصي محدودة المدة، وتشمل مجموعة من الحلول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، مثل تمويل السيارات، وتمويل التعليم، وتمويل السلع الاستهلاكية، وتحويل التمويل الشخصي بنظام المشاركة المتناقصة، إذ تتميز هذه الحلول بمعدلات ربح تنافسية وشروط سداد مرنة، كما يمكن للعملاء الاستفادة من إجراءات سلسة مع إمكانية توحيد احتياجاتهم التمويلية عبر مزن للصيرفة الإسلامية لتسهيل إدارة التزاماتهم المالية.
وتُشجِّع مزن للصيرفة الإسلامية الأفراد على تحويل رواتبهم إلى حساباتهم لدى مزن للصيرفة الإسلامية للاستفادة الكاملة من مزايا هذه العروض. وتهدف هذه المبادرة إلى مساندة العملاء في التخطيط المالي الفعّال وتعزيز الوعي بالمنتجات والخدمات المتنوعة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية التي تقدمها مزن للصيرفة الإسلامية.