محمد مهنا: الصدق وسيلة النجاة في الدنيا والآخرة
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن الصدق ليس فقط خُلقًا من الأخلاق، بل هو أساس الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، وعمود مقام الإيمان، وبه تُبنى جميع منازل السائرين إلى حضرة الحق.
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا"، مبينًا أن هذا الحديث يُعد دستورًا قيميًّا وأخلاقيًّا للمؤمنين.
وأكد أن الصدق صفة النبيين والصالحين والملائكة، وهو المرتبة التي تلي النبوة مباشرة، مشيرًا إلى قوله تعالى: "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا".
صدق التوجّه إلى اللهوأوضح أن التصوف كما عبّر عنه العلماء، وعلى رأسهم الإمام زروق، هو "صدق التوجّه إلى الله"، أي أن يسير العبد إلى الله تعالى على بساط الصدق في أقواله، وأفعاله، وأحواله، في عباداته ومعاملاته، بل وفي كل تفاصيل حياته.
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى ميّز الصادقين عن غيرهم، فقال: "ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم"، موضحًا أن الصدق كان سمة سيدنا إبراهيم وسيدنا إدريس، وسيدة نساء العالمين مريم، عليهم السلام جميعًا، وهو دأب الصالحين الذين وصفهم الله بقوله: "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".
هل يجوز إعطاء الجزار من الأضحية؟.. الأزهر يجيب
هل يجوز تحويل المهر لـ جرامات من الذهب؟.. أزهري يجيب
وواصل إن النبي صلى الله عليه وسلم، أوصانا يوم وقفة عرفات، بالصدق فى كل الأعمال والتصرفات، حيث قال: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة".
وأكد أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريح، أن الصدق ليس فقط في الأقوال، بل هو سلوك ينعكس على كل جوانب الحياة، من الأفعال إلى المعاملات، مرورا بالعبادات.
وأكمل: "ما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا"، محذرا من خطورة الكذب، الذي يقود إلى الفجور، كما جاء في الحديث الشريف: "إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".
الصدق هو الطريق إلى اللهونبه على أن الصدق هو الطريق إلى الله، وهو الطريق الذي يعبر منه السائرون إلى حضرة الله تعالى. كما أشار إلى أن التصوف هو صدق التوجه إلى الله في كل أمر من أمور الحياة، مستشهداً بكلام الشيخ الإمام زروق الذي قال:"التصوف هو صدق التوجه إلى الله، أي السير إلى الله على بساط الصدق في أقوالك، أعمالك، أحوالك، عباداتك ومعاملاتك".
أهمية الصدق في التمييز بين المؤمنين والمنافقينوأشار إلى أهمية الصدق في التمييز بين المؤمنين والمنافقين، حيث قال تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، متابعا: "اللهم اجعلنا من الصادقين، وإن لم نكن أهلاً لذلك، فاجعلنا أهلاً لذلك بفضلك يا أرحم الراحمين".
وشدد على أن الصدق هو سمة الأنبياء، الصديقين، والشهداء، وهو الطريق الذي ينال به العبد رضا الله تعالى، فالمؤمن يلتزم به ليكون من أهل الجنة، ويجنب نفسه طريق الفجور والنار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصدق النجاة الدنيا الله علیه هو الطریق یهدی إلى عند الله الصدق فی إلى الله
إقرأ أيضاً:
ذِكر واحد من واظب عليه صباحا ومساء أصبح من أهل الجنة
هناك ذكر واحد من واظب عليه كل يوم صباحا ومساء؛ أصبح من أهل الجنة، وهو دعاء سيد الاستغفار، الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم.
دعاء سيد الاستغفارعن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم( سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".. قال: ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ) رواه البخاري في كتاب الدعوات باب أفضل الاستغفار .
أثر الاستغفار في استجابة الدّعاءإنّ للاستغفار أثرًا كبيرًا في استجابة الدّعاء.. أنّ المستغفر من الذّنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث الصّحيح عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، ولا شكّ بأنّ المسلم الذي لا ذنب له يكون دعاؤه مقبولًا عند الله- تعالى-، بينما لا يتقبّل الله تعالى دعاء الظّالمين والعاصين لأنّهم بعيدون عن الاستغفار والتّوبة الصّحيحة في حياتهم.
إنّ المسلم الذي يستغفر ربّه دائمًا يكون حريصًا على اجتناب الكسب الخبيث والمال الحرام، الّذي هو سببٌ من أسباب عدم استجابة الدّعاء، ففي الحديث الشّريف نعيٌ لحال من يدعو الله تعالى وملبسه حرام ومأكله حرام، وعذّي بالحرام، فالاستغفار واستجابة الدّعاء أمران متلازمان فحيثما يكون الاستغفار والتّوبة يكون الدّعاء المستجاب، وإذا غاب الاستغفار ولم تصدق التّوبة غابت أسباب استجابة الدّعاء.
والله- سبحانه وتعالى- يعطي الرّزق لمن أدام الاستغفار وحرص عليه، قال تعالى: (فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) وهذا الرّزق من الله تعالى يأتي كذلك من خلال الدّعاء الصّادق حينما يقف العبد بين يدي الله تعالى يسأله الرّزق الحلال الطّيب في الدّنيا، كما أنّ من مظانّ استجابة الدّعاء تحيّن أوقات معيّنة للدّعاء ومنها وقت نزول المطر.
إن لزوم الاستغفار هو سبب لتفريج الهمّ وإزالة الكرب. أن الإستغفار والحرص عليه يجعل المسلم من أولياء الله الصالحين وعباده المتّقين، الذين لا يرد الله دعاءهم ولا يخيب رجاءهم، كما جاء في الحديث القدسي الشّريف: (لئِن سألَني لأعطينَّهُ ولئنِ استعاذني لأعيذنَّهُ).