مع بدء “جيش” العدو الصهيوني هجومه البرّي الواسع على غزة، تصل فجائع الكارثة الإنسانية المهولة في غزة حدوداً غير مسبوقة هي الأسوأ في تاريخ القطاع. خبراء أمميون يحذرون من مجاعة تهدد القطاع ومن موت الآلاف، ويؤكدون “إن لم تكن المجاعة بدأت بالفعل في مناطق واسعة منه، فقد بدأت تداعياتها بتهديد حياة الآلاف على المدى البعيد، وعلى نحوٍ لا يُجدي معه دخول المساعدات نفعاً”.

هذه الصورة القاتمة في تاريخ الإنسانية رسمتها الصهيونية بعناية ووحشية بالغة، وباستخدام أدوات قتل وإبادة غربية أمريكية وبدعم مالي ولوجستي غير محدود، على مرأى ومسمع العالم، وفي ظل مشاهدة وصمت العالم العربي الأقرب إلى فلسطين بالدم والأرض والهوية.
في المخيمات المكتظة، يعيش النازحون على هامش الحياة بانتظار الموت جوعاً أو بالغارات، فلا يجدون سوى “التكيات” (المطابخ الخيرية المتنقلة) ملاذًا وحيدًا للحصول على وجبة قد تنقذهم من الجوع، لكن حتى هذه الوجبات، كما يروي أحدهم لم تعد تكفي لسدّ رمق العائلات الجائعة.
إلى مستويات كارثية تتصاعد المأساة في غزة، فالسكان يطاردهم ويحل في ذكرت أوساطهم شبح الموت جوعاً ومرضاً وتحت وطأة القصف المتواصل الذي يشنه العدو الإسرائيلي، وفيما تقف آلاف شاحنات المساعدات الحيوية عاجزة عن الدخول عبر معبر رفح.
وبحسب دراسة أجرتها منظمة “نيوتريشن كلستر”، فإن ما بين 10 إلى 20% من الحوامل والمرضعات في غزة (عددهن 4500 امرأة شملتهن الدراسة) يعانين من سوء التغذية.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن التكايا الخيرية تخدم أكثر من مليوني شخص، ولكنها لا تستطيع إعداد أكثر من مليون وجبة يوميا، معظمها من الأرز والمعكرونة، من دون خضراوات طازجة أو لحم.

ملامح الكارثة تتعمق في القطاع:
وفقا للأمم المتحدة، فإن الحصار زاد من خطر حدوث مجاعة “حادة”، وحرم معظم سكان غزة من الماء النظيف، والطعام، والدواء، والمأوى الآمن، فمنذ الثاني من مارس، فرض العدو الإسرائيلي حصاراً شبه كامل على قطاع غزة، مانعاً دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية الحيوية، ومتعمداً قطع إمدادات الكهرباء، ما أدى إلى توقف آخر محطة لتحلية المياه عن العمل.
وقد استولت قوات العدو على ما يقارب نصف مساحة القطاع، وأصدرت أوامر نزوح قسرية لثلثي سكانه، معلنة مناطق واسعة، بما فيها مدينة رفح الحدودية المكتظة بالنازحين والمحاصرة، “مناطق محظورة”.
تؤكد التقارير الواردة من الأرض والمؤسسات الرسمية والدولية أن شبح المجاعة بات يخيم على القطاع كما لم يحصل طيلة الأشهر الماضية، وأفادت مصادر أممية أن جميع سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.1 مليون نسمة، يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وأن نسبة كبيرة منهم دخلت مرحلة “الكارثة” أو المجاعة الفعلية، وتتحدث تقارير عن تسجيل وفيات بسبب الجوع وسوء التغذية، لا سيما بين الأطفال، في ظل انهيار كامل للقطاع الزراعي وارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية القليلة المتوفرة.

إبادة ونوايا مسبقة:
وكان جيش العدو الإسرائيلي استأنف عملياته العسكرية المكثفة بعد موافقة مجلسه العسكري على المخطط المُسمّى “عربات جدعون”، والذي يشمل ثلاث مراحل بدأت قبل ثلاثة ايام بمشاركة خمس فرق من عصابات جيش العدو الإسرائيلي، وبغطاء ناري وجوي مكثف هو الأقوى منذ إنهاء وقف إطلاق النار الذي لم يلتزم به أصلاً. وأسفر هذا العدوان المتجدد في جولته الأخيرة، عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 3600 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية. فيما تشير تقديرات أممية إلى أن نحو مئة طفل يُقتلون يومياً في غزة، وهي النسبة الأعلى في تاريخ الصراعات!
وقد أعلن “وزير حرب” العدو،” يسرائيل كاتس”، عن نية “تكثيف” الحرب، واستخدام “كل أشكال الضغط العسكري والمدني”، بما في ذلك ما وصفه بـ”إجلاء سكان غزة جنوبًا وتنفيذ خطة الهجرة الطوعية”. وردد ما يسمى “وزير المالية” المتطرف بتسلئيل سموتريتش هذه التوجهات، مؤكداً أن الحصار الكامل لن يُرفع حتى “هزيمة” المقاومة وإطلاق سراح الأسرى المتبقين لديها، متوعداً: “لن تدخل حتى حبة قمح إلى غزة”. و”لن يبقى في القطاع حجر على حجر”.

تطهير عرقي وتهجير جماعي:
وتتزايد المؤشرات والتحذيرات من مخططات تهدف إلى تطهير عرقي وتهجير قسري جماعي للفلسطينيين، وسط تصريحات لمسؤولين في كيان العدو تؤجج هذه المخاوف، والأسوأ أن يستمر صمت الأنظمة العربية وتواطؤ بعضها.
كما تشير المعلومات المرصودة في غير وسيلة إعلام غربية إلى أن قيادة العدو الإسرائيلي، وبمشاركة وتشجيع أمريكي، تبحث خيارات لدفع الفلسطينيين عبر الحدود إلى سيناء المصرية، أو نقلهم إلى دول في أفريقيا، مع ورود أنباء غير مؤكدة عن تواصل مع حكومات في شرق أفريقيا لبحث “إعادة توطينهم”.
وقد دعا مسؤولون في كيان العدو، مثل عضو “الكنيست” أفيغدور ليبرمان، علناً إلى “ترحيل معظم الفلسطينيين من غزة إلى سيناء المصرية” باعتباره “حلاً عملياً وفعالاً”، كما نشر معهد “مسجاف للأمن القومي”، وهو مركز أبحاث يضم مسؤولين عسكريين وأمنيين سابقين في كيان العدو، ورقة بحثية تدعو حكومة الاحتلال إلى استغلال ما وصفته بـ”الفرصة النادرة والفريدة لإجلاء كامل سكان قطاع غزة”، وتأتي هذه الدعوات في سياق تقرير مسرب سابق لوزارة الاستخبارات في حكومة العدو اقترح نقل الفلسطينيين من غزة إلى شمال سيناء.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی فی تاریخ فی غزة

إقرأ أيضاً:

انتقادات دولية لمخطط وزير الحرب الإسرائيلي بتجميع سكان غزة في مكان واحد

أدانت منظمات دولية خطط وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين وحشرهم في مكان واحد في مخطط وحشي يدمر كل محاولات الحل والتهدئة.

قالت منظمة العفو الدولية أن خطط وزير الدفاع الإسرائيلي لتجميع سكان غزة في "المدينة الإنسانية" شائنة وغير إنسانية.

ذكر وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني"نشعر بالاستياء من اقتراح وزير الدفاع الإسرائيلي نقل سكان غزة إلى رفح ويجب عدم تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية مع تمكين المدنيين من العودة لبلداتهم وعلينا أن نتحرك نحو اتفاق لوقف إطلاق النار وفتح طريق نحو سلام دائم".

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 110 قتلىتعليق الإمارات علي إزالتها من قائمة الدول عالية المخاطر في غسل الأموالجيش الاحتلال يزعم اغتيال القيادي في وحدة بدر بحزب الله حسين مزهرعبدالعاطي لنظيره الفرنسي: مصر لن تدّخر جهدًا في سبيل تحقيق تسوية عادلة وشاملةالكرملين يعلق على انتقادات ترامب بشأن بوتين

فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إسرائيل تخطط لاحتجاز سكان غزة قسرا في معسكر اعتقال مغلق فوق أنقاض رفح والخطة الإسرائيلية  لنقل سكان غزة تمثل تصعيدا خطيرا في مسار الإبادة كما أن الخطة تنص على نقل 600 ألف فلسطيني إلى رفح وفرض قيود مشددة على حركتهم وهذا يعد انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني ويندرج ضمن أفعال التهجير القسري".

       

طباعة شارك منظمة العفو الدولية منظمات دولية وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهجير الفلسطينيين

مقالات مشابهة

  • اليونيسيف: 27 طفلا يقتلون يوميا في غزة
  • عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين بمجازر جديدة للعدو الإسرائيلي بقطاع غزة
  • اليونيسيف: “إسرائيل” تقتل يومياً 27 طفلاً في غزة
  • إدانة أممية لاستهداف العدوان الإسرائيلي المدنيين في غزة
  • عاجل | زعيم أنصار الله باليمن: قرارنا منع الملاحة على العدو الإسرائيلي مستمر طالما استمر العدوان والحصار على قطاع غزة
  • 16 شهيدا فلسطينيا غالبيتهم من الأطفال والنساء في مجزرة جديدة يرتكبها العدو الإسرائيلي في دير البلح
  • نتنياهو: نمنح سكان غزة خيار البقاء أو الرحيل.. ونعمل مع ترامب على إستراتيجية أمنية مشتركة
  • انتقادات دولية لمخطط وزير الحرب الإسرائيلي بتجميع سكان غزة في مكان واحد
  • الديمقراطية تدين التغول الإسرائيلي ضد أبناء غزة وتدعو لموقف دولي يضع حداً للمجازر
  • مدير منظمة أهلية: 40% من سكان قطاع غزة لا يحصلون على طعامهم اليومي