في خطوة مفاجئة وذات أبعاد سياسية واقتصادية كبرى، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية يوم الجمعة ترخيصاً عاماً يرفع جزءاً كبيراً من العقوبات المفروضة على سوريا، فاتحةً بذلك باب التعاملات التجارية مع الحكومة السورية برئاسة الرئيس أحمد الشرع.

هذا القرار الذي نزل كالصاعقة على المشهد الدولي، يمنح الضوء الأخضر لإجراء معاملات مالية واقتصادية كانت حتى الأمس القريب محظورة بموجب لوائح العقوبات الأميركية.

ولم يقتصر القرار على الحكومة فحسب، بل شمل قائمة واسعة من الأفراد والمؤسسات السورية التي كانت ضمن قوائم العقوبات، من بينها:

وزير الداخلية أنس خطاب، المصرف المركزي السوري، الخطوط الجوية السورية، إضافة إلى كيانات حيوية في قطاعي النفط والطاقة، كمؤسسة النفط وشركتي مصفاة حمص وبانياس، والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، وفندق فور سيزونز في دمشق.

القرار الأميركي لم يأتِ من فراغ؛ فقد سبقه إعلان للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة للرياض، أفاد فيه بأن رفع العقوبات جاء استجابة لطلب مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في خطوة تُرجمت على نطاق واسع بأنها إعادة رسم لمسار العلاقات الإقليمية والدولية مع سوريا بعد أكثر من عقد من العزلة.

بدوره، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو عن إعفاء مؤقت لمدة 180 يوماً من العقوبات التي أُقرت بموجب "قانون قيصر"، بهدف تسهيل الاستثمارات في مجالات حيوية كالكهرباء والمياه والرعاية الصحية، دون تعطيل جهود الإغاثة الإنسانية.

ويرى مراقبون أن هذا التحوّل قد يشكّل بداية لعودة سوريا إلى الساحة الدولية، وفتح الأبواب أمام تدفق المساعدات، وتنشيط الاقتصاد المحلي، وربما حتى إعادة إعمار ما دمرته الحرب، في حال استمرت التوجهات التصالحية وتلقت الدعم الإقليمي والدولي الكافي.

نقطة تحوّل؟ أم إعادة تموضع سياسي؟ بينما يرى البعض في القرار فرصة ذهبية لانتشال الاقتصاد السوري من أزماته، يتساءل آخرون عن الأبعاد السياسية العميقة خلف هذه الخطوة الأميركية المفاجئة، خصوصاً في ظل التحولات الجارية في الشرق الأوسط.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

ألبانيزي تحذر من سابقة خطيرة بسبب العقوبات الأميركية ضدها

قالت كبيرة خبراء الأمم المتحدة المعنيين بحقوق الفلسطينيين فرانشيسكا ألبانيزي -الجمعة- إن قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات عليها ربما يكون له "تأثير مخيف" على من يتعاملون معها ويقيد تحركاتها، لكنها تعتزم مواصلة عملها.

وحذرت ألبانيزي من سابقة "خطيرة" للمدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وقالت لوكالة رويترز إنها تواجه الآن تجميد أصولها وقيودا محتملة على السفر، منبهة إلى أنه "لم تعد هناك خطوط حمراء بعد الآن، إنه أمر مخيف".

وأضافت المحامية والأكاديمية الإيطالية "ربما يمنعني ذلك من التنقل"، لكنها أكدت عزمها مواصلة ما كانت تفعله.

تنديد حقوقي دولي

ولفت مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة -الجمعة- إلى أن ألبانيزي هي أول مقررة خاصة يتم فرض عقوبات عليها، ودعا إلى إلغاء القرار، في حين احتشد المدافعون عن حقوق الإنسان للدفاع عنها.

وقال الاتحاد الأوروبي إنه "يأسف بشدة" لقرار الولايات المتحدة.

كما نددت منظمات حقوقية دولية وخبراء أمميون سابقا بالعقوبات، ووصفت منظمة العفو الدولية الخطوة الأميركية بأنها "هجوم شائن على أسس العدالة الدولية"، ودعت الحكومات إلى رفض "العقوبات الانتقامية" بحق المقررين الخاصين ودعم استقلالهم الكامل.

وقالت الأمينة العامة للعفو الدولية أنييس كالامار سابقا "لم يعين المقررون الخاصون لإرضاء الحكومات، بل لتنفيذ ولايتهم، وبدلا من تقويض النظام الحقوقي العالمي يجب على واشنطن وقف دعمها غير المشروط لإسرائيل".

وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أعلن -الأربعاء- إدراج ألبانيزي في قائمة العقوبات الأميركية "لجهودها غير المشروعة والمخزية لدفع المحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ إجراءات ضد مسؤولين وشركات ومديرين تنفيذيين أميركيين وإسرائيليين".

وتتهم واشنطن ألبانيزي بالوقوف وراء إجراءات المحكمة الجنائية الدولية "ضد مسؤولين وشركات ومديرين تنفيذيين أميركيين وإسرائيليين".

إعلان

وتعد ألبانيزي من أشد المنتقدين لمعاملة إسرائيل للفلسطينيين، ونشرت في الآونة الأخيرة تقريرا يدعو الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى فرض حظر على الأسلحة وقطع العلاقات التجارية والمالية مع إسرائيل، متهمة إياها بشن "حملة إبادة جماعية" على قطاع غزة.

والمقررة الأممية واحدة من عشرات الخبراء الذين عينهم مجلس حقوق الإنسان المكون من 47 عضوا لتقديم تقارير عن قضايا عالمية محددة.

وتواجه إسرائيل اتهامات في محكمة العدل الدولية بارتكاب إبادة جماعية واتهامات في المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب بسبب هجومها العسكري على غزة.

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • ألبانيزي تحذر من سابقة خطيرة بسبب العقوبات الأميركية ضدها
  • حماس تدين العقوبات الأميركية على ألبانيزي
  • دمشق ترفض اللامركزية.. توافق قسد والحكومة السورية في مهب التأجيل
  • سوريا وإسرائيل.. معركة الردع والصمت في الجنوب السوري
  • السفيرة الأميركية: الوجود العسكري الأميركي في الكويت قرار إستراتيجي
  • حقوقيون دوليون ينتقدون العقوبات الأميركية على مقررة أممية
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يلتقي المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية إلى سوريا توماس باراك والوفد المرافق له في قصر الشعب بالعاصمة دمشق
  • العقاب السوري… أول هوية بصرية في تاريخ سوريا الحضاري منذ 10 آلاف عام
  • اجتماع بين القيادة الكردية والشرع في دمشق بحضور المبعوث الأميركي
  • الوزير الشعار يبحث مع القائمة بأعمال السفارة السويدية تطوير العلاقات الاقتصادية