الجزيرة:
2025-10-16@18:06:00 GMT

مسيرة رقصة الأعلام.. كابوس لسكان القدس القديمة

تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT

مسيرة رقصة الأعلام.. كابوس لسكان القدس القديمة

"في هذا اليوم بالتحديد نشعر أننا مسجونون ليس داخل منازلنا فحسب، بل سجناء الخوف أيضا، الطرق مغلقة والشرطة تتجول في كل زقاق، والمستوطنون يصرخون ويغنون ويستفزوننا بالأعلام الإسرائيلية، ونحن محاصرون ويُمنع علينا التحرك أو العيش بشكل طبيعي.. حتى الهواء نشعر أنه ليس من حقنا استنشاقه في ذلك اليوم".

بهذه الكلمات أجابت الشابة (ل.

ع) التي تسكن في البلدة القديمة بالقدس عند سؤالها كيف تؤثر احتفالات اليهود بيوم "توحيد القدس" على حياتهم، إذ يتهيأ سكان العتيقة قبيل حلول هذه المناسبة الوطنية الإسرائيلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تورك يحذر من تصاعد الأعمال العدائية في جنوب السودانlist 2 of 2مفوضية أممية: اليأس دفع مئات الروهينغا للهلاك في البحرend of list

وتعد مسيرة الأعلام أو ما يعرف بـ"رقصة الأعلام" من أبرز مظاهر سياسات تهويد شرقي القدس، وهي فعالية سنوية يشارك فيها عشرات الآلاف من المستوطنين واليمينيين الإسرائيليين. تقام في 28 من الشهر الثامن وفق التقويم العبري، الذي يوافق الاثنين القادم، وهو ما يعرف "بيوم توحيد القدس"، الذي تحتفل فيه إسرائيل بسيطرتها على القدس واحتلالها للجزء الشرقي منها أثناء حرب يونيو/حزيران 1967، المعروفة في العالم العربي "بالنكسة".

"اعتداءات بحماية الشرطة"

وعن تحضيراتهم لهذا اليوم قالت (ل.ع) للجزيرة نت "جميع السكان يوصون بعضهم البعض بإغلاق النوافذ والانتباه على الأطفال والحرص على عدم الخروج من المنزل.. من ينجح في قضاء هذا اليوم خارج البلدة القديمة يكون محظوظا، ومن لا ينجح يبقى في بيته ليحمي نفسه وممتلكاته بكافة الوسائل، لأنه في حال وقع أي حادث لا أحد يحميه".

إعلان

وعن الاعتداءات التي تطال المقدسيين وممتلكاتهم على أيدي المستوطنين المشاركين في مسيرة "رقصة الأعلام" قالت هذه المقدسية إنها لا تقتصر على الشتم والصراخ وتعمد أداء الأغاني العنصرية بصوت مرتفع، بل تتعدى ذلك للاعتداء الجسدي الذي يفضي أحيانا إلى كسور مختلفة، ولتخريب الممتلكات كخلع الأبواب وتحطيم النوافذ.

أما عن دور شرطة الاحتلال في هذا اليوم فتقول هذه المقدسية -وهي من سكان حارة السعدية-إن الشرطة تحرس المستوطنين وتغلق الطرق أمام المقدسيين وتفتش أبناءنا، وفي حال حدث أي طارئ كحاجة إحدى العائلات لنقل مريض بسيارة إسعاف تماطل في فتح الحاجز مما يضطر الأهالي لحمل المريض بأنفسهم ونقله إلى خارج الأسوار التاريخية.

"نتمسك بالقدس أكثر"

واختتمت (ل.ع) بالحديث عن شعورها كمقدسية وهي تشاهد عشرات آلاف الأعلام الإسرائيلية التي يلوّح بها المتطرفون في باب العمود وأمام منزلها في أزقة البلدة القديمة، وقالت "والله وجع لا يوصف.. فالأعلام ليست مجرد قطعة قماش، بل رسالة واضحة لنا بأنهم هنا، ويجب ألا نكون، لكن ما يحصل أننا نتمسك بالقدس وبالأرض أكثر كلّما لوّحوا بها.. نحن نعلّق مفاتيح بيوتنا في قلوبنا لأن القدس لنا، وإن رفعوا آلاف الأعلام، نحن موجودون بكل زاوية وحجر ونَفَس".

????المساران الرئيسان لمسيرة الأعلام التهويدية في القدس، والتي ستُقام عصر الإثنين القادم (26 مايو/أيار الجاري)، حيث ينطلقان من شوارع غرب القدس وينتهيان في حائط البراق المحتل -وفق الخريطة المقررة منذ سنوات حسب شرطة الاحتلال-.

الاثنان سيخترقان البلدة القديمة بالقدس، لكن الأول… pic.twitter.com/vtuikFid4l

— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) May 20, 2025

وابتداء من ساعات صباح يوم الاثنين المقبل، الموافق 26 مايو/أيار الجاري، سيبدأ مئات المستوطنين بالتوافد إلى البلدة القديمة للسير في أزقتها ملوّحين بالأعلام الإسرائيلية، ليصل أوج الاحتفالات نهاية النهار مع مشاركة عشرات الآلاف منهم في المسيرة التي يتخللها ترديد شعارات معادية للإسلام والعرب، بالإضافة إلى قيامهم بأعمال العربدة والاستفزاز لسكان وتجار البلدة القديمة الذين تسلمهم الشرطة الإسرائيلية كل عام أمرا بإغلاق محالهم التجارية لإخلاء مسؤوليتها عن أي أضرار.

إعلان

وينطلق الذكور من المستوطنين في مسيرتهم من شارع "الملك جورج" غربي القدس، ويدخلون البلدة القديمة من باب العمود، أما الإناث فينطلقن من أمام مقبرة مأمن الله غربي البلدة القديمة ويدخلن البلدة القديمة من باب الخليل مرورا بالحي الأرمني وصولا إلى ساحة حائط البراق حيث التجمع الأضخم والاحتفالية المركزية.

صورة أرشيفية من اقتحام المتطرفين للمسجد الأقصى خلال يوم توحيد القدس (الجزيرة) استباحة للأقصى

ويضاف إلى هذه الاحتفالية الأبرز الحشد الكبير الذي تحضّر له جماعات الهيكل منذ أسابيع لاقتحام المسجد الأقصى جماعيا والدعوة لرفع الأعلام الإسرائيلية في ساحاته خلال الساعات الصباحية والمسائية المخصصة لاقتحامات المستوطنين.

وضمن أحدث أساليب الحشد نشر اتحاد منظمات الهيكل المتطرفة مقطعا دعائيا تحريضيا، تضمّن نداءات من 13 حاخامًا دعوا فيه جمهور تيار الصهيونية الدينية إلى اقتحام المسجد بكثافة يوم الاثنين المقبل الذي يُحتفل فيه بذكرى احتلال شرقي القدس وضمّها تحت السيادة الإسرائيلية.

دعت منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" إلى اقتحام المسجد الأقصى ورفع الأعلام الإسرائيلية فيه في ذكرى ما يسمى بتوحيد القدس، والذي يوافق يوم الاثنين 26-5-2025، للتأكيد على السيادة اليهودية على كامل مدينة القدس وعلى المسجد الأقصى.
ويُعد هذا اليوم "عيدا وطنيا" لإحياء ذكرى سيطرة إسرائيل على… pic.twitter.com/kVT5HVvXF0

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) May 20, 2025

إغلاق 1684 متجرا

ويدفع التجار في أسواق البلدة القديمة والشوارع التجارية المحيطة بها ثمنا كبيرا في هذه المناسبة وفقا لأمين سر الغرفة التجارية الصناعية في القدس حجازي الرشق، الذي أكد في مستهل حديثه للجزيرة نت أن القدس تتحول في يوم "توحيد القدس" إلى ثكنة عسكرية لكثرة الحواجز والدوريات الراجلة وخاصة على أبواب البلدة القديمة وداخل حاراتها وأزقتها.

إعلان

وأضاف الرشق أن التجار في طريق الواد والسلسلة والمجاهدين وسويقة علّون هم الأكثر تضررا في هذا اليوم، إذ يتعمد المستوطنون المارّون تحطيم اليافطات ورمي البضائع المعروضة أمام الحوانيت على الأرض، مما يكبد التجار خسائر فادحة، بالإضافة لوضع أعواد خشبية داخل أقفال المحال المغلقة لإتلافها، "وتنفّذ هذه الاعتداءات أمام أعين الشرطة التي لا تعتقل أحدا من الجناة".

ولا يعتدي المستوطنون المشاركون في مسيرة "رقصة الأعلام" على ممتلكات التجار فحسب، بل يتعمدون سبّ الذات الإلهية والنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم وترديد شعارات عنصرية كـ"الموت للعرب" أمامهم، ويستهدفونهم بالبصق والكثير من التصرفات الاستفزازية الأخرى.

وتجبر الشرطة وفقا لأمين سر الغرفة التجارية التجار على إغلاق أبواب حوانيتهم، وإن  لم يمتثل أحدهم للأوامر يتعرض لعقوبات كتمرير اسمه للدوائر المختصة بفرض الضرائب للانتقام منه.

"مع الأسف لا تنحصر التضييقات داخل أسوار البلدة القديمة، بل تمتد إلى المربع التجاري الخارجي كشارع المصرارة وعمرو بن العاص والزهراء والسلطان سليمان وصلاح الدين الأيوبي والرشيد".

وتضم هذه الشوارع 664 متجرا وفقا للرشق، يضاف إليها 1020 متجرا لا تزال تفتح أبوابها داخل أسوار البلدة القديمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حريات الأعلام الإسرائیلیة البلدة القدیمة توحید القدس هذا الیوم

إقرأ أيضاً:

مسؤولة دولية: وقف إطلاق النار جلب الأمل لسكان غزة والمهمة ليست سهلة

(CNN)—قالت أولغا شيريفكو المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة، الثلاثاء، إن وقف إطلاق النار قد جلب الأمل إلى سكان القطاع مع بدء وصول المساعدات.

وأضافت أولغا شيريفكو لروزماري تشيرش من شبكة CNN: "حجم الدمار مذهل حقا. لكن وسط كل هذا، يشعر الناس ببصيص من النور".

وأضافت: "إنها لحظة مليئة بالأمل، حيث يمكن أخيرا للناس أن يتطلعوا إلى شيء ما ويناقشوا مستقبلهم. شيء لم يتمكنوا من فعله لفترة طويلة للغاية".

وأكدت شيريفكو أن شاحنات المساعدات كانت تعبر إلى غزة لساعات متواصلة لأول مرة منذ أكثر 7 سبعة أشهر - عندما أمرت إسرائيل بفرض حصار شامل على الإمدادات التي تدخل القطاع.

وأضافت أن خطة المساعدة التي وضعها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لا تزال قيد التنفيذ، رغم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية مما يجعلها مهمة صعبة. وقالت: "ستكون هذه رحلة طويلة جدا...الأمور لن تكون سهلة".

وقالت شيريفكو إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية سيركز على الفئات الأكثر ضعفا في غزة خلال الأيام الستين الأولى، بهدف توفير العلاج والغذاء والمساعدة لنصف مليون شخص، وبرامج المياه والصرف الصحي إلى 1.4 مليون شخص.

ومن بين المجالات الأخرى التي سيركز عليها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأسابيع المقبلة هي التعليم، حيث ظل الأطفال الفلسطينيون بدون دراسة لأكثر من عامين.

وقالت شيريفكو: "إننا سنعيد فتح مراكز التعلم المؤقتة لضمان حصول الأطفال على فرصة لاستعادة طفولتهم، والعودة إلى المدرسة، والتعلم، وممارسة الأنشطة التي اعتادوا على القيام بها هنا".

مقالات مشابهة

  • كابوس «الشياطين».. محمد صلاح يتسلح بسجل مرعب ضد مانشستر يونايتد
  • دانا أبو شمسية: إسرائيل تواصل استخدام «تحقيق الأهداف» ذريعة للمماطلة في المفاوضات
  • شؤون القدس: ما يجري بالمسجد الأقصى والمدينة يأتي ضمن مخطط فرض السيادة الإسرائيلية
  • الاحتلال يواصل استيلاءه على أراض بالضفة ويهدم منزلا برام الله
  • طريقة إنشاء حسابات لسكان الإيجار القديم على منصة مصر العقارية.. رابط مباشر
  • هيئة البث الإسرائيلية: 600 شاحنة مساعدات ستدخل غزة مع إعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني اليوم
  • «بن غفير» يقتحم الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية
  • بعد حادثة مياه تنورين… تلوث جرثومي في بعض خزانات مياه هذه البلدة!
  • مسؤولة دولية: وقف إطلاق النار جلب الأمل لسكان غزة والمهمة ليست سهلة
  • هل هناك ندم؟ كيف هي الحياة حقًا في المنازل بسعر يورو واحد في إيطاليا؟