نيويورك تايمز: إسرائيل لم تشن أي ضربات ضد سوريا منذ لقاء ترمب والشرع
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
في تحول لافت في السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا، أفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل لم تنفذ أي ضربات جوية على الأراضي السورية منذ اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في الرياض منتصف مايو 2025.
اللقاء، الذي وصفه ترامب بأنه "تاريخي"، شهد إعلانًا عن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، ودعوةً للشرع للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
لقاء ترامب والشرع، الذي عُقد على هامش قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، أثار جدلاً واسعًا، خاصةً في ظل تاريخ الشرع كقائد سابق في تنظيم القاعدة. إلا أن ترامب وصفه بأنه "رجل قوي" و"يملك فرصة حقيقية لتحقيق الاستقرار في سوريا"، مشيرًا إلى أن رفع العقوبات يهدف إلى “منح سوريا فرصة للسلام” وفقا لـ اسوشيتدبرس
ترامب يصرح: طلاب هارفارد الدوليون لا يدفعون شيئا
ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي
ومنذ ذلك الحين، لم تُسجل أي ضربات إسرائيلية على سوريا، وهو ما يُعتبر تحولًا في النهج الإسرائيلي الذي كان يعتمد على استهداف مواقع إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله داخل الأراضي السورية. هذا التغيير قد يُعزى إلى التحولات الإقليمية والدولية، بما في ذلك التقارب الأمريكي-السوري الجديد، والضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء النزاعات في المنطقة.
في المقابل، لم يصدر عن الحكومة الإسرائيلية أي تعليق رسمي بشأن هذا التوقف في العمليات العسكرية داخل سوريا، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير التحولات الدبلوماسية الأخيرة على السياسات الأمنية الإسرائيلية في المنطقة.
يُذكر أن سوريا، تحت قيادة الشرع، أبدت استعدادًا للتقارب مع إسرائيل، حيث أشار الشرع إلى رغبته في "تطبيع العلاقات" و"الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام"، إلا أن هذه التصريحات لم تُترجم بعد إلى خطوات عملية على الأرض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لقاء ترامب والشرع سوريا السياسة الإسرائيلية الأراضي السورية دونالد ترامب أحمد الشرع
إقرأ أيضاً:
محللان: واشنطن تحاول ضم سوريا الجديدة للمعسكر الغربي
يمثل الرفع الأميركي المؤقت لبعض العقوبات التي كانت مفروضة على دمشق، برأي محللين، محاولة أميركية لتعزيز استقرار الرئيس السوري أحمد الشرع، واختبار نياته، وسعيا لضم سوريا إلى المعسكر الغربي.
فقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تخفيف بعض العقوبات المفروضة على سوريا بشكل فوري، تماشيا مع إعلان الرئيس دونالد ترامب، القاضي بوقف جميع العقوبات عن دمشق.
وأوضحت الوزارة أن تمديد تخفيف العقوبات الأميركية الذي رحبت به دمشق، صدر على أساس التزام الحكومة السورية الجديدة بعدم توفير ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية وضمان حماية الأقليات.
خطوة ممتازةورغم أن الخطوة لم ترتق لطموحات السوريين إلا أنها تعتبر ممتازة لأنها تدعم استقرار الحكومة وتلبي مطالب بعض حلفاء دمشق مثل قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية، كما يقول عميد كلية العلوم السياسية في جامعة الشمال السورية الدكتور كمال عبدو.
وخلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر"، قال عبدو، إن رفع بعض العقوبات لـ6 أشهر فقط ليس كافيا لجلب استثمارات خارجية أو حتى تأسيس بنية تحتية سوريّة، لكنه سيوفر فرصة للحصول على دعم من بعض الدول.
وسوف تساعد هذه الخطوة الحكومة على تخفيف أزمات مثل الكهرباء ونقص العملة الصعبة وتلقّي الدعم الخارجي، برأي عبدو، الذي يرى أن حكومة أحمد الشرع بدت أكثر عقلانية وقدمت كل ما يمكنها تقديمه من أجل التوصل لتفاهمات حتى فيما يتعلق بإسرائيل.
إعلانوقال عبدو إن قرار رفع العقوبات "اتخذ في تل أبيب، التي ما كانت لتقبل باستقرار نظام سياسي يمثل خطرا عليها حتى لو تطلب الأمر تمزيق سوريا"، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تنظر لمصالحها بعين إسرائيلية.
كما لفت عبدو إلى ما اعتبرها براغماتية من الشرع الذي لم يرفض الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع لكنه طلب بعض الوقت لبحث الأمر، وهو ما تفهمه دونالد ترامب.
وخلص عبدو إلى أن رفع العقوبات يؤكد أن سوريا أصبحت جزءا من ترتيب أكبر تقوم به الولايات المتحدة في المنطقة، بدليل أن دمشق عرضت على واشنطن أن تكون لها الأولوية في كل المشروعات الاستثمارية المهمة كمشروعات الغاز والطاقة.
ضم سوريا للمعسكر الغربي
واتفق المحلل السياسي محمود علوش مع حديث عبدو، لكنه اختلف عنه في مسألة صدور القرار من تل أبيب، وقال إن ترامب هو رئيس أميركا وليس رئيس إسرائيل ومن ثم فهو يتحرك بناء على مصلحة بلاده أولًا.
ووفقًا لعلوش، فإن القرار لم يكن وليد لحظة ولا زيارة وإنما كان نتاج مفاوضات كبيرة جرت خلال الفترة الماضية وشاركت فيها أطراف إقليمية معنية باستقرار سوريا.
وعلى هذا الأساس، يرى علوش أن الأشهر الـ6 التي حددتها الولايات المتحدة تمثل سعيا لتعزيز استقرار الرئيس أحمد الشرع واختبار توجهاته السياسية في الوقت نفسه.
ورغم أهمية المصالح الإسرائيلية في القرار الأميركي، فإن علوش يعتقد أن إدارة ترامب تخشى وقوع انفجار في سوريا يفسد خططها لإعادة تشكيل المنطقة وجعل سوريا جزءا من المعسكر الغربي.
وحتى لو لم تكن مصالح إسرائيل ستتحقق على المدى القريب فإنها سوف تتحقق على المدى البعيد إن استمرت هذه التفاهمات وخصوصا إذا انضمت دمشق لاتفاقات التطبيع، كما يقول علوش.
وخلص المحلل السياسي إلى أن الموقف الأميركي مبني بالأساس على رغبة الولايات المتحدة في شغل مكان إيران وروسيا في دمشق، وهي رغبة تنبع على ما يبدو من تأثر ترامب برؤية تركيا والسعودية لما يجب أن تكون عليه سوريا.
إعلان