اجتماع دولي في مدريد للضغط على إسرائيل ومبادرات دولية متسارعة لإنهاء الأزمة في غزة.. التفاصيل
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة واستمرار العدوان الإسرائيلي، استضافت العاصمة الإسبانية مدريد اليوم الأحد اجتماعًا وزاريًا دوليًا موسعًا، بمشاركة وزراء خارجية من دول أوروبية وإسلامية، ضمن ما يُعرف بـ "مجموعة مدريد الموسعة (مدريد+)"، لمناقشة سبل إنهاء الحرب على قطاع غزة، والدفع قدمًا باتجاه تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين.
وشارك في الاجتماع 20 دولة إلى جانب جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى حضور رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الذي أكد في كلمته ضرورة التحرك الدولي الجاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.
ضغط دبلوماسي متزايد على إسرائيلالاجتماع يهدف إلى تعزيز الضغط الدولي على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية في غزة، ورفع الحصار المفروض على القطاع، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى دعم المساعي الرامية للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967.
وخلال الاجتماع، أكد وزير الخارجية المصري أهمية التمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض أي محاولات لتهجير سكان غزة، مشددًا على ضرورة إنهاء الاحتلال واستئناف مفاوضات جدية لتنفيذ حل الدولتين.
مواقف دولية موحدةأدانت دول أوروبية وعربية استمرار الفظائع في غزة، حيث اعتبر وزير خارجية ماليزيا أن الجرائم المرتكبة هناك تعكس ازدواجية المعايير الدولية وتآكل احترام القانون الدولي. كما عبّر وزير الخارجية الألماني عن قلق بلاده العميق إزاء الكارثة الإنسانية، مؤكدًا رفض برلين لطرد الفلسطينيين من القطاع، وداعيًا لإنهاء الجوع ودعم الحل السياسي.
من جانبه، شدد وزير خارجية النرويج على ضرورة تمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم، فيما دعت فرنسا إلى إحياء أفق دبلوماسي لحل النزاع. وأعلنت مالطا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين الشهر المقبل، في خطوة اعتبرها مراقبون جزءًا من تحركات دولية متسارعة لتعزيز الاعتراف الدولي بفلسطين.
الولايات المتحدة تدفع نحو التهدئةكشفت مصادر إعلامية عبرية ودبلوماسية متطابقة أن الإدارة الأميركية طلبت من إسرائيل تأجيل العملية البرية المرتقبة في قطاع غزة، لإتاحة الفرصة أمام مفاوضات صفقة تبادل الأسرى الجارية في الدوحة. ووفقًا لقناة i24NEWS، فقد شددت واشنطن على ضرورة استمرار المحادثات، مع السماح بمسارات تفاوض موازية رغم التصعيد العسكري.
كما أكدت مصادر دبلوماسية لصحيفة "يسرائيل هيوم" أن واشنطن طلبت من الأطراف المنخرطة في المفاوضات الاستعداد لإطلاقها بناءً على مقترح جديد يعرف بـ "مقترح ويتكوف".
ملف المساعدات تحت المجهرفي السياق الإنساني، أبدى صندوق الأمم المتحدة للسكان قلقه من استمرار استهداف مرافق الرعاية الصحية في غزة. وفي الوقت نفسه، طالبت الأونروا بالسماح بإدخال 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا، مؤكدة أن الوضع الإنساني لا يحتمل مزيدًا من التأخير.
وفي هذا الإطار، كشف رجل الأعمال الأميركي-الإسرائيلي موتي كهانا، أن شركته تم استبعادها بشكل مفاجئ من آلية توزيع المساعدات في غزة لصالح شركة "وهمية"، يُقال إنها أميركية لكنها في الحقيقة تابعة لإسرائيل، ما يشير إلى وجود شبهات فساد وتضليل في الملف الإنساني.
من جانبها، حذّرت مديرة المكتب الإعلامي للأونروا في غزة من محاولات الالتفاف على المبادئ الإنسانية، مؤكدة عدم الحاجة لآليات جديدة لتوزيع المساعدات داخل القطاع.
تقييمات إسرائيلية داخلية متباينةنقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن المؤسسة العسكرية تعمل على تركيز السكان الغزيين في ثلاث مناطق هي مدينة غزة، مخيمات وسط القطاع، ومنطقة المواصي التي تؤوي حاليًا نحو 700 ألف نازح.
ورغم التصعيد، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إلى أن العمليات الجارية مهدت الطريق للتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس. ورجّح إمكانية استعادة 58 رهينة، رغم تشدد المواقف السياسية المعلنة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسحب وفد التفاوض الإسرائيلي من الدوحة مؤخرًا.
زيارة أميركية مرتقبةوفي مؤشر على استمرار التنسيق الأميركي-الإسرائيلي، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن زيارة مرتقبة لوزيرة الأمن الداخلي الأميركية غدًا إلى تل أبيب، في إطار الجهود المتواصلة لاحتواء التصعيد ومتابعة المفاوضات.
المشهد العام يشير إلى لحظة دبلوماسية حاسمة، تتقاطع فيها المبادرات الإنسانية والسياسية، وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل، في ظل تدهور إنساني غير مسبوق في غزة، وتطلعات فلسطينية متجددة نحو الحرية والاستقلال.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اجتماع دولي مدريد الضغط على إسرائيل مبادرات دولية إنهاء الأزمة غزة العدوان الإسرائيلي وقف اطلاق النار جهود دبلوماسية السلام في الشرق الاوسط دعم فلسطيني الأمم المتحدة المجتمع الدولي تصعيد غزة حلول سياسية 18 ديسمبر
إقرأ أيضاً:
تحطم طائرة شحن عسكرية في السودان يفاقم الأزمة الإنسانية
شهدت القوات الجوية السودانية أمس كارثة مأساوية تحطم خلالها طائرة شحن عسكرية من طراز إليوشن 76 أثناء محاولتها الهبوط في قاعدة عثمان دقنة الجوية مما أدى إلى مصرع جميع أفراد الطاقم ويزيد من حجم الأزمة الإنسانية في البلاد.
سقطت طائرة شحن عسكرية في شرق السودان مما أثار حالة من الحزن والخسائر الكبيرة في صفوف القوات الجوية السودانية، شهد الحادث تحطم طائرة إليوشن 76 أثناء محاولتها الهبوط في قاعدة عثمان دقنة الجوية الواقعة بالقرب من مدينة بورتسودان الساحلية على البحر الأحمر، أكد مسؤول عسكري رفض الكشف عن اسمه أن خللا فنيا مفاجئا أصاب الطائرة كان السبب الرئيس في الحادث.
مصرع الطاقم بالكاملأعلن مصدر عسكري آخر أن جميع أفراد الطاقم لقوا مصرعهم في هذا الحادث المأساوي دون تحديد أعدادهم بشكل دقيق، ولم يصدر أي بيان رسمي من الجيش السوداني حول حجم الخسائر البشرية أو المادية الناجمة عن تحطم الطائرة.
تأتي هذه الكارثة في وقت تعيش فيه البلاد ظروفا صعبة بعد اندلاع الصراع بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وفصيل الدعم السريع برئاسة محمد حمدان دقلو منذ أبريل 2023، مما أودى بحياة عشرات الآلاف وأجبر نحو اثني عشر مليون شخص على النزوح داخليا أو خارجيا.
طائرة إليوشن 76 ودورها في العمليات العسكريةتعد طائرة الشحن المحطمة من نوع إليوشن 76 سوفيتية الصنع وقد دخلت الخدمة في القوات الجوية السودانية منذ سبعينيات القرن الماضي، وتمثل هذه الطائرات العمود الفقري في مهام نقل الإمدادات العسكرية الثقيلة والمساعدات الإنسانية والجنود عبر مناطق الصراع المختلفة.
يستدل من هذا الحادث على المخاطر التي تواجهها القوات الجوية في ظل التشغيل المتواصل لهذه الطائرات القديمة في بيئة غير مستقرة.
تحديات الصيانة وسط الصراعواجهت القوات الجوية السودانية منذ بداية الصراع في البلاد نقصا حادا في قطع الغيار والإمدادات الفنية اللازمة لصيانة طائراتها من طراز إليوشن، وهو الأمر الذي زاد من احتمال تعرض الطائرات لحوادث متكررة.
شهدت السنوات الأخيرة عدة تحطمات مشابهة للطائرات العسكرية من نفس الطراز، بعضها نتيجة أعطال فنية مباشرة، وأخرى بسبب استهدافها من قبل قوات الدعم السريع في مناطق الاشتباكات.
أضاف هذا الحادث إلى الضغط الكبير على الجيش السوداني الذي يعاني من محدودية الموارد وصعوبة تنفيذ العمليات الجوية بسبب الصراع المستمر منذ أبريل 2023، مما يجعل مهام نقل الإمدادات والجنود والمساعدات الإنسانية أكثر خطورة وتعقيدا.
تداعيات الكارثة على الوضع الإنسانيزاد تحطم طائرة الشحن العسكرية من حجم الكارثة الإنسانية في البلاد، إذ يمثل فقدان طائرة إليوشن 76 ضربة كبيرة لقدرة الجيش على نقل المساعدات والإمدادات العسكرية والإنسانية بشكل فعال.
يعاني المدنيون والعسكريون على حد سواء من محدودية الموارد في ظل استمرار الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وأجبرت ملايين الأشخاص على الفرار أو اللجوء إلى مناطق أخرى داخل السودان وخارجه، كما ساهمت في تدمير المنشآت العامة والخدمية في مناطق واسعة من البلاد.
يأتي هذا الحادث ليؤكد هشاشة الوضع العسكري والإنساني في السودان ويبرز التحديات الكبيرة التي تواجه تشغيل الطائرات العسكرية القديمة في مناطق الصراع.
يتطلب الوضع تدخلات عاجلة لإدارة المخاطر وتخفيف الخسائر البشرية والمادية المرتبطة بهذا النوع من الطائرات في القوات الجوية السودانية.