رئيس "معمار" في حوار لـ "اليوم": نقود تحولاً في الإسكان التنموي يعزز المجتمع والاقتصاد

”معمار“ ترسم خارطة طريق لمستقبل الإسكان التنموي بالشرقية
5 توصيات رئيسية و16 ألف أسرة منتظرة خلال ملتقى معمار
أخبار متعلقة "بن حجر" يشيد بمبادرات "اليوم" في خدمة المجتمعأمير الشرقية يرأس غدًا اجتماع جمعية البر لمناقشة استراتيجيتهامعيار "إدامة" يتوج جهود التطوع في "جمعية الصم" بالشرقيةكشف الدكتور إبراهيم النعيمي، رئيس مجلس إدارة جمعية "معمار" للإسكان التنموي، عن التوجهات الاستراتيجية للجمعية الرامية إلى إحداث نقلة نوعية في مفهوم الإسكان التنموي بالمملكة.

وأكد أن "معمار" تعمل كبيت خبرة استشاري رائد لربط توفير المسكن الكريم بالتنمية المجتمعية والاقتصادية الشاملة للأسر المستفيدة. الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة جمعية "معمار" للإسكان التنموي إبراهيم النعيمي
وأوضح النعيمي في حوار مع "اليوم" أن هذا النهج، الذي تتبلور أبرز ملامحه في مبادرة "سكن ونماء"، يهدف إلى تمكين الأسر وتحويلها من دائرة الحاجة إلى الإنتاج، بما ينسجم بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وسلط الدكتور النعيمي الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه ”معمار“ في ابتكار حلول إسكانية مستدامة، مشيراً إلى النجاح الذي حققه ”ملتقى معمار الأول للإسكان التنموي“.
وأكد أن الملتقى، الذي حظي برعاية كريمة من أمير المنطقة الشرقية، خرج بتوصيات عملية لمواجهة التحديات القائمة، وفي مقدمتها تلبية احتياجات ما يزيد عن 16 ألف أسرة منتظرة على قوائم الإسكان التنموي بالمنطقة الشرقية.
وشدد على سعي الجمعية لتبني تقنيات بناء حديثة وحلول مبتكرة، وتعزيز الشراكات الفاعلة بين مختلف القطاعات كركائز أساسية لتحقيق أهدافها الطموحة في توفير حياة كريمة ومستدامة للمواطنين. إلى الحوار
الدكتور إبراهيم النعيمي، بصفتكم رئيس مجلس إدارة جمعية معمار، حدثنا بدايةً عن نشأة الجمعية وأهدافها ورؤيتها.
انطلقت جمعية معمار للإسكان التنموي بترخيص رقم 2088 من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي بتاريخ 18 شوال 1442 هـ، وهي جمعية متخصصة في تطوير مفهوم الإسكان المرتبط بالنماء المجتمعي والإنساني.. وتزخر بعضوية نخبة من الأساتذة المهتمين والمختصين في مجال العمارة والتخطيط وإدارة المشاريع.
وتسعى أن تكون بيت خبرة استشاري متخصص في الدراسات والأبحاث والتصاميم الهندسية وإدارة المشاريع التنموية المجتمعية المستدامة وذلك من خلال شراكات مجتمعية فاعلة لتوفير السكن الكريم المستدام والراقي للأسرة السعودية.
ميزات جمعية معمار
ما الذي يميز جمعية معمار عن غيرها من الجمعيات والمؤسسات المعمارية؟ وكيف تترجمون رؤيتها إلى برامج وأنشطة عملية؟
جمعية معمار هي الجمعية الأول على مستوى المملكة في الأبحاث والاستشارات، وإدارة المشاريع الهندسية الإسكانية، ويضم المجلس التأسيسي نخبة من الأكاديميين في مجال التخطيط والعمارة والتشييد وعدد من رجال الأعمال والمهنيين في مجال إدارة المشاريع من كبار الشركات بالإضافة إلى خبراء في القطاع غير الربحي التي شكلت تنوعاً فريداً في مجلس إدارة الجمعية.
وتعمل على الاستفادة من الخبرات والطاقات الوطنية في إدارة المبادرات والمشاريع المجتمعية التي ترقى بقطاع الإسكان التنموي ورفع جودة حياة المستفيدين.
ما هي أبرز الأنشطة أو الفعاليات التي نظمتها جمعية معمار مؤخراً، وكيف ساهمت في تحقيق أهداف الجمعية؟
منذ انطلاقتها، نفذت جمعية معمار عدة مشاريع ومبادرات كان لها أثر تنموي عميق مثل مشروع سعادة ونماء وهي دراسة اجتماعية واقتصادية لقياس رضا ما بعد الإشغال لمستفيدي الإسكان التنموي في أبراج الفريدة بالدمام، مشروع تطوير تصاميم لأنسنة الواحات الخارجية في واحة مدى للإسكان التنموي، مشروع معاينة المساكن لمستفيدي الإسكان التنموي بالدمام وملتقى معمار الأول للإسكان التنموي وغيرها من المشاريع بالشراكة مع كافة القطاع.
وهذه المشاريع والمبادرات ساهمت في تحقيق أهداف الجمعية من خلال دورها المحوري في ابتكار مشاريع ومبادرات تنموية في الإسكان التنموي كبيت خبرة استشاري للقطاع. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
رفع الوعي المعماري
كيف أسهمت هذه الفعاليات في رفع الوعي المعماري وتنمية مهارات المهندسين والمعماريين؟
تحرص جمعية معمار على تفعيل التطوع الاحترافي لاستقطاب الكفاءات الوطنية والشباب الطموح خصوصا في المجالات الهندسية المعمارية، وهذا أتاح للجمعية للوصول لشرائح كبيرة من المجتمع المهني وهذا بدوره انعكس على رفع الوعي المعماري من خلال المساهمة المباشرة في مشاريع ومبادرات حقيقية تمس شرائح مجتمعية مهمة وغالية بوطننا العزيز.
مبادرات ومشاريع مستقبلية
ما هي المشاريع والمبادرات المستقبلية التي تنوي جمعية معمار إطلاقها، وكيف تتماشى هذه المشاريع مع الخطط الوطنية «مثل رؤية 2030» في مجال التنمية الحضرية؟
الجمعية تعمل على عدة مشاريع مستقبلية من أهمها إطلاق مشاريع إسكان نموذجية للإسكان التنموي بحيث يجمع بين جودة الحياة والتنمية المجتمعية مع توفر كافة الخدمات والفرص وهذا يتوافق مع رؤية المملكة 2030 في رفع نسب تملك الأسر السعودية.
كذلك الجمعية لديها مشاريع مع عدة جهات شريكة في مجال الأنسنة وتطوير المرافق العامة والمنتزهات وتطوير الهوية العمرانية فيما يتماشى مع مبادرات السعودية الخضراء وجودة الحياة.
ما أبرز التحديات التي تواجه جمعية معمار في سعيها لتحقيق أهدافها؟
على المستوى الداخلي هناك عدة تحديات مثل توفير الموارد المالية المستدامة والبشرية الفاعلة لتشغيل الجمعية بالإضافة إلى إيجاد شراكات وداعمين لمشاريع وبرامج الجمعية التخصصية، إما ما يتعلق بالتحديات الخارجية فتتمثل في بعض التشريعات والسياسات التي تحد من استثمار الإمكانات في تطوير الإسكان التنموي وكذلك صعوبة التنسيق والتكامل في التعاملات الرسمية.
تحديات معمار
وكيف تسعى الجمعية إلى التغلب على هذه التحديات وضمان الاستمرارية والفعالية في عملها؟
تعمل الجمعية على تطوير نموذج عملها بما يتلاءم مع الفرصة المستقبلية والتوجهات المستقبلية للبلد بالإضافة إلى تنويع مصادر الإيرادات والاستثمار والاستفادة من برامج المسؤولية المجتمعية والشراكات مع كافة القطاعات.
نظم ملتقى معمار الأول للإسكان التنموي تحت عنوان ”مستقبل الإسكان التنموي في ظل رؤية 2030 والتوجهات العالمية“. هلا تفضلتم بتقييمكم العام لمجريات الملتقى ومدى تحقيقه للأهداف المرجوة التي وضعتموها؟
الملتقى حظي برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف بن عبدالعزيز حفظه الله أمير المنطقة الشرقية وهذا أعطى الملتقى اهتمام بالغ من سموه وانعكس إيجابيا على الملتقى وحظي بإشادة كبيرة وقبول متميز على مستوى الإعداد والتنظيم والإخراج ولله الحمد. والملتقى حقق أهدافه المرجوة وحشد زخماً إعلامياً انعكس على تسليط الضوء على مشاريع الإسكان التنموي بالإضافة إلى الموضوعات التي نوقشت وأسهمت في طرح حلول مستقبلية لأهم قضايا الإسكان التنموي.
ذكرتم أن جمعية معمار تسعى لدعم أهداف رؤية 2030 عبر تطوير حلول إسكانية فاعلة ومستدامة.. كيف يساهم هذا الملتقى تحديداً في تسريع تحقيق هذه الأهداف على أرض الواقع؟
نعم من أهداف الملتقى دعم رؤية المملكة 2030 في ابتكار وتطوير حلول إسكانية فعالة ومستدامة وذلك من استعراض وطرح التجارب المحلية الرائدة للجهات العاملة بالإسكان التنموي، بالإضافة إلى الاستفادة من التجارب العالمية المميزة في معالجة قضايا الإسكان التنموي، كذلك تفعيل دور الشراكات والتكامل بين القطاعات المختلفة سواء الحكومية أو الخاصه أو غير الربحية
أطلقتم مبادرة ”سكن ونماء“. ما هي أبرز ملامح هذه المبادرة، وما هي الآليات التي ستتبعونها لضمان استمراريتها وتحقيق أثرها الإيجابي في قطاع الإسكان التنموي؟
مبادرة سكن ونماء هي المبادرة الأبرز التي تحملها جمعية معمار كمفهوم منذ تأسيسها وهي تعني بارتباط توفير السكن بالنماء المجتمعي ورفع المستوى الاقتصادي للأسر المستفيدة. وهذا من أهم ما يميز الإسكان التنموي عن غيره من برامج الإسكان الخيري أو الوقفي.
الجمعية تعمل على مبادرات نوعية لتفعيل هذه المبادرات بالإضافة إلى توسيع هذا المفهوم مع الشراكات والجهات العاملة بمجال الإسكان التنموي.
يوجد أكثر من 16 ألف منتظر على قوائم الإسكان التنموي بالشرقية.. ما هي أبرز التحديات التي تواجه توفير هذا العدد من الوحدات، وما رؤيتكم لمعالجتها؟
هناك اهتمام بالغ من القيادة الرشيدة وسمو أمير المنطقة والوزير والعاملين بالوزارة والجمعيات لتطرح مشاريع كبيرة ومتنوعة بالمنطقة لمعالجة هذا التحدي وتم ولله الحمد تحقيق أرقام كبيرة ومميزة بهذا الخصوص.
أبرز تحديات توفير السكن خصوصاً بالمنطقة الشرقية هو توزع المستفيدين على المساحة الجغرافية الكبيرة بالمنطقة مما يجعل التحدي كبير في الوصول إلى كافة المناطق سواء المدن أو المحافظات والهجر.
بالإضافة إلى صعوبة توفر الأراضي خصوصاً بالمدن والمحافظات وأخيراً تمويل هذه المشاريع التي تتطلب رأس مال عالي التكلفة.
الجمعية تسعى من خلال شركائها إلى إيجاد حلول مبتكرة بتقنيات البناء لتسريع المشاريع مع رفع الجودة وخفض التكلفة.
كيف يمكن تحويل مشاريع الإسكان التنموي من مجرد توفير مأوى إلى محفزات للتنمية الشاملة للمستفيدين، بما في ذلك توفير فرص العمل؟
الجميع يدرك أهمية البرامج والمبادرات التنموية التي تهدف إلى رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسر الأشد حاجة بما ينقلهم من دائرة الحاجة إلى دائرة الإنتاج والعطاء مصداق لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى»، وفي هذا الصدد الوزارة مع الجمعيات الشريكة لديها عدة مبادرات مثل برنامج تظافر للاستثمار الاجتماعي والمسؤولية المجتمعية للشراكات وغيرها لتوفير فرصة كريمة وملائمة لمستفيدي الإسكان التنموي.
بالإضافة هناك مبادرات نوعية لرفع كفاءة الأسر وتدريبهم على المهن الأكثر طلب بالسوق من الجمعيات مثل برنامج "تاكسي" لجمعية بناء لرعاية الأيتام وبرنامج بسطة لمؤسسة المجدوعي الخيرية وغيرها من المشاريع التنموية.
ما هي الاستراتيجيات التي تقترحونها لتحقيق دمج مستفيدي الإسكان التنموي مع باقي شرائح المجتمع وتجنب بناء مجمعات مخصصة قد تؤدي إلى عزلة اجتماعية؟
من أهم الاستراتيجيات وأكثرها فائدة هو إعادة أحياء المناطق الشعبية أو القديمة ودمجهم ضمن المحيط الخاص بهم، خصوصاً أن هذي الأحياء مكتملة الخدمات. أيضاً أن تعمل الوزارة على تخصيص نسب معينة بحيث لا تتجاوز 10 إلى 20 % من مشاريعها مخصصة للفئات أشد حاجة وباقي المشروع يخصص للفئات الآخر من المجتمع.
الذكاء الصطناعي في معمار
هل لديكم تصورات أو مشاريع محددة في جمعية معمار لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة وفعالية برامج الإسكان التنموي؟
استخدام الذكاء الاصطناعي هو من أساسيات إدارة الأبحاث والدراسات بجمعية معمار ولديها عدة مشاريع تعمل على تطويرها مستقبلاً بالاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل المنازل المستدامة وتقنية فحص المباني ومواد البناء.
توصيات ملتقى معمار
ما هي أبرز التوصيات العملية التي خرج بها ملتقى معمار الأول للإسكان التنموي، وما هي خطط جمعية معمار لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات وتحويلها إلى مبادرات ملموسة؟
الملتقى خرج بخمس توصيات أساسية وهي:يجب أن يرتبط الإسكان التنموي بمفهوم سكن وتوفير عمل مع أهمية رفع المستوى الاقتصادي للساكنين عبر البرامج التنمويةأهمية توضيح استراتيجية الدمج الاجتماعي لمستفيدي الإسكان التنمويتبني الجامعات لتخصص للإسكان أو الإسكان التنموي بحيث يدعم الأبحاث والبحوث في تطوير مجال الإسكان وتأهيل العاملين في العقارالبحث عن برامج متعددة لتمويل مشاريع الاسكان التنموي في نفس الوقت تكون هذه البرامج مقسمة من خلال برامج وزارة البلديات والإسكان أو من خلال المانحين أو القطاع غير الربحي أو الأوقافالعمل مع وزارة البلديات والاسكان والمؤسسات التشريعية في المملكة على وضع ضوابط دقيقة ومتأنية تضبط المسائل التشريعية بهدف تحسين البيئة العمرانية والاجتماعية لمشاريع الإسكان التنمويوسيكون هناك خطة عملية مع وزارة البلديات والإسكان لمتابعة رفع التوصيات للجهات المتخصصة وآلية لتفعيلها.
ما هي رسالتكم التي توجهونها عبر هذا الحوار إلى كافة الشركاء في منظومة الإسكان التنموي، من قطاع حكومي وخاص وغير ربحي، وكذلك إلى المجتمع بشكل عام؟
نتوجه بالشكر والامتنان لجميع الشركاء والعاملين بمنظومة الإسكان التنموي لدورهم الكبير والحيوي لخدمة مستفيدي الإسكان التنموي، ونتطلع معهم لاستكمال المسيرة التنموية بما يحقق أهداف رؤية المملكة 2030 بتوفير سكن كريم للأسر السعودية الأشد حاجة من خلال مشاريع مبتكرة ومستدامة.

المصدر: صحيفة اليوم