في تطور دراماتيكي يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، أعلن المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية، جيك وود، استقالته المفاجئة والفورية، وذلك قبل ساعات قليلة من بدء المؤسسة في توزيع المساعدات داخل القطاع المحاصر. 

وجاءت استقالة وود لتثير جدلًا واسعًا حول مصير هذه المبادرة الإغاثية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان القطاع.

"القاهرة الإخبارية": أكثر من 60 شهيدا بغارات الاحتلال على غزة (فيديو) صحة فلسطين: استشهاد 30 مدنيًا بينهم أطفال ونساء في قصف مدرسة بقطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة وتحذيرات أممية من المجاعة

تزامنت استقالة وود مع تحذيرات أطلقها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، حيث أكدت المديرة التنفيذية للبرنامج، سيندي ماكين، أن هناك نحو 500 ألف فلسطيني في قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وهم على شفا المجاعة، مضيفة أن الوضع ينذر بكارثة إنسانية كبرى إذا لم يتم التحرك العاجل لتقديم المساعدات.

وخلال مقابلة مع قناة «سي بي إس» الأمريكية، أوضحت ماكين أن إسرائيل سمحت بدخول القليل جدًا من المساعدات إلى غزة، مشيرة إلى أنه خلال فترة وقف إطلاق النار كان يتم إدخال نحو 600 شاحنة يوميًا، إلا أن هذا العدد انخفض الآن إلى نحو 100 شاحنة فقط، وهو ما لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان في ظل الحصار المستمر والتصعيد العسكري.

أسباب الاستقالة ورسالة المدير التنفيذي

في بيانه الرسمي، أوضح وود أن قراره بالاستقالة جاء بعد قناعة راسخة بأن المنظمة لن تتمكن من تنفيذ مهمتها الإنسانية في غزة مع الحفاظ على المبادئ الأساسية للعمل الإغاثي، مشددًا على ضرورة التمسك بقيم الحياد وعدم التحيز والاستقلالية، وعدم التورط في أي شراكات تفرغ العمل الإنساني من مضمونه.

وأكد وود أن خطط المؤسسة كانت تهدف إلى تقديم مساعدات عاجلة لتخفيف معاناة السكان، والتعامل مع التحديات الأمنية المتعلقة بتوزيع المساعدات، ودعم جهود المنظمات غير الحكومية العاملة ميدانيًا، لكنه أشار إلى أن كل هذه الجهود ستظل بلا جدوى ما لم يتم احترام المبادئ الإنسانية بشكل صارم.

كما دعا وود في بيانه إسرائيل إلى توسيع عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بكافة الوسائل الممكنة، مطالبًا المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة ببذل جهود حثيثة لإيجاد حلول مبتكرة لتسريع إيصال المساعدات دون تأخير أو تمييز.

ردود فعل متباينة حول «مؤسسة غزة الإنسانية»

وبينما أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية أنها ستبدأ في توزيع المساعدات بالقطاع رغم استقالة مديرها، أكدت أن خطتها تهدف إلى التوسع السريع لخدمة جميع سكان القطاع خلال الأسابيع المقبلة. 

في المقابل، رفضت الأمم المتحدة وعدد من وكالات الإغاثة التقليدية التعاون مع المؤسسة، مشيرة إلى اتهامات بتورطها في شراكة مع إسرائيل، وهو ما أثار مخاوف بشأن استقلالية العمل الإغاثي وحياده.

تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل

يأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، مع استمرار الهجوم العسكري وتصاعد التحذيرات من تفشي المجاعة، وسط مطالبات متكررة بضرورة فتح المعابر بشكل عاجل وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فوري لإنقاذ الأرواح ومنع وقوع كارثة أكبر.

وأكدت ماكين أن المجتمع الدولي لا يمكنه البقاء متفرجًا بينما يموت الناس جوعًا، مشددة على أهمية الضغط على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات بشكل عاجل ومستمر لتخفيف معاناة السكان.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قطاع غزة مؤسسة غزة الإنسانية برنامج الأغذية العالمي المجاعة في غزة المساعدات الانسانية الامن الغذائي اسرائيل الأمم المتحدة غزة الإنسانیة

إقرأ أيضاً:

«الأغذية العالمي»: نحو 70 إلى 100 ألف شخص ما زالوا محاصرين في الفاشر

وصل عشرات الآلاف إلى منطقة طويلة، التي تحولت من بلدة صغيرة إلى مخيم نزوح ضخم يضم أكثر من 650 ألف شخص، بينما لجأ آخرون إلى منطقة الدبة بالولاية الشمالية، بحسب برنامج الأغذية العالمي.

نيروبي: التغيير

قال مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، روس سميث، إن المعلومات المحدودة المتوفرة حالياً عن الأوضاع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور «مروعة للغاية»، مؤكداً أن ما بين 70 و100 ألف شخص لا يزالون محاصرين داخل المدينة، في ظل حصار طويل وانعدام شبه كامل للخدمات وغياب الوصول الإنساني.

وأوضح سميث، في حديثه للصحفيين من روما خلال إحاطة عُقدت في جنيف اليوم الجمعة، أن الفاشر تعرضت لاجتياح من قبل قوات الدعم السريع في أكتوبر الماضي، عقب حصار استمر لأكثر من 500 يوم، ما أدى إلى تدمير شامل لمقومات البقاء.

أوضاع إنسانية قاسية

وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قد حذرت في وقت سابق من أن المحنة دفعت السكان إلى استهلاك قشور الفول السوداني وعلف الحيوانات، في وقت أظهرت فيه صور الأقمار الصناعية مؤشرات على عمليات قتل جماعي للمدنيين، بينما ظل وصول فرق الإغاثة إلى المدينة متعذراً حتى الآن.

وشدد سميث على أن تأمين الوصول الإنساني إلى الفاشر يمثل أولوية قصوى، لا سيما في ظل انقطاع شبكات الاتصالات الذي أعاق التواصل مع من تبقى داخل المدينة. ونقل عن شهادات ناجين وصفهم للأوضاع بأنها «مسرح جريمة» تعمه أعمال قتل واسعة، مع أسواق مهجورة وبنية خدمية منهارة.

وأشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي يطالب، منذ فترة، بالسماح بدخول المدينة دون عوائق للاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية، لافتاً إلى التوصل لاتفاق مبدئي مع قوات الدعم السريع بشأن حد أدنى من الشروط التي قد تتيح دخول الفاشر قريباً لإجراء تقييمات ميدانية أولية.

وأضاف أن أكثر من عام ونصف من الحصار أدى إلى تلاشي سبل العيش بشكل كامل.

وفيما يتعلق بحركة النزوح، أوضح سميث أن من تمكنوا من الفرار من الفاشر خاطروا بحياتهم عبر طرق محفوفة بالألغام والذخائر غير المنفجرة.

وقد وصل عشرات الآلاف إلى منطقة طويلة، التي تحولت من بلدة صغيرة إلى مخيم نزوح ضخم يضم أكثر من 650 ألف شخص، بينما لجأ آخرون إلى منطقة الدبة بالولاية الشمالية.

وقال إن قوافل إغاثة مدعومة من برنامج الأغذية العالمي تتجه حالياً إلى طويلة، محملة بمساعدات تكفي لنحو 700 ألف شخص لمدة شهر، في وقت تعاني فيه العائلات من آثار المجاعة الممتدة لأشهر، وتعيش في ظروف اكتظاظ شديد مع نقص حاد في المأوى وانتشار واسع للأمراض، بما في ذلك الكوليرا.

ويأتي ذلك في ظل استمرار السودان في تسجيل أكبر أزمة نزوح في العالم، مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.

تدهور أمني

وفي بيان مقلق صدر الجمعة، حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين من تدهور الأوضاع الأمنية في إقليم كردفان منذ الأول من ديسمبر، مشيرة إلى تقارير عن سيطرة قوات الدعم السريع على قاعدة تابعة للقوات المسلحة السودانية في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان بعد أسبوع من القتال العنيف.

وأضافت المفوضية أن المدنيين في جنوب كردفان ما زالوا محاصرين في مدينتي كادوقلي والدلنج، حيث تتمكن النساء والأطفال وكبار السن من الفرار في بعض الأحيان، بينما يُترك الرجال والشباب خلفهم بسبب المخاطر الجسيمة على طرق النزوح، بما في ذلك الاعتقال للاشتباه في الانتماء لأطراف النزاع.

ووفق أحدث البيانات، نزح أكثر من 40 ألف شخص من شمال كردفان منذ 18 نوفمبر، وأكدت المفوضية أنها تعمل عبر شركائها على تلبية الاحتياجات العاجلة للنازحين، إلا أن صعوبة الوصول وشح الموارد يظلان من أبرز التحديات.

 

الوسومآثار الحرب في السودان الأوضاع الإنسانية الأوضاع في الفاشر برنامج الأغذية العالمي

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: إسرائيل تهجر 1000 فلسطيني في المنطقة “ج” بالضفة
  • غوتيريش والصفدي يبحثان دعم الأونروا في ظل الكارثة الإنسانية بغزة
  • الأمم المتحدة: “إسرائيل” هجّرت اكثر من ألف فلسطيني منذ مطلع العام الجاري
  • «الأغذية العالمي»: نحو 70 إلى 100 ألف شخص ما زالوا محاصرين في الفاشر
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تهجّر 1000 فلسطيني بالضفة الغربية
  • الأمم المتحدة: "إسرائيل" هجُرت ألف فلسطيني بالضفة منذ مطلع العام
  • الأغذية العالمي: اتفاق مبدئي مع الدعم السريع لدخول فرق الإغاثة للفاشر
  • ترحيب فلسطيني بقرار أممي يلزم إسرائيل بتمكين الوصول الإنساني الكامل إلى غزة
  • برنامج الأغذية العالمي يعلن خفض الحصص المقدمة للسودان
  • الأغذية العالمي يقرر تقليص حصص من يواجهون المجاعة في السودان