جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-13@05:10:59 GMT

زملاء أم منافسون؟!

تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT

زملاء أم منافسون؟!

 

 

عائشة بنت محمد الكندية

في يومٍ من الأيام، كان أحد الزملاء يعمل في أحد المشاريع، وكان يتطلب هذا المشروع الدقة والسرعة، لكن فجأة تعرّض هذا الزميل لوعكة صحية مفاجئة واضطر لمغادرة المكتب فورًا، وترك خلفه العمل متراكمًا. توقّع أن يُساء الظن به أو أن تُهدر مكانته في الفريق، لكن ما حدث غيّر نظرته لزميله الذي كان منافسًا له دائمًا؛ إذ أكمل المهمة عن زميله دون أن يُخبر أحدًا بما فعل، ووقف أمام مسؤوله مدافعًا عن غيابه.

وعندما عاد الزميل، وجد المشروع قد سُلِّم بنجاح، حينها علم أن بعض المنافسين في العمل ليسوا خصومًا؛ بل رجال مواقف. ورغم ذلك، ليست كل التجارب وردية؛ فهناك مواقف أخرى حيث تجد بعض الزملاء المنافسين يستغلّون الغياب المؤقت لأحد زملائهم، ويبدأون حينها نقل الملاحظات غير الدقيقة عن أداء زميلهم؛ مما يُضعف الفرص بشكل غير عادل، ويترك أثرًا سلبيًا، ويُخرج المنافسة من إطارها الشريف إلى ساحة من التنازع غير النزيه.

ومن خلال هذا المثال، يمكننا أن نستنتج: من هم الزملاء؟ ومن هم المنافسون؟ وسنتحدث عن العلاقة بين الزمالة والمنافسة، وهل يمكن أن يكون الزميل منافسًا والعكس؟ ونعرف علاقة الزملاء والمنافسين في بيئة العمل.

الزملاء هم أكثر من شخص يعملون في نفس المكان، وهم شركاء في التفاصيل اليومية، ورفاق في اللحظات الصعبة، ويكونون في مركب واحد. والزميل هو الذي لا يتردد في التنازل عن وقته لمساعدة زملائه، والذي يبثّ فينا الطمأنينة بكلمة في لحظة ضغط، وهم الذين يوفرون الدعم وتبادل المعرفة. في المقابل، لا توجد زمالة مثالية؛ إذ إن بعض الزملاء يفتقرون لروح الفريق، ويُسيئون استخدام الثقة. ومن هنا تظهر أهمية التواصل والوعي الذاتي للحفاظ على علاقة مهنية صحية.

أما المنافس، فهو الذي قد يدفعك نحو الأفضل، ويجعلك تكتشف طاقاتك الكامنة. والمنافسة تخلق مناخًا يدفع الجميع نحو النمو، ويدفع الآخرين إلى تطوير مهاراتهم وتجاوز التحديات حين تكون العلاقة صحية. لكن إن تحولت المنافسة إلى لعبة تحت الطاولة أو وسيلة للتقليل من الآخرين، فإنها تشكّل عبئًا نفسيًا ثقيلًا، وقد تؤدي إلى توتر العلاقات وتدهورها في بعض بيئات العمل؛ مما قد يُحدث تداخلًا بين الزمالة والمنافسة. وقد يكون زميلك هو من ينافسك على الترقية أو قيادة مشروع، ومن هذا الموقف تُختبر الأخلاق والمبادئ، وبعضهم يسقطون في فخ الأنانية والطعن من الخلف. والزملاء في بيئة العمل هم الذين لا يظهرون فقط في لحظات الراحة؛ بل الذين يكونون معك في الأوقات الصعبة، والذين يمدّون لك يد العون عند الحاجة؛ مما يصنع فارقًا كبيرًا في بيئة العمل.

والمؤسسات الناجحة تخلق فرصًا للمنافسة، لكن بشرط أن تكون مبنية على الأداء والكفاءة، وأن تُحفّز التطوير الذاتي والسعي لتحقيق أهداف واضحة، وأن تُدار بعدالة وشفافية دون محاباة، وذلك حتى تدفع الأفراد إلى بذل أقصى ما لديهم. وبنفس القدر، فإن روح الزمالة في المؤسسات تُعزّز من العمل الجماعي، وتبني بيئة داعمة وصحية، وتزيد من الإنتاجية عند تنسيق الجهود.

والمنافسة الزائدة دون روح الزمالة قد تؤدي إلى بيئة سامة، والزمالة دون أي نوع من المنافسة قد تُضعف الطموح والحافز؛ لذا فإن المؤسسات الذكية هي التي تزرع ثقافة التنافس الإيجابي من خلال التعاون والدعم المتبادل.

وفي الختام.. تجاربنا مع الزملاء والمنافسين تصنع فينا إنسانًا أقوى. بعضهم يعلّمنا دروسًا لن ننساها، والزمالة لا تُقاس بعدد الكلمات الطيبة؛ بل بالمواقف، كما أن المنافسة الشريفة لا تُقاس بعدد الانتصارات؛ بل بكيفية الوصول إليها.

لذا.. كُن زميلًا يُعتمد عليه، ومنافسًا يُحترم؛ لأن العالم المهني لا ينسى الأيادي البيضاء.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

غوغل تقرأ رسائل واتساب تلقائياً.. وماسك يشعل المنافسة في عالم «الذكاء الاصطناعي»

أثارت شركة غوغل جدلًا واسعًا بعد إعلانها تحديثًا جديدًا يتيح لذكائها الاصطناعي “جيميني” قراءة رسائل “واتس آب” والمكالمات الهاتفية بشكل تلقائي، دون الحاجة إلى تفعيل خاصية تتبع النشاط التي كانت ضرورية سابقًا.

هذا التغيير، الذي بدأ تطبيقه الأسبوع الماضي على أجهزة “أندرويد”، يسمح لـ”جيميني” بالوصول إلى تطبيقات الطرف الثالث، بما فيها “واتس آب”، لتنفيذ أوامر صوتية مثل إرسال رسالة إلى أي جهة اتصال يحددها المستخدم. المثير للجدل أن هذه الميزة تعمل تلقائيًا حتى في حال إيقاف خاصية تتبع النشاط، ما أثار مخاوف واسعة بين خبراء الخصوصية.

وأوضحت غوغل في رسالة عبر البريد الإلكتروني لمستخدمي أندرويد أن الذكاء الاصطناعي لا يخزن المحادثات على الجهاز نفسه، بل يرسل البيانات إلى خوادم الشركة لمعالجتها، ما يفتح الباب أمام مراجعة المحادثات من قبل موظفي غوغل وشركائها بهدف تحسين الخدمة. هذا الأمر دفع الشركة إلى تحذير المستخدمين من إرسال معلومات حساسة عبر المنصة.

انتقادات الخبراء التقنية لم تتأخر، حيث وصف دانيال فريتش، مستشار الأعمال، التحديث بأنه “نقض صارخ لمبدأ الموافقة المستنيرة”، مشيرًا إلى أن تفعيل الميزة تلقائيًا يعد انقلابًا على حق المستخدم في التحكم بخصوصيته. من جهته، دعا آندي كالاهان مؤسس نظام Jammed المستخدمين إلى التدقيق في إعدادات الخصوصية وإلغاء الأذونات غير المرغوبة لتقليل المخاطر.

وردًا على هذه الانتقادات، دافعت غوغل عن التحديث مؤكدة أنه يهدف إلى تحسين تجربة المستخدم من خلال تسهيل إنجاز المهام اليومية، مثل إرسال الرسائل وإجراء المكالمات، حتى مع إيقاف تتبع النشاط. وأوضحت أن المحادثات في هذه الحالة لا تستخدم لتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي، لكن الغموض حول كيفية معالجة البيانات يثير قلقًا متزايدًا، خاصة مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التعامل مع المعلومات الشخصية الحساسة.

If you don't take action, Google Gemini can start interacting with your Messages, WhatsApp, Utilities, or Phone apps on Android starting from July 7, 2025. https://t.co/f9uuRBhgKo

— TechRadar (@techradar) July 8, 2025

إيلون ماسك يشعل سباق الذكاء الاصطناعي بإطلاق “Grok 4” المتطور

دخل إيلون ماسك ساحة الذكاء الاصطناعي بقوة عبر شركته “xAI” التي أعلنت عن إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد “Grok 4″، والذي يُعد منافسًا قويًا لأفضل نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية في السوق.

وصرح ماسك على صفحاته في منصة “X” أن “Grok 4” هو أول نموذج ذكاء اصطناعي قادر على حل مشكلات هندسية معقدة في العالم الحقيقي، مشكلات لا يمكن إيجاد حلول جاهزة لها عبر الإنترنت أو الكتب التقليدية، ما يمثل قفزة نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي.

ويتميز “Grok 4” بقدرته على كتابة الأكواد البرمجية لدعم المبرمجين، بالإضافة إلى معالجة أنواع متعددة من البيانات تشمل الصور والنصوص والمقاطع الصوتية، مما يجعله نموذجًا شاملاً ومتعدد المهام.

كما أطلقت الشركة نسخة صوتية باسم “Grok 4 Voice” تتميز بصوت واقعي وانسيابي مع تقليل المقاطعات أثناء المحادثة، مما يعزز تجربة المستخدم ويقربها من التفاعل الطبيعي مع البشر.

واستخدم النموذج ميزة “DeepSearch” المتطورة التي تسمح له بجلب معلومات محدثة ومباشرة من الإنترنت، خصوصًا من منصة “X”، ما يمنحه ميزة فريدة في تقديم إجابات دقيقة وحديثة دون الحاجة لفتح متصفحات أو تطبيقات إضافية.

مع هذه الخطوة، يشعل ماسك سباق الذكاء الاصطناعي مجددًا، معززًا مكانته كرائد في تقنيات المستقبل، وسط منافسة محتدمة مع عمالقة التكنولوجيا حول العالم.

مقالات مشابهة

  • الشللية واللوبيات في بيئة العمل: المشاريع والمناصب تدار بالعلاقات لا بالكفاءة
  • «مياه الفيوم» تُطلق منظومة القياسات البيئية لتحسين بيئة العمل
  • مياه الفيوم” تبدأ تطبيق القياسات البيئية لتحسين بيئة العمل وجودة التشغيل بالمحطات
  • جيسوس يشترط مشاركة النصر في بطولة النخبة الآسيوية قبل توقيع العقد
  • خلق بيئة آمنة وجاذبة للاستثمار.. موعد تطبيق قانون العمل الجديد
  • ناديا القمة يقعان في فخ التعادل في الجولة الثالثة من دوري النخبة
  • الإعلان رسميا عن إطلاق طلب عروض لمنح تراخيص شبكات الجيل الخامس (5G)
  • المغرب يفتح باب التراخيص لاستغلال شبكات الجيل الخامس للإنترنت
  • غوغل تقرأ رسائل واتساب تلقائياً.. وماسك يشعل المنافسة في عالم «الذكاء الاصطناعي»
  • جوجل في مرمى الغرامات مجددًا بتركيا.. ما القصة؟