خطورة استمرار العدوان واقتحامات المستوطنين للأقصى
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
مواصلة سلطات الاحتلال عدوانها على الشعب الفلسطيني سواء بالإبادة في قطاع غزة، أو ما يجري في الضفة والقدس المحتلة من اقتحام للمسجد الأقصى ورفع علم دولة الاحتلال وإقامة الطقوس الدينية في باحاته حيث تنطوي خطورة هذه الممارسات على المنطقة بأسرها.
التصعيد الممنهج والخطير الذي تمضي فيه حكومة الاحتلال، بقيادة تحالف يميني متطرف يتزعمه بنيامين نتنياهو، ويغذيه خطاب تحريضي يتبناه وزراء في حكومته وقيادات التيارات الدينية المتطرفة وإن هذا السلوك العدواني لا يفهم إلا في سياق مخطط مدروس لتكريس واقع الصراع كحرب دينية شاملة، بما ينذر بتداعيات كارثية على المنطقة برمتها.
اقتحام وزراء وأعضاء كنيست عنصريين باحات المسجد الأقصى وجماعات إرهابية يهودية متطرفة ورفع علم دولة الاحتلال على يد عضو الكنيست المتطرف تسفي سوكوت بمناسبة احتلال الشطر الشرقي للمدينة، ومهاجمة مقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح من قبل مستعمرين بتغطية سياسية، تمثلت بمشاركة نائبة في الكنيست يشكل تصعيدا خطيرا ضمن استراتيجيه تهويدية ممنهجة تستهدف طمس الهوية الوطنية والدينية لمدينة القدس، وتمثل تعديا سافرا على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية في ظل صمت دولي مريب لم يعد يحتمل.
هذه الممارسات العنصرية التي تتم تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، في ظل مواصلة حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة تمثل تصعيدا خطيرا في سياسة التهويد الممنهجة والتي تستهدف القدس الشرقية المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، في تحد صارخ للوضع القانوني والتاريخي القائم، وللإرادة الدولية التي أكدت مرارا أن القدس الشرقية هي أرض فلسطينية محتلة.
ويجب احترام الوصاية الهاشمية الأردنية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، بصفتها الجهة الشرعية الوحيدة المخولة بإدارة شؤون المسجد الأقصى، في ظل خطورة تداعيات استمرار الاحتلال في انتهاك الوضع الراهن ومحاولة فرض وقائع جديدة بقوة السلاح والغطرسة الإسرائيلية.
لغة القوة والتجاذب القائم بين أقطاب حكومة الاحتلال والكنيست الإسرائيلي العنصري واستعراض خطابات التطرف والتحريض العلني، يكشف بوضوح أن حكومة الاحتلال لا تسعى إلى تحقيق الأمن أو الاستقرار او السلام، بل تؤسس لمرحلة من الفوضى الدموية وتغذي بيئة خصبة لنمو جماعات دينية يهودية متطرفة ذات طابع عنصري، تهدد السلم الدولي والإنساني.
إن أمن المنطقة واستقرارها مرتبط بحل عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، وإن المنطقة ستبقى في دوامة من العنف حتى حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حق تقرير المصير وتجسيد قيام دولته الفلسطينية المستقلة.
حكومة الاحتلال تتحمل كامل المسؤولية عن هذا التصعيد الخطير، ويجب على المجتمع الدولي ومجلس الأمن الخروج من دائرة التردد والشلل السياسي والتحرك العاجل والفاعل لوقف هذا الانفلات الذي قد يقود المنطقة نحو انفجار شامل، ستكون عواقبه وخيمة على الأمن والسلم الدوليين، ولا بد من الإدارة الأميركية بذل كامل الجهود وبشكل جدي والعمل على وقف حرب الإبادة الجماعية على شعبنا في قطاع غزة، والاعتداءات الخطيرة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
ولا بد من مواصلة الجهود من اجل ضمان نجاح المؤتمر الدولي بشأن فلسطين المقرر منتصف الشهر المقبل في نيويورك، ومن المهم استمرار التحضيرات لإنجاحه عبر دعم حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية، واعتراف الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين بهدف تجسيدها على الأرض.
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة القدس القدس غزة الاحتلال اقتحام الاقصى مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
مجددًا .. 298 حاجًا يغادرون عبر مطار صنعاء الدولي وسط ترتيبات فنية وخدماتية عالية
يمانيون | صنعاء
غادر مطار صنعاء الدولي، اليوم الإثنين، الفوج الثالث من حجاج بيت الله الحرام، والبالغ عددهم 298 حاجًا، متوجهين إلى الأراضي المقدسة عبر رحلتين جويتين للخطوط الجوية اليمنية، ليواصل اليمنيون أداء ركن الحج من مطار العاصمة، رغم الحصار والعدوان المتواصل منذ أكثر من تسع سنوات.
وتأتي هذه الدفعة الجديدة من الحجاج بعد أن تم خلال اليومين الماضيين تفويج 595 حاجًا، ليصل بذلك إجمالي الحجاج المغادرين من مطار صنعاء الدولي إلى 893 حاجًا، في مؤشر إيجابي على استمرار الجهود الخدمية والرعاية الرسمية التي توليها الجهات المعنية في صنعاء لتأمين موسم حج ناجح وآمن رغم التحديات اللوجستية والقيود المفروضة على المطار بفعل العدوان الأمريكي السعودي.
وقد تلقى الحجاج في هذا الفوج، كما في الأفواج السابقة، كافة الخدمات الأرضية والفنية اللازمة، وفقًا للمعايير الدولية المعتمدة لدى منظمة الطيران المدني الدولية “الإيكاو”، مما يعكس كفاءة مطار صنعاء الدولي وقدرته التشغيلية العالية، ويؤكد زيف مزاعم العدوان حول ما يسمى بـ”عدم جاهزية المطار”، والتي طالما اتخذها ذريعة لاستمرار إغلاقه في وجه ملايين اليمنيين.
ويُعد تفويج الحجاج من مطار صنعاء محطة رمزية مهمة تعكس إرادة الصمود الشعبي والديني والسيادي في وجه الحصار المفروض، كما تؤكد تمسّك الدولة اليمنية في صنعاء بمسؤوليتها الدينية والإنسانية تجاه المواطنين، وتوفير كافة التسهيلات الممكنة لأداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام.
وفي ظل استمرار الحصار الجوي المفروض من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي، يُمثل استمرار رحلات الحج إنجازًا وطنيًا وإنسانيًا يعكس صمود الشعب اليمني وكفاءة الطواقم الفنية والإدارية العاملة في قطاع الطيران المدني، كما يُعيد التأكيد على أهمية رفع الحصار بشكل كامل عن مطار صنعاء الدولي باعتباره حقًا إنسانيًا لكل اليمنيين، وليس منّة من أحد.