بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ليس هنال أصعب من أن تأتيك الطعنات بخناجر الغدر من الأشخاص الذين كنت تحرص على إسعادهم. .
شعور غريب ينتاب أي إنسان عندما يبيعه وطنه ويخذله أهله، وعندما يتخلى عنه من كان يضحي بنفسه من اجلهم، وعندما يتركونه يواجه مصيره وحيدا في معارك غير متكافئة، وعندما يتجاهلونه تماما ولم يمدوا له يد العون والمساعدة.
ففي عام 1937 شهدت المملكة المتحدة واحدة من أغرب القصص خلال مباراة كرة القدم بين تشارلتون أثليتيك وتشيلسي، حيث غطى ضباب كثيف ملعب المباراة، مما دفع الحكم إلى إيقاف اللقاء وإلغاء المباراة، لكن حارس المرمى (سام بارترام) ظل يقظا متحفزاً في حراسة مرماه على الرغم من مغادرة الفريقين، واستمر على هذا الحالة لمدة 15 دقيقة معتقدا أن فريقه يهاجم في الطرف الآخر. لم يسمع صافرة الحكم بسبب صخب الجماهير خلفه، حتى جاءه رجل شرطة ليبلغه بأن المباراة قد أُلغيت. عندها قال عبارته الشهيرة: (يحزنني أن ينساني الرفاق وأنا أحرسهم، وقد ظننت أننا كنا نهاجم طوال الوقت). .
وفي عام 1944 ارسلت اليابان الجندي (هيرو أونودا) لتنفيذ واجبات الاستطلاع والمراقبة في جزيرة (لوبانغ) الفلبينية الواقعة في خليج مانيلا، لكن رفاقه في الجيش لم يبلغوه بانتهاء الحرب، ولم يتلق منهم الأوامر بالانسحاب، فظل رابضا في الجزيرة حتى عام 1972. .
وربما سمعتم ببسالة الأونباشي العثماني (حسن الإغْدِرلي) الذي ظل رابضا في موقعه الدفاعي داخل مدينة القدس على الرغم من انهيار الدولة العثمانية، لكنه رفض الانسحاب أو التخلي عن واجبه، أو العودة إلى دياره حتى توفاه الله عام 1982 عن عمر يناهز 93 عاماً. .
وفي العراق كنت اتابع مقالات كاتب أفنى عمره في الذود عن أهله، وفي الدفاع عن قضاياهم العادلة، والوقوف بجانبهم في السراء والضراء، وكانت مقالاته تتصدر منصات التواصل في كل مكان، لكنني اكتشفت ان القوى السياسة الفاعلة ظلت تتحين الفرص للانتقام منه، وظلت تستهدفه وتتربص به، وتسعى للنيل منه بأي ثمن. .
هناك في مرافئ المنفى البعيد جلس ذلك الكاتب يهمس للمغتربين: لقد تجاوزت السبعين ولم أر عدلا في بلادي، ولم أر خارطة الوطن تحت خيمة السيرك السياسي. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
«العملاق أوبا» يعود من جديد إلى مارسيليا
مارسيليا (أ ف ب)
عاد المهاجم الدولي الجابوني بيار-إيميريك أوباميانج إلى صفوف مارسيليا الفرنسي لكرة القدم، قادماً من القادسية السعودي، وذلك بعد عام واحد فقط على مغادرته، وفقاً لما أعلنه النادي الجنوبي من دون تحديد مدة العقد.
وكتب بطل فرنسا تسع مرات في حسابه الرسمي على موقع «اكس» أن «العملاق أوبا عاد من جديد إلى صفوف مارسيليا».
وغادر الجابوني مارسيليا بعد موسم ناجح في 2024، سجّل خلاله 30 هدفاً، وقدّم 11 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات، محطماً الرقم القياسي أفضل هداف في تاريخ مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» (34 هدفاً)، لكن ذلك لم يمنع فريقه من احتلال مركز ثامن مخيّب للآمال في الدوري المحلي بدون بلوغ أي مسابقة أوروبية.
ويعود لاعب بوروسيا دورتموند الألماني، أرسنال الإنجليزي، برشلونة الإسباني وتشيلسي الإنجليزي السابق، إلى ملعب فيلودروم، وهو «مسرح يليق به» حسب تعبير ناديه القديم الجديد.
وأحرز «أوبا» بألوان القادسية 21 هدفاً في 36 مباراة، منها 17 هدفاً في الدوري المحلي ساعده من خلالها على احتلال المركز الرابع الموسم الماضي خلف حامل اللقب الاتحاد والهلال والنصر توالياً، كما بلغ معه المباراة النهائية لمسابقة كأس الملك التي خسرها أمام الاتحاد.
وسيتم تقديم اللاعب البالغ 36 عاماً إلى وسائل الإعلام الجمعة في مركز تدريبات النادي، قبل ظهوره أمام مشجعي الفريق مساء السبت على هامش المباراة الودية على ملعب فيلودروم أمام إشبيلية الإسباني، والتي من المتوقع ألا يشارك فيها.