الصحة العالمية: النظام الصحي في السودان ينهار وسط أزمة نزوح غير مسبوقة
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
بورتسودان: التغيير: حذّرت منظمة الصحة العالمية من عواقب انهيار النظام الصحي في السودان، وتراجع قدرات الدول المجاورة على الاستجابة لاحتياجات العدد المتزايد من اللاجئين الوافدين إليها، مع استمرار الحرب الدائرة في إحداث “أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية”.
بعد أكثر من عامين من القتال، أصبحت أزمة النزوح في السودان هي الأكبر في العالم، حيث أُجبر 14.
بين يناير ومارس من هذا العام، فرّ 200 ألف شخص عبر الحدود السودانية إلى جنوب السودان، الذي يشهد صراعا داخليا متصاعدا، ليصل إجمالي عدد اللاجئين والعائدين الذين عبروا منذ بداية الحرب إلى أكثر من مليون شخص.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الوضع الإنساني المعقد – والذي تفاقم بسبب الهجمات على المرافق الصحية، لا يزال يعيق التدخلات الصحية الحيوية، بما في ذلك الاستجابة للكوليرا والحصبة وسوء التغذية.
في ظل هذه الصورة القاتمة، أفادت المنظمة بتسجيل ما يقرب من 60 ألف حالة إصابة بالكوليرا في السودان، مما أسفر عن أكثر من 1640 حالة وفاة، في الوقت الذي تواصل فيه دعمها للبلاد من خلال ركائز الاستجابة المتعددة.
وأضافت المنظمة أن الملاريا والتهابات الجهاز التنفسي الحادة وسوء التغذية والإسهال المائي الحاد لا تزال أكثر الحالات الصحية شيوعا في شرق تشاد، في ظل ورود تقارير مستمرة عن حالات اشتباه بالحصبة والتهاب الكبد الوبائي (هـ) والدفتيريا.
وقالت إنها تدعم أيضا الاستجابة لتفشي الملاريا والكوليرا في إثيوبيا والتهاب الكبد الوبائي (هـ) في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن مصر تواصل دعم الوافدين السودانيين الجدد حيث تغطي لهم نفقات الرعاية الصحية من خلال برنامج مخصص، وأكدت أنه بحلول نهاية أبريل، تم تسجيل 1.5 مليون وافد سوداني جديد في البلاد.
أبرز التحديات
وأكدت المنظمة أنها تواجه العديد من التحديات التشغيلية للاستجابة لهذه الأزمات، بما في ذلك فجوة التمويل المتفاقمة مؤخرا، والتي تُجبر العديد من شركائها على إيقاف عملياتهم وتعرقل الاستجابة.
وأضافت أن الأعمال العدائية المستمرة، بما في ذلك الهجمات على المرافق الصحية، تُهدد الأمن على الأرض، مما يتسبب في مزيد من النزوح ويزيد من التحديات في الاستجابة للاحتياجات، والسيطرة على الأمراض المعدية، وإيصال الإمدادات الطبية الأساسية وغيرها من المساعدات الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت إلى وجود نقص في وظائف الإنذار المبكر والتنبيه والاستجابة في السودان والدول المضيفة للاجئين، مما يُعيق رصد انتقال الأمراض داخليا وعبر الحدود، والقدرة على اتخاذ قرارات تشغيلية تستند إلى الأدلة. كما أكدت المنظمة أن هناك نقصا في الكوادر الطبية ووصول محدود للمياه ومستلزمات النظافة.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الصحة العالمیة فی السودان بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
الوضع الصحي في غزة ينهار.. مساعدات لا تكفي ليوم واحد وآلاف الجرحى بلا علاج
أكد الدكتور محمد أبو عفش، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، أن الوضع الصحي في القطاع كارثي بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن المساعدات الطبية التي دخلت مؤخرًا عبر منظمة الصحة العالمية لا تكفي لتغطية احتياجات يوم واحد فقط داخل المستشفيات.
وقال أبو عفش، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، إن الأدوية والمستلزمات التي وصلت مؤخرًا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات الجرحى والمصابين، في ظل تصاعد أعداد الضحايا يوميًا.
وأضاف: "في يوم واحد فقط استقبلنا 350 جريحًا و103 شهداء، ما أدى إلى استنزاف فوري للمستلزمات الطبية".
مستشفيات غزة تنهار تحت القصف والضغطوأوضح أبو عفش أن مستشفيات الشفاء والأهلي العربي تتحملان العبء الأكبر بسبب الكثافة السكانية العالية في مدينة غزة، التي تضم أكثر من 1.2 مليون نسمة.
وأكد أن العدوان الإسرائيلي يواصل استهداف الأحياء السكنية المكتظة، ما يفاقم الضغط على المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل، خاصة بعد خروج عدد كبير من المستشفيات في شمال القطاع عن الخدمة.
وأشار إلى أن النظام الصحي يعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية، خصوصًا في تخصصات دقيقة مثل جراحة الأعصاب والعظام والأطفال، لافتا إلى وجود أكثر من 12 ألف حالة حرجة تحتاج إلى تدخل جراحي عاجل.
خطر الأوبئة وسوء التغذية يهدد آلاف الأطفالوتطرق مدير جمعية الإغاثة الطبية إلى تدهور الأوضاع الصحية العامة، محذرًا من انتشار الأوبئة والأمراض الجلدية في ظل سوء التغذية ونقص الأدوية.
ونوه إلى أن الأمراض مثل التهاب السحايا، والجدري المائي، والالتهابات الجلدية باتت شائعة وسط المخيمات المكتظة.
وكشف عن وجود نحو 17 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، موضحًا أن ضعف المناعة وسوء الظروف المعيشية يجعل الأطفال والنساء الفئة الأكثر تضررًا، مضيفًا: "كل يوم يمر دون تدخل حقيقي، هو يوم يفقد فيه مزيد من الجرحى فرصتهم في النجاة".