عين ليبيا:
2025-10-13@09:42:24 GMT

الأزمة الليبية.. من يُعطّل الحل؟

تاريخ النشر: 30th, May 2025 GMT

مقدمة

ليبيا، الدولة الغنية بثرواتها والمتميزة بموقعها الجغرافي، تعيش منذ أكثر من أربعة عشر عامًا أزمة معقدة، امتزجت فيها الصراعات السياسية بالانقسامات المناطقية، وغابت فيها الدولة لصالح التشكيلات المسلحة والولاءات الضيقة.

ورغم تعاقب الحكومات والمبادرات الأممية والدولية، ما زال السؤال مشروعًا وملحًا: من يُعطّل الحل في ليبيا؟

من الثورة إلى الفوضى

بعد أحداث 2011، اتضح لكثير من الليبيين، حتى لمن شاركوا في تلك الأحداث، أن ما جرى لم يكن ثورة بمعناها النقي، بل كان خدعة كبرى مهدت لتدخلات أجنبية أطاحت بالسيادة، ومزقت البلاد إلى كانتونات تتحكم فيها جماعات مسلحة، وسط غياب مشروع وطني حقيقي.

لقد شعر الليبيون بالخذلان، إذ تحوّلت مطالبهم بالحرية والعدالة إلى فوضى، وعمّ الصراع المناطق والقبائل، وبرزت نخبة جديدة مستفيدة من الانقسام، تحكمت في القرار السياسي والاقتصادي، بينما بقيت الغالبية تعاني من الفقر والمرض والتهميش.

مفارقات المشهد الليبي

كيف تُبنى دولة والسلاح خارج شرعيتها؟ العاصمة تحت قبضة التشكيلات المسلحة التي تفرض قراراتها على الحكومات، وسط صمت أممي مريب.

كيف لمناطق معينة أن تسيطر على مفاصل الدولة دون كفاءة أو شرعية؟ فيما يُقصى الكفاءات الحقيقية.

كيف تُصرف الملايين على سفارات وهمية وتُهمل مستشفيات الداخل والخارج؟ بينما يعاني المواطن من غياب الدواء وفرص العمل.

كيف يمرّ القفز على استحقاقات انتخابية كـ25 ديسمبر 2021 دون مساءلة؟ كأن إرادة الليبيين لا قيمة لها.

دور الإعلام والمثقفين

إن استمرار هذه الأزمة هو أيضًا نتيجة صمت النخب، وضعف الوعي الجماهيري. وعلى الإعلام والمثقفين الوطنيين مسؤولية كبرى في فضح التضليل، وخلق رأي عام فاعل يواجه حملات التشويه التي تقودها الأطراف المتنفذة لحماية مصالحها على حساب الشعب.

من المسؤول؟

الحقيقة أن الليبيين لا يكرهون بعضهم، بل تم التغرير بهم بخطابات الكراهية والمظلومية، وتورط الشباب في حروب خاسرة عادوا منها بجراحات وآلام، تُركوا بعدها دون رعاية أو تعويض، بينما استمرت النخب المتنفذة في مكاسبها.

ومع تنامي الوعي، باتت عديد المناطق تدرك حقيقة الأزمة ومن يقف وراءها، وبدأ صوت الشارع يعلو، رافضًا للواقع المرير، ومطالبًا بتغيير حقيقي.

المؤسسة العسكرية.. ضمانة الاستقرار

يُجمع كثير من الليبيين اليوم على ضرورة تمكين المؤسسة العسكرية الوطنية، وفي مقدمتها القيادة العامة للجيش الليبي، التي نجحت في محاربة الإرهاب في الشرق، وتحرير الجنوب من العصابات الإجرامية، فيما بقيت مناطق أخرى رهينة للجماعات المسلحة المدعومة من أطراف خارجية.

ورغم حملات التشويه الإعلامية التي تتعرض لها هذه المؤسسة، فإن دورها كان واضحًا في حماية وحدة البلاد ومنع تمدد الفوضى.

قرارات 5+5 وإرادة الشارع

إن تنفيذ قرارات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 هو مفتاح العودة إلى المسار السياسي الحقيقي، ويجب أن تحترمه الحكومات المحلية والدول الراعية.

كما أن حراك الشارع في طرابلس ومدن أخرى دليل على أن الشعب كسر حاجز الخوف، وبدأ يستعيد زمام المبادرة، رغم محاولات بث الفرقة وشيطنة الاحتجاجات.

الانتخابات لن تُجرى تحت فوهة السلاح

لا يمكن الحديث عن انتخابات في ظل هيمنة السلاح، وهو ما يدركه الليبيون جيدًا. فكل دعوة للانتخابات دون نزع السلاح وتفكيك التشكيلات المسلحة هي دعوة للتمديد لا للتغيير.

لذلك فإن تمكين المؤسسة العسكرية أولًا هو شرط لضمان نزاهة أي عملية انتخابية.

بين خيارين

تقف ليبيا اليوم أمام خيارين مصيريين:

خيار الإرادة الشعبية التي تفرض مسار العدالة الانتقالية والدستور وتداول السلطة، وهو مسار يتطلب وعيًا جماعيًا ونضالًا سلميًا طويل النفس. خيار السلطة القوية القادرة على ضبط الفوضى، وبناء المؤسسات، وقيادة البلاد نحو استحقاقات ديمقراطية حقيقية، وهو ما يتطلب شخصية وطنية تمتلك الإرادة والشجاعة.

خاتمة

لقد سقطت شعارات “الثورة” المزيفة، وانكشفت خرافة “رفض الحكم الفردي” التي قادت البلاد إلى فوضى عارمة.

آن الأوان لأن ينتفض الشعب الليبي بكل وعي ومسؤولية، لاستعادة دولته المختطفة، وبناء وطن يُحكم بقوة القانون لا بقانون القوة.

فليبيا ليست ملكًا لفئة أو جماعة، بل وطن لكل الليبيين، ولا خلاص إلا بوحدة الصف، وكسر دائرة الفساد، وبناء دولة مدنية ديمقراطية تحفظ كرامة المواطن وتعيد الهيبة للمؤسسات.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

لجنة التحقق من الأموال الليبية المجمدة تواصل اجتماعاتها في نيويورك

الوطن | متابعات

تواصل لجنة التحقق من الأموال الليبية المجمدة بالخارج، التابعة لمجلس النواب، اجتماعاتها في مدينة نيويورك، في إطار جهودها لمتابعة ملف الأرصدة الليبية المجمدة وحماية الأموال الوطنية وضمان إدارتها بما يخدم مصلحة الشعب الليبي.

وعقدت اللجنة بتاريخ 9 أكتوبر 2025 سلسلة اجتماعات بمقر الأمم المتحدة مع عدد من ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، حيث التقت بنائب المندوب الدائم لجمهورية الصومال، رئيس لجنة العقوبات بمجلس الأمن.

وتم خلال اللقاء استعراض الوضع الليبي وملف الأرصدة المجمدة، إضافة إلى مناقشة المبادرة الليبية الهادفة لتطوير آلية التجميد بما يضمن الحفاظ على الأصول وتنميتها. وقد أكد رئيس لجنة العقوبات دعمه الكامل للمبادرات الليبية، متعهداً بالعمل على تقريب وجهات النظر بين الدول الأعضاء بما يسهم في تحقيق مصالح ليبيا.

كما اجتمعت اللجنة بالمندوب الدائم لجمهورية باكستان لدى الأمم المتحدة، حيث تناول الجانبان الجوانب القانونية والإجرائية المرتبطة بملف الأموال المجمدة.

واختتمت اللجنة اجتماعاتها بلقاء المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، حيث تم التأكيد على أهمية المتابعة الدائمة لملف الأرصدة الليبية، وضرورة الحفاظ عليها بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن. وأشادت المندوبة القطرية بأهمية التنسيق مع الدول الأعضاء الدائمين لدعم الجهود الليبية في هذا الملف.

الوسوم#النواب الأموال الليبية المجمدة ليبيا نيويورك

مقالات مشابهة

  • السفير الألماني: اليمن بحاجة إلى حكومة قوية تقود مسار الحل
  • «مفهوم الدولة أولًا»… الدوغة ينتقد تفاهمات تُطيل الفساد ومعاناة الليبيين
  • تخرُِّج دفعات جديدة في الكليات العسكرية.. ووزير الدفاع ينقل لهم تهنئة الرئيس -صور
  • الكلية الفنية العسكرية مصنع العقول الدفاعية.. واللواء البيومي: نجمع بين الانضباط والابتكار
  • أوائل طلاب الكليات العسكرية لـ صدى البلد: مستعدون للدفاع عن الوطن
  • مدير الكلية الفنية العسكرية: نواكب أحدث منظومات التعليم العالمى.. و38 قسمًا لخدمة احتياجات القوات المسلحة
  • وزير الدفاع يشهد حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية.. صور
  • وزير الدفاع يشهد حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية 
  • وزير الدفاع يشهد تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية
  • لجنة التحقق من الأموال الليبية المجمدة تواصل اجتماعاتها في نيويورك