الحج والأضحى.. موسم فرحة لا متسع له في غزة
تاريخ النشر: 30th, May 2025 GMT
الثورة / افتكار القاضي
العشر الأوائل من ذي الحجة ليست أياماً فضيلة فحسب، بل كانت عيداً ممتدا وصولاً إلى يوم عيد الأضحى المبارك، حيث ذروة الفرح والسرور وتطبيق شعيرة الأضحية، هكذا كان الحال في قطاع غزة قبل اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة والتي تحرم الغزيين من هذا الواقع للعام الثاني توالياً.
مركز الفلك الدولي، قال إن يوم الأربعاء الموافق 28 مايو هو غرة شهر ذي الحجة، وعليه فإن يوم الجمعة الموافق 6 يونيو ، سيكون أول أيام عيد الأضحى في معظم الدول الإسلامية.
واشتهرت غزة بتحضيرات استثنائية لأداء شعيرة الأضحية، وحرص أهلها على تقديمها رغم ضيق الحال والحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات طويلة.
ففي يوليو 2023، وقبل اندلاع الحرب، كشفت وزارة الزراعة أن قطاع غزة ضحى بنحو 17 ألف رأس من العجول، و24 ألف رأس من الأغنام، فيما بلغ عدد الأسر المضحيّة حوالي 130 ألف أسرة بنسبة 28% من إجمالي عدد السكان.
وارتحل الرفاق
“كنا سبعة مشتركين نشترك سنوياً في عجل مستورد لا يقل وزنه عن 600 كيلو، واليوم لم نفقد الأضاحي فقط بل فقدنا 4 من المشتركين الذين اعتادوا أن يكونوا معنا في كل عام، فقد قضوا شهداء على فترات مختلفة خلال الحرب”، يقول أبو محمد.
ويبين “أبو محمد” بصوت تغلبه مشاعر الحسرة، أن العشر الأوائل من ذي الحجة وحتى ما قبلها كانت عيداً رائعاً، “فقد كنا نتجمع برفقة أطفالنا ونزور مزارع الماشية والأبقار، بحثاً عن أضحية جيدة، ترافقنا تكبيرات العيد داخل سياراتنا، وحتى داخل مزارع الماشية والأبقار”.
واليوم يشعر “أبو محمد” أنه خارج زمان الأعياد، فلا رفاق الدرب حاضرون، ولا الفرحة قادرة على زيارة القلوب والديار، ولا الأضاحي يمكن لها أن تحضر في غزة، ويتساءل: “عن أي عيد يمكن لأي واحد في غزة أن يتكلم، عيدنا هو يوم أن تتوقف الإبادة وينتهي الجوع”.
لا مكان للعيد
لم يزر العيد غزة منذ بدء الإبادة، وها هي تقترب من عيدها الرابع بينما يستمر القتل والتدمير والتجويع والتعطيش دور رحمة… فأي عيد هذا الذي سيمر على قطاع غزة؟!
“أمس فتح ابني الصغير على الهاتف تكبيرات العيد، فغشيتني مشاعر مختلطة، فرحت بها وبكيت في نفس الوقت دون وعي كطفل صغير، فقد غاب الأهل والأحبة، والموت يحيط بنا من كل جانب، وبطوننا وبطون أطفالنا تفترسها آلام الجوع”، يقول “أبو كمال” الذي فقد جزءاً من عائلته الممتدة في قصف إسرائيلي على أحد منازل العائلة.
ويؤكد أن العيد يمر زمانياً على غزة، لكنه لا يستقر فيها مكانياً، فلا وجود له على أرض الواقع ولا متسع، فكيف له أن يستقر بينما أرض غزة لا تستقر ولا تهدأ جراء القصف الإسرائيلي الذي يهزها ليل نهار وكأننا نعيش زلزالاً مستمراً.
يقول أبو كمال: “كنت أصوم الأيام التسع كلها ابتغاء الأجر والثواب من الله، لكننا اليوم شبه صائمين بسبب المجاعة منذ وقت طويل، لكنني سأنوي الصيام بنية الفرج وسأدعو الله أن يخفف عنا كرباتنا وما نحن فيه، فصدقاُ لم يعد لدينا قدرة على الاحتمال أكثر”.
المجاعة والقتل
يمر موسم الحج وعيد الأضحى على الغزيين في ظروف لعلها الأصعب منذ بدء حرب الإبادة، ففوق تصاعد عمليات القتل والتدمير والقصف الذي لا يتوقف، يعيش قطاع غزة من شماله إلى جنوبه مجاعة حقيقية، ويستخدم الاحتلال التجويع سلاحاً في حربة القذرة المتواصلة.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، أكدت نفاد مخزون الأغذية في قطاع غزة، مشيرة إلى وجود نحو 100 ألف نازح في مراكز الإيواء الواقعة تحت ولايتها، مبينة أن أعدادهم في تصاعد مستمر.
وأشار المستشار الإعلامي للمؤسسة الأممية عدنان أبو حسنة، في تصريحات إعلامية، إلى أن 80% من مناطق قطاع غزة تحت أوامر النزوح، فيما 92% من المباني في القطاع دمرت، بما يشمل المدارس والجامعات والبنى التحتية وشبكات الصرف الصحي ومحطات المياه.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من جهته قال إن “إسرائيل” أصدرت منذ بداية العام 35 أمر تهجير قسري في قطاع غزة، بسياسة منهجية في إطار “هندسة تجويع وتهجير الشعب الفلسطيني”.
وأكد “المرصد”، أن القتل الجماعي، والتجويع المتعمد، والتدمير واسع النطاق الذي تنفذه دولة الاحتلال ضد قطاع غزة، ليست أفعالا عشوائية، بل أدوات ممنهجة تستخدم في إطار جريمة الإبادة الجماعية.
ويأمل الغزيون أن يسبق حلول عيد الأضحى المبارك، اتفاقاً لوقف إطلاق النار، يوقف حمم الموت التي تتساقط فوق رؤوسهم ليل نهار، ويؤدي إلى فتح المعابر ودخول المساعدات والبضائع، ليتوقف مسلسل التجويع الذي لا يرحم.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: عید الأضحى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
منظمتان حقوقيتان في إسرائيل تؤكدان ارتكاب إبادة جماعية بغزة
أكد "مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة – بتسيلم"، و"أطباء لحقوق الإنسان"، اليوم، الإثنين، ارتكاب إسرائيل لإبادة جماعية في قطاع غزة .
وحذرت المنظمتان الحقوقيتان في تقريرين أصدرتهما من اتساع الإبادة إلى مناطق فلسطينية أخرى خارج القطاع، ودعتا إلى ضرورة مواجهة الإبادة من أجل وقفها ومنع اتساعها.
ورغم ممارسات إسرائيل الوحشية في الأراضي المحتلة، إلا أن "مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة – بتسيلم" شدد في تقريره على أنه "منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، غيرت إسرائيل سياستها تجاه الفلسطينيين بشكل جذري. شنّت إسرائيل عمليّة عسكرية مكثفة في قطاع غزة، لا تزال مستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا. ويشمل هذا الهجوم على سكان قطاع غزة القتل الجماعي وخلق ظروف معيشية كارثية تؤدي إلى أعداد هائلة من الوفيات؛ إلحاق الأضرار الجسدية أو النفسية الجسيمة بجميع سكان قطاع غزة؛ تدمير البنى التحتية والمقوّمات الحياتية على نطاق مهول؛ تدمير النسيج الاجتماعي والمؤسسات والمواقع الثقافية والتعليمية الفلسطينية؛ الاعتقالات الجماعية والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين في السجون التي تحولت فعليًا إلى معسكرات تعذيب؛ التهجير القسري الجماعي وجعل التطهير العرقي لسكان القطاع أحد أهداف الحرب الرسمية؛ الهجوم على الهوية الفلسطينية والمتمثل في التدمير المتعمد لمخيمات اللاجئين ومحاولة إلحاق ضرر جسيم بـوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا ".
وأضاف "بتسيلم" أن "التمعّن في السّياسة الإسرائيليّة في قطاع غزة وتقصّي نتائجها المروّعة، على خلفيّة تصريحات كبار المسؤولين السياسيّين والعسكريّين الإسرائيليّين حول هدف هذا الهجوم، يقوداننا إلى استنتاج قاطع بأنّ إسرائيل تعمل بشكل منسّق وانطلاقًا من نوايا واضحة من أجل تدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة. أيْ أنّ إسرائيل تنفذ إبادة جماعيّة ضدّ الفلسطينيّين سكّان قطاع غزّة.
وأفاد بأن "مصطلح الإبادة جماعيّة يصف ظاهرة اجتماعيّة - تاريخيّة – سياسيّة، ويتطرق إلى أفعال تُرتكب عمدًا بنيّة إبادة جماعة قوميّة أو إثنيّة أو عرقيّة أو دينيّة، كلّها أو جزء منها. لا يمكن تبرير الإبادة الجماعيّة تحت أيّ ظرف، لا من الناحية الأخلاقية ولا من الناحية القانونية، ولا حتى في إطار الدّفاع عن النفس".
ولفت "بتسيلم" إلى أنه "تحدث الإبادة الجماعيّة دائماً ضمن سياق: ثمة ظروف تُتيح ارتكابها وأحداث تحفّزها وأيديولوجية توجّهها. ينبغي فهم الهجوم الحاليّ الذي يستهدف الفلسطينيّين، في قطاع غزّة والفلسطينيّين بشكل عام، على خلفيّة أكثر من سبعين عامًا من نظام حُكم قمعيّ عنيف وتمييزيّ تفرضه إسرائيل على الفلسطينيّين جميعًا، وبشكله الأكثر تطرّفًا، على الفلسطينيّين في قطاع غزّة".
وأضاف أنه “منذ قيام دولة إسرائيل، عمِل نظام الأبارتهايد والاحتلال بشكل منهجيّ على مأسَسة وتفعيل آليات للسيطرة العنيفة والهندسة الديمُغرافية والتمييز وتفكيك الشعب الفلسطيني ككيان جماعي. هذه الأسس النظامية هي التي مكّنت حكومة اليمين المتطرف من استغلال الصدمة التي عاشها الجمهور الإسرائيلي جراء هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023، وشنّ حملة إبادة ضد الفلسطينيين".
وشدد "بتسيلم" على أنه "لا يمكن عزل الهجوم على الفلسطينيّين في قطاع غزّة عن العُنف المُتزايد الذي يُمارسه النظام نفسه بدرجات مُتفاوتة وأشكال مُتعدّدة ضدّ الفلسطينيّين الذين يعشون تحت سيطرة النظام الإسرائيلي، في الضفة الغربيّة وفي داخل إسرائيل. العُنف والتدمير في هذه المناطق آخذان في التصاعُد مع مرور الوقت وفي غياب جهاز داخليّ أو دوليّ يعمل بشكل فعّال على وقفهما. إننا نحذّر من خطر واضح وفوريّ بأنّ الإبادة الجماعيّة لن تقتصر على قطاع غزّة وأن تُطبَّق الإجراءات والتوجهات التي تكمن في أساسها على مناطق أخرى".
ومن جانبها، أشارت المنظمة الحقوقية "أطباء لحقوق الإنسان" في ورقة موقف، اليوم، إلى أنه "في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرا بإخلاء 22 مستشفى في مدينة غزة وشمال القطاع، ليشكل ذلك بداية هجوم غير مسبوق على نظام الرعاية الصحية في غزة. على مدار الأشهر الاثنين والعشرين الماضية، نفذت إسرائيل حملة استهداف ممنهجة للبنية التحتية الصحية في القطاع: قصفت 33 من أصل 36 مستشفى وعيادة، ومنعت عنها الوقود والمياه. قتل أو اعتقل أكثر من 1800 من العاملين والعاملات في المجال الصحي".
ووصفت المنظمة الحقوقية توثيقها الشامل لهذا الهجوم بأنه "تفكيك متعمد، تراكمي وممنهج لمنظومة الصحة في غزة، ولقدرة السكان على البقاء. وهو ما يرقى إلى مستوى جريمة الإبادة الجماعية. قصفت إسرائيل المستشفيات، ودمرت الأجهزة الطبية، واستنفدت الأدوية، مما جعل الحصول على الرعاية الطبية العاجلة والممتدة أمرا شبه مستحيل. انهار النظام الصحي تحت وطأة القصف المتواصل والحصار الخانق".
وأضافت أن "عشرات الأشخاص يموتون يوميا نتيجة سوء التغذية، وحرم 92% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين من الغذاء الكافي، فيما توفي ما لا يقل عن 85 طفلا بسبب الجوع. وهجرت إسرائيل تسعة من كل عشرة من سكان غزة، ودمرت أو ألحقت أضرارا جسيمة بـ92% من منازلهم، وحرمت أكثر من نصف مليون طفل من التعليم ومن أي روتين يضمن لهم الاستقرار والنمو الطبيعي".
وشددت المنظمة على أن إسرائيل "أبادت الخدمات الصحية الأساسية، مثل غسيل الكلى، ورعاية الأمومة، وعلاج السرطان، ورعاية الأمراض المزمنة كمرض السكري. لم تخلق إسرائيل أزمة مؤقتة، إنها انتهجت استراتيجية متعمدة لتقويض الشروط الأساسية للحياة. وحتى لو أوقفت هجومها العسكري اليوم، فإن آثار الدمار الذي تسببت به ستواصل حصد الأرواح بفعل الجوع والعدوى والأمراض المزمنة لسنوات مقبلة. هذا ليس ضررا جانبيا، وهذه ليست نتائج حرب فحسب إنما سياسة إقصاء وجودي ممنهجة. لقد خلقت إسرائيل بصورة منهجية، ظروف حياة لا تحتمل ولا تطاق، ونفت عن سكان غزة أبسط مقومات البقاء. هذه إبادة جماعية واضحة المعالم".
وطالبت "أطباء لحقوق الإنسان" بأنه يتوجب على الحكومات والهيئات الدولية أن تتحرك فورا، وأن تحمل إسرائيل مسؤولية أفعالها، من خلال: فرض وقف فوري لإطلاق النار؛ حماية نظام الرعاية الصحية في غزة وإعادة بنائه؛ استعادة آليات الدعم التابعة للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والفلسطينية؛ ضمان حرية حركة المساعدات الإنسانية دون عوائق؛ توفير الحماية الكاملة للطواقم الطبية والعاملين والعاملات في القطاع الصحي.
ورأت المنظمة أنه "تمثل هذه الخطوات إجراءات عاجلة لا غنى عنها، ويجب الشروع في تنفيذها دون إبطاء، من أجل وقف المزيد من الخسائر في الأرواح. أما القدرة المحدودة المتبقية للنظام الصحي في غزة، فتعتمد اليوم بالكامل على التزام الطواقم الطبية وصمودهم، وإليهم نهدي هذا التقرير وكل ما بقي من أمل".
المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية سموتريتش يتراجع عن انسحابه من الحكومة: "ندفع عملية استراتيجية جيدة" صحيفة: واشنطن تدرس صفقة شاملة لإنهاء حرب غزة وتحرير الرهائن إسرائيل تقرر تجميد خطة إقامة "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح الأكثر قراءة اعتراض مسيرة "أطلقت من اليمن" بعد الهجوم على الحديدة منظمة التعاون الإسلامي تعقد اجتماعًا طارئًا لمناقشة العدوان الإسرائيلي تفاصيل الاتصال الهاتفي بين الرئيس عباس وبابا الفاتيكان الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية برية بدير البلح وسط غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025