الثورة نت:
2025-06-04@02:12:08 GMT

غزة بين مطرقة نتنياهو وسندان ويتكوف

تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT

 

في اللحظة الراهنة، تقف غزة في قلب عاصفة محرقة مزدوجة: من جهة، إصرار حكومة نتنياهو على استمرار الحرب بوصفها «حربًا أبدية»، ومن جهة أخرى، محاولة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف فرض إطار تفاوضي منحاز لا يضمن الحدّ الأدنى من شروط العدالة، بل يُحمّل الفلسطينيين مسؤولية الفشل مسبقًا.
الردّ الفلسطيني، الذي قدّمته الفصائل بذكاء، لم يكن رفضًا أجوف، بل جاء في صيغة تعديلات إيجابية وضعت مطلب وقف إطلاق النار الدائم كأساس لا مناص منه، ليس فقط باسم الفصائل، بل باسم الشعب الفلسطيني والعالم بأسره، الذي يقف الآن في جانب، بينما يقف نتنياهو وترامب في الجانب الآخر.


الإدارة الأمريكية، بشقيها الديمقراطي والجمهوري، متورطة حتى النخاع في استمرار المذبحة. فلا وجود لأي ضغط جاد على نتنياهو، خصوصًا في ظلّ انكفاء إيران، وشلل المقاومة في الضفة، وتواطؤ الموقف العربي الرسمي. كل ذلك وفّر للمحتل مساحة واسعة للمناورة، بينما يكتفي ترامب بتسويق وعود زائفة عن اتفاق قريب، هدفه الحقيقي خدمة نرجسيته، لا حماية أرواح الغزيين، ولا إنقاذ ما تبقّى من أطلال بيوتهم، حيث عصابات الإبادة ترتكب مجزرة ممنهجة ضد العمارات المتبقية في غزة.
في العمق، لا يتعلق الصراع بمقترحات تفاوضية أو بما يُروَّج له كـ«انسحابات حكيمة»، بل هو صراع وجودي. غزة اليوم ليست معركة حدود، بل معركة بقاء، تحمل في رمزيتها صمود النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الخندق، وثبات الشعوب الحرة في مواجهة محاولات المحو. لذا، فإن أي انسحاب أو قبول بهدن شكلية بلا ضمانات دائمة، يعني تسليم غزة لمحرقة الاحتلال، ومحو القضية إلى الأبد، وإلقاء شعبها في خيام صحراء التهجير.
إن بيان الفصائل الأخير لا يعكس فقط مرونة سياسية، بل وعيًا عميقًا بأن أي اتفاق لا يُخرج الناس من الجوع ولا يحمي الأطفال من القصف، هو مجرّد خدعة إعلامية أخرى. ومع ذلك، فهي اليوم مطالبة بتحويل اللحظة إلى إنجاز حقيقي يحمي الشعب، عبر صون الجبهة الداخلية من رعاع العملاء واللصوص، وتمتين العلاقة مع أهل غزة، أيقونة الصبر والثبات على مرّ التاريخ.
لقد باتت الكرة الآن في ملعب ترامب ونتنياهو، لا في يد غزة وأهلها. وليس ثمّ، والله، إلا الصبر والنصر: «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».

كاتب فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“كمائن موت للجوعى”.. الفصائل: مجزرة رفح جرت بتواطؤ دولي ومشاركة أمريكية 

#سواليف

ارتفع عدد الشهداء في المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب أحد مراكز توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة إلى 30 شهيداً، وفق ما أفادت به مصادر طبية صباح اليوم الأحد. وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على حشود من الفلسطينيين الجوعى الذين تجمعوا في محاولة للحصول على مساعدات إنسانية.

ويُضاف هذا الهجوم إلى سلسلة من المجازر المشابهة التي ارتكبها الاحتلال خلال الأيام الماضية، إذ كان قد استهدف الأسبوع الماضي نقطة توزيع أخرى في رفح، ما أدى إلى استشهاد 10 مدنيين وإصابة 62 آخرين بجروح متفاوتة.

وفي أول تعليق لها، اعتبرت حركة “حماس” أن مجزرة رفح الجديدة “تؤكد الطبيعة الفاشية للاحتلال وأهدافه الإجرامية من استخدام المراكز الواقعة تحت سيطرته كمصائد لاستدراج الجوعى الأبرياء”. وأضافت الحركة في بيان رسمي أنها “تحمّل الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر”، مطالبةً الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي بشكل خاص، بـ”اتخاذ قرارات عاجلة وملزمة تُجبر الاحتلال على وقف هذه الآلية الدموية، وفتح معابر غزة فوراً، وتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة”.

مقالات ذات صلة البروفيسور الدكتور محمد علي المعايطة: أيقونة الطب العربي، وعبقرية واحتراف جراحة الوجه والفكين 2025/05/29

كما دعت “حماس” الدول العربية والإسلامية إلى التحرّك العاجل لـ”إغاثة الشعب الفلسطيني ووقف حرب الإبادة الوحشية، وضمان دخول المساعدات دون قيد أو شرط”.

من جهتها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن ما جرى “جريمة إبادة جماعية بتواطؤ دولي ومشاركة أمريكية”، مشيرةً إلى أن “ما يُسمى بالممرات الإنسانية ما هي إلا أدوات إجرامية تُستخدم كجزء من حرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني”. ودعت الجبهة إلى “تدخل دولي وعربي عاجل وفرض آليات محاسبة صارمة على الاحتلال، وكسر الحصار فوراً”.

أما حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، فقد حمّلت الاحتلال ومَن وصفته بـ”المركز الأمريكي” المسؤولية عن المجزرة، معتبرةً أن “نقاط توزيع المساعدات تحوّلت إلى مصائد للموت وإذلال الناس”. وأضافت أن “على المؤسسات الدولية التخلي عن الاكتفاء بالبيانات والدعوات، والتحرك الفعلي لتأمين آليات توزيع إنسانية تحترم كرامة الفلسطينيين وتضمن سلامتهم”.

وفي السياق ذاته، أدانت حركة المجاهدين الفلسطينية ما وصفته بـ”التواطؤ والصمت الدولي” تجاه “سياسة التجويع وجرائم الإبادة الجماعية”، محمّلة الإدارة الأمريكية والرئيس السابق دونالد ترامب “المسؤولية الكاملة” عن المجازر، في ضوء الإشراف الأمريكي على آلية توزيع المساعدات الحالية.

وتثير هذه المجازر المتكررة قرب نقاط توزيع المساعدات، التي تعمل تحت إدارة مؤسسة تُعرف باسم “غزة للإغاثة الإنسانية” (GHF)، تساؤلات متزايدة حول أهداف تلك الآلية. إذ تعمل المؤسسة بإشراف مباشر من جيش الاحتلال، وتفتقر – وفق منظمات حقوقية – إلى الحد الأدنى من مبادئ العمل الإنساني، كالنزاهة والحياد والاستقلال، ما يجعل منها أداة محتملة لتوظيف المساعدات كجزء من استراتيجية عسكرية تستهدف تجويع وإذلال السكان، بدل إنقاذهم.

مقالات مشابهة

  • تخلَّص من "لكن".. وابدأ التغيير الآن
  • فيديو- طابور العطش في غزة طويل والأطفال ينتظرون بفارغ الصبر أن تصلهم قطرة ماء
  • وفد فلسطيني في بيروت لوضع آلية تسليم السلاح داخل المخيمات خلافات بين بعض الفصائل
  • حيلة سوداء وثغرة مصرفية تدر على الفصائل العراقية ملايين الدولارات
  • سفينة جديدة من أسطول الحرية تبحر من إيطاليا إلى غزة
  • إبراهيم النجار يكتب: وقف إطلاق النار في غزة.. مؤقت أم فرصة أخيرة؟!
  • بن غفير: نتنياهو يخطئ بالمضي في مقترح ويتكوف
  • يحمي من السرطان والسكري.. فوائد كثيرة للوز
  • “كمائن موت للجوعى”.. الفصائل: مجزرة رفح جرت بتواطؤ دولي ومشاركة أمريكية