ترامب والحلفاء الخليجيون وردع تهور نتنياهو من غزة إلى إيران
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
بمرور 600 يوم على حرب إسرائيل الوحشية على غزة، تصبح أطول حروب الاحتلال الإسرائيلي. ويؤكد فشل الجيوش النظامية بتحقيق أهداف حروبها ضد الجماعات العسكرية المسلحة. كما يثبت فشل أحد أقوى الجيوش والقوات المسلحة في المنطقة بتحقيق «الانتصار الكامل» ـ كما يروج نتنياهو، الذي فشل بتحقيق أهداف حربه! بهزيمة حماس ونزع سلاحها وإطلاق سراح الأسرى بحرب باتت بلا أفق.
شهدنا ذلك في جلسة الكنيست الأخيرة بصيحات غضب واستهجان ومقاطعة خطاب نتنياهو من نواب المعارضة وأهالي الأسرى الإسرائيليين ـ بعدما عاد نتنياهو المأزوم بالداخل بصراعه مع المعارضة المتوثبة لتعرية ادعاءاته بإنجازاته المزعومة وتغييره وجه الشرق الأوسط الذي وصفه زعيم المعارضة لابيد «بالثرثرة»! ووصف ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»-نتنياهو بأنه أسوأ رئيس وزراء بتاريخ إسرائيل.
ما يشير إلى شرخ وانقسام حقيقي في النظام السياسي الإسرائيلي في الداخل. وإلى مزيد من عزلة وانتقادات إسرائيل في المجتمع الدولي وخاصة حاضنة الشركاء والمدافعين عن جرائم إسرائيل في غزة والقدس والضفة الغربية.
ويأتي ذلك على خلفية الاستفزاز المتعمد بعد المصادقة على بناء 22 مستوطنة غير شرعية في طول وعرض وشمال وجنوب الضفة الغربية المحتلة ـ لتوسيع وتكريس الاستيطان ـ وتغيير التركيبة الديموغرافية في مخالفة صريحة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة.
في ظل ذلك الانقسام الحاد وتحول حرب غزة لحرب بلا أفق وخط نهاية، ووسط ذلك الانقسام يستمر نتنياهو بالتصعيد على أكثر من جبهة للهروب إلى الأمام برغم التنديد وانقلاب قادة الغرب، مع تهديد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وتصعيد واضح من الرئيس الفرنسي وبريطانيا وإسبانيا وقطع مجلس بلدية برشلونة العلاقات مع تل أبيب.
والملفت انتقادات إدارة ترامب من مبعوثه الخاص ويتكوف الذي يبدو أنه يحقق اختراقا بالتوصل لاتفاق هدنة 60 يوما لتبادل الأسرى وإدخال مساعدات عاجلة إلى سكان غزة الذين يتضورون جوعا بسبب الحصار المطبق. وصعّدت حكومة نتنياهو بإعلانها منع وفد يضم وزراء خارجية السعودية-مصر-الإمارات-الأردن ـ قطر وتركيا من الدخول إلى رام الله للاجتماع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وتتصاعد المخاوف اليوم من هروب نتنياهو إلى الأمام لخلط الأوراق
وتتصاعد المخاوف اليوم من هروب نتنياهو إلى الأمام لخلط الأوراق ومنع التوصل لاتفاق نووي مع إيران إلى قصف منشآت إيران النووية ما سيقضي على فرص التوصل لاتفاق نووي يسعى الرئيس ترامب لانتزاعه من إيران بالمفاوضات في خمس جولات والسادسة لم يحدد موعدها بوساطة سلطنة عمان.
وفي الوقت الذي يفضل فيه الرئيس ترامب إعطاء الدبلوماسية فرصة كافية للتوصل لاتفاق حول برنامج إيران النووي وخفض التصعيد وتجنب حرب لا يرغب بها أحد، كما أوضحت القيادات الخليجية للرئيس ترامب في زيارته الخليجية، يبدو أن نتنياهو مصمم على تحقيق حلمه الذي يراوده منذ عقدين بتدمير قدرات إيران النووية وضرب منشآتها يشاركه اللوبي الأمريكي-الإسرائيلي المتنفذ. خاصة وأن التقييم الاستخباراتي الإسرائيلي يرى أن نافذة امتلاك إيران للسلاح النووي تقترب ويمكن لإيران امتلاك القنبلة النووية خلال أشهر برغم فتوى الإمام خامنئي بتحريم امتلاك السلاح النووي-لكن الفتوى قد تتغير-»الضرورات تبيح المحرمات»!
لذلك نتفهم القلق الخليجي من الحسابات الخاطئة وتهور نتنياهو. حسب وكالة رويترز وموقع اكسيوس الإخباري الأمريكي المقرب من المؤسستين الحاكمة الأمريكية والإسرائيلية-ونقلا عن مصادر خليجية:-قام وزير الدفاع السعودي ونجل الملك سلمان بنقل رسالة إلى القيادة الإيرانية إلى المرشد الإيراني آية الله خامنئي في 17 أبريل الماضي، تحذر الرسالة نقلا عن مصادر أن عدم التوصل لاتفاق نووي مع الولايات المتحدة(جرت 5 جولات مباحثات غير مباشرة بين الطرفين الإيراني والأمريكي بوساطة سلطنة عمان) سيعرض إيران لهجوم إسرائيلي»!!
وكانت وسائل إعلام عبرية نقلت عن معارضة القادة الشيخ تميم بن حمد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس دولة
الإمارات الشيخ محمد بن زايد الذين اجتمع معهم الرئيس ترامب في زيارته الخليجية ـ من رفضهم لأي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران-ومخاوفهم من تعرض دولهم لهجوم إيراني في حال قامت إسرائيل بشن هجوم على إيران!!
وبرغم تحذير ترامب لنتنياهو من شن إسرائيل هجوما عسكريا على إيران خاصة وأن فرص التوصل لاتفاق نووي مع إيران باتت قريبة جداً لتجنب التصعيد في المنطقة وسقوط قنابل في الشرق الأوسط!»! إلا أن نتنياهو لا يزال يمارس ضغوطا ويسرب لسيناريوهات ضربة عسكرية.
هدف إسرائيل تحييد جبهة غزة بقبولها بمقترح ويتكوف مع حماس بهدنة 60 يوما وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات. ورغم عدم تلبية المقترح شروط حماس: بوقف الحرب كليا وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة وضمانات بعدم استئناف الحرب على غزة، إلا أن حماس تحت ضغط كبير للقبول بالمقترح. وينخرط رئيس الأركان زامير بالضغط بحرب نفسية على إيران مدعيا التوصل لاتفاق مع حماس، يسمح لإسرائيل بالتفرغ لمواجهة إيران.
واضح استمرار ضغط ترامب على نتنياهو وحكومته، بدعم الحلفاء الخليجيين مستمر، لمنع نتنياهو من تخريب هدنة غزة ومفاوضات إيران النووية، ولخدمة مصالحنا المشتركة وليس مصالح نتنياهو ومتطرفيه!!
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة نتنياهو ترامب إيران الخليجية إيران الخليج غزة نتنياهو ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التوصل لاتفاق نووی نتنیاهو من
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيحدد مهلة لاتفاق قبل البدء في ضم مناطق بغزة
قال موقع "والا" الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إن المجلس الوزاري الأمني المصغر قرر منح "فرصة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق، أو ستبدأ إسرائيل بضم أراض في قطاع غزة.
وأضاف الموقع أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوضح خلال جلسة المجلس الوزراء مساء أمس الاثنين أن المهلة ستكون محددة زمنيا حتى تقدم حركة حماس ردا إيجابيا بشأن المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل قبل أسبوعين، على حد قوله.
كما نقل موقع والا عن نتنياهو قوله إن إسرائيل لا تنوي الانتظار إلى ما لا نهاية، بل ستحدد مهلة زمنية واضحة لتلقي رد إيجابي من حماس يتيح التقدم في المفاوضات.
وأوضح أن إسرائيل ستبدأ بضم مناطق في قطاع غزة في حال الرفض أو المماطلة.
وتابع أنه تم خلال الاجتماع عرض مقترح لإنشاء مديرية خاصة لإدارة الشؤون المدنية والأمنية في المناطق التي ستضمها إسرائيل في حال رفضت حماس الصفقة.
ورغم هذا التوجه فإن القيادة السياسية تقدّر وجود فرصة واقعية للتوصل إلى صفقة، بحسب الموقع الإسرائيلي.
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة استدعتا مؤخرا وفديهما من الدوحة ولوحتا ببدائل لاستعادة الأسرى المحتجزين في غزة.
لكن واشنطن تراجعت لاحقا، وقالت إن المفاوضات تعود إلى مسارها.
استئناف القتالوفي السياق، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول مطلع أن نتنياهو يتخذ جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى استئناف القتال فور انتهاء فترة وقف إطلاق النار في حال تم التوصل إلى اتفاق.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن نتنياهو سيجد أي دليل على أن حماس انتهكت وقف إطلاق النار لينتهكه بنفسه، وهكذا لا ينتهي الأمر.
ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى الآن التعهد بوقف الحرب بشكل نهائي بعد الهدنة المحتملة.
وفي الإطار نفسه، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الضغوط الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وقال ساعر -في مؤتمر صحفي- إن الضغط العسكري نجح مرتين في الماضي في دفع حركة حماس إلى إبرام اتفاقات بشأن المحتجزين.
إعلانوأضاف أن الضغط الدولي على إسرائيل كان في صالح حماس، وهو يعطل إمكانية التوصل إلى حلول سلمية، وفق تعبيره.
محادثات بواشنطن
وفي غضون ذلك، نقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع أن اثنين من كبار مساعدي نتنياهو -هما وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي- سافرا أول أمس الأحد إلى الولايات المتحدة، حيث سيجريان محادثات هذا الأسبوع مع مسؤولي البيت الأبيض بشأن إيران وغزة.
من جهته، نقل موقع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر مطلع قوله إن ديرمر وتساحي هنغبي سيلتقيان المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في فلوريدا.
وأوضح المصدر أن اللقاء هدفه تنسيق المواقف بعد أن سحبت إسرائيل والولايات المتحدة وفديهما من محادثات الدوحة.
وفي هذه الأثناء، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إن الحكومة فوتت الفرص لإطلاق سراح أبنائها من غزة.
وأضافت أن أعضاء الكنيست تخلوا عن المحتجزين في غزة، وحذرت من أن ما سمته الخراب الأخلاقي الذي يحدث في غزة سيدفع الإسرائيليون ثمنه لأجيال مقبلة.
كذلك، نقلت صحيفة معاريف عن القنصل الإسرائيلي السابق في أميركا ياكي ديان قوله إنه يجب إنهاء الحرب في غزة بسرعة.
وأضاف ديان أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل، لكن الرئيس دونالد ترامب سئم من الحرب.
يذكر أن الوسطاء عرضوا مؤخرا مقترحا معدلا بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، ويدعو المقترح الأميركي الأصلي إلى هدنة لمدة 60 يوما تكون مقدمة لوقف دائم لإطلاق النار.
وفي مارس/آذار الماضي انقلبت إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان ساريا منذ يناير/كانون الثاني واستأنفت عدوانها على غزة، مما أسفر من ذلك الوقت عن استشهاد أكثر من 8700 فلسطيني وإصابة 33 ألفا آخرين.