بقلم : نورا المرشدي ..
تغلف المستشفيات العراقية بهدوءٍ خادع، حيث يكسو الهدوء ردهاتها البيضاء التي يفترض أن تكون منارة للشفاء والأمل. لكن وراء هذا الصمت، تختبئ قصص ألم وصراعات لا يراها سوى من يعملون داخل جدرانها.
في 29 أيار 2025، انهار هذا الصمت عندما أُطلقت رصاصة قاتلة في مستشفى الطفل والولادة بمحافظة ميسان.
ليست هذه الحادثة الوحيدة التي تهز ثقة المجتمع بالنظام الصحي. ففي بغداد، تعرض طبيب طوارئ لهجوم عشائري بسبب وفاة مريض كان بحالة حرجة، رغم كل الجهود التي بذلها الفريق الطبي لإنقاذه. وفي البصرة، تحولت غرفة طبيب نسائية إلى هدف للتخريب والتكسير، فقط لأنه رفض إجراء عملية ولادة قبل موعدها، حفاظاً على حياة الأم والجنين.
هذه الاعتداءات المتكررة، التي أضحت نمطاً مقلقاً، لا تمسّ فقط الأفراد، بل تهاجم روح مهنة الطب ومكانتها في المجتمع. بين الواجب المهني والتهديد بالقتل، يعيش الأطباء والصيادلة حالة من القلق والخوف، وأحيانًا يتخلون عن مهامهم أو يختارون الهجرة طلبًا للأمان.
القانون العراقي واضح في حماية الكوادر الطبية، لكنه يبقى حبرًا على ورق أمام قوة العشائر والنفوذ، وغياب تطبيق العدالة الفعّال. ما زالت المستشفيات تواجه هذا الواقع المرير، بينما يزداد الصمت داخل ردهاتها، صمتٌ يحمل أكثر من ألف سؤال: من سيحمينا؟ ومن سينصف الضحايا؟ وهل سنرى يومًا بيئة طبية آمنة تحفظ الأرواح قبل أن تحافظ على الدواء؟
إن دم حوراء عبد المحسن وغيرها من الضحايا ليست مجرد خسارة فردية، بل صرخة تطالب الجميع – من مسؤولين وقضاة ومجتمع – بالتصدي لهذه الظاهرة المستشرية، وبإعادة الحياة إلى صمت الردهة البيضاء، صمت الأمان والاحترام والإنسانية.
نورا المرشديالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يتحدى الصمت الروسي ويطالب بمحادثات مباشرة.. هل سيُعيد بوتين حساباته؟
قدمت روسيا يوم الاثنين مذكرة لأوكرانيا تحدد من خلالها شروطها لوقف إطلاق النار والمبادئ الأساسية لاتفاق شامل لإنهاء النزاع، وتضمنت المطالب التي رفضتها كييف سابقًا باعتبارها غير قابلة للتنفيذ. اعلان
رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء الاقتراح الروسي الأخير لوقف إطلاق النار، واصفًا إياه بأنه "إنذار نهائي"، وجدد دعوته لإجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال زيلينسكي إن المحادثات التي جرت يوم الاثنين في إسطنبول بين وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف والمساعد الرئاسي الروسي فلاديمير ميدينسكي لم تحقق تقدمًا حقيقيًا، ووصفها بأنها "أداء سياسي" دون إحراز أي تقدم حقيقي نحو وقف إطلاق النار.
وتبادل الطرفان مقترحات مكتوبة حول وقف إطلاق النار، إلا أن خلافات كبيرة لا تزال قائمة.
Relatedوفد روسي في طريقه إلى إسطنبول لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا الإثنينالطائرات الصغيرة تصنع الفارق: هل تغير الحرب في أوكرانيا قواعد الاشتباك العسكري؟بوتين: أوكرانيا تريد وقفاً لإطلاق النار لإعادة التسلح وتعزيز قواتهاواتهم زيلينسكي روسيا باستخدام المفاوضات لكسب الوقت، مؤكدًا أن اقتراح الكرملين يتضمن مطالب رفضتها أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون سابقًا.
كما وصف زيلينسكي الوثيقة الروسية بأنها "تشبه الرسائل غير المرغوب فيها"، وأشار إلى أن المفاوضات في إسطنبول كانت "دبلوماسية مصطنعة" تهدف إلى تأخير العقوبات وإقناع الولايات المتحدة بأن روسيا ملتزمة بالحوار.
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن المحادثات الجارية تحمل "نفس مضمون وروح" المفاوضات غير المثمرة التي جرت في إسطنبول خلال الأيام الأولى للغزو الروسي الشامل.
وقال زيلينسكي إنه لا يرى قيمة تذكر في الاستمرار في الصيغة الحالية للمحادثات، مشدِّدًا على أنه يشترط التوصل إلى وقف إطلاق النار قبل أي اجتماع محتمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي قد يشمل أيضًا مشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح زيلينسكي أن أوكرانيا مستعدة لإجراء المحادثات في أي مكان، بما في ذلك إسطنبول أو الفاتيكان أو سويسرا، بدءًا من يوم الاثنين المقبل، وحذَّر من أن استمرار الجمود يهدد بإطالة أمد الحرب الروسية التي دخلت عامها الرابع.
وكان زيلينسكي قد تلقى سابقًا دعوة من بوتين في شهر مايو/أيار للاجتماع وجهاً لوجه في إسطنبول، لكنه لم يبدِ أي استعداد للحضور، واكتفى بإرسال وفد أقل مستوى.
وفي يوم الأربعاء، أدلى بوتين بتصريحات خلال اجتماع عبر مكالمة فيديو مع كبار المسؤولين، عبر فيها عن غضبه مما وصفه بـ"الأعمال الإرهابية" التي تنفذها قوات أوكرانية ضد البنية التحتية الروسية في منطقتي كورسك وبريانسك الحدوديتين وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
واتهم بوتين أوكرانيا بالسعي إلى استخدام أي هدنة محتملة لتجديد مخزوناتها من الأسلحة والقوات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة