من نجم في الزمالك إلى متهم بالإرهاب.. القصة الكاملة لـ محمد المصري منفذ هجوم كولورادو
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
في حادث هزّ المجتمع الأميركي وأثار جدلاً واسعًا، ألقت السلطات الأمريكية القبض على المصري محمد صبري سليمان المصري (45 عامًا) بعد تنفيذه لهجوم بزجاجات حارقة استهدف مظاهرة مؤيدة لإسرائيل في مدينة كولورادو.
الحادثة التي خلّفت ستة جرحى، بينهم حالات حرجة، لاقت تفاعلًا كبيرًا من الإعلام الأميركي والدولي، وسط تساؤلات حول الدوافع، والخلفيات الشخصية للمتهم.
محمد صبري سليمان المصري، من مواليد قرية المعتمدية التابعة لمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، هو متزوج وأب لخمسة أطفال. بحسب ما أفاد به عمّه أسامة فرج، فقد كان محمد في شبابه لاعب كرة يد بارزًا، انضم إلى فريق الزمالك ومنتخب مصر في التسعينيات. لاحقًا، اتجه للعمل في مجال المحاسبة، وهي المهنة التي رافقته حتى بعد سفره لإحدى الدول العربية، ثم إلى الولايات المتحدة.
أوضح فرج أن محمد حصل على تأشيرة سياحية من السفارة الأميركية قبل أن يحصل لاحقًا على إقامة أميركية من خلال حكم قضائي، مشيرًا إلى أن تواصله مع العائلة كان مستمرًا وطبيعيًا، ولم يُبدِ أي نية للقيام بأي أعمال عدوانية وآخر مكالمة معه كانت قبل عشرين يومًا فقط، وكان خلالها يبدو طبيعيًا تمامًا.
دوافع محتملة.. التأثر بما يحدث في غزةرغم غياب المؤشرات العلنية على نية تنفيذ عمل عدائي، أشار عمّ المتهم إلى أن محمد كان متعاطفًا بشكل كبير مع القضية الفلسطينية، خصوصًا مع ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية في قطاع غزة". وتوقع أن يكون الهجوم نابعًا من رد فعل عاطفي، وليس من خطة منظمة.
ووفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الأمريكية، فإن المتهم هتف أثناء الهجوم بعبارات مثل "حرروا فلسطين" و"انهوا الصهاينة"، فيما اعتبره المحققون دافعًا سياسيا مرتبطًا بالصراع الدائر في الشرق الأوسط.
تفاصيل الهجوم.. زجاجات حارقة وصراخ شعاراتنفذ المصري هجومه على مظاهرة داعمة لإسرائيل في مدينة كولورادو باستخدام حاويتين مليئتين بمواد قابلة للاشتعال، مما تسبب في إصابة ستة أشخاص، بعضهم بحالة حرجة، وتم نقل الضحايا إلى المستشفى على الفور.
وأثناء الهجوم، أظهر المصري شعارات داعمة لفلسطين وصرخ بعبارات مناهضة لإسرائيل، مما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى فتح تحقيق تحت عنوان "الإرهاب المحلي".
الوضع القانوني المعقد للمصري في أميركاالمتهم دخل الولايات المتحدة في أغسطس 2022 بتأشيرة سياحية من نوع B2، والتي سمحت له بالبقاء لستة أشهر، انتهت في فبراير 2023. وذكرت التقارير أنه قدّم طلب لجوء بعد انتهاء تأشيرته، لكن لم يتم البت في طلبه حتى وقوع الحادث.
وتشير المعلومات إلى أن تصريح العمل الخاص به انتهى أيضًا في مارس الماضي، مما جعله في وضع إقامة غير قانوني.
تنقلات مهنية وحياتية قبل الحادثعمل محمد في عدة وظائف بعد وصوله إلى الولايات المتحدة، منها في شركة تأمين ورعاية صحية، وسائقًا في شركة للنقل الذكي، بالإضافة إلى مهام محاسبية.
وانتقل مع أسرته مؤخرًا إلى منزل مكوّن من طابقين في شرق كولورادو، في ما بدا وكأنه بداية جديدة لعائلته في أميركا.
كذلك ذكرت مصادر أنه هاجر إلى أميركا بعد أن فشلت ابنته، رغم مجموعها العالي، في الالتحاق بكلية الطب بمصر، ما دفعه لمحاولة تحقيق حلمها في الخارج.
تهم ثقيلة وعقوبات مشددةأعلن مكتب المدعي العام في كولورادو توجيه 16 تهمة إلى محمد المصري، أبرزها "القتل من الدرجة الأولى" و"استخدام أدوات حارقة بهدف الإيذاء"، وهي تهم قد تقوده إلى السجن المؤبد أو إلى مئات السنوات خلف القضبان، في حال إدانته.
جدل بين الدوافع والواقعيبقى هجوم كولورادو واحدًا من الحوادث التي تسلط الضوء على تعقيدات الاندماج والهجرة والدوافع السياسية في بيئة متوترة عالميًا. وبينما يراه البعض "إرهابيًا"، يراه أقاربه إنسانًا بسيطًا تحركه مشاعره تجاه معاناة شعب غزة. وما بين الرؤية القانونية والرؤية الإنسانية، تظل التحقيقات سيدة الموقف، حتى تكشف الحقيقة الكاملة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمد صبري كولورادو الإعلام الأميركي الزمالك مصر غزة
إقرأ أيضاً:
600 سنة سجن.. القضاء الأمريكي يوجه تهما جديدة لـ محمد المصري
وجهت محكمة بولاية كولورادو الأمريكية، أمس الخميس، تهمًا جديدة لمواطن مصري يُدعى محمد سليمان (45 عامًا)، من بينها الشروع في القتل وارتكاب جرائم كراهية، بعد هجوم بزجاجات حارقة استهدف فعالية مؤيدة لإسرائيل، أقيمت في بولدر لتسليط الضوء على قضية الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأكد الادعاء العام في الولاية أن المتهم، الذي دخل الولايات المتحدة بتأشيرة سياحية عام 2022 ويقيم حاليًا بشكل غير قانوني، يواجه ما يصل إلى 600 عام من السجن إذا أدين بكامل التهم الموجهة إليه، والتي تشمل 28 تهمة بالشروع في القتل، وجرائم تتعلق باستخدام معدات حارقة، والاعتداء، وإساءة معاملة الحيوانات بعد إصابة كلب خلال الهجوم.
وأفاد ممثلو الادعاء بأن المتهم ألقى عبوات حارقة على حشد من المشاركين في الفعالية التي نظمتها منظمة "ران فور ذير لايفز"، بينما كان يهتف "فلسطين حرة"، مما أسفر عن إصابة عشرة أشخاص من بين 15 تأثروا بالهجوم، بينهم ثلاثة لا يزالون في المستشفى. وتتراوح أعمار المصابين بين 25 و88 عامًا.
وخلال مثوله الأول أمام محكمة مقاطعة بولدر، ظهر سليمان مرتديًا زي السجن البرتقالي، ومقيد اليدين والقدمين خلف زجاج سميك، فيما لم يصدر أي تعليق من مكتب محامي الدفاع العام المعني بتمثيله.
من المقرر أن يمثل سليمان اليوم الجمعة أمام المحكمة الاتحادية لمواجهة تهم بارتكاب جرائم كراهية، وهي تهم يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة. وتزامنًا مع ذلك، أعلنت السلطات الأمريكية احتجاز زوجته وأبنائه الخمسة، في خطوة تمهّد لترحيلهم، غير أن قاضيًا اتحاديًا أصدر قرارًا مؤقتًا يوم الأربعاء بمنع ترحيلهم الفوري وتعليق إجراءات الإبعاد السريع بحقهم.
ويأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد التوترات المرتبطة بالحرب الدائرة في قطاع غزة، والتي ألقت بظلالها على الشارع الأمريكي، وسط تزايد الاعتداءات التي تستهدف المواطنين اليهود ومؤسسات مرتبطة بإسرائيل. وقد سبق هذا الحادث هجوم مسلح أمام المتحف اليهودي في العاصمة واشنطن الشهر الماضي، أدى إلى مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية.
وتقول السلطات إن سليمان كان يقيم مؤخرًا في مدينة كولورادو سبرينجز، وأنه تجاوز فترة إقامته المسموح بها بموجب التأشيرة السياحية، كما انتهى تصريح عمله، ما يجعله في وضع قانوني غير نظامي داخل الأراضي الأمريكية.
تحقيقات مستمرةتواصل السلطات الأمريكية تحقيقاتها في الحادث، وسط إدانات واسعة من مسؤولين محليين ويهود أمريكيين، اعتبروا أن هذا الهجوم يندرج في إطار تصاعد "معاداة السامية" في البلاد. ومن جانبها، لم تصدر المحكمة أي قرارات نهائية حتى الآن بشأن مصير عائلة المتهم أو تطورات الاتهامات الفدرالية المرتقبة.