الثورة نت:
2025-07-31@10:18:52 GMT

مستقبل بلا أسلحة نووية.. بين الخيال والواقع

تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT

 

في عالم تمتلك فيه تسع دول فقط ترسانات نووية – أربع منها (الولايات المتحدة، روسيا، الكيان الصهيوني، الهند، وباكستان) منخرطة في صراعات إقليمية أو حروب بالوكالة – يبدو حلم نزع السلاح النووي كأنه معركة ضد الزمن. فمع تصاعد التوترات الجيوسياسية، من التهديدات المتبادلة بين موسكو وواشنطن إلى التوترات بين الهند وباكستان، وتطوير أسلحة نووية “أصغر حجما وأكثر دقة” (مثل الصواريخ النووية التكتيكية)، أصبح خطر الانزلاق نحو حرب نووية – عن قصد أو خطأ – أعلى من أي وقت مضى.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يمكن حقا تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية؟ وإذا كان الأمر ممكنا، فما هو المسار العملي للوصول إلى هناك؟

ان الحملات المناهضة للأسلحة النووية لطالما ركزت على مخاطرها الإنسانية والبيئية، مثل التدمير الشامل الذي حدث في هيروشيما وناغازاكي. لكن هذه الجهود واجهت إخفاقات متكررة.. ورغم نجاح بعض الحملات في زيادة الوعي (مثل معاهدة حظر الأسلحة النووية 2017)، إلا أنها فشلت في إقناع الدول النووية بالتخلي عن ترساناتها، لأنها لم تقدم بدائل أمنية مقنعة.

والمشكلة الأكبر هي الرؤية السائدة بأن امتلاك الأسلحة النووية هي الضمانة الوحيدة للبقاء (مثل الكيان الصهيوني الذي يعتبر السلاح النووي “ضمانة وجودية” له في مواجهة كل حركات المقاومة في المنطقة) ولابد من الاعتراف ان عالما يسوده المنافسة الاستراتيجية، لا يكفي الدعوات الأخلاقية لإقناع الدول بالتخلي عن أدوات نفوذها.

ويمكن اعتبار ان أحد أكبر التحديات في النقاش حول نزع السلاح النووي هو الاعتقاد السائد بأن الأسلحة النووية “تحفظ السلام” عبر سياسة الردع. لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك، كما حدث في أزمة الصواريخ الكوبية (1962)، حيث كادت الأخطاء البشرية والتقديرات الخاطئة أن تسبب دمارا عالميا

وإذا كان نزع السلاح النووي ممكنا، فإنه يتطلب استراتيجيات واقعية تعالج مخاوف الدول الأمنية وتوفر بدائل للردع. ومن بين الحلول المقترحة:

1. تحويل مفهوم الأمن من “الردع” إلى “المنع” وتطوير أنظمة دفاع صاروخي متطورة يمكنها اعتراض الصواريخ النووية (مثل نظام “حارس السماء” الأمريكي) والعمل على تعزيز الدبلوماسية الوقائية لمنع الصراعات قبل تصاعدها إلى مواجهة نووية.

2. اتفاقات متدرجة مع حوافز ملموسة وخفض عدد الرؤوس النووية بشكل تدريجي، مع ضمانات أمنية للدول التي تشعر بالتهديد (مثل ضمانات أمريكية لأوكرانيا في التسعينيات لو تخلت عن ترسانتها) وتقديم مساعدات اقتصادية وتكنولوجية للدول التي تتخلى عن برامجها النووية (كما حدث مع جنوب إفريقيا بعد انتهاء الفصل العنصري).

3. تعزيز الشفافية والرقابة التكنولوجية عبر استخدام الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي لمراقبة التزام الدول بمعاهدات الحد من الأسلحة ولابد من العمل على إنشاء هيئات دولية مستقلة للتفتيش، بعيدا عن سياسات “الكيل بمكيالين”.

4. تغيير الثقافة الاستراتيجية العالمية من خلال تشجيع الحوار بين القوى النووية لتقليل سوء الفهم (مثل خطوط الاتصال المباشرة بين واشنطن وموسكو) وكذلك. دمج نزع السلاح النووي في أجندة الأمن العالمي، مثل مكافحة الإرهاب أو التغير المناخي.

ورغم التحديات، فإن عالمًا خاليا من الأسلحة النووية ليس مستحيلا – لكنه يتطلب إرادة سياسية واستراتيجيات عملية تتجاوز الشعارات. الفشل ليس خيارا، لأن العواقب قد تكون كارثية. واقتبس قول احد السياسيين الغربيين حين قال ” ان العالم ليس فقط مكانا أكثر أمانا بدون أسلحة نووية، بل هو المكان الوحيد الذي يمكن للبشرية أن تزدهر فيه على المدى الطويل”

ولكن يبقى السؤال الجوهري في النهاية هو: هل نستطيع ان نتحرك قبل فوات الأوان؟

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“الدعم السريع” استخدم أسلحة محرمة دوليا في الخرطوم

الخرطوم- متابعات تاق برس- كشف اللواء خالد حمدان مدير المركز القومي لمكافحة الألغام أن الحقول التي تم اكتشافها مؤخرا بغابة السنط بولاية الخرطوم هي حقول من الألغام المضادة للأفراد والمحرمة دوليا زرعتها قوات الدعم السريع.

وقال حمدان في تصريح لوكالة السودان للأنباء إن السودان يعد من أوائل الدول التي انضمت لاتفاقية أوتاوا التي تمنع استخدام وتصنيع ونقل الألغام المضادة للأفراد لخطورتها على المواطن وهذا يضاف لانتهاكات الدعم السريع بزراعة هذا النوع من الألغام في الحرب الدائرة الآن.

 

وأضاف أن الألغام التي تم اكتشافها في منطقة غابة السنط بولاية الخرطوم هي ثلاثة حقول ألغام في هذه المنطقة حول منطقة المقرن والسنط وتم ذلك أثناء العمل الميداني لفرق العمل التي تعمل في مجال مكافحة الألغام لتقييم التلوث بالولايات المحررة ومن بينها الخرطوم.

 

وأكد أن التعامل مع هذا النوع من الألغام لابد أن يتم عن طريق فرق عمل محددة ومتخصصة في التعامل مع مثل هذا النوع من الألغام فهي مضادة للأفراد ومن النوع البلاستيكي والذي تكون فيه كمية المعدن بسيطة جدا، الأمر الذي يجعل اكتشافها أمرا صعبا يتطلب نوعا محددا من الكاشفات المتطورة.

وقال إن العمل جار من قبل فرق العمل للتخلص منها وتأمين الموقف تماما وأنه قد يأخذ وقتا.

 

ووجه حمدان تحذيرا للمواطنين بعدم الاقتراب من المنطقة حتى يتم تأمين الموقف.

الخرطومالدعم السريعالمركز القومي لمكافحة الألغام

مقالات مشابهة

  • الجيش الليبي ينفذ عمليات دقيقة للقضاء على الجريمة المنظمة في الجنوب
  • إيران تطالب الولايات المتحدة بتعويضات قبل الدخول في محادثات نووية
  • إيران تطالب الولايات المتحدة بالتعويض قبل الدخول في محادثات نووية
  • استنفار عالمي وتأهب وإخلاءات نووية بعد زلزال روسيا العنيف
  • «خامنئي»: الغرب يستغل الملف النووي كذريعة للاصطدام مع إيران
  • حوار بلا تنازلات نووية.. كوريا الشمالية تذكر ترامب بـ«الواقع الجديد»
  • رسم وجوه المجرمين عبر الحمض النووي.. هل اقترب الحلم من التحقق؟
  • لا شمس، لا طعام: الكابوس القادم مع “الشتاء النووي”
  • “الدعم السريع” استخدم أسلحة محرمة دوليا في الخرطوم
  • بعد أيام من الاشتباكات… اتفاق لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا