من عرفات.. كشافة الحج يجسّدون روح العطاء والخدمة
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
في أوج الظهيرة على صعيد عرفات، كان مشهد الرحمة يمشي على قدمين يرتدي قبعة كشفية، ويحمل مظلة تظلل حاجًا مسنًا أو يسند ذراع حاج أنهكه التعب أو يدفع عربة تحمل أمًا مُسنة تلتمع دموعها امتنانًا.
هم فِتية الكشافة من معسكرات الخدمة العامة التي تقيمها جمعية الكشافة العربية السعودية، ممن نذروا يومهم لخدمة ضيوف الرحمن، وغرسوا أعظم المعاني الإنسانية في أرض الطهر.
ففي أحد شوارع عرفات، كان الكشاف “سلمان” ابن الثامنة عشر عامًا، يتصبب عرقًا بينما يدفع عربة حاج باكستاني مُقعد بعد أن ضل عن مجموعته، لم يفهم لغته، لكن إنسانيته كانت كافية لتوصله إلى مخيمه بعد ساعات من البحث، وهناك، انهمرت دموع الحاج ودعا له بجنة الفردوس، فابتسم سلمان وقال: “أنا أبحث عن هذا الدعاء منذ الصباح”.
أخبار قد تهمك من صعيد عرفات.. حجاج ضيوف برنامج خادم الحرمين يعبرون عن فرحتهم وألسنتهم تلهج بالدعاء للقيادة على المكرمة الملكية 5 يونيو 2025 - 6:06 مساءً حجاج صندوق الشهداء يقفون على صعيد عرفات الطَّاهر 5 يونيو 2025 - 5:24 مساءًوفي زاوية أخرى، كان الكشاف “عبدالله” يُظلل بمظلته على امرأة مسنّة من ماليزيا، بينما كان صديقه يرش رذاذ الماء ليخفف عنها حرارة الشمس, يقول عبدالله: “كأنها أمي لا أستطيع أن أتركها تحت الشمس وحدها”.
أما “فهد”، ذو الثمانية عشر ربيعًا، رأى حاجًا يكاد يُغمى عليه قرب الشارع، فاستدعى الإسعاف ورافقه حتى تم نقله إلى المستشفى، ولم يغادر حتى اطمأن على صحته، وعاد بعدها إلى ميدان الخدمة، وكأن التعب لا يعرف طريقه إليه.
لم تقتصر جهود الكشافة على الإرشاد أو التوجيه، بل اتسعت لتشمل مبادرات إنسانية تلقائية، كحمل عبوات المياه، ومرافقة كبار السن، وتقبيل رؤوس الحجاج الذين يسألونهم الدعاء، أحد الحجاج قال: “لم أر في حياتي شبابًا بهذا النُبل كأنهم ملائكة في زي الكشافة”.
هؤلاء الشباب لم يذهبوا للحج، ولكنهم عاشوا فيه, لم يلبّوا النداء بصوت، ولكنهم لبّوه بأفعالهم, وقدّموا لنا في هذا اليوم العظيم دروسًا في الإنسانية تتجاوز أعمارهم.
جمعية الكشافة، من خلال معسكراتها، لم تُخرج مجرّد مرشدين؛ بل صنعت سفراء للقيم، وجنوداً للرحمة، ومشاعل هداية على صعيد عرفات.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: جمعية الكشافة العربية السعودية عرفات صعید عرفات
إقرأ أيضاً:
حجاج الدولة يقفون على صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم
وقف حجاج الدولة اليوم التاسع من ذي الحجة، على صعيد عرفات واستمعوا إلى الخطبة مؤدين بذلك ركن الحج الأعظم.
وقال الدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة رئيس مكتب شؤون حجاج دولة الإمارات: "بفضل الله وتوفيقه، توافد حجاج دولة الإمارات، اليوم، بسهولة ويسر، إلى عرفة، ووقفوا على صعيده الطاهر، واستمعوا إلى خطبة يوم عرفة، وهم جميعاً بحالة صحية جيدة، ويحظون بمتابعة مستمرة، من الفرق الطبية المرافقة لهم، حيث يحرص مكتب شؤون حجاج دولة الإمارات على توفير شتى سبل الراحة لحجاج الدولة وخدمتهم، وتلبية كافة احتياجاتهم في هذه الأيام المباركة التي يجتمع فيها الحجيج من شتى البقاع، في هذا المشهد العظيم".
وثمن الدرعي جهود وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية وكافة المؤسسات السعودية المعنية، التي لم تدخر جهدا من أجل راحة جميع الحجاج، وأداء مناسكهم من خلال تفعيل البرامج والمبادرات الناجحة، وإنجاز التجهيزات التي تواكب التقنيات الحديثة، وتوفر خدمات متميزة، لضيوف الرحمن، وهو ما انعكس في الأريحية الكبيرة التي شهدتها عملية تفويج الحجاج، وانتقالهم السلس من منى إلى عرفة، ثم من عرفة إلى مزدلفة، وتوفير الدعم اللوجستي للوفود والأعداد وجموع الحجيج الغفيرة، على كافة المستويات.