بعد سنوات من الانتظار.. ديفيد بيكهام على مشارف نيل لقب "فارس" من الملك تشارلز
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
بعد مسيرة كروية استثنائية وأعمال إنسانية مؤثرة، يستعد النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام لنيل أحد أرفع الأوسمة البريطانية، إذ يُتوقع أن يُمنح رسميًا لقب "فارس" ضمن قائمة تكريمات عيد ميلاد الملك تشارلز الثالث. اعلان
أفادت تقارير صحافية بأن بيكهام، البالغ من العمر 50 عامًا، سيُدرج اسمه الأسبوع المقبل ضمن قائمة التكريمات الرسمية التي تصدر بمناسبة عيد ميلاد الملك تشارلز، ما يمنحه لقب "فارس" أو ما يُعرف بـ"السير"، فيما ستُمنح زوجته فيكتوريا بيكهام، مصممة الأزياء وعضوة فرقة "سبايس غيرلز" سابقًا، لقب "ليدي بيكهام".
كان بيكهام مرشحًا للحصول على هذا اللقب منذ أكثر من عقد، بعد مشاركته في أكثر من 100 مباراة مع منتخب إنجلترا، "ونشاطه الخيري الذي يتمحور حول دعم الأطفال المحرومين".
وقد حصل في عام 2003 على وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE)، ورُشّح عام 2011 لنيل لقب "فارس" بعد مساهمته في دعم ملف لندن لاستضافة أولمبياد 2012، إلا أن الإجراءات توقفت حينها بعد أن ورد اسمه في فضيحة تهرّب ضريبي مرتبطة بشركة "إنجينيوس"، إلى جانب 140 شخصية عامة.
غير أن المقربين من بيكهام أشاروا إلى أنه لم يكن على دراية بتفاصيل الخطة. وتمت تبرئته رسميًا قبل أربع سنوات، بعدما كسبت الشركة الدعوى ضد السلطات الضريبية عام 2021.
أدوار إنسانية وطموحات رياضيةيُعد بيكهام سفيرًا رسميًا لمؤسسة الملك، حيث يدعم برامجها التعليمية ومبادراتها لتعزيز وعي الشباب بالطبيعة، كما أظهر شغفًا خاصًا بالبيئة في السنوات الأخيرة من خلال تربية النحل في مزرعتهما الريفية في كوتسوولدز، وهو ما وثّقته منصة "نتفليكس" في فيلم عن حياته العائلية.
وقد حضر بيكهام وزوجته مناسبات عامة مع العائلة المالكة، آخرها معرض الزهور في تشيلسي في أيار/مايو الماضي، كما شاركا في مأدبة عشاء خاصة في "هايغروف" لتعزيز العلاقات البريطانية-الإيطالية.
وعلى مدى عقدين، شغل بيكهام منصب سفير خاص لمنظمة "اليونيسف"، وتُوّج في بداية هذا العام بجائزة "الكريستال" من المنتدى الاقتصادي العالمي، تقديرًا لجهوده في استخدام الفن والتأثير الثقافي لخدمة قضايا الأطفال.
وفي كلمته خلال منتدى دافوس، شدد على ضرورة "النضال من أجل حقوق الفتيات"، معربًا عن أمله في أن تحظى ابنته "هاربر" بفرص مماثلة لأشقائها الذكور.
Relatedشاهد: نجم كرة القدم ديفيد بيكهام يدشن ملعبا في حي فقير في لوس أنجلسفرقة "سبايس غيرلز" تعود للغناء العام المقبل دون فيكتوريا بيكهامإقامة تمثال لبيكهام في لوس أنجليس تكريما لمسيرته الرياضيةوفي أيار/مايو الفائت، انضم بيكهام إلى تحالف من تسعة مستثمرين لتملّك نادي "سالفورد سيتي" برفقة زميله السابق غاري نيفيل. ويطمح إلى إيصال الفريق للدوري الإنجليزي الممتاز. وقال في مقابلة مع موقع "ذا أتلتيك": "لطالما حلمت بتحقيق طموحات كبرى، لكن بلوغ القمة في عالم كرة القدم يتطلّب جهدًا كبيرًا واستثمارات مكثفة".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة فرنسا قطاع غزة إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة فرنسا قطاع غزة تكريم المساعدات الإنسانية ـ إغاثة كرة القدم بريطانيا أطفال الملك تشارلز الثالث إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة فرنسا قطاع غزة السعودية أوكرانيا المساعدات الإنسانية ـ إغاثة إيلون ماسك فلسطين السكان الأصليون دیفید بیکهام الملک تشارلز
إقرأ أيضاً:
سائقو الشاحنات العالقون بمعبر رفح يروون حكاية الانتظار والصبر
شمال سيناءـ تحت شمس قاسية تلفح الأجساد وتكاد تذيب الصبر، وعلى امتداد الطريق الحدودي شرقي مدينة رفح المصرية، تصطف مئات الشاحنات المحملة بمواد إغاثية خفيفة الوزن عظيمة الأثر، تنتظر السماح بالعبور نحو قطاع غزة، حيث ملايين الأرواح تتوق للحياة وتتشبث بالأمل.
ورغم صمت الشاحنات المركونة، فإن تفاصيلها تنطق بحكايات إنسانية لسائقيها الذين وجدوا أنفسهم عالقين بين واجب إنساني جسيم ومحنة انتظار مرهق بلا نهاية واضحة، فلا فنادق ولا مرافق تليق بالبشر، فقط مقاعد الشاحنات وأغطية خفيفة وبعض الظلال المؤقتة، ومشاعر مرهفة تتشبث بالأمل رغم الجفاف القاسي.
من بين هؤلاء، يجلس محمد سيد عبد الصبور (32 عامًا) على طرف درج شاحنته، يروي للجزيرة نت أنه لم يبرح مكانه منذ أكثر من 120 يوما، بعد انطلاقه من مدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة، محمَّلا بالتمر والبسكويت والحليب المجفف لصالح قوافل أهلية.
يقول محمد "هذه الشاحنة لم تعد مجرد وسيلة نقل، بل صارت بيتي وسقفي ووسادتي، نحمل الخير في قلوبنا قبل الشاحنات، وننتظر إذن عبور قد لا يأتي سريعًا".
إعلانويضيف -وهو يمسح عرقه بقطعة قماش مبللة- "نطهو طعامنا على أنابيب غاز صغيرة ونقتسم الماء والدعاء، لا كهرباء ولا حمامات، فقط ظل الصبر، ولكننا لا نفكر في العودة لأننا نؤمن بأن ما نحمله حياة لناس خلف الجدار".
وبصوت تغلب عليه العزيمة رغم الانكسار، يقول أبو خالد (45 عامًا) "لسنا مجرد سائقين، نحن نحمل رسالة إنسانية، نصحو مع أول خيوط الشمس، نغسل وجوهنا بمياه قليلة احتفظنا بها من الليلة الماضية، ونبدأ يوما جديدا من الانتظار والترقب".
ويتابع "وجباتنا بسيطة؛ أرز، علب تونة، خبز وزيتون، نتبادلها ونتعاون على طهيها على نار بدائية، لا مطابخ مجهزة هنا، فقط أدوات متنقلة، لكن قلوبنا معلقة بمن ينتظرونها بفارغ الصبر".
بانتظار إذنويعيش محمد عبد العزيز (46 عاما) وضعا لا يختلف كثيرا عن زملائه، ويقول للجزيرة نت "نبحث عن أماكن نائية للاستحمام بمياه قليلة أو نستخدم خزانات الشاحنات، والحمامات المؤقتة غير كافية ولا تصلح للاستخدام إلا في أضيق الظروف. لكننا نبقى، لأن العودة معناها أن نترك إخواننا بلا أمل".
أما حسن سيد أحمد (33 عامًا) فيقول إن ساعات الانتظار تُستهلك في الصلاة، قراءة القرآن، صيانة الشاحنات، أو حتى لعب الورق لتخفيف الضغط النفسي، ويضيف "الاتصال بالأهل صعب، الشبكة ضعيفة، نترقب الأخبار، لعلها تحمل خبرا عن عبور قريب".
ويتابع "المحنة ليست فقط في قلة الطعام أو شح المياه، بل في العجز.. حين تعلم أن ما تحمله قد ينقذ حياة، وتُمنع من الوصول، لا لسبب إلا تأخر الإذن أو تعقيدات إدارية".
محاولات الإسنادأحمد عبد العزيز علي (52 عامًا)، القادم من محافظة المنوفية، يتحدث بنبرة يغلبها التعب "منذ فبراير/شباط وأنا هنا، قطعت المسافات محمّلًا بالمعلبات والمساعدات، أشتري ما أحتاجه من مدينة الشيخ زويد، عبر سيارات خاصة، ونتدبر أمورنا بما نستطيع، لكننا نعيش على أمل إفراغ الحمولة والعودة لتحميل أخرى.. بإذن الله".
إعلانويضيف للجزيرة نت "نحتاج على الأقل كرفانات أو كبائن مكيفة تحفظ الحد الأدنى من الكرامة، نحن نعيش في حرارة قاسية لا تطاق، ولا نطلب رفاهية، فقط مقومات حياة آدمية أثناء الانتظار".
ويقول أسامة بلاسي (40 عامًا)، وهو سائق شاحنة أخرى، إن المتطوعين والجمعيات الأهلية كانوا يقدمون وجبات يومية في بداية الأزمة، لكن الإمدادات تراجعت مع الوقت بسبب ضعف الموارد.
ويتابع موضحا أن "أهل شمال سيناء كرماء، يفتحون بيوتهم لنستخدم دورات المياه، ويعطوننا ما لديهم من خضار وماء، رغم أن الموارد شحيحة أصلًا، لكننا بحاجة لحلول جذرية، فالانتظار طال، والاستجابة من الجهات المعنية بطيئة".
رد رسميفي المقابل، أكد اللواء عاصم سعدون، نائب محافظ شمال سيناء، أن المحافظة تبذل ما بوسعها لتأمين احتياجات السائقين العالقين، من خلال جولات ميدانية تنفذها إدارة الأزمات لتقديم الغذاء والماء والرعاية الطبية.
وشدد سعدون على أن الأجهزة المحلية تعمل لضمان كرامة السائقين الذين وصفهم بـ"خط الدفاع الأول" في المعركة من أجل الحياة، مؤكدا أن المحافظة تدرك حجم التحدي وتواصل التنسيق لتذليل العقبات أمام مهامهم الإنسانية.
في ظل تلك الظروف، تتجلى قصة نادرة من التضحية والواجب الإنساني، فهؤلاء السائقون، العالقون منذ أشهر، لا يطالبون بأكثر من ظروف تحفظ كرامتهم وتُيسّر أداء دورهم. وبينما تمضي الأيام في حرارة رفح ولهيب الانتظار، تظل عيونهم معلقة ببوابة معبر يأملون أن تفتح في أي لحظة، لتنطلق شاحناتهم من صمت الحدود إلى صخب الحياة في غزة.