محللون: نتنياهو يريد هدنة مشلولة بلبنان وهذه خيارات حزب الله
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
أثار استئناف إسرائيل هجماتها الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية موجة من التساؤلات بشأن الرسائل المراد إيصالها، فضلا عن مصير اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وفي هذا السياق، يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين -لبرنامج "ما وراء الخبر"- إن الغارات الإسرائيلية تحمل 3 رسائل:
ميدانية، إذ لا ملاذ آمنا لحزب الله داخل لبنان.سياسية إستراتيجية؛ بأن لدى إسرائيل حرية عمل كاملة بعيدا عن آليات الردع. ابتزاز دبلوماسي، إذ تحاول تل أبيب تفريغ القرار الأممي 1701 من مضمونه.
وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى في أغسطس/آب 2006 القرار 1701 الداعي لوقف حرب لبنان الثانية التي اندلعت في يوليو/تموز 2006، وانسحاب مقاتلي حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، والسماح بنشر قوات الجيش اللبناني في الجنوب.
بدوره، أعرب الأكاديمي والباحث السياسي حبيب فياض عن قناعته بأن الغارات الإسرائيلية رسالة للدولة اللبنانية في ظل أجواء شبه وفاقية تخيم على المشهد اللبناني.
ووفق فياض، هناك تنسيق عالٍ بين الرئيس جوزيف عون وحزب الله بشأن إستراتيجية الأمن الوطني، وكذلك هناك تصحيح مسار العلاقة بين الحزب ورئيس الحكومة نواف سلام.
إعلانوتريد إسرائيل القول -حسب فياض- إن من يريد تأسيس شراكة في لبنان بأن حزب الله بات "عاجزا وغير قادر على الدفاع عن لبنان".
وكانت إسرائيل شنت سلسلة من الهجمات الجوية على لبنان مساء الخميس، مستهدفة ضاحية بيروت الجنوبية بـ8 غارات على الأقل، عقب "7 غارات تحذيرية" نفذتها طائرات مسيّرة إسرائيلية.
من جانبه، لفت الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بشارة شربل إلى أن استئناف إسرائيل ضرباتها على ضاحية بيروت الجنوبية تزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى لبنان.
وحسب شربل، فإن الوزير الإيراني طلب من حزب الله الإبقاء على جهوزيته، إذ تمر المفاوضات الأميركية الإيرانية في مرحلة حساسة غير معروف نتيجتها.
موقف لبنانوقال شربل إن إسرائيل ترفض أن يتولى الجيش اللبناني مسؤولية دهم الأماكن التي يقصفها الجيش الإسرائيلي، مؤكدا أن "لا أدوات للجيش اللبناني للتهديد أو أخذ موقف سياسي يعارض اتفاق وقف إطلاق النار".
وشدد على أن الحكومة تريد أن يُسلم حزب الله سلاحه، مع تأكيدها بأن "لا شريك للدولة بالسلاح"، معربا عن قناعته بأنه "حزب الله خسر حرب الإسناد، وعليه تحمل النتائج".
ووفق شربل، فإن الحكومة تحاول تجنب أي صدام مع حزب الله، لكنه أقر بوجود بطء في اتخاذ قرار جدي بوضع "جدول زمني" لتسلم حزب الله، مشددا على ضرورة الإسراع بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
خيارات حزب الله
من جانبه، أعرب فياض عن قناعته بأنه لا يوجد تغيير في إستراتيجية حزب الله بقدر الحديث عن "تطوير الأدوات الداخلية اللبنانية"، التي تتيح التوصل لإطار عام للدفاع عن لبنان والحد من الخسائر، التي يتعرض لها جراء العدوان الإسرائيلي.
وشدد على ضرورة المضي قدما لبناء إستراتيجية أمن وطني تمس أصل وجود لبنان، مع مظلة وطنية للبحث عن الأدوات ونقاط القوة والمعطيات التي تتيح للبنان كيفية التعامل مع المخاطر الإسرائيلية دبلوماسيا وعسكريا.
إعلانوحسب فياض، فإن حزب الله يرى أن ثمة تقصيرا لدى الدولة اللبنانية في القيام بالجهود الدبلوماسية لكي تحد من العدوان الإسرائيلي.
وخلص إلى أن حزب الله في حالة ترقب و"غموض بناء"، إذ استفاد من التجارب السابقة، ولم يعد بحاجة الإفصاح عما يمكن أن يقوم به.
أهداف نتنياهو
أما جبارين، فقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– يدير المرحلة وفق منطق "حافة الهاوية"، عبر ترتيب وقف إطلاق نار "مشلول" بحيث توجد "أفضلية عليا لإسرائيل من دون رد فعل من طرف لبنان".
ولفت إلى أن نتنياهو يريد إحراج الحكومة اللبنانية ووضعها ضمن اختبارات حقيقية للتأثير على المستوى السياسي اللبناني على صعيد الحكومة وجيشها ومدى انسجامهما مع اتفاق وقف إطلاق النار الحالي.
وتحاول إسرائيل عبر هذه الاختبارات "المحرجة" -وفق جبارين- أن تُبدي بأن لديها "املاءات داخل لبنان" لإشباع المستوى السياسي الإسرائيلي، والتأثير على قواعد اللعبة في لبنان.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدد بأن الهجمات ستكون أعنف في حال لم يتم نزع سلاح حزب الله بالكامل وفق الاتفاق، على حد تعبيره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج اتفاق وقف إطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
وضع لبنان مُختلف.. ماذا سيحدث إن خرقت حماس هدنة غزة؟
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إن هناك "أسئلة بلا إجابات بشأن إتفاق إنهاء الحرب في غزة"، وسألت: "ماذا سيحدث إذا انتهكت حركة حماس وقف إطلاق النار؟".التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقول إن "اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي تمّ التوصل إليه قبل أيام في قمة شرم الشيخ، يحتوي على عدّة بنود، كما تم تحديد العديد من النقاط في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تم وضعها لإنهاء الحرب".
وتقول الصحيفة إن هناك سؤالاً حاسماً لم تجرِ مُعالجته سواء عبر الإتفاق أو من خلال خطة ترامب وهو التالي: "ماذا سيحدث إذا انتهكت حماس شروط الاتفاق والخطة؟".
ويضيف: "بعبارة أخرى، دخل كلُّ طرف في الاتفاق وهو يعلم ما ينبغي عليه فعله، ولكن من غير الواضح ما سيحدث إذا فشل الطرف الآخر في الامتثال".
وتابع: "على النقيض من لبنان ، فإن خطة ترامب واتفاقه لا يتضمنان حتى آلية للرقابة الدولية من قبل دول متعددة لمراقبة وقف إطلاق النار. كذلك، لا توجد جهة يمكن تقديم الشكاوى إليها، وإذا فشلت هذه الجهة في القيام بمهمتها، لا يُمنح لإسرائيل الحق في التصرف أو الضرب بشكل مستقل. وفي كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها حتى الآن، لا توجد توجيهات واضحة بشأن متى وكيف يُسمح لإسرائيل باتخاذ إجراءات ضد حماس".
واستكمل: "يتحدث ترامب عن نزع سلاح حماس، والخطة نفسها تذكر ذلك أيضاً، لكن لم يوضح أحد بعد كيف، أو متى، أو الأهم من ذلك، ما إذا كان هناك موعد نهائي لنزع سلاح حماس".
وأضاف: "من دون جدول زمني واضح، قد تستغل حماس الفرصة لتجميع المزيد من السلطة، والقضاء على منافسيها، وإثارة الخوف في قطاع غزة، ومواصلة السيطرة على المساعدات الإنسانية. لقد أشارت حماس بالفعل إلى عدم رغبتها في نزع سلاحها بالكامل، مُصرّةً على الاحتفاظ بالأسلحة الخفيفة. ويبقى سؤالٌ آخر عالقاً: من سيواجه حماس ويُجبرها على التخلي عن سلاحها؟".
التقرير رأى أن "ترامب نجح في دفع تركيا وقطر للضغط على حماس"، مشيراً إلى أنه "من المتوقع أن يطلب الرئيس الأميركي دولاً عربية أخرى لتشكيل قوة عمل في غزة".
وتابع: "لقد أبرمت قطر بالفعل تحالفاً دفاعياً مع الإدارة الأميركية، كما أن تركيا مهتمة بالحصول على طائرات إف-35 المقاتلة - وهذه هي الجوانب العامة".
وختم التقرير بالقول إنه من غير المؤكد ما إذا كانت هناك اتفاقيات خلف الكواليس لا تعلم إسرائيل بها بعد، والتي قد تُعرض القدس للخطر استراتيجياً. المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة تقرير إسرائيليّ: ماذا سيحدُث إذا رفضت "حماس" خطة ترامب بشأن غزة؟ Lebanon 24 تقرير إسرائيليّ: ماذا سيحدُث إذا رفضت "حماس" خطة ترامب بشأن غزة؟