“الدرونات” و”الذكاء الاصطناعي”.. أبرز التقنيات لحج آمن وميسر
تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT
السعودية – أطلقت السعودية في موسم الحج لهذا العام منظومة متكاملة من التقنيات باستخدام طائرات الدرون والذكاء الاصطناعي لضمان أمن وسلامة الحجاج.
وأضحت الدرون وتقنيات الذكاء الاصطناعي عنصرا مهما في مهمات الحج لتعزيز أعمال المراقبة والرصد وإدارة الحشود وإطفاء الحرائق ومراقبة الطرق وتقديم الخدمات الصحية وإيصال الأدوية، وتحليل المشهد بشكل لحظي، والتعرف على الأنماط غير الطبيعية، وإرسال تنبيهات فورية إلى مركز العمليات والتحكم، بما يتيح سرعة الاستجابة واتخاذ الإجراءات اللازمة لأمن وسلامة ضيوف الرحمن.
وتشارك الدرون في حج هذا العام عبر قطاعات حيوية عدة؛ فطائرة صقر يستخدمها الدفاع المدني لأغراض الإطفاء لأول مرة، إذ أطلق الدفاع المدني هذا العام، طائرة صقر للإطفاء والإنقاذ، بتقنية ذكية وبقدرات متطورة وسرعة استجابة عالية.
وتعمل صقر لمدة 12 ساعة بارتفاعات عالية، وحمولة تصل إلى نحو 40 كيلوغراما، وتستخدم نظام إطفاء متعدد الأغراض، وأنظمة إنقاذ وتحكم وأمان وكاميرات حرارية مع إمكانية بث مباشر للموقع وقابلية الربط بمركز القيادة والتحكم.
وتتعدد استخدامات الطائرة في المباني الشاهقة والمواقع الصناعية أو المحتوية على مواد خطرة والمناطق المزدحمة وحرائق الغابات، وتمتاز بسرعة استجابة عالية وتقليل المخاطر على الأفراد ودعم اتخاذ القرار عبر التصوير اللحظي.
وفي مجال الأمن والمشاركة في حفظ أمن وسلامة ضيوف الرحمن، توفر طائرات الدرون المتطورة التابعة للأمن العام، قدرة فائقة على التحليق في الأجواء وحدود المشاعر، لرصد مخالفي أنظمة الحج ضمن حملة “لا حج بلا تصريح”، ومتابعة جميع المركبات التي تتسلل محاولة الدخول من مسارات غير معتادة عبر المناطق البرية وعلى سفوح الجبال لضبط المخالفين، وهو ما كشفت عنه الأجهزة الأمنية التي أعلنت إيقاف العديد من المخالفين قبل وصولهم إلى وجهتهم بعد رصد تقني من الدرون
وتسهم الدرون في منظومة الإمداد الطبي خلال موسم الحج، في سرعة الاستجابة ودقة الإمداد للأدوية لتصل في حدود ست دقائق لوجهتها بالمنشآت الصحية في المناطق الأكثر ازدحاماً، لتختصر وقت النقل من ساعة ونصف الساعة إلى ست دقائق، مستهدفةً ستة مرافق طبية رئيسية، منها ثلاثة في مشعر عرفات، وثلاثة في مشعر منى، وذلك لتحقيق أسرع استجابة صحية حفاظاً على سلامة ضيوف الرحمن.
وفي جانب الطرق، توظف الهيئة العامة للطرق الدرون في مراقبة الحركة وفحص الطرق، ومتابعة حركة الحجاج ومراقبة المسارات والجسور والعبارات والتحويلات المرورية، لضمان انسيابية الحركة وتدفقها بكل الاتجاهات.
وتقوم الدرون بأعمال الكشف الرقمي والتصوير الحي والمباشر، إضافة إلى حفظ السجلات، لتغذية مراكز الاستقبال والمعلومات التابعة للهيئة، ومساعدتها على اتخاذ القرار في الوقت والمكان المناسبين.
المصدر: عكاظ
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
ضيوف الرحمن يرمون «جمرة العقبة» ويؤدون طواف الإفاضة
أحمد شعبان (مكة المكرمة، القاهرة)
أخبار ذات صلةأدى حجاج بيت الله الحرام، أمس، طواف الإفاضة في المسجد الحرام، أحد أركان الحج الأساسية، وذلك بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، والمبيت في مزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى.
وشهد المسجد الحرام منذ صباح أمس، توافد أعداد كبيرة من الحجاج الذين أدوا النسك في أجواء إيمانية يملؤها الخشوع والطمأنينة، وسط منظومة خدمية متكاملة وفّرتها الجهات المعنية، لتيسير أداء الشعائر بيسر وسهولة، وفق تنظيم دقيق وخطط تشغيلية محكمة.
وعملت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، على تنظيم حركة الحشود داخل صحن المطاف، والمسارات المخصصة للطواف، إلى جانب تكثيف أعمال النظافة والتعقيم، وتوفير خدمات التوجيه والإرشاد بلغات متعددة، وخدمات الإسعاف والطوارئ على مدار الساعة.
ويستكمل الحجاج بعد أداء طواف الإفاضة مناسكهم في مشعر منى خلال أيام التشريق، التي يرمون فيها الجمرات الثلاث، ثم يختتمون حجهم بطواف الوداع قبيل مغادرتهم مكة المكرمة.
وثمن دبلوماسيون وعلماء من الأزهر الجهود السعودية في تنظيم موسم الحج، مما ساعد حجاج بيت الله الحرام على أداء المناسك بكل سهولة ويسر، وسط أجواء من الأمن والسلامة والانسيابية التامة، وهو ما ظهر جلياً في يوم الوقوف على صعيد عرفة، وفي حركة الحجيج نحو مزدلفة من دون أي عراقيل أو عقبات.
وأعرب هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، عن بالغ تقديرهم لجهود المملكة على ما بذلته من جهود في سبيل خدمة ضيوف الرحمن، مؤكدين أن المملكة وفرت جميع الوسائل والخدمات لحفظ أرواح الحجاج وتيسير المناسك.
وأوضح الدكتور طارق عبدالبصير، أحد علماء الأزهر في تصريح لـ«الاتحاد»، أن النجاح الذي تحقق في حج هذا العام يُعد إنجازاً عالمياً يُحسب للمملكة والقائمين على إدارة شؤون الحج، حيث أنهم أتاحوا الفرصة للحجاج لأداء مناسكهم على أكمل وجه، مؤكداً أن هذا التيسير هو من الأمور المحمودة والجميلة.
وذكر عبدالبصير أن القائمين على شؤون الحج في المملكة يعتبرون هذه الخدمات الجليلة واجباً دينياً وأمانة يتحملونها بكل حب وإخلاص، مطالباً الحجاج بالالتزام بالضوابط التي وُضعت حفاظاً على سلامتهم وضماناً لانسيابية الحركة وتنظيم الشعائر.
بدوره، أوضح الدكتور جمال فاروق، العميد الأسبق لكلية الدعوة الإسلامية في جامعة الأزهر، أن الدين الإسلامي يدعو إلى الانضباط واحترام الإجراءات التنظيمية، مشيراً إلى أن ما قامت به المملكة من تنظيم دقيق للحج هو تطبيق عملي لهذه المبادئ الإسلامية.
وشدد فاروق، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن الانضباط في مناسك الحج أمر ضروري، خاصة في ظل الأعداد الكبيرة، والزحام الشديد، ودرجات الحرارة المرتفعة، مؤكداً أن هذا التنظيم يصب في مصلحة الحجاج وسلامتهم، ويساعدهم على أداء الشعائر بسهولة ويسر، ومن دون هذا التنظيم كانت ستحدث صعوبات ومشاكل جسيمة، إلا أن الجهود السعودية نجحت في تفاديها بالكامل.
وأكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن المملكة تقدم في كل عام خدمات جديدة تطور بها التنظيم العام للحج، وما تحقق من نجاح هذا العام، وبشكل خاص ما رُصد في وقفة عرفة، يأتي في سياق سلسلة من النجاحات المتواصلة التي حققتها المملكة خلال العشرين عاماً الماضية.
وقال هريدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تنظيم المملكة لموسم حج هذا العام، من دون وقوع أي مشكلات كبيرة، هو دليل واضح على كفاءة الجهات السعودية ونجاحها في تسهيل الإجراءات وأداء المناسك على أكمل وجه.