حذرت مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” الأمريكية، في عددها الصادر لشهر يونيو 2025، من الخطر المتسارع الذي يهدد واحات المغرب، التي كانت على مدى قرون منارات للحياة في قلب الصحراء.

وسلط التقرير الضوء على التأثيرات الحادة لتغير المناخ، إلى جانب عوامل بشرية مثل الهجرة وفقدان المعارف الزراعية التقليدية، والتي تدفع هذه النظم البيئية النادرة نحو الزوال.

ووفقًا للتقرير، تشهد واحة محاميد الغزلان، جنوب المملكة، جفافًا غير مسبوق بعد انقطاع نهر درعة عن العبور بها، وتحول القنطرة الإسمنتية إلى مشهد يطل على سرير رملي قاحل. كما توقع التقرير أن ترتفع درجات الحرارة في المغرب بـ5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، مع تراجع التساقطات بنسبة تصل إلى 50%.

وتتراجع حدود الواحات، بما فيها تينغير وتيغمرت وفكيك، بأكثر من 90 مترًا سنويًا، في حين تلتهم الكثبان الرملية البساتين والمنازل المهجورة. ويؤكد السكان، مثل حليم السباعي وعبد الكريم بناوي، أن انعدام المياه والنباتات حوّل الواحات إلى أراضٍ طاردة للحياة.

ويحذر باحثون، بينهم الدكتور محمد آيت المختار من جامعة الحسن الثاني، من أن ضخ المياه الجوفية باستخدام الطاقة الشمسية يسرّع استنزاف الأحواض المائية ويزيد ملوحة التربة، مما يهدد النخيل، محور الحياة الاقتصادية والبيئية في الواحات.

ويشير التقرير إلى أن مستقبل الواحات لا يخص المغرب وحده، بل يشمل نحو 150 مليون شخص في شمال إفريقيا وآسيا. ومع ذلك، ترى “ناشيونال جيوغرافيك” أن الأمل لا يزال ممكنًا من خلال مزج المعرفة التقليدية بالابتكار للحفاظ على ما تبقى من هذه النظم البيئية الهشة.

المصدر: مملكة بريس

كلمات دلالية: الطاقة الشمسية المعارف التقليدية المياه الجوفية النخيل الهجرة تغير المناخ زحف الرمال

إقرأ أيضاً:

«أقمار محمد بن راشد» تقدم 67% من الخدمات البيئية

دبي: يمامة بدوان

أكَّد «مركز محمد بن راشد للفضاء»، دعمه للبيئة والاستدامة، عبر البيانات الفضائية وتحليلها، حيث إن 67% من الخدمات البيئية تقدمها أقمار المركز الاصطناعية، بحسب تغريدة نشرها على منصة «إكس»، تزامناً مع اليوم العالمي للبيئة.
وأوضح المركز أن جهوده في الحفاظ على البيئة، شملت 25% الاستخدامات البيئية لبيانات القمر الاصطناعي الإماراتي «خليفة سات» و88 دراسة في إدارة الأزمات والكوارث عام 2024، حيث إن 30 جهة مستفيدة من خريطة الغطاء النباتي في دولة الإمارات و25 جهة مستفيدة من دراسة سواحل الدولة.
ويعكس القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» الذي يحمل الحروف الأولى من اسم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وطوّرته بالكامل سواعد إماراتية على أرض الدولة وأطلق للفضاء مطلع العام الجاري، التقدم التكنولوجي، حيث يجسد روح الابتكار الإماراتية، ما يدفع الدولة لمتابعة مسيرتها المتميزة نحو تعزيز مكانة الإمارات دولةً رائدةً عالمياً في تكنولوجيا علوم الفضاء بسواعد فريق وطني من المهندسين والخبراء في المركز، كما ستدعم بيانات القمر الاصطناعي المخصص لرصد الأرض مسيرة الاستدامة عالمياً.
بينما يعد «خليفة سات» الذي أطلق في أكتوبر 2018، أول قمر اصطناعي يطوره بالكامل فريق إماراتي، حيث يقدم بياناته ل10 قطاعات مختلفة وهي: البيئة والاستدامة، إدارة الكوارث وإدارة الأراضي والخرائط والتخطيط العمراني ومتابعة المشاريع، الصحة العامة والرعاية الصحية والبحث والتطوير، متابعة تغيرات السواحل والبحار والإعلام والإعلان والتعليم والتدريب.

تغيرات مناخية


وتسهم الأقمار الاصطناعية الإماراتية في مراقبة التغيرات المناخية في الإمارات ومسبباتها المختلفة، ما يهدف إلى حماية البيئة وترسيخ مكانتها نموذجاً عالمياً للتنمية المستدامة، كما تعمل البيانات المرصودة على توقع الظواهر الجوية الطبيعية، مثل العواصف الرملية والضباب الكثيف والغيوم المنخفضة وغيرها الكثير وصولاً إلى مراقبة جودة المياه ومستويات التلوث الساحلي وتلوث البحار وظاهرة المدّ الأحمر الضارة ومراقبة التغيرات البيئية ورصد الغطاء النباتي ودراسته والمساعدة على الكشف المبكر عن الآفات التي تتعرض لها المزروعات للتقليل من الخسائر، عبر الصور الفضائية المتعددة الأطياف، التي ترسلها الأقمار الاصطناعية.
كما أسهمت الأقمار الإماراتية عالمياً، في معالجة مجموعة من الكوارث الطبيعية العالمية، مثل «تسونامي» اليابان والفيضانات في تايلاند وانحسار الغطاء الجليدي في غرينلاند وغيرها، كما تمكّنت عبر الصور العالية الجودة التي توفرها، من المساعدة على حماية كوكب الأرض، بتحسين الزراعة والمساهمة في تطوير التنظيم المدني والتنظيم الحضري والعمراني، كذلك رصد التغيرات البيئية المحلية والعالمية.
وتوفر الأقمار الاصطناعية الإماراتية، الصور ثم تحلّلها، بما يضمن الرصد السريع لأي تغيير في الغطاء النباتي أو الساحلي، حيث إن التأثيرات الناجمة عن كثير من العوامل، مثل الاحتباس الحراري والمشاريع الهندسية والإنشائية الكبيرة، قد تؤدي إلى تغيرات في البيئة لا يمكن الكشف عنها من الأرض، كما تستخدم البيانات لدعم القياسات الأرضية، بهدف التنبّؤ بحدوث العواصف الرملية والضباب وأي ظروف أو مخاطر طبيعية أخرى محتملة.

مقالات مشابهة

  • من العمل إلى الحريق.. خلاف ينتهي بحرق لودر في الواحات البحرية
  • عدوان متواصل وصمت دولي.. غزة تختنق جوعا وأهلها أصبحوا شهداء بحثا عن الطعام
  • دراسة: إزالة قرون وحيد القرن أهون الشرّين لحمايته
  • التقرير الطبى للموظف المعتدى عليه بسوهاج: انفجار مفرغ فى مقلة العين اليسرى
  • ننشر التقرير الطبي لمسؤول حماية الأراضي المعتدى عليه أثناء تنفيذ إزالة تعديات في سوهاج
  • القبض على سائق وراء إشعال النار بلودر في الواحات البحرية
  • الوجود الأفريقي في مكة قصة عريقة عمرها قرون
  • القبض على طفلة عمرها 6 سنوات ضمن مجموعة متهمة باغتيال ضابط
  • «أقمار محمد بن راشد» تقدم 67% من الخدمات البيئية