أهالي مخيم جنين للجزيرة نت: الاحتلال يهدم المنازل ويلغي المخيمات
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
جنين – تتفقد ميس الغول صور الخرائط الجوية التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنازل ينوي هدمها في مخيم جنين، تحاول التأكد مرة بعد أخرى أن منزل عائلتها المكون من 4 طوابق لن يشمله الهدم والتجريف.
تعيش الغول (32 عاما) في مساكن الطلاب التابعة للجامعة الأميركية في مدينة جنين، منذ نزوحها عن بيتها في المخيم قبل 5 أشهر، فيما نزحت أسرتها إلى الحي الشرقي في المدينة.
وتقول للجزيرة نت "خسرتُ كل شيء، منزلي أُحرق بكامل ما فيه، واليوم أسكن في غرفة واحدة مع أطفالي الستة، ولا أملك تكاليف دفع فواتير الماء والكهرباء المتراكمة منذ شهر".
وتعبّر عن استغرابها من قرارات الهدم الجديدة، وتقول إن الجيش الإسرائيلي "قضى على المخيم بشكل كامل وإنه أصبح خرابا، لقد أخذوا كل شيء منا فماذا يريدون أكثر؟ ما يحدث غصة في قلوبنا".
وتضيف ميس "بعد أن فقدتُ منزلي أحاول التأكد أن بيت والدي ليس ضمن إخطار الهدم، فعلى الرغم من مدة نزوحنا الطويلة فإننا ننتظر يوم عودتنا إلى المخيم".
وتعتزم إسرائيل هدم قرابة 95 منزلا جديدا داخل مخيم جنين، خلال 72 ساعة، وهو ما سيُضاف لقرابة 600 وحدة سكنية هدمتها بشكل كامل فيه، ولأن البناء في المخيمات يقوم على النظام العمودي فإن أعداد المنازل المهدمة على أرض الواقع أعلى مما يعلن عنه.
وتشير الخرائط التي نشرها الاحتلال، أمس الاثنين، إلى أن الهدم سيطال المناطق الموجودة في أطراف المخيم، بداية من منطقة المخيم الجديد وحتى شارع السكة.
وحسب الأهالي، فإنه بعد تطبيق إخطار الهدم الحالي، فإن عمليات الهدم والنسف طالت كل حارات المخيم سواء بشكل جزئي أو كلي، ويؤكدون أن الاحتلال لا يلتزم بالإخطارات التي ينشرها، بل يمتد الهدم لمناطق وبنايات لم يعلن عنها من خلال الخرائط أو الهيئة العامة للشؤون المدنية والعسكرية (الارتباط الفلسطيني).
إعلانوكان الاحتلال الإسرائيلي بدأ عمليات النسف في عمق مخيم جنين بعد أقل من أسبوعين من بدء العملية العسكرية فيه، وتحديدا في 2 فبراير/شباط الماضي، حيث فخخ قرابة 20 منزلا ونسفها بشكل متزامن في ذلك الوقت.
وبعد شهر واحد أخطر بنيّته هدم 66 بناية داخل المخيم وفي أحياء مختلفة فيه أبرزها الدمج وعبد الله عزام، وقد بدأت عمليات الهدم فعليا، واستمرت بشكل شبه يومي، بعدها اختفت الأخبار الواردة من داخله بحكم إفراغه من سكانه وتحويله لمنطقة مغلقة بالبوابات الحديدية ومنع الدخول إليه بشكل كامل. لكن جرافات الاحتلال واصلت عملها في هدم المنازل وتوسيع الشوارع وشق طرقات بين حاراته الضيقة.
يقول نضال نغنيغة، النازح من مخيم جنين ورئيس جمعية "فلسطيننا نداء الحياة"، إن هدف العملية العسكرية في مخيمات شمال الضفة الغربية سياسي بحت وليس أمنيا، حيث تسعى إسرائيل لإلغاء المخيمات بشكل كامل لإنهاء قضية اللاجئين.
ويؤكد للجزيرة نت أن المنازل التي يهدمها جيش الاحتلال في المخيم تحدَّد وفق خطة لتغيير واقعه وتحويله لحي من أحياء مدينة جنين، وذلك وفق ما نُشر في خرائط الاحتلال خلال الفترة الأخيرة.
ويعمد الاحتلال -وفق نغنيغة- لهدم أحياء في المخيم لتوسيع الشوارع وشق طرقات وممرات جديدة، ويتركّز الهدم في الأحياء الأكثر التصاقا والمناطق التي تُعد مكتظة وبيوتها متراصة وذلك لتوسعة الأزقة أو إلغائها.
ووفق بعض الصور التي وصلتهم من المخيم، فإن الاحتلال أوجد ساحات في بعض مناطقه وأحيائه، كما شكّل الأحياء وفق مربعات سكنية تضم كل منها 5 منازل على الأكثر.
ويؤكد "المخيم بالنسبة لأهله هو رمز وليس بقعة جغرافية، لذلك نجد أن كل النازحين ينتظرون خروج قوات الاحتلال منه للعودة إليه، حتى وإن كانت العودة لمحيطه وليس المنازل فيه".
إعلانوكانت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية قد أدانت، صباح اليوم الثلاثاء، إخطارات الاحتلال بهدم 100 منزل في مخيم جنين وطالبت بتوفير الحماية الدولية لمخيمات شمال الضفة، مؤكدة أن ما تقوم به إسرائيل "جريمة حرب وتطهير عرقي".
وحسب بلدية جنين، فإن الاحتلال أقام قرابة 15 شارعا داخل المخيم، البالغة مساحته أقل من نصف كيلومتر مربع فقط، كما أن البنية التحتية فيه مدمرة بشكل كامل إضافة إلى:
تدمير 60% من البنية التحتية في مدينة جنين. تدمير 120 كيلومترا من الشوارع. تدمير 42 كيلومترا من الخطوط الناقلة للمياه. تدمير 99 كيلومترا من خطوط الصرف الصحي.
أضرار كبيرة
في حديثه للجزيرة نت، قال محمد جرار، رئيس بلدية جنين، إن الأضرار المباشرة فقط من العملية العسكرية الإسرائيلية بلغت 30 مليون دولار، بينما يمنع طواقم البلدية من الدخول للمخيم لحصر الأضرار في المباني وشبكات الصرف الصحي والمياه، لكن تقديرات البلدية تشير إلى أن المخيم يحتاج إلى إعمار كامل بسبب تدمير أكثر من 600 وحدة سكنية، وتضرر باقي المباني بشكل جزئي ما يجعلها غير صالحة للسكن.
وأضاف أن الاحتلال دمر شبكات الطرق والمياه والكهرباء والصرف الصحي، وأحرق عددا كبيرا من المنازل وهدم منازل أخرى بشكل جزئي، وهو ما يعني ضرورة إعادة بنائها ليتمكن أصحابها من السكن فيها، وأن ذلك -حسب دراسة البلدية- يحتاج إلى قرابة 160 مليون دولار لإعادة المخيم لشكله السابق، "مكانا صالحا للحياة والسكن".
وتعمل البلدية -حسب جرار- ضمن خطة طوارئ تقوم على إغاثة المدينة "لأن بقاءها في حالة شلل اقتصادي يعني انهيار جنين بشكل كامل وهو ما نسعى لتجنبه، حيث أدى توقف الحركة الاقتصادية فيها على مدى الأشهر الأربعة الماضية إلى إفلاس 1200 تاجر بشكل نهائي وخسارة 4000 عامل مصدر رزقهم، وإذا بقي الوضع كما هو فإن هذه الأرقام مرجحة للارتفاع، خاصة مع خسارة سوق جنين قرابة 50 إلى 70 ألف زائر يوميا من الريف والقرى".
إعلانوخلال أكثر من 4 أشهر من بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على جنين ومخيمها، نزح قرابة 22 ألف مواطن من المخيم ومحيطه، وبلغت نسبة النازحين 25% من إجمالي سكان المدينة، وهو ما خلق تحديا على الجانب الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والخدماتي والصحي.
وأكد جرار أن حجم الأضرار المباشرة للعدوان الإسرائيلي المستمر بلغ حتى الآن 300 مليون دولار، "وهي أضرار مستمرة بشكل يومي بفعل تواصل العدوان".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات العملیة العسکریة للجزیرة نت بشکل کامل مخیم جنین فی المخیم وهو ما
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تستعد لهدم أكثر من 100 منزل في جنين والشيخ يعقب
أخطرت قوات الجيش الإسرائيلي ، مساء الاثنين 9 يونيو 2025 ، بهدم أكثر من 100 منزل في مخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (وفا) أن قوات الاحتلال وزعت خارطة يظهر فيها 100 منزل في عدة حارات من مخيم جنين قرر الاحتلال هدمها.
ونقلت عن مصادر قولها إن عمليات الهدم ستتم خلال 72 ساعة من اصدار القرار.
وكان الاحتلال أجرى عمليات هدم في عدد من المنازل في حارات المخيم، آخرها كان في شهر آذار/ مارس الماضي، حيث تم هدم أكثر من 66 منزلا.
وبينت مصادر في مدينة جنين أن العدوان الإسرائيلي المتسمر منذ أكثر من 5 أشهر، أحدث دماراً في حوالي 600 منزل ومنشأة في المخيم بشكل جزئي أو كلي.
وكان قوات الاحتلال قد واصلت، اليوم الإثنين، هدم المباني السكنية في مخيم طولكرم، لليوم الرابع على التوالي، تزامنا مع استمرار عدوانها على المدينة ومخيمها.
وأفادت الوكالة بأن جرافات الاحتلال واصلت أعمال هدم عشرات المباني السكنية في حارتي البلاونة والعكاشة في مخيم طولكرم، تنفيذا لمخطط الاحتلال هدم 106 مبان في كل من مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية.
حسين الشيخ يعقب
قال نائب رئيس دولة فلسطين، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، إن قرار حكومة الاحتلال هدم مبان سكنية في مخيمي جنين وطولكرم، هو جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها أوامر هدم 95 منزلا في مخيم جنين
وأضاف الشيخ في تصريح نشره عبر حسابه على منصة "إكس"، اليوم الإثنين، إن هذا القرار يعكس استهتارا صارخا بالقانون الدولي وحقوق الانسان.
وأكد أن استمرار استهداف مخيمات اللاجئين بالدمار والهدم لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة ويشكل محاولة ممنهجة لكسر إرادة شعب لن يتخلى عن حقه في الحياة والكرامة.
وطالب الشيخ المجتمع الدولي بالتحرك فورا لوضع حد لهذه السياسات التصعيدية من قبل الحكومة الإسرائيلية ومحاولاتها لطمس قضية شعبنا.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين محدث: السفينة مادلين تصل ميناء أسدود بعد سيطرة إسرائيل عليها حماس تطالب بوقف العمل بالمراكز العسكرية المشبوهة لتوزيع المساعدات وفاة طفلة في مدينة خان يونس بسبب المجاعة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الثلاثاء بالفيديو والصور: 27 شهيداً برصاص الاحتلال خلال انتظار المساعدات غرب رفح مقتل 3 جنود إسرائيليين برتبة رقيب أول في معارك شمال غزة هدم منزل في أم الفحم عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025