مدرج صغير شكّل قلب الحرب السرية الأمريكية في جنوب شرق آسيا
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في أعماق الأدغال وسط لاوس، يمتدّ مسار خرساني متشقّق بطول 1.4 كيلومتر عبر الأشجار.
يقع مهبط الطائرات هذا بلا مطار في قرية لم يتسنّ للكثير من سكانها ركوب طائرة قط.
لكن خلف برج المراقبة المتداعي ومدرج الطائرات المليء بالحفر الناجمة عن القنابل، يكمن فصل خفي من تاريخ الحرب الباردة الأمريكية، وهو موقع عُرف يومًا بكونه "المكان الأكثر سرية على وجه الأرض".
تقع قرية "لونغ تينغ" وسط لاوس، على بُعد حوالي 129 كيلومترًا شمال شرق العاصمة، فيينتيان.
لكنها أصبحت اليوم مستوطنةً هادئةً يسكنها بضعة آلاف من الأفراد الذين يعتمدون على الزراعة لكسب عيشهم.
في قلب القرية، يقع مهبط الطائرات الذي أصبح الآن بمثابة مركزٍ اجتماعيٍّ في الهواء الطلق، حيث يركب الأطفال الدراجات، ويرعى المزارعون الماشية، ويتنزه القرويون المسنون في الصباح الباكر قبل أن تجتاح الحرارة الشديدة الوادي.
لكن قبل 50 عامًا، كان المشهد مختلفًا تمامًا.
لعبت لاوس دورًا محوريًا في حرب الولايات المتحدة لوقف انتشار الشيوعية في جنوب شرق آسيا خلال الفترة بين ستينيات القرن الماضي وأوائل السبعينيات.
كانت قرية "لونغ تينغ" المقر السري لجيش "همونغ" المناهض للشيوعية، والمدعوم من الولايات المتحدة. وكان قد قاتل قوات "باثيت لاو" الشيوعية المدعومة من جيش فيتنام الشمالية.
في ذروة ازدهارها، اتخذ عشرات الآلاف من الأشخاص هذا المكان موطنًا لهم، ومنهم جنود "همونغ" وعائلاتهم، بالإضافة إلى لاجئين من مناطق أخرى من لاوس، وجنود تايلانديين، ووِحدة صغيرة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، وطيارين سريين من سلاح الجو الأمريكي، أُطلق عليهم اسم "رافينز" (Ravens).
شكّل هذا المكان جوهر أكبر عملية شبه عسكرية نفذتها وكالة الاستخبارات الأمريكية على الإطلاق.
في مرحلةٍ ما، كان هذا المهبط الصغير يستقبل 900 عملية إقلاع وهبوط يوميًا، ما جعله أحد أكثر المطارات ازدحامًا في العالم.
رُغم حجم القاعدة، إلا أنّها كانت سرية للغاية لدرجة أن بعض المشاركين بالحرب في مواقع أخرى لم يكونوا على عِلم بوجودها، كما قال بول كارتر، المتخصص في حرب لاوس السرية والمقيم في جنوب شرق آسيا.
وشرح كارتر لـ CNN: "كانت الحرب في لاوس مُقسّمة للغاية.. كنت أعرف أشخاصًا شاركوا في تلك الحرب لم يعلموا حتّى بوجود لونغ تينغ حتى أواخر الستينيات عندما بدأوا في السماح للصحفيين بالدخول إليها".
كجزء من هذه الحرب السرية، شنّت الولايات المتحدة حملة قصف وحشية تزامنت مع عملياتها العسكرية الأوسع في فيتنام.
وبما أنّ الاتفاقيات الدولية حظّرت التدخل العسكري المباشر في لاوس، وقع الجهد بالكامل تقريبًا على عاتق وكالة الاستخبارات الأمريكية.
رحلة إلى "لونغ تينغ"بعد مرور خمسين عامًا من سقوط "لونغ تينغ" في عام 1975، انطلق الكاتب، أيساك يي، لاستكشاف بقايا الوجود الأمريكي في المنطقة.
انجذب يي إلى هذه المنطقة بعد قراءة كتاب "مكان رائع لخوض حرب" (A Great Place to Have a War) من تأليف جوشوا كورلانتزيك.
وأوضح: "سحبني الكتاب إلى عالمٍ لم أعرفه من قبل، أي ساحة معركة خفية من الحرب الباردة على هامش حرب فيتنام".
بعد فترةٍ وجيزة، وجد يي نفسه في فيينتيان برفقة صديق جامعي قديم كان قد أقنعه بخوض مغامرة معه، والسيد باو، السائق الوحيد الذي وجده بسيارة مناسبة للرحلة.
تنظم عدّة شركات سياحية رحلات إلى هذه المنطقة، لكن عدد السياح الذين يزورون "لونغ تينغ" لا يزال ضئيلاً مقارنةً بالوجهات السياحية الرئيسية في لاوس مثل لوانغ برابانغ، وفانغ فيينغ.
قال كريس كوربيت، صاحب شركة "Laos Adv Tours and Rentals"، لـ CNN إنّ شركته تُنظم حوالي 10 جولات بالدراجات النارية سنويًا إلى الموقع، وتنقل ما مجموعه حوالي 40 شخصًا إلى القرية.
يأتي ضيوفه بشكل رئيسي من الولايات المتحدة، وأستراليا، وأوروبا.
لا تزال القرية معزولة إلى حد كبير عن بقية البلاد. ورغم أنّها تبعد 129 كيلومترًا تقريبًا فقط عن فيينتيان، إلا أن الرحلة إليها تستغرق أكثر من ثماني ساعات.
عند الوصول إلى القرية بحلول غروب الشمس، أوضح يي أنّها لا تبدو وكأنّ 30 ألف شخص عاشوا فيها سابقًا.
الطيارون الذين عاشوا في "لونغ تينغ"كانت فرقة "رافينز" السرية من بين الذين عملوا انطلاقًا من "لونغ تينغ" خلال الحرب، وكانت عبارة عن مجموعة من طياري القوات الجوية في الخدمة الفعلية، تطوعوا للخدمة في لاوس.
كان دورهم الرئيسي العمل كمراقبين جويين متقدمين، حيث كانوا يحلقون على ارتفاع منخفض خلف خطوط العدو لتحديد أهداف قاذفات القوات الجوية الأمريكية.
لم تكن هذه المجموعة وحدها التي حلقت في سماء لاوس، إذ عمل طيارو "Air America"، وهي شركة طيران سرية مملوكة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في "لونغ تينغ" أيضًا.
تولّت الشركة نقل إمدادات حيوية إلى القاعدة، ونفّذت مهام بحث وإنقاذ لاستعادة الطيارين الذين سقطت طائراتهم وراء خطوط العدو.
صرّح نيل هانسن، الذي عمل كطيار متمركز في لاوس خلال جزء من الحرب، لـ CNN: "كنت أهبط هناك كل يومين تقريبًا".
مقر قيادة الجنرال فانغ باوالمصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: لاوس أسلحة الحرب الباردة الولایات المتحدة فی لاوس
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة بنها يتفقد عدداً من المنشآت الجديدة بكفر سعد
أجري الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، جولة تفقدية موسعة لعدد من المنشآت الجديدة، واطلع علي نسبة الإنجاز في هذه المشروعات، رافقه خلالها الدكتورة جيهان عبد الهادى نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد سعيد المستشار الهندسي لرئيس الجامعة، ومهندسي الإدارة الهندسية بالجامعة.
وخلال الجولة تفقد رئيس الجامعة بدء أعمال إنشاء مبنى المدرجات الجديد بكفر سعد والذي يهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية للجامعة، بما يتناسب مع أعداد الطلاب المتزايدة، ويضم المشروع 50 مدرجًا، يسع كل مدرج منها 200 طالب، لتصل الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمدرجات إلى 10، 000 طالب، وقد تم تصميم المشروع لخدمة أكثر من 50 ألف طالب من مختلف كليات الجامعة.
كما تفقد " الجيزاوي " أعمال إنشاء حمام السباحة بكلية التربية الرياضية ونسبة الانجاز فى المشروع ومبنى متعدد الخدمات الرياضية بأرض كلية التربية الرياضية، والذي يهدف إلى تطوير البنية التحتية الرياضية، وتعزيز الخدمات المقدمة للطلاب والمجتمع المدني بمحافظة القليوبية، وتصل تكلفة المشروع إلى 180 مليون جنيه بنظام حق الانتفاع.
كما تفقد رئيس الجامعة أعمال البدء فى إنشاء مبني كليتي الفنون التطبيقية والتربية النوعية والذي يتكون من 3 مبانى متجاورة، بمسطح 8200 متر مربع لكل دور، وارتفاع أرضي، و6 أدوار، ويحتوي المبنى على 12 مدرجًا بسعة 200 طالب لكل مدرج، و9 مدرجات بسعة 100 طالب، إلى جانب 20 ورشة متنوعة، و40 معملًا متنوعًا ومرسمًا، وقاعة عرض، ومكتبة، وعيادة طبية، كما يضم المبنى قاعات لتدريس الدروس العملية، ومكاتب لأعضاء هيئة التدريس، مع مراعاة تطبيق شروط الإتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة في تصميم المبنى، وتصل تكلفة المشروع إلى أكثر من 800 مليون جنيه، ويخدم أكثر من 30 ألف طالب.
وأكد الدكتور ناصر الجيزاوي خلال الجولة على ضرورة الالتزام بالبرنامج الزمنى وجودة التنفيذ والتشطيبات النهائية والتجهيزات اللازمة للمنشآت طبقا للمواصفات المعتمدة مع مراعاة شروط السلامة والصحة المهنية، مشيرا إلى أهمية استغلال كافة منشآت الجامعة والاستفادة منها بالشكل الأمثل وإزالة أي معوقات لتشغيلها، كونها جزءا من استثمارات الجامعة.