يمانيون|متابعات

نشرت وكالة أنباء شينخوا الصينية تقريرًا ميدانيًا من مدينة القدس المحتلة، رسمت فيه صورة دقيقة لحالة الانهيار النفسي والخوف العميق الذي بات يطغى على مشهد الحياة اليومية في قلب الكيان الصهيوني، رغم امتلاكه أضخم منظومات الدفاع والإنذار في المنطقة.

التقرير الذي حمل عنوان “مرت عقود ولم نصبح أكثر أمانًا”، جاء شاهدًا ناطقًا من داخل الكيان الإسرائيلي نفسه، الذي بات يرزح تحت وطأة القلق والانقسام وعجز أدوات الحماية الأمريكية والصهيونية عن ردع صواريخ المقاومة.

ووفقًا للتقرير، فقد دوّت صفارات الإنذار مجددًا في الأول من يونيو في سوق “محانيه يهودا” وسط القدس المحتلة، بالتزامن مع إرسال رسالة إنذار مبكر على هواتف المستوطنين تشير إلى قرب وصول الصواريخ ولم تمر سوى ثلاث دقائق حتى علت أصوات الصفارات، وانتشر الذعر في الشوارع، ففرّ الناس إلى الملاجئ، وعمّت الفوضى والتخبط، في مشهد يعبّر عن هشاشة الأمن الداخلي في كيان العدو.

التقرير يكشف أن العدو الصهيوني أطلق في مايو جيلًا جديدًا من منظومات “الإنذار المبكر” التي تُعلم المستوطنين قبل ثلاث دقائق من دوي الصفارات، إلا أن هذا النظام الجديد لم يُحسّن الشعور بالأمن، بل عمّق الإحساس بالعجز واللا جدوى. حيث قال أحد المستوطنين، ديفيد، للصحفيين وهو يجلس في مقهى بمدينة القدس: “الإنذار يعطينا ثلاث دقائق فقط لنتساءل: هل نركض؟ أم نكمل شرب القهوة؟ مرّت عقود ولم نصبح أكثر أمانًا”.

في المقابل، تستمر الحرب على غزة دون توقف منذ أكتوبر 2023، في وقت تشير فيه استطلاعات إسرائيلية إلى أن 66% من المستوطنين يرون الانقسام الداخلي التهديد الأكبر لكيانهم، وأن 70% يؤيدون وقف إطلاق النار، ما يكشف أن كيان العدو ينهار من داخله قبل أن يسقط من صواريخ الخارج.

التقرير يرصد أيضًا لحظة مفصلية في مسار التصعيد، حين أطلقت القوة الصاروخية اليمنية في 4 مايو/أيار صاروخًا فرط صوتي على مطار “بن غوريون” في ” تل أبيب”، ما أدى إلى فشل ذريع لمنظومتي “حيتس” و”ثاد” في اعتراضه، وسقط الصاروخ على بُعد 300 متر فقط من المطار. هذا الفشل، وفق التقرير، أثار قلقًا شديدًا لدى العدو، ودفعه لتطوير نسخة محسّنة من تكنولوجيا الإنذار والدفاع، في اعتراف ضمني بانكشاف جبهته الداخلية أمام قدرات محور المقاومة.

وتختم شينخوا تقريرها بالإشارة إلى أن الحياة في الكيان الإسرائيلي باتت أشبه بجحيم يومي يسكنه التوتر والانهيار النفسي، وأن كل صافرة إنذار باتت تفضح كذبة الأمن الزائف الذي يروّج له العدو، بينما الحقيقة أن المستوطنين أصبحوا أسرى لخوفهم، في الوقت الذي لا يسمع فيه أطفال غزة أي صافرات، بل فقط دوي القصف وسقوط البيوت فوق رؤوسهم، دون أن يملكون خيار الهروب أو الاختباء.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

استراتيجية اليمن الجديدة.. الدبلوماسية بقوة الردع

 

لا تعلن تصريحات رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط الأخيرة  مجرد تطور عسكري، بل ترسم ملامح استراتيجية متكاملة تدمج بين القوة الذكية والدبلوماسية الحازمة في مواجهة الكيان الصهيوني، هذه التصريحات – التي جاءت كتحذير مباشر للدول ذات السفارات في كيان الاحتلال – تعكس، أولاً: تحولاً نوعياً في أدوات المواجهة، تقدم التفوق العسكري اليمني كحقيقة قائمة، وتؤكد أن ضربات اليمن «ستكون مدروسة وفعالة وحيوية» وأن قوات صنعاء تحتفظ بالأفضلية والسيطرة على مسرح المواجهة، والأمر برمته  ليس تفاخراً، بل تأكيد لواقع فرضته عمليات الردع الناجحة، إنه إعلان أن القوة اليمنية أصبحت معطى استراتيجياً لا يمكن تجاهله.
ثانياً: يمثل هذا التصريح تحذيراً استباقياً غير مسبوق، فتحويل السفارات الأجنبية في الكيان المحتل إلى عنصر في معادلة الردع يمثل خطوة بالغة الذكاء والحسم، إذ أن مطالبة حكومة العدو «بإبعاد السفارات مسافة كافية» من الأهداف المشروعة للقوات المسلحة اليمنية، ونصيحة الدول بإخلاء سفاراتها إذا لم يستجب العدو، تمثل ضغطاً غير مباشر على الكيان لإجباره على الاختيار بين حماية علاقاته الدولية أو تعريض حلفائه للخطر،  إلى جانب كونه مسؤولية قانونية وأخلاقية تنقل صنعاء عبئها من حماية السفارات وأرواح الدبلوماسيين إلى الكيان المحتل الذي سيتحملها إن رفض إبعادها.
كما قد يفسر هذا التصريح القوي والذكي بأنه إقامة الحجة وتجنب التبعات الدولية المحتملة من خلال إظهار النية المسبقة لتفادي إلحاق الضرر بالسفارات إذا التزمت بشرط الابتعاد، وبالتالي فإن تداعيات هذا التصريح ستمثل بكل وضوح اعترافاً ضمنياً بفعالية الضربات، وكما هو معروف فأن التحذير مبني على يقين من قدرة الصواريخ اليمنية على الوصول بدقة لأهدافها داخل الكيان.
ثالثا: إن فتح قنوات اتصال مباشرة مع وزارات خارجية الدول عبر الخارجية اليمنية في صنعاء للتأكد من خلو محيط سفاراتها من أي هدف مشروع، وإعلان استعداد اليمن «لإفادة أي دولة عن وضع سفارتها»، يقدم بديلاً مؤسسياً للتواصل ويرسخ مكانة صنعاء كجهة رسمية على الصعيد المحلي والأقليمي والعالمي، كقوة قادرة على إدارة ملفات معقدة، ورابعا فإن تلك الشفافية تفضح عجز العدو، فالكشف عن مواقع الأهداف العسكرية المشروعة ضمنياً هو إظهار لشبكة الاستهداف الدقيقة التي يمتلكها اليمن.
ما حدث ليس مجرد ضربات عسكرية، بل تأكيدٌ على متانة معادلة الردع اليمنية القائمة على وحدة الجبهات، «يد واحدة للمقاومة، ومعركة واحدة من غزة إلى صنعاء». الكيان الصهيوني بات مجبرًا على مراجعة كل حساباته، فالجبهة اليمنية فرضت نفسها كخطر وجودي، حيث تواجه «إسرائيل» قوة إيمانية لا تعترف بزمان أو مكان، وتستطيع الوصول إلى عمق الكيان في أي لحظة.
واليوم لم يعد الردع اليمني حبيس الميدان العسكري فقط، لقد امتد ليشكل أداة ضغط سياسية ودبلوماسية فاعلة، اليمن، بقوة صواريخه وبراعة دبلوماسيته، يجبر العالم على التعامل مع حقيقة جديدة، وجود سفاراتكم في الكيان المحتل أصبح مرتبطاً بقدرته على حمايتها من ضرباتنا، إنها معادلة تضع الكيان وحلفاءه في مأزق وجودي إما الاعتراف بسيادة اليمن على خياراته المساندة لغزة وتحديد أهدافه العسكرية المشروعة في عمق الكيان، أو مواجهة عزلة دولية متزايدة عندما تبدأ السفارات بالمغادرة خوفاً من أن تصبح ضمن دائرة الردع التي لا هوادة فيها.
وبالإضافة إلى ما سبق، يواجه الكيان اختبارًا وجوديًّا أمام قوة يمنية أثبتت أن السماء المحتلة ليست حكرًا على الطيران الصهيوني، وأن زمن التفوق العسكري المطلق قد ولى، اليمن، بقيادته وجيشه وشعبه، يكتب فصلًا جديدًا في معركة التحرير، حيث لا عودة إلى الوراء، فالردع اليمني قد تجاوز ميدان المعركة، ليفرض واقعًا إقليميًا واستراتيجيًا جديدًا يهدد وجود كيان العدو الصهيوني واستمراره، بفضل ما يمتلكه اليمن من قدرات عسكرية متطورة تحرم العدو من قوته الجوية والبحرية وكل مناوراته.

مقالات مشابهة

  • ضربة دقيقة.. فيديو لحظة استهداف منصة إطلاق صواريخ إيرانية
  • الحاشية: الوجه الخفي الذي يشوّه صورة المسؤولين !!
  • ثلاث غارات لطيران العدو الإسرائيلي على جنوبي لبنان
  • الأمم المتحدة: الانهيار الكامل لخدمات الإنترنت في جميع أنحاء قطاع غزة يسبب شللا لعمليات الإغاثة
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى مجدداً
  • استراتيجية اليمن الجديدة.. الدبلوماسية بقوة الردع
  • السفير الأمريكي لدى الكيان المؤقت يشتكي من معاناته بسبب الصواريخ اليمنية
  • متوعداً الكيان الصهيوني بها.. المشاط يكشف مميزات عائلة جديدة من الصواريخ لم تستخدم بعد
  • المتطرف بن غفير يقود اقتحام عشرات المستوطنين للمسجد الأقصى