زلزال إداري وعاصفة الإعفاءات لا تزال مستمرة… هل كانت الأوامر السامية خطًا أحمرًا تم تجاوزه؟”
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
بقلم : شعيب متوكل.
في قرار مفاجئ أحدث زلزالًا في المشهد الإداري والسياسي، شهدت جهتا فاس مكناس ومراكش آسفي إعفاءات غير مسبوقة لولاة مسؤولين كانوا يُنتظر منهم أن يكونوا درعاً وحصناً للمصلحة العامة في وقت حسّاس. هذه الإعفاءات لم تكن مجرد قرارات روتينية، بل رسالة صارمة تتجاوز حدود الإدارة، تحمل في طياتها معاني الولاء والانضباط، خصوصًا في ظرف استثنائي يختبر وطننا بأسره.
ما يُحكى في الكواليس، وما تنفيه التصريحات الرسمية، يربط هذه الإعفاءات بخطوة مخالفة للتعليمات الملكية السامية التي صدرت بوضوح وحزم، تقضي بإلغاء نحر الأضاحي في عيد الأضحى المبارك، مراعاةً لظروف الجفاف الحادة التي تهدد الثروة الحيوانية. ولئن كان ملك البلاد، حفظه الله، قد نحر كبشين بنفسه نيابة عن أمته، كرمز للتضحية والاقتداء، فإن الالتزام بهذه التوجيهات كان واجباً مقدساً على كل مسؤول، من موقعه، أن يراعيه ويُحفّز الناس عليه.
ويبقى من المشروع للجميع أن يتساءل: كيف يمكن لرمزية بهذا العمق والدلالة ، أن تغيب عن بعض من يُعهد إليهم الشأن العام، سواء كانوا من المسؤولين في المجال الديني أو سواه؟ وهل كان التجاوب مع توجيه صادر عن وليّ الأمر، بوصفه المرجعية الروحية والسياسية، موضع اجتهاد أو تأويل شخصي؟ في مثل هذه اللحظات التي تستدعي وحدة الصف وتكامل الأدوار، تبرز الحاجة إلى وقفة تأمل في طبيعة الاستجابة، ومدى الانسجام بين القيم المُعلنة والسلوك العملي، لدى من يُفترض أن يكونوا في طليعة الملتزمين بالمصلحة العامة.”
والآن، ومع استمرار رحى الإعفاءات التي تشمل عدداً من كبار المسؤولين، يبدو جلياً أن مسيرة التغيير التي أُعلن عنها ليست مجرّد كلام، بل هي فعلٌ جادٌ يؤسس لدولة المؤسسات التي لا مكان فيها لأي تقصير أو مخالفة، مهما علا شأن صاحبها. فالرسالة واضحة: لا تهاون مع من يخلّ بالتوجيهات، ولا استثناءات في سبيل حماية الوطن والمواطن.
ختامًا، يبقى قطار الإصلاح متقدماً، يحمل في طياته توقعات كبيرة، ويُعيد رسم خريطة المسؤولية والولاء، في زمن تتطلب فيه مصلحة الوطن وقوف الجميع صفاً واحداً، حاملاً على عاتقه أمانة العيش الكريم والاستقرار، وفق قيم لا تحتمل التهاون ولا التجاوز.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
“أمانة جدة” تضبط 663 ذبيحة غير صالحة للاستهلاك
البلاد ــ جدة
أسدلت أمانة جدة الستار على أعمال،”لجنة مكافحة تهريب لحوم الأضاحي وبيع الأغنام العشوائي”، التي نُفذت خلال موسم الحج لعام 1446هـ، وأسفرت عن ضبط تهريب عدد من الذبائح غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، بلغ مجموعها 663 ذبيحة، تم رصدها في خمس نقاط تفتيش بالمنافذ، أثناء محاولات نقلها بطرق مخالفة تفتقر لاشتراطات الحفظ والتخزين. وأوضحت الأمانة أن أعمال الرقابة الميدانية نُفذت بمشاركة أكثر من 100 مراقب ميداني من البلديات الفرعية والإدارات المختصة، وبدعم من الجهات الأمنية، حيث جرى ضبط الذبائح الفاسدة، ضمن نطاق بلديات (الجنوب، والعزيزية، وبريمان، وأم السلم، وذهبان، وطيبة)، وإتلافها وفق الإجراءات النظامية، بالتنسيق مع الإدارة العامة للنظافة التي وفّرت الضواغط والحاويات والمعدات والعمالة اللازمة لعمليات الإتلاف، والتخلص الآمن من المصادرات. كما شملت أعمال اللجنة تنفيذ حملات ميدانية على المسالخ والحظائر والمواقع العشوائية في نطاق 11 بلدية فرعية، أسفرت عن إزالة 184 حظيرة مخالفة، و425 مسلخًا عشوائيًا، إضافة إلى منع 2٫204 مركبات مخالفة، تمارس بيع الأغنام خارج المواقع النظامية.