سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
ما زلنا في عام 2025 وما زال البحث عن العمل في قائمة الأولويات التي وضعتُها في أجندتي لهذا العام، ويتساءل الكثيرون لماذا لم تتوظفي إلى الآن؟ ولماذا غفل عنك أصحاب العقول بما أنك تحملين الكثير من الإبداع في مجال الثقافة والفنون الجميلة؟ إلا أنني أقول إنني وآخرون من أبناء هذا البلد ما نزال في ترقب مستمر والخيرة في ما اختاره الله تعالى، ولعلَّ التأخير كله لخير، فلا بأس.
أصبحت في منتصف العمر الافتراضي للبشرية وفي هذا العمر أنت معطاء وبعده أنت منهك فلو أتتك وظيفة أحلامك بعد هذا الوقت الطويل ستقول لها شكرا فرصة سعيدة لأن النشاط والطاقة والقوة لن تبقى معك ما حييت. أعرف مهندسين يعملون في بنوك ومؤسسات مختلفة ليس في مجال اختصاصهم، ولكنه يعمل لحاجته للوظيفة ولكسب العيش الكريم وعندما تأتي الفرصة للعمل فنحن لا نشترط لأن زمن الاشتراط انتهى.
يعلم الكثيرون أن ملف الباحثين عن عمل مفتوح منذ وقت طويل، ولكن لا حلول مدروسة ولا حلول مدرجة. وهناك الكثير والكثير من الخريجين من مختلف جامعات وكليات السلطنة ينتظرون بصيصًا من الأمل هذه السنة انتصفت وما نزال ننتظر فهل من مجيب يا وزارة العمل؟!
إن كنَّا سننتظر أكثر من سيعوضنا؟ ولماذا لم يتم صرف منفعة الباحثين عن عمل؟ وما سبب كل هذا التأخير الذي لا مسبب له؛ فهناك فرص كثيرة للعمل في هذا البلد خاصة في وجود التعمين الذي نطمح أن يشمل جميع القطاعات والمجالات الاقتصادية والتجارية والاستثماريّة وغيرها.
المواطن العماني قادر على الإنجاز في الوقت الصحيح وقادر على تنفيذ مشاريع تنموية جديدة، ولكن يجب إعطاؤه الفرصة المناسبة والوثوق التام بقدراته وعدم تأخير تلك الفرص؛ بل بحث عن مجالات تعاون في مختلف الدول لإيجاد حل جذري لملف الباحثين عن عمل الذي طال كثيرًا.
هناك في أغلب المنازل التي مر عليها عيد الأضحى بقيت إحدى الغرف مقفلة، ليس لأن صاحبها مُتوفى؛ بل لأنه باحث عن عمل وليس لديه ما يصرف به على نفسه ولا توجد إمكانية لفتح مشروع لأن المشروع يحتاج لرأس مال، ورأس المال لا يتوافر؛ فالرأفة كل الرأفة بهذه الفئة.
تمضي حياة الناس عادية إلا حياة الباحث عن عمل؛ فكل يوم يشكل عبئًا ثقيلًا عليه في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها العالم كله، لذا فلنكن يدًا واحدة لإيجاد الحلول الممكنة والفرص المتاحة، ولنرسم الفرحة ولنُساعد الآخرين ونقدم لهم كل الدعم والمساندة والمساهمة، من أجل أن يعيشوا بكرامة في بلدهم الحبيبة سلطنة عُمان؛ هذا الوطن المعطاء بخيراته، والذي لا يبخل على مواطنيه ويُذلِّل لهم الصعاب ويُوفِّر لهم الفرص المناسبة لتحقيق طموحاتهم المستقبلية كما يجب أن ينبغي.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ما الذي حدث في إيران ؟ ولماذا لم تُطلق المضادات؟
‼️ما الذي حدث في إيران؟ ولماذا لم تُطلق المضادات؟
✍???? تحليل استخباراتي استراتيجي عسكري
نقيب محمد عبدالرحمن هاشم
استيقظت طهران على صدى ضربات جوية خاطفة استهدفت مواقع عسكرية وصناعية من بينها منشآت حساسة ذات طابع نووي. لم تُسمع أصوات المضادات لم تُرَ صواريخ الاعتراض ولم تخرج طائرات الدفاع الجوي. وكأنّ السماء تم اختراقها لا على مستوى الطيران بل على مستوى “الوعي العسكري نفسه”.
فما الذي جرى؟ وكيف عبر الطيران الإسرائيلي إلى قلب العمق الإيراني بهذه السهولة؟ ولماذا لم ترد الدفاعات الصاروخية الإيرانية المعروفة بقوتها وتعدّد طبقاتها؟
✴ أولًا: الحرب السيبرانية – المعركة التي لا تُرى
ما لم يُرَ على شاشات الرادار رُبما كان قد تم تعطيله قبل ساعات من الهجوم أو حتى أيام. الحرب لم تبدأ بالصواريخ بل بدأت بـ”نقرة” على لوحة مفاتيح.
الهجوم الجوي الإسرائيلي كان مسبوقًا باختراق إلكتروني واسع النطاق تم فيه تعطيل شبكة الاتصالات العسكرية وأنظمة القيادة والسيطرة بل وربما تم حقن “بيانات زائفة” داخل النظام الإيراني نفسه لتبدو الأجواء هادئة بينما كانت الطائرات الشبحية تحلّق على ارتفاع منخفض في قلب الأجواء الإيرانية.
هذه هي الحرب الهجينة بكل تجلياتها: مزيج بين اختراق سيبراني وتخدير استخباراتي وتشويش على الرادارات وتنسيق دقيق بين وحدات الحرب الإلكترونية والطيران القتالي.
✴ ثانيًا: الشبحية تضرب في صمت
المقاتلات التي استخدمتها إسرائيل وعلى رأسها F-35I “أدير”، لا تُرى بالرادارات التقليدية خصوصًا إذا كانت تلك الرادارات معطلة أو مشوشة إلكترونيًا. هذه الطائرات صمّمت لقتل العدو دون أن تُشاهَد. ومع وجود منظومات إطلاق صواريخ بعيدة المدى، لم تكن الطائرات نفسها بحاجة حتى للدخول إلى عمق الدفاعات بل نفّذت الهجوم من مدى آمن بعد أن تم تمهيد الطريق سيبرانيًا.
✴ ثالثًا: ثغرات في منظومة الدفاع الإيراني
إيران على الرغم من امتلاكها منظومات مثل S-300 و”باور 373” تعاني من خلل هيكلي في التكامل بين عناصرها. فالرادار في جهة وقاذفات الصواريخ في جهة وقيادة التحكم في جهة ثالثة. هذه ليست شبكة موحّدة بل “أدوات منفصلة”. ولذلك فعندما ضُرب مركز القيادة والسيطرة أو شُوش عليه تعطّلت كل المنظومة وكأنها لم تكن.
كما أن غياب التنسيق الفوري بين الرصد والتحليل، والقرار، والرد يجعل الاستجابة لأي تهديد في إيران بطيئة، باردة، أو حتى مشلولة بالكامل.
✴ رابعًا: التخدير الاستخباراتي
الأخطر من الضربات ذاتها هو ما سبقها من تخدير استخباراتي. فإسرائيل راقبت لسنوات زرعت عملاء شنّت هجمات سيبرانية تجريبية واختبرت الدفاعات وحرّكت أهدافًا وهمية حتى باتت تعرف متى يكون النظام في أضعف لحظاته.
في يوم الضربة ربما كانت القيادة في وضع غير جاهز مشغولة بتهديدات أخرى أو ضحية “تشتيت استراتيجي” أعدّ بعناية.
✴ خلاصة المشهد:
إيران لم تُضرب فقط بصاروخ بل ضُربت أولًا بالعتمة المعلوماتية بالعجز بعدم القدرة على الرؤية. ضُربت وهي لا تدري أنها ضُربت. وهذا هو تعريف الضربة الذكية في الحروب الحديثة.
الهجوم الإسرائيلي كان بمثابة عرض ناري لأعلى مستويات التكامل بين الاستخبارات، والسيبرانية والطيران الشبحي. أما غياب المضادات فكان علامة على فشل المنظومة لا نقصًا في المعدّات.
ففي عالم الحرب الحديثة لا يكفي أن تملك الصواريخ… إن لم تملك القدرة على رؤيتها قادمة.