أجرى السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، مقابلة حصرية مع وكالة بلومبرج، أعلن خلالها بشكل واضح أن إدارة الولايات المتحدة لم تعد تعتبر إنشاء دولة فلسطينية مستقلة هدفًا أساسيًا في جدول أعمالها، في موقف يعد الأوضح حتى الآن بشأن سياسة واشنطن تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.

وعند سؤاله عما إذا كانت إقامة دولة فلسطينية لا تزال ضمن أولويات السياسة الأمريكية، أجاب هاكابي ببساطة: "لا أعتقد ذلك" .

وأضاف أن تحقيق ذلك يتطلب "تغييرات جذرية في الثقافة"، وهو أمر لا يتوقع حدوثه “في حياتنا”.

كما اقترح فكرة مثيرة للجدل: "إن لم تكن الدولة الفلسطينية داخل الضفة، أو فلتُقام في بلد مسلم آخر"، مستشهدًا بأن دولاً مسلمة تمتلك أراضٍ تفوق مساحة الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل بـ644 ضعفًا، بغية تسليط الضوء على محدودية "المساحة المتاحة" في الضفة الغربية.

ورغم استمراره في استخدام المصطلحات الرسمية الإسرائيلية، راح يصف الضفة الغربية بـ"يهودا وسامرية"، وهو توجه سياسي متبع لدى اليمين الإسرائيلي المؤيّد للتوسع الاستيطاني، وذلك خلال حديثه عن عدم وجود "مساحة متاحة" لإقامة دولة فلسطينية فيها.

وامتنع كل من البنتاجون وخارجية الولايات المتحدة عن التعليق الفوري على التصريحات، واكتفوا بالتأكيد أن هاكابي يتحدث بصفته الشخصية وليس بصف الحكم الرسمي.

ويعد هذا الإطلاع الصريح والمتكرر على الانسحاب الفعلي من حل الدولتين مؤشرًا على استمرار الإدارة الأمريكية (خاصة في ظل ولاية ترامب الثانية) في مسار مغاير للدبلوماسية التقليدية التي تبنتها واشنطن على مدار عقود.

ويأتي هذا التحول وسط أزمة حادة في قطاع غزة، ووسط ضغوط دبلوماسية من قوى عربية وأوروبية تؤيد العودة إلى حل الدولتين. ويؤكد هاكابي في المقابلة أن "إسرائيل لا تلزمها أن تتنازل" عن أراضٍ، وأن أي تغيير ثقافي حقيقي لن يظهر قريبًا. 

ويعيد هذا الموقف طرح الأسئلة حول مستقبل الحقوق الفلسطينية، ودور الولايات المتحدة كوسيط نزيه في المنطقة.

طباعة شارك هاكابي الاحتلال غزة واشنطن دولة فلسطينية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هاكابي الاحتلال غزة واشنطن دولة فلسطينية دولة فلسطینیة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تصادر 800 دونم من الأراضي الفلسطينية في رام الله

رام الله (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الأونروا»: الأزمة في غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس عشرات الضحايا بقصف إسرائيلي قرب موقع توزيع مساعدات في غزة

أعلنت إسرائيل، أمس، مصادرة 800 دونم من الأراضي الفلسطينية وسط الضفة الغربية المحتلة لغرض التوسع الاستيطاني.
وتقع الأراضي المصادرة شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: «أعلن رسمياً الأربعاء، عن نحو 800 دونم كأراضي دولة ضمن منطقة ملاخي هشالوم، وهي مستوطنة ناشئة تقع ضمن مجلس بنيامين الإقليمي»، وهو مجلس استيطاني، وسط الضفة الغربية.
وأضافت: «يأتي هذا الإعلان في إطار مبادرة حكومية أوسع لدعم وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية»، وأشارت إلى أن القرار صدر عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
وفي سياق متصل، هدم الجيش الإسرائيلي، أمس، منزلاً و12 منشأة في محافظتي رام الله وسلفيت بالضفة الغربية، بدعوى البناء دون ترخيص.
وقال شهود عيان، إن «قوة إسرائيلية برفقة آليات هدم اقتحمت بلدة كفر الديك غربي سلفيت في شمالي الضفة الغربية، وشرعت بعملية هدم منزل المواطن يونس الديك مكون من طابقين بدعوى البناء دون ترخيص».
وفي بلدة «المغير» شرقي رام الله، شرعت قوة إسرائيلية بعملية هدم 12 منشأة زراعية، بينها آبار جمع مياه وغرفة زراعية وجدران حجرية، بذات الذريعة.
يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس منذ 21 يناير الماضي.

مقالات مشابهة

  • ماكرون يدعو لإقامة دولة فلسطينية دون جيش .. وينفي ضرب إيران
  • أستاذ بجامعة جورجتاون: هجوم إسرائيل على إيران تم بخداع استراتيجي أمريكي
  • عاجل. ترامب: الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران
  • الولايات المتحدة تفرض قيودا على حركة موظفيها في إسرائيل
  • إسرائيل تدعو لإقامة دولة فلسطينية في فرنسا بدلا من حل الدولتين
  • تقرير أمريكي: واشنطن تلقت تقارير حول استعداد إسرائيل لضرب إيران
  • إسرائيل تصادر 800 دونم من الأراضي الفلسطينية في رام الله
  • فلسطين: تصريحات سفير واشنطن المنكرة لحل الدولتين “تحول خطير”
  • سفير واشنطن لدى الاحتلال يرى أن الدولة الفلسطينية لم تعد هدفا لأمريكا