فلسطين: تصريحات سفير واشنطن المنكرة لحل الدولتين “تحول خطير”
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
فلسطين – اعتبرت فلسطين، امس الثلاثاء، دعوة سفير واشنطن لدى إسرائيل مايك هاكابي لإقامة فلسطين في دولة إسلامية أخرى “تحولا خطيرا” في الموقف الأمريكي، وتنكرا لحل الدولتين.
وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير) روحي فتوح، في بيان، إن “تصريحات هاكابي، التي تنكر فيها لحل الدولتين وتماهى فيها مع أطروحات اليمين الإسرائيلي المتطرف، تشكل خروجا فاضحا عن أبسط قواعد العمل الدبلوماسي، وتحولا خطيرا في موقف الإدارة الأمريكية”.
وأضاف: “لقد حول هاكابي نفسه إلى متحدث رسمي باسم (وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل) سموتريتش و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير ومنظمات أمناء جبل الهيكل المتطرفة، متبنيا روايات توراتية متطرفة لا علاقة لها بالواقع السياسي أو القانون الدولي”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن هاكابي، في مقابلة أجرتها معه وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، ونقلتها وسائل إعلام عبرية بينها القناة “12”، وصحيفة “يسرائيل هيوم”، أن “الولايات المتحدة لم تعد تدعم بالكامل إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
وأضاف أنه “في حال أقيمت مثل هذه الدولة (الفلسطينية)، فيمكن أن تكون في مكان آخر في المنطقة، وليس في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)”.
واقترح “تخصيص قطعة أرض من دولة إسلامية، بدلا من مطالبة إسرائيل بإخلاء أراض”، وفق قوله.
وقال فتوح إن “هذه التصريحات الخطيرة التي تتنكر لقرارات الشرعية الدولية وتشجع على استمرار الاحتلال والاستيطان، تؤكد أن بعض الأطراف في الإدارة الأمريكية منحازة بشكل سافر لأكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا ودموية في تاريخها”.
ودعا المجتمع الدولي إلى “الوقوف بحزم أمام هذه الانحرافات الدبلوماسية، والتأكيد على التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين وفق قرارات الأمم المتحدة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف”.
وشدد على أن هذه التصريحات “تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وتعكس فهما مشوها للدين والسياسة على حد سواء وتستفز مشاعر الملايين من الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين المؤمنين بالسلام والعدالة”.
وفي تعبير واضح عن منطق استعماري، ادعى هاكابي أن “إقامة دولة فلسطينية لن تكون ممكنة ما لم تحدث تغييرات جوهرية في الثقافة”، مضيفًا أن هذه التغييرات “على الأرجح لن تحدث في أيام حياتنا”.
وادعى أنه “لا يعتقد بأن إقامة دولة فلسطينية لا تزال هدفًا من أهداف السياسة الأمريكية، كما كانت خلال العقدين الماضيين”.
تصريحات هاكابي تأتي في ظل محاولات للدفع نحو إقامة دولة فلسطينية بالشراكة بين دول عربية وأوروبية كجزء من مسار إنهاء الحرب في غزة.
ويُعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى لحل الدولتين، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو/حزيران المقبل، برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا.
ومطلع شهر يونيو الجاري، وصف هاكابي، دعوة فرنسا إلى إقامة دولة فلسطينية بـ”غير المناسب”، مقترحا عليها اقتطاع جزء من “الريفيرا” وإقامة دولة للفلسطينيين هناك.
وأضاف: “إذا كانت فرنسا حقًا مصمّمة إلى هذا الحد على إقامة دولة فلسطينية، لدي اقتراح لهم: اقتطعوا جزءًا من الريفييرا الفرنسية وأقيموا هناك دولة فلسطينية”.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده قد تعترف بدولة فلسطين خلال المؤتمر الدولي حول حل الدولتين.
وفي مايو/ أيار 2024، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاستثنائية العاشرة، لصالح مشروع قرار يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة.
وتتمتع فلسطين بوضع “دولة غير عضو” لها صفة المراقب بالأمم المتحدة، وحصلت على هذا الوضع بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية كبيرة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: إقامة دولة فلسطینیة لحل الدولتین
إقرأ أيضاً:
عاجل. السفير الأمريكي لدى إسرائيل يقترح إقامة دولة فلسطينية على أراضي دولة إسلامية
في تصريح مثير للجدل، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن بلاده لم تعد تسعى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرًا إلى أن تحقيق هذا الهدف بات مستبعدًا ما لم تحدث تغييرات ثقافية "كبيرة" في المنطقة، وهي تغييرات، بحسب تعبيره، "لن تحدث على الأرجح في حياتنا". اعلان
وجاء كلام هاكابي خلال مقابلة مع وكالة "بلومبرغ"، حيث سُئل عمّا إذا كانت إقامة دولة فلسطينية لا تزال تمثل هدفًا للسياسة الخارجية الأمريكية، فأجاب: "لا أعتقد ذلك". وذهب أبعد من مجرد التشكيك بفرص قيام الدولة، حين اقترح "إقامة دولة فلسطينية على جزء من أراضي إحدى الدول الإسلامية، بدلًا من الضغط على إسرائيل للتنازل عن أراضٍ تحت سيطرتها".
وفي ردّه على سؤال حول مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث يعيش أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، استخدم هاكابي مصطلحات الخطاب الرسمي الإسرائيلي، متسائلًا: "هل يجب أن يكون في يهودا والسامرة؟"، وهو المصطلح التوراتي الذي تستخدمه إسرائيل للإشارة إلى الضفة الغربية.
ولم يكن موقف هاكابي مفاجئًا في ضوء خلفياته الفكرية والدينية، فالحاكم السابق لولاية أركنساس والمعروف بانتمائه للتيار الإنجيلي المسيحي، لطالما عبّر عن دعمه غير المشروط للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
Relatedغزة.. تشييع 19 فلسطينياً قضوا في قصف إسرائيلي على خيام للنازحين بخان يونس استمرار سقوط ضحايا فلسطينيين في حوادث إطلاق النار قرب مراكز توزيع المساعدات في غزةالجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة قائد حماس في غزة محمد السنواروخلال حملته الرئاسية عام 2008، أثار جدلًا واسعًا بقوله إنه "لا يوجد شيء اسمه فلسطيني". وفي زيارة أجراها للضفة الغربية المحتلة عام 2017، رفض الاعتراف بوجود احتلال إسرائيلي، مصرحًا: "أعتقد أن إسرائيل لديها سند ملكية في يهودا والسامرة".
وأضاف حينها: "هناك كلمات أرفض استخدامها. لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة. لا يوجد شيء اسمه مستوطنة، إنها تجمعات سكنية، إنها أحياء، إنها مدن. لا يوجد شيء اسمه احتلال".
خلافات أمريكية – إسرائيليةكانت تقارير إعلامية قد تحدثت سابقًا عن نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إصدار إعلان رسمي يعترف من خلاله بدولة فلسطينية، بشرط ألا تضم هذه الدولة حركة حماس.
ورغم أن سياسات إدارة ترامب كانت منحازة بشدة لإسرائيل، إلا أن العلاقة الشخصية والسياسية بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شهدت توترًا ملحوظًا، وفق ما نقلته الصحافة الإسرائيلية، التي وصفت العلاقة بأنها بلغت "أدنى مستوياتها منذ سنوات".
وأشارت التقارير إلى أن البيت الأبيض طالب نتنياهو باتخاذ خطوات ملموسة لدعم رؤية ترامب للمنطقة، إلا أن الأخير رفض التعاون، ما دفع الإدارة الأمريكية إلى تهميشه عمدًا في بعض الملفات.
في المقابل، نفى نتنياهو وجود خلاف فعلي مع واشنطن، واعتبر أن الحديث عن شرخ في العلاقة "يرتبط بأسباب سياسية داخلية"، على حد تعبيره. كما استبعد نهائيًا إمكانية قيام دولة فلسطينية، في ما بدا ردًا مباشرًا على ما تم تداوله بشأن إعلان أمريكي مرتقب.
ويأتي تصريح هاكابي وإلإعلان عن رفض واشنطن الصريح لفكرة إقامة دولة فلسطينية في وقت تعيش فيه غزة واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخها، حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين، بحسب وزارة الصحة في غزة، 54,927 قتيلًا، إلى جانب أكثر من 126,615 مصابًا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة