بقلم شعيب متوكل.

في ظل أزمة الجفاف التي تمر بها البلاد، جاءت التعليمات الملكية واضحة وصارمة: عدم نحر الأضاحي هذا العام، حفاظًا على الثروة الحيوانية. ومع ذلك، تفجرت فضيحة من العيار الثقيل حين تم إعفاء والي جهة مراكش آسفي ووالي جهة فاس مكناس بعد خرق هذه التعليمات أمام الناس بعد صلاة عيد الأضحى، حين أقدم الواليان على نحر الأضاحي أمام الكمرات، في مشهد نال قسطا كبيرا من الاستغراب، وكأن القرار الملكي لا يُطبق إلا على عامة الناس.

لكن الفضيحة لم تقف عند هذا الحد. فقد انتشرت مقاطع فيديو توثق تورط قيمين دينيين بارزين، في عمليات النحر، ضاربين عرض الحائط بالتوجيه الملكي السامي، الذي يفترض أنهم أول من يُبلّغه ويدعون له، وأول من يطبّقه. فهل نلوم الوُلاة فقط؟ أم أن المشهد أعمق وأخطر مما يظهر على السطح؟

من أعطى الأوامر لهؤلاء جميعًا؟ من سمح بهذا التمرد على قرار ملكي في واضحة النهار؟ هل نحن أمام شبكة نفوذ تدّعي القرب من مركز القرار، وتوزع الأوامر والتعليمات دون حسيب أو رقيب؟ وهل يعقل أن مسؤولا رفيعًا سواء في الإدارة أو في الشأن الديني يغامر بموقعه دون أن يكون قد تلقى “ضوءً أخضرا” من جهة ما؟

ولماذا تكررت هذه الخروقات في جهتين فقط: مراكش آسفي وفاس مكناس؟ هل هما مجرد استثناء؟ أم أن هناك منظومة ظلّ تُعيد إنتاج نفسها كل سنة، وتحتكر الطقوس، وتختار من يذبح، ومتى يذبح، ومن يُصوَّر وهو يدعو؟

واللافت في هذه المناسبة الرسمية، أن من يتولى الدعاء لولي الأمر أمام الكاميرات ليس دائمًا من أهل الاختصاص الشرعي أو ممن عُرفوا بالعلم والإمامة. وهو ما يطرح تساؤلات مشروعة حول معايير اختيار من يمثل الخطاب الديني في لحظات ذات رمزية خاصة.

فهل يعقل أن تتجاهل مدينة مراكش، بكل ما تزخر به من علماء وفقهاء وشرفاء ووجهاء، هذا الرصيد الرمزي والديني، ليتولى هذه المهام الحساسة أشخاص لم يُعرف لهم حضور علمي أو موقع ديني معتبر؟

وهل أصبح الاهتمام بالمظهر الخارجي، من لباس تقليدي وهيئة رسمية، أهم من مضمون الطاعة الراسخة والانضباط الصادق لتوجيهات حامي الملة والدين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله؟

ما حدث ليس مجرد خرق بروتوكولي، بل اهتزاز لمفهوم الانضباط في قلب الدولة. وإذا كانت المحاسبة فعلًا نزيهة، فيجب أن تشمل الجميع: من نحر، من أمر بالنحر، من دعا، من صمت، ومن سمح بتحويل التعليمات الملكية إلى نصوص مهملة.

 

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

سرقة صادمة أمام “الأسطورة مول” في عدن

الجديد برس| في واقعة أثارت موجة من الغضب والاستياء، تعرّض باص أحد المواطنين للسرقة، مساء أمس الأربعاء، أمام مجمع “الأسطورة مول” في العاصمة المؤقتة عدن، الخاضعة لسيطرة الحكومة الموالية للتحالف، وذلك في سابقة تكشف مرة أخرى الانفلات الأمني المتفشي في المدينة. ونقلت مصادر محلية، عن المواطن عبدالله ناصر – مالك الباص- إنه أوقف مركبته بالقرب من المجمع التجاري وذهب للتسوق، ليعود بعدها ويجد زجاج المركبة محطمًا ومحتوياتها مسروقة بالكامل، بما في ذلك مبلغ مالي يقدر بـ 500 ألف ريال، بالإضافة إلى بطارية السيارة، وحتى كمية من القات ودبة الغاز. وأضاف الضحية: “عندما استفسرت عن كاميرات المراقبة، قيل لي إن الزاوية التي أوقفت فيها سيارتي غير مغطاة!”، مما أثار تساؤلات حول جدية الإجراءات الأمنية في حماية الممتلكات في المناطق الحيوية. الحادثة أثارت غضبًا واسعًا بين نشطاء ومواطني عدن، الذين عبّروا عن قلقهم من تزايد جرائم السرقة في ظل غياب الردع الأمني الفعّال. وتأتي هذه الواقعة في سياق الانفلات الأمني المتصاعد في عدن، حيث تشهد المحافظة موجة من الجرائم بما فيها السرقات والنهب والقتل، وسط اتهامات للسلطات المحلية بـالتقصير في معالجة الأزمة الأمنية وتوفير الحماية اللازمة للمواطنين وممتلكاتهم.

مقالات مشابهة

  • اجتماع حكومي رفيع يجمع ثلاثة وزراء لتنزيل التعليمات الملكية بإعادة تكوين القطيع الوطني
  • “الملكية الأردنية” تعلق الرحلات الجوية حتى إشعار آخر
  • عادا من ألمانيا لقضاء العيد.. ففقدا حياتهما في “أفيون قره حصار”.. تفاصيل مؤلمة جدا
  • بعد مرور سنتين على التوجيهات الملكية.. قيوح غارق في دراسة “الأسطول البحري”
  • سرقة صادمة أمام “الأسطورة مول” في عدن
  • لاسات: “كنا قادرين على تحقيق الفوز أمام اتحاد خنشلة لكن..”
  • مثول “أستاذ الماستر” أمام قاضي التحقيق بمراكش
  • قزيط يُحمّل الحكومة والرئاسي مسؤولية الدماء.. ويحذّر من خيار “شمشون” في طرابلس
  • شيراز حجازي: “فترة العيد مرت بكل سهولة ويسر”