الشرقة - الوكالات

أشاد عدد من كبار الشخصيات الثقافية والدينية في لقاء "ريميني" للصداقة بين الشعوب 2023 في مدينة ريميني الإيطالية، بالرؤية الثقافية والإنسانية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتي تسعى إلى بناء جسور التواصل بين الشعوب والحضارات. وحظي صاحب السمو بتقدير وإشادة كبيرين من قبل المشاركين في اللقاء، الذين أبرزوا مبادرات وإسهامات سموه في مجالات التنمية المستدامة والتعليم والتعاون الدولي، والتي تعكس حرص سموه على خلق تفاعل حقيقي ومستدام بين الحضارات والأديان.

وشاركت إمارة الشارقة ممثلة بهيئة الشارقة للكتاب في "لقاء ريميني للصداقة بين الشعوب 2023" الذي يعد أكبر مهرجان ثقافي صيفي في أوروبا والعالم الغربي، وبحضور أكثر من ألف مشارك من مختلف دول العالم، الذين يمثلون المشهد الثقافي والديني العالمي.

واستضاف اللقاء ندوة حوارية بعنوان: "الصداقة بين الثقافات"، تحدث فيها كل من سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وسعادة برنارد شولز، رئيس مؤسسة "لقاء ريميني"، والسيدة ماريا تريبودي، نائب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في إيطاليا، والسيدة أنطونيلا شاروني اليبراندي، نائب وزير التعليم في الفاتيكان، وأدارها الدكتور وائل فاروق، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الكاثوليكية.

 الثقافة أساس بناء الحوار الإنساني

وفي كلمته خلال الجلسة، أكد سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، التزام إمارة الشارقة بالحوار والتعارف بين الشعوب والثقافات المختلفة، مشيراً إلى أنها لا تقتصر على تعريف الغرب بثقافتها وإرثها، بل تسعى أيضاً إلى تعريف العرب بثقافة الغرب وإبداعاته وتنوعه. واستشهد سعادته بمقولة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: "إن الثقافة هي الأساس في بناء الحوار الإنساني، وخلق التفاهم والوئام بين شعوب العالم كافّة، بِغَضّ النظر عن العرق أو الدين أو الجغرافيا".

وقال العامري: "التعرف على ثقافة الآخر يزيل الخوف والجهل، ويفتح آفاق التفاهم والسلام، وهذا يؤكد أهمية تقديم الوجه الإنساني للأمم من خلال أدبها وفنونها وعاداتها، وليس فقط من خلال سلعها ومنتجاتها، فالتاريخ يشير إلى أن العلاقات الثقافية تبني جسور التعارف وتساهم في تعزيز نقل المعارف والخبرات والأفكار، مثلها مثل العلاقات التجارية التي كانت إحدى أفضل أدوات ترسيخ فرص التبادل الثقافي".

وأعرب العامري عن فخره بدور "هيئة الشارقة للكتاب" في تعزيز الصداقة والتواصل مع ثقافات العالم المختلفة، موضحاً أن مشاركاتها العالمية لا تنحصر في حضور معارض الكتب، بل تقوم بمهمة أكبر وهي أن تكون جسراً يربط بين دولة الإمارات والمنطقة العربية مع العالم، وأن استضافة بلدان العالم ضيوف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب فرصة لبناء صداقات حية بين الثقافة العربية وغيرها من ثقافات العالم.

نماذج حية للتواصل بين الثقافات

في كلمة ألقاها برنارد شولز، رئيس مؤسسة "لقاء ريميني"، أعرب عن امتنانه لافتتاح هذه الندوة التي تتوافق مع رؤية وهدف اللقاء، وهو تعزيز الصداقة بين الثقافات المختلفة، مؤكداً أهمية هذا الموضوع في ظل التحديات والصراعات التي يواجهها العالم اليوم، والتي تستدعي تضافر الجهود والتعاون بين الشعوب. ورحب بالضيوف المشاركين في الندوة، والذين يمثلون نماذج حية للتواصل والتفاهم بين الثقافات. وختم كلمته بتوجيه الشكر لإمارة الشارقة على حسن ضيافتها وكرمها خلال استضافة إيطاليا ضيف شرف على "معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022"، الذي يُعد أحد أبرز المحافل الثقافية في المنطقة.

 الثقافة مصدر رئيسي للتنمية

من جهتها، أكدت السيدة ماريا تريبودي، نائب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في إيطاليا، أن الثقافة تشكل أولوية في السياسة الخارجية لبلادها، وأنها تعتبر وسيلة للحفاظ على التراث والهوية والسلام في زمن النزاعات. وأشارت إلى أن إيطاليا تدعم وتروج لثقافتها ومواقعها السياحية وتراثها المادي واللامادي، باعتبارها مصدراً رئيسياً للدخل والتنمية. كما أثنت على وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، مؤكدة أن كافة الحوارات التي قامت بها في العالم اعتمدت على الثقافة كأساس للتفاهم والصداقة بين الشعوب.

 الثقافة والتعليم ركيزتان لبناء الصداقة

بدورها، قالت أنطونيلا شاروني اليبراندي، نائب وزير التعليم في الفاتيكان: "الثقافة والتعليم يشكلان ركيزتين أساسيتين لبناء الصداقة بين الشعوب، وفي سبيل تحقيق هذه الصداقة، نسعى في وزارة التعليم في الفاتيكان إلى ربط التعليم بالثقافة وفتح الحوار حولها في المدارس، فنشر الوعي بذلك بين الطلاب يضمن تعليماً حقيقياً يحترم هوية وتاريخ كل ثقافة. وقد أثمرت هذه السياسة الرائدة عن وجود أكثر من  1000 جامعة كاثوليكية في العالم تفتح أبوابها للثقافة دون خوف من تراجع هويتها الدينية، بل على العكس، فإنها تستفيد من الحوار مع الآخر لتنمية هذه الهوية".

روح الصداقة في قبول الاختلاف

بدوره، تناول الدكتور وائل فاروق، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الكاثوليكية، مفهوم الصداقة من منظور لغوي وثقافي، قائلاً: "تتمثل الصداقة في قبول البعد والاختلاف بين الأفراد والثقافات، فهي تساعد على اكتشاف حقيقة الذات والآخر. وهنا يبرز دور المؤسسات التي تسهم في بناء جسور التواصل والصداقة بين الثقافات، مثل وزارات الخارجية والتعليم، والمؤسسات التي تدعم الكتاب والثقافة، وكذلك مثل هذا اللقاء الرائد، الحافل بالقلوب التي تؤمن بالصداقة واللقاء في سبيل تحقيق رسالة سلام للعالم أجمع".

مبادرة لا تنسى

وفي لحظة مؤثرة، شهد اللقاء -عقب انتهاء الندوة- مداخلة حية من إحدى المدرسات في مدرسة "فيكتوريا ماغنسيان" في أرمينيا، التي تم ترميمها بأمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كجزء من مشروعه الإنساني لإعادة إحياء التراث. وعبّرت المدرّسة عن شكرها وامتنانها لسموه على ترميم كنيسة «دير هاغاردزين» وإصلاح الشارع المؤدي إليها، والذي يعتبر رمزاً للهوية والانتماء للأرمن. وأضافت أنها شخصياً استفادت من هذه المبادرة، حيث تستطيع الآن زيارة الكنيسة بسهولة والصلاة فيها، مشيرة إلى أن هذا التواصل الإنساني والثقافي بين الشارقة وأرمينيا يعكس روح التسامح والتعاون بين الشعوب، وأنه لن يُنسى أبداً من قبل أبناء بلدها.

 ويعد لقاء "ريميني" للصداقة بين الشعوب أكبر مهرجان ثقافي صيفي في أوروبا والعالم الغربي، ويهدف إلى الجمع بين الأشخاص من مختلف الأديان والثقافات في جو من الصداقة والألفة والسلام، ويضم العديد من الفعاليات والندوات والمحاضرات والعروض الفنية والمعارض، كما يستضيف اللقاء كل عام شخصيات بارزة من مجالات السياسة والدين والثقافة والفن والإعلام، ويناقش قضايا مهمة تخص الإنسانية والحضارة. ويعتبر اللقاء فرصة لبناء صداقات حية بين الثقافة العربية وغيرها من ثقافات العالم، كما يبرز دور المؤسسات التي تسهم في تعزيز التواصل والتفاهم بين الشعوب والحضارات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: بین الثقافات حاکم الشارقة الصداقة بین بین الشعوب نائب وزیر إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال تجمع انتخابي أقيم في ولاية بنسلفانيا، عن الدول التي يفضل أن يأتي منها المهاجرون إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى النرويج والسويد والدنمارك، معربًا عن رغبته في استقبال “الناس الطيبين” من هذه الدول.

وقال ترامب وفق صحيفة “نيوزويك” الأمريكية: “لماذا لا يمكن أن يأتي بعض الناس من النرويج أو السويد أو الدنمارك؟ أرسلوا لنا بعض الناس الطيبين، هل تمانعون؟”

وفي المقابل، وصف ترامب دولًا مثل الصومال وأفغانستان وهايتي بأنها “مليئة بالجريمة”، مؤكّدًا موقفه الداعم لوقف دائم للهجرة من دول العالم الثالث. وأضاف: “لم أقل ‘جحيم’ — أنتم من قالتم ذلك”، موضحًا أن الولايات المتحدة استقبلت في السابق مهاجرين من مناطق وصفها بأنها مرتفعة الجريمة، لكنه يسعى إلى تشديد المعايير الأمنية والهجرية.

وكان ترامب في أواخر نوفمبر الماضي قد أعلن عن نيته وقف الهجرة من دول العالم الثالث، بعد حادثة إطلاق نار نفذها مواطن أفغاني على جنديين من الحرس الوطني في واشنطن، وهدد بإلغاء ملايين الطلبات المقبولة في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، مع وعد بترحيل أي أجنبي “لا يقدم للولايات المتحدة قيمة إضافية”.

كما أوضح ترامب أنه سيضع حدًا لكل المساعدات الاتحادية لغير الأمريكيين، وسيعمل على ترحيل أي أجنبي يشكل خطرًا أمنيًا أو “لا ينسجم مع الحضارة الغربية”، في إطار استراتيجيته المتشددة تجاه الهجرة، والتي تعكس سياسته المعروفة منذ توليه الرئاسة.

آخر تحديث: 11 ديسمبر 2025 - 18:19

مقالات مشابهة

  • حاكم الشارقة يشهد انطلاق فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي
  • «الشارقة لإدارة الأصول» ووفد هولندي يستكشفان فرص التعاون
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • «أسبوع الشارقة للبطولات العالمية 2025» ينطلق 19 ديسمبر
  • سعيد بن صقر يفتتح كأس العالم للريشة الطائرة بالهواء الطلق
  • الثلاثاء.. انطلاق قافلة ثقافية عبر المسرح المتنقل بقرى المحمودية
  • حاكم الشارقة يوجه بترقية 348 من موظفي هيئة البيئة والمحميات الطبيعية
  • حاكم الشارقة يصدر مرسوماً أميرياً بشأن اعتماد الهيكل التنظيمي العام لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية
  • منتخب اليد يشارك في البطولة الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم
  • «ثقافية الشارقة» تكرّم الفائزين بجائزة البحث النقدي التشكيلي