صراحة نيوز:
2025-06-15@08:48:39 GMT

التأهيل والخبرة والممارسة يقارعان بيئة العمل

تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT

التأهيل والخبرة والممارسة يقارعان بيئة العمل

صراحة نيوز- بقلم / د. شريف بن محمد الأتربي

في ظل متغيرات السوق اللحظية، يعاني مسؤولو الموارد البشرية في الشركات في استقطاب الكفاءات من الأفراد الذين يستطيعوا القيام بالأعمال المطلوبة لهذه الوظائف، ورغم وضع شروط ومواصفات محددة لشاغل الوظيفة، وكذلك تحديد الأعمال المطلوب القيام بها بدقة، إلا أنه في كثير من الأحيان يبدو الاختيار صحيحا من حيث المنطق، خاطئا من حيث النتيجة، حيث يفشل الشخص الذي وقع عليه الاختيار في تنفيذ الأعمال المناطة به لأسباب غالبا ما تكون غير واضحة، مما يضطر الشركة للاستغناء عنه في أقرب فرصة، أو هو نفسه يعتذر عن استكمال العمل.

بالنظر إلى متطلبات سوق العمل، نجد أن هناك أساسيات محددة لابد أن تتوافر لدى شاغل الوظيفة، مثل التأهيل، سواء بالتعليم الأساسي أو التعليم الأكاديمي حسب شروط الوظيفة، وفي هذه المرحلة يحصل الأفراد من خلال البرامج الدراسية الأساسية على المعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع المجتمع، ولكنها غير كافية للانخراط في سوق العمل، إما لافتقاد الخبرة، أو لافتقاد التعليم الأكاديمي.

يأتي التحاق الأفراد بالتعليم الأكاديمي كمرحلة ثانية من مراحل التأهيل لسوق العمل، حيث يبدأ كل فرد في دراسة التخصص الذي يراه مناسبا لقدراته، ومحققا لرغباته، وفي كثير من الحيان لا يكون هذا التخصص ملائما له، حيث لم يستطع تحقيق الدرجات المؤهلة للانضمام إلى المسار العلمي المحبب إليه، وعليه فإن كثير من هؤلاء الأفراد قد التحقوا بالتعليم الأكاديمي بغرض الحصول على شهادة جامعية ليس أكثر، وهذا احد أهم أسباب عدم ملائمة شهادات الكثير من المتقدمين على الوظائف مع متطلبات شغلها، واهتمامهم أكثر بالشهادات المهنية والخبرة العملية.

تلعب الخبرة العملية دورًا حاسمًا في تحقيق النجاح لهؤلاء الأفراد في بيئة العمل، كون أن شهاداتهم العلمية غير متفقة مع المجال الذي يعملون به، وعلى الرغم من ذلك فالخبرة العملية تعتبر العامل الذي يميز بين المحترفين والمبتدئين في المجال. وكلما زادت خبرة الفرد، كان قادرا على تحسين أداؤه الوظيفي، وزيادة إنتاجيته، كما الخبرة العملية للفرد فرصة التعرف على التحديات والمشكلات التي يمكن أن تواجهه في العمل وكيفية التعامل معها بفعالية، وهو يعد بالنسبة لزملائه الخبير والمرشد والمعلم. فالأفراد الذين يمتلكون خبرة عملية في مجالاتهم يكونون أكثر قدرة على فهم الديناميكيات المعقدة للأسواق والتعامل مع المشكلات بفعالية.
تعد الممارسة واحدةً من أهم العناصر التي تساعد مسؤولي الموارد البشرية في اختيار الأفراد المطلوبين لشغل الوظيفة، فالممارسة العملية، بالإضافة للخبرة، تحول الفرد من متميز إلى أسطى في عمله – صاحب حرفة أو المتخصص في مهنة يدوية ويبدع فيها- العنصر الثالث والأهم في تعزيز الكفاءة. إن التعلم من خلال الممارسة يساهم في تحسين الأداء وتطوير المهارات بشكل مستمر. الأفراد الذين يشاركون في مشاريع حقيقية أو يتعرضون لتحديات جديدة يكتسبون خبرات قيمة تُضيف إلى رصيدهم المهني. إن الممارسة تتيح لهم فرصة التعلم من الأخطاء، مما يعزز من قدرتهم على الابتكار والتكيف.

 

إن التأهيل والخبرة والممارسة يلعبون دورًا كبيرًا في تحقيق النجاح في بيئة العمل المتغيرة والمتجددة باستمرار. إن هذه العوامل الثلاثة تشكل الأساس الذي يبني عليه الفرد مستقبله المهني، ويتيح له مواجهة التحديات التي تعترض طريقة وتحقيق إنجازات ملموسة.
أهمية التأهيل
التأهيل هو الخطوة الأولى التي يجب على الفرد اتخاذها ليتمكن من دخول سوق العمل بكفاءة. يشمل التأهيل مجموعة من المعارف والمهارات التي يكتسبها الفرد من خلال التعليم الأكاديمي أو التدريبات المهنية. يساعد التأهيل على تزويد الفرد بالمعرفة الأساسية في مجاله المهني ويعزز من قدرته على التأقلم مع متطلبات العمل.
التعليم الأكاديمي
للتعليم الأكاديمي دور كبير في تأهيل الأفراد لمواجهة تحديات بيئة العمل. من خلال الجامعات والكليات والمعاهد، يمكن للطلاب اكتساب المعرفة النظرية والعملية التي تؤهلهم للانخراط في سوق العمل. بالإضافة إلى ذلك، يوفر التعليم الأكاديمي فرصًا للتفاعل مع الخبراء والمختصين في المجال، مما يساهم في تنمية المهارات والقدرات الشخصية.
التدريب المهني
يعتبر التدريب المهني جزءًا مهمًا من عملية التأهيل، حيث يتيح للفرد فرصة تطبيق المعرفة النظرية في بيئة العمل الحقيقية. يتضمن التدريب المهني مجموعة من البرامج والورش التي تهدف إلى تحسين المهارات الفنية والتقنية للأفراد. يساعد التدريب المهني على تعزيز الثقة بالنفس ويزيد من فرص الحصول على وظيفة مرموقة.
دور الخبرة
اكتساب الخبرة
يمكن للأفراد اكتساب الخبرة من خلال العمل في وظائف متعددة أو المشاركة في مشاريع متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد الاستفادة من الخبرات السابقة للآخرين من خلال الاستماع إلى قصص نجاحهم وتعلم الدروس المستفادة من تجاربهم. يمكن أيضًا للمرشدين والموجهين أن يلعبوا دورًا كبيرًا في نقل الخبرات والمعرفة.
تطوير المهارات
تعتبر تطوير المهارات جزءًا أساسيًا من عملية اكتساب الخبرة، حيث يساعد على تحسين الأداء الوظيفي وزيادة فرص الترقية والتقدم في المسار المهني. يمكن للأفراد تطوير مهاراتهم من خلال الدورات التدريبية وورش العمل، فضلاً عن القراءة والبحث المستمر في المجال.
أهمية الممارسة
الممارسة المتواصلة هي العامل الذي يجمع بين التأهيل والخبرة ويسهم في تحسين الأداء الوظيفي. من خلالها، يمكن للأفراد تطبيق ما تعلموه في بيئة العمل الحقيقية والتحسين المستمر لأدائهم. الممارسة تساعد على بناء الثقة بالنفس وزيادة القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة.
التعلم من الأخطاء
تعتبر الأخطاء جزءًا لا يتجزأ من عملية الممارسة، حيث يمكن للفرد أن يتعلم الكثير من خلال تحليل الأخطاء وتصحيحها. يساعد التعلم من الأخطاء على تحسين الأداء الوظيفي وتجنب الوقوع في نفس الأخطاء في المستقبل.
التحسين المستمر
يعتبر التحسين المستمر جزءًا أساسيًا من عملية الممارسة، حيث يساعد على زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف المهنية. يمكن للأفراد تحقيق التحسين المستمر من خلال تحديد نقاط الضعف والعمل على تحسينها، فضلاً عن السعي للتعلم والتطوير المستمر.
خاتمة
في الختام، يمكن القول بأن التأهيل والخبرة والممارسة هي العوامل الأساسية التي تساعد الأفراد على تحقيق النجاح في بيئة العمل. من خلال الجمع بين هذه العوامل الثلاثة، يمكن للفرد أن يواجه التحديات والمشكلات بفعالية ويحقق إنجازات ملموسة في مساره المهني. لذا، يجب على الأفراد الاستثمار في التعليم والتدريب واكتساب الخبرات العملية، والعمل على تحسين أدائهم من خلال الممارسة المستمرة والتطوير الذاتي.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام التعلیم الأکادیمی التدریب المهنی الخبرة العملیة فی بیئة العمل تحسین الأداء یمکن للأفراد على تحسین سوق العمل التعلم من من عملیة من خلال

إقرأ أيضاً:

دراسة: جين له علاقة بالأمراض يؤثر على مدى الحساسية للطعام المر

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كوينزلاند الأسترالية عن وجود علاقة بين ارتفاع خطر الإصابة بأمراض صحية محددة وبين أحد الجينات التي تؤثر على مدى حساسية الأشخاص عند تناولهم أطعمة مرة.

وأظهرت الدراسة وجود علاقة بين احتمال الإصابة باضطراب ثنائي القطب، وهو اضطراب نفسي يتسم بتقلبات حادة في المزاج، بالإضافة إلى أمراض الكلى المزمنة، وبين الجين المعروف باسم "تي إيه إس2 آر 38" المسؤول عن تحديد مدى قوة إدراك المرارة لدى الأفراد، خاصة في الأطعمة مثل البروكلي والكرنب والخس وغيرها من الخضروات ذات الطعم المر.

وحلل باحثو الدراسة بيانات قرابة نصف مليون مشارك ضمن بنك الجينات البريطاني، وهو قاعدة بيانات ضخمة تستخدم في الأبحاث الصحية والطبية، وتوصلوا إلى أن الأفراد الذين يحملون هذا الجين يميلون إلى تجنب الأطعمة المرة مثل الفجل والغريب فروت، ويفضلون بدلا منها الأطعمة ذات الطعم المعتدل، مثل الخيار والشمام.

وذكرت الدراسة أن نحو 70% من الأشخاص يحملون نسخة واحدة على الأقل من هذا الجين، في حين هناك من يحمل نسختين منه، فيشعرون بالمذاق المر بشكل مكثف، وسط اعتقاد بأن جين "المتذوق الفائق" أو "السوبر تستر" تطور لدى الإنسان القديم، لمساعدته على تجنب النباتات السامة من خلال اكتشاف الطعم المر.

إعلان

مقالات مشابهة

  • "أوقاف جنوب الباطنة" تنظّم برنامجًا تدريبيًا حول الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل
  • الوزير صادي يشرف على إطلاق مشاريع رياضية وتدشين مرافق جديدة بجيجل
  • التعليم العالي تصدر نتائج مفاضلة الدراسات العليا ودبلومات وماجستيرات التأهيل والتخصص
  • بوتين منددًا بالهجوم الإسرائيلي على إيران: قضايا النووي “لا يمكن حلها إلا بالدبلوماسية”
  • إسبانيا تكرم الأكاديمي المغربي محمد ظهيري بميدالية CIHAR 2024
  • أبو العينين: الدولة المصرية تمتلك من الوعي والخبرة ما يكفي لإفشال أي مخططات خارجية
  • إدارة حسياء الصناعية ترفد كوادرها بأحدث الأجهزة التقنية لتعزيز بيئة العمل
  • دراسة: جين له علاقة بالأمراض يؤثر على مدى الحساسية للطعام المر
  • «الشارقة للنشر» أفضل بيئة عمل