إيران تتوعد بكشف قوتها النووية بعد ضربة إسرائيلية دامية .. تصعيد خطير يرعب العالم ويهدد اقتصاداته
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
في تطور خطير يزيد من حدة التوترات الإقليمية والدولية، توعدت إيران بالانتقام القاسي من إسرائيل عقب الضربة الجوية الواسعة التي نفذتها تل أبيب ضد مواقع حساسة في العمق الإيراني. وفيما تتصاعد الأصوات داخل طهران للرد بعنف، تتابع القوى الكبرى المشهد بترقب شديد خوفاً من اتساع رقعة الصراع وتحوله إلى مواجهة إقليمية واسعة قد تمتد لتطال الاقتصاد العالمي برمته.
خرجت جامعة الشهيد بهشتي في طهران، وهي من أبرز المراكز العلمية الإيرانية، ببيان يحمل نبرة تهديد واضحة، تلوّح فيه باستخدام القوة النووية، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً خطيراً على إمكانية انزلاق التصعيد إلى مستويات غير مسبوقة.
وأكدت الجامعة في بيانها أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل خمسة من أساتذتها إلى جانب عدد من أفراد عائلاتهم، معلنة التمسك بـ"مواصلة درب الشهداء الأبرار" الذين سقطوا في هذا الهجوم، وأن أفكارهم لن تُسكت وستظل أسماؤهم خالدة في التاريخ.
وجاء في البيان: "حين تهب إرادة الشعوب المستضعفة، ويرتفع صوت الحق من وسط النيران، حينها سنرد على هذا الظلم والعدوان بردٍّ يزلزل أركان الباطل. وسنعرض قريبا القوة النووية الإيرانية". وهو التصريح الذي وصفه محللون بالغامض والملغم برسائل تهديد مبطنة.
دور جامعة بهشتي في البرنامج النووي الإيرانيجامعة الشهيد بهشتي ليست مجرد مؤسسة أكاديمية، بل تعد واحدة من أبرز مراكز البحث العلمي المرتبطة بشكل غير مباشر بالبرنامج النووي الإيراني. وتخضع الجامعة لإشراف وزارة العلوم والبحث والتكنولوجيا الإيرانية، كما أجرت أبحاثاً متقدمة في مجالات حساسة بينها فصل اليورانيوم عن مياه الصرف باستخدام التحليل الكهربائي، وهي أبحاث تُصنف ضمن التطبيقات الممكنة لتخصيب اليورانيوم وتطوير القدرات النووية.
ويرتبط العديد من الأساتذة العاملين بالجامعة بعلاقات تعاون مع منشآت البرنامج النووي الإيراني، ما جعل الجامعة في مرمى الاستهداف خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.
حصيلة ثقيلة للضحايا.. والأعداد مرشحة للارتفاعالهجوم الإسرائيلي الذي هز العاصمة طهران وأجزاء واسعة من الأراضي الإيرانية فجراً خلف حصيلة ثقيلة من الضحايا. ووفقاً لوكالة "فارس" الإيرانية، أسفرت الضربات عن مقتل 78 شخصاً وإصابة 329 آخرين بجروح متفاوتة، مع ترجيح ارتفاع الأعداد مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ تحت الأنقاض.
"الأسد الصاعد".. تفاصيل أعنف ضربة إسرائيليةالعملية التي نفذتها إسرائيل تحت اسم "الأسد الصاعد" اعتُبرت الأعنف منذ سنوات طويلة من التصعيد بين الطرفين. وبحسب ما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد شاركت أكثر من 200 طائرة مقاتلة في خمس موجات من الغارات المتتالية، مستهدفة أكثر من 350 هدفاً حيوياً وحساساً داخل الأراضي الإيرانية، باستخدام نحو 330 نوعاً مختلفاً من الأسلحة الذكية والفراغية والدقيقة.
لا حرب عالمية ثالثة.. لكن الخطر قائم
في قراءة تحليلية للتصعيد الأخير، استبعد اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن يقود هذا التصعيد إلى حرب عالمية ثالثة تشمل صداماً مباشراً بين القوى النووية الكبرى كروسيا، الصين، أمريكا، وحلف الناتو. لكنه أشار في الوقت ذاته إلى احتمالية تورط بعض هذه القوى بشكل غير مباشر عبر تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي والعسكري.
وأوضح سالم أن روسيا قد تمد إيران بالمعلومات الاستخباراتية والأسلحة، وكذلك الصين بحكم وجود اتفاقيات استراتيجية بين هذه الدول، معتبراً أن هذه الأزمة تمثل فرصة لروسيا والصين من أجل استنزاف واشنطن وزيادة انخراطها العسكري في المنطقة، وهو ما قد ينعكس سلباً على الاقتصاد الأمريكي.
إسرائيل بحاجة للدعم الأمريكي لمواصلة العملياتوبحسب اللواء سالم، فقد حققت إسرائيل نجاحاً تكتيكياً في الضربة الأولى، لكن استمرارها في توجيه ضربات جديدة يعتمد بشكل أساسي على الدعم الأمريكي المستمر، سواء من خلال تزويدها بالأسلحة والعتاد، أو تعويضها عن الخسائر الاقتصادية المتزايدة الناتجة عن الصراع.
وأشار إلى أن هذا الدعم يعكس بوضوح حجم الدور المحوري الذي تلعبه القوى الكبرى في إدارة هذا النزاع، مع وجود معسكرين داعمين للطرفين: أحدهما يقف خلف إسرائيل والآخر خلف إيران، مما ينذر بإطالة أمد المواجهة.
تداعيات اقتصادية وقلق من إغلاق الخليجوفيما يتعلق بالانعكاسات الاقتصادية للهجوم، حذر سالم من أن العالم بدأ بالفعل يلمس آثار هذه الأزمة من خلال ارتفاع أسعار النفط والذهب، واضطراب سلاسل الإمداد العالمية، مع احتمالية إغلاق مضيق الخليج في حال تصاعدت حدة المواجهة، وهو ما سيعمق الأزمة الاقتصادية العالمية.
رد إيران غير مؤلم حتى الآن ولكنوحول الرد الإيراني، أشار اللواء سالم إلى أن طهران لم تستخدم حتى اللحظة أوراقها الأكثر إيلاماً، مثل استهداف المدن الإسرائيلية بشكل مباشر أو ضرب الكثافة السكانية الإسرائيلية، معتبراً أن مثل هذه الخطوات من شأنها أن تجعل إسرائيل عاجزة عن مواصلة العمليات العسكرية لفترة طويلة.
المشهد مفتوح على كافة السيناريوهاتفي ظل هذا التصعيد الخطير والمعقد، يبقى المشهد الإقليمي مفتوحاً على كافة السيناريوهات، بين احتمالات التهدئة المشروطة أو الانزلاق إلى مواجهات أوسع، حيث تلعب حسابات القوى الكبرى والضغوط الاقتصادية دوراً محورياً في رسم معالم المرحلة المقبلة من الصراع بين طهران وتل أبيب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طهران إسرائيل الصين روسيا واشنطن
إقرأ أيضاً:
إيران: نرحب بأي مقترح أميركي متوازن ولا مبرر للتفاوض مع الأوروبيين
أعلنت إيران السبت أنها ترحب بأي مقترح نووي أميركي "عادل ومتوازن"، وأوضحت أنها لا ترى أي سبب لاستئناف التفاوض مع الأوروبيين.
وأعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات للتلفزيون الرسمي عن استعداد بلاده للتفاوض مع الأميركيين إذا تلقت طهران "مقترحا معقولا ومتوازنا وعادلا".
وأكد عراقجي أن طهران لن تتخلى عن "حقها في تخصيب اليورانيوم"، لكنه قال إنها تستطيع اتخاذ إجراءات لبناء الثقة بشأن "الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي".
وأضاف عراقجي "بالطبع هذا مشروط باتخاذ الجانب الآخر خطوات لبناء الثقة بما يشمل رفع جزء من العقوبات" مشيرا إلى أن طهران وواشنطن تتبادلان الرسائل عبر وسطاء.
وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل طهران باستخدام برنامجها النووي لإخفاء مساعيها لتطوير القدرة على إنتاج أسلحة نووية، لكن إيران تقول إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
عقبات رئيسية
وكانت طهران وواشنطن أجرتا العام الجاري 5 جولات من المحادثات النووية، لكنهما واجهتا عقبات رئيسية مثل تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، والذي تريد القوى الغربية خفضه إلى الصفر لتقليل أي احتمال لاستخدامه في تصنيع أسلحة.
وتوقفت المحادثات بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران في يونيو/حزيران الماضي واستمرت 12 يوما، بعد أن تدخلت واشنطن في الحرب وقصفت مواقع نووية رئيسية في إيران.
في ذات السياق، أعلنت طهران السبت أنها لا ترى "أي سبب" لاستئناف المفاوضات مع الدول الأوروبية في برنامجها النووي، وذلك بعدما أكدت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الجمعة "عزمها" على إحيائها.
وتساءل عباس عراقجي عبر التلفزيون الرسمي: "ماذا يمكن أن يفعلوا وأي نتيجة إيجابية يمكن أن تؤدي إليها هذه المفاوضات؟ لا نرى فعلا أي سبب للتفاوض معهم.
يذكر أنه بمبادرة من الترويكا الأوروبية، أعادت الامم المتحدة في 29 سبتمبر/أيلول الماضي فرض عقوباتها على إيران على خلفية برنامجها النووي.
إعلان