في أسبوع حافل بالمفارقات السياسية، نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بيان حركة حماس بشأن وقف حرب غزة عبر حسابه الشخصي على منصة "تروث سوشيال"، في ما بدت خطوة غير مسبوقة أثارت تساؤلات حول توجهات الإدارة الأميركية الجديدة.

لكن المفارقة الكبرى -التي رصدتها حلقة (2025/10/10) من برنامج "الشبكة" الساخر- تمثلت في تحويل القضية الفلسطينية من نضال تحرري إلى ملف استثماري.

وأشار البرنامج إلى أن تشكيل مجلس إدارة لقطاع غزة يضم شخصيات مثيرة للجدل، على رأسها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ورجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، في تحول لافت وصفه معدّو البرنامج ساخرين بأنها "الشركة القابضة لإدارة غزة"، وكأن إدارة القطاع المحاصر باتت تخضع لمنطق الأسهم والأرباح، لا للسيادة الوطنية.

وبينما تُرسم خطط إدارة غزة في مكاتب مكيفة، تستمر الممارسات الإسرائيلية على الأرض بلا هوادة، ففي واقعة تبدو أقرب إلى العبث منها إلى الأمن، أقدم الاحتلال على اعتقال طفلين فلسطينيين يبلغان من العمر 5 و7 سنوات بتهمة التجسس.

وأظهر المشهد الذي جسّده البرنامج ساخرا كيف يمكن لرشاش مياه وطائرة ورقية أن يتحولا إلى "أسلحة إستراتيجية" و"مسيّرات متطورة" في عيون المحقق الإسرائيلي، في إشارة إلى عبثية الاتهامات.

وفي سياق متصل، لجأ مستوطنون إسرائيليون إلى قطع 300 شجرة زيتون ولوز في منطقة الخليل، ووصف البرنامج هذه التصرفات بسخرية لاذعة بأنها "أعراض انسحاب" من عدم إيذاء الفلسطينيين لأيام، وكأن العنف اليومي بات إدمانا لا يمكن التخلي عنه.

وفي ما يبدو انعكاسا لأزمة داخلية متفاقمة، استقال قائد فرقة غزة الأسبق من الجيش الإسرائيلي، موجها انتقادات لاذعة لسياسات المؤسسة العسكرية، ليرد عليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية -وفق ما سخر منه البرنامج- متهما إياه بـ"انتهاك حق الجيش في التعبير عن رأيه السلمي باستخدام السلاح".

مفارقات دولية

وعلى الصعيد الدولي، تجلت المفارقة الأوضح في الموقف البريطاني الذي اعترف بدولة فلسطين رسميا، ثم اعتقل العشرات من مؤيدي القضية الفلسطينية "احتفالا بقراره التاريخي"، كما سخر البرنامج من التناقض الصارخ بين القرارات الرسمية والممارسات الميدانية.

إعلان

وفي الوقت ذاته، رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الأوروبي طرد إسرائيل من البطولات الدولية رغم ممارساتها، على عكس ما حدث مع روسيا، واكتفى البرنامج بالسؤال الساخر: "قال لك دي غير دي، إزاي يعني؟".

وجاءت ذروة السخرية في مشهد تمثيلي صوّر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وهو يتحدث عن نشطاء أسطول الصمود الذين تعرضوا للقرصنة في المياه الدولية، حيث ضُربوا وأُجبروا على تقبيل العلم الإسرائيلي.

وفي المشهد، يظهر الشيطان نفسه محاولا تهدئة بن غفير، لتنتهي المفارقة بقول الشيطان: "أعوذ بالله منك يا أخي"، في إشارة صارخة إلى تجاوز التطرف الإسرائيلي كل الحدود.

وفي انتقال لافت لأوضاع الحريات في العالم العربي، رصد البرنامج صدور حكم بالإعدام على مواطن تونسي بسبب انتقاده الرئيس قيس سعيد على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكشف المشهد التمثيلي لمحكمة تونسية عبثية البحث عن "تهمة" في كتاب بعنوان "كيف تعاقب المعارضين"، ليخلص القاضي إلى حكم الإعدام قائلا: "وكان يطلع بريء؟ عادي، إحنا نعدموه".

واختتم البرنامج بخاتمة مؤثرة عن أسطول الصمود، مسلطا الضوء على المفارقة الأعمق: غرباء من مختلف الجنسيات والأديان يخاطرون بحياتهم لنصرة غزة، بينما يكتفي كثير ممن يشاركون الفلسطينيين دينهم وعروبتهم بالمشاهدة من بعيد والبحث عن الأعذار.

ووصف البرنامج الأسطول بأنه لم يكن مجرد سفن تحمل مساعدات، بل "صرخة في وجه الحدود والسياسات لتقول إن العدالة لا تحتاج لتأشيرة".

Published On 10/10/202510/10/2025|آخر تحديث: 21:33 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:33 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

«بن غفير» يقتحم الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية

اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، صباح اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى برفقة عشرات المستوطنين، تحت حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية، في ثاني اقتحام له خلال أسبوع، وذلك في آخر أيام عيد العرش اليهودي.

وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن المقتحمين نفذوا جولات استفزازية داخل باحات المسجد وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية، وسط حماية مكثفة من الشرطة الإسرائيلية.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى صباح اليوم بلغ 243 شخصاً.

وجاء الاقتحام بالتزامن مع تشديد القوات الإسرائيلية إجراءاتها العسكرية على بوابات المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة من القدس، وفرض عراقيل على دخول المصلين والمقدسيين.

ويذكر أن بن غفير قاد الأسبوع الماضي اقتحاماً شارك فيه نحو 1200 مستوطن في ثاني أيام عيد العرش العبري.

رداً على ذلك، أدانت وزارة الخارجية الأردنية الاقتحام والاقتحامات المتكررة للمستوطنين، معتبرة إياها “انتهاكاً صارخاً للوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف، وتدنيساً لحرمته، وتصعيداً خطيراً واستفزازاً غير مقبول”.

وأكدت الوزارة أن “لا سيادة لإسرائيل على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية”.

مجموعات المستوطنين تواصل اقتحام المسجد الأقصى المبارك في اليوم السابع والأخير من "عيد العرش" العبري pic.twitter.com/aVdFLsZv7p

— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) October 13, 2025

مقالات مشابهة

  • «بن غفير» يقتحم الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية
  • إيران تعتقل منتجي دمى “مرضية” و”مرتضى” المثيرة للجدل
  • مناقشة مستجدات برنامج "التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة"
  • الأردن يُدين اقتحام بن غفير المسجد الأقصى
  • بن غفير يقود نحو 8 آلاف مستوطن لاقتحام الأقصى خلال "عيد العرش"
  • بغداد.. شرطة الشعلة تعتقل محتالين انتحلوا صفة جمعية خيرية لجمع الأموال
  • مهندس الخراب: المفارقة المريرة في سعي توني بلير للإشراف على غزة
  • جامعة قناة السويس تنفذ برنامجًا تدريبيًا للتوعية بالانتخابات
  • جامعة حلوان تعزز التعاون الدولي في برنامج ماجستير إدارة التعليم بألمانيا
  • الإنسانوية بين النبل والمأزق: من توكفيل إلى فانون (١-٢)