تدفق سيل بشرى عارم على مدينة الأبيض التي تشكو قلة الماء وعودة التيار الكهربائي ليومين والانقطاع سبعة أيام وافترش النازحين في مشهد مأساوي الأرض في الطرقات وتحت الأشجار والمدارس والساحات العامة وهم يلتحفون السماء ومنعهم الحياء وعفة النفس واكتمال المروءة من سؤال الناس في الطرقات في وقت بلغ فيه سعر برميل الماء سبعة آلاف جنيه، وتم احتلال آبار الماء بحوض بارا من قبل مليشيا الدعم السريع وتعلق آمال الناس بقدوم قوات كيكل عن طريق الشرق وقوات أسود العرين بطريق الصادرات.

وفشل الأستاذ الهادي آدم بريمة الصحافي المفجوع بسقوط الدبيبات وهو الدرامي الذي يرسم الإبتسامة في زمن العبوس أن يتحفنا بمسرحيات الرجل الواحد وربما لايزال الهادي لم يبارح حزن أهل الدبيبات على سقوط مدينتهم وفجيعة استشهاد فتى المنطقة موسى مصطفى موسى وقد عجزت لأول مرة عن الكتابة عمن نحب وقد كان جرحي عميقًا عليك ياموسى إبن أختي وإبن أبنتي الصابرة حتى الهاتف غلبني أن أتحدث عبره للأسرة الداودية التي خانها العمدة سعد عبدالله إدريس وهو يتبع الأمير الهادي أسوسه ويقوده إلى وكر الخيانة. وقفت حكومة شمال كردفان عاجزة عن تقديم شيء للنازحين من النهود والدبيبات وهي التي أعياها تقديم الخدمات لمواطني الأبيض وحكومة شمال كردفان بلا موارد وبلا سند مركزي تتكئ عليه في أيام الكريهة هذه.

وقد تفحش وتوحش السوق في الأبيض وتخلى أهل كردفان عن قيمهم وإرثهم في الكرم والشهامة وركبوا سرج الأطماع ولعاب الدنيا وارتفعت أسعار العقارات لأرقام جنونية استغلالًا لظروف النازحين وتكسبًا من مأساة الذين قهرهم التمرد وسلب منهم كل ما يملكون وطردهم للشوارع والفلوات هائمين.

واحتضنت مئات الأسر بعضها البعض وضاقت حوائط الطين ولكن اتسعت النفوس وأقتسم البعض مع أهليهم الفارين طرقة الكسرة وصحن العصيدة وكورة البليلة وأهل الأبيض يرددون في فجيعتهم (حليلك ياهارون) ولكن هارون أصبح من ماضي لايعود.

في عتمة مايجري في كردفان التي أصبحت ميدان معركة بين الشعب وإعداء الشعب أمضى وحده عبدالله محمد علي بلال كل أيام عيد الأضحى المبارك بين المجاهدين متنقلًا بين كوستي والوساع وتندلتي وأم روابة وأبوجبيهة والعباسية والأبيض في معايدة للجنود والضباط وزيارة القرى وحشد الناس لإرادة القتال بلا زاد يقدمه للناس إلا من شحيح ما يملك في جيبه من مال خاص. ولا يزال عبدالله بلال في كردفان متنقلًا من فريق لآخر بينما قيادات كردفان الآخرين إما في بورتسودان ينتظرون أن تجود عليهم السلطة بوظائف أو مهاجرين خارج الحدود وآخرين اصطفوا وراء المليشيا التي تطعمهم وتسقيهم من يدها الملطخة بالدماء.

لم تجد كرفان في محنتها الحالية غير بشارة سليمان الذي لا مكان له في حكومة السودان ولكنه يشتري الفتريتة المرة لإطعام الجوعى ويسند النازحين بما يستطيع في وقت أمسك أهل المال جيبوهم عن دعم الفقراء والنازحين وإذا ضاقت الأبيض أكثر مما حاق بها الآن فإن أهل كردفان ربما توجهوا لأمدرمان للمرة الثانية بعد أن لجأ إليها الآلاف عندما نضب الماء وضرب الجفاف والتصحر غرب السودان في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي. والآن يضرب غرب السودان بندقية أبناء غرب السودان.

يوسف عبد المنان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية

أشارت مصادر سودانية إلى أن مُسيرة لميليشيات الدعم السريع استهدفت حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية.

ويأتي ذلك في إطار المعارك المُستمرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، في وقت سابق، بياناً قالت فيه إن مليشيا الدعم السريع ارتكبت أمس مذبحة في مدنية كلوقي جنوب كردفان. 

وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 79 مدنياً بينهم 43 طفلاً.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

المنظمة الدولية للهجرة: الأمطار تعرض النازحين في غزة للخطر صاروخ موجه في غارة روسية يضرب حيا مدنيا بأوديسا

وأدان برنامج الأغذية العالمي الهجوم الذي استهدف شاحنة ضمن قافلة إنسانية شمال دارفور بغرب السودان، مطالباً بتحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن الحادث لضمان حماية المساعدات الإنسانية.

وقالت شبكة أطباء السودان، في وقتٍ سابق، إن الحصار المفروض على مدينتي الدلنج وكادوقلي يعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.

وأضافت: "وفاة 23 طفلاً بسبب سوء التغذية الحاد خلال شهر بمدينتي الدلنج وكادوقلي بجنوب كردفان".

وقالت منظمة الهجرة الدولية، في وقتٍ سابق، إن تصاعد القتال في كردفان يُجبر سكانها على النزوح.

وذكرت مصادر سودانية أن هناك مواجهات اندلعت داخل مدينة بابنوسة في غرب كردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

قالت شبكة أطباء السودان إنه تم تسجيل 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع لفتيات من مدينة الفاشر وصلن إلى طويلة.

ويأتي ذلك في إطار الكشف عن جرائم الدعم السريع في السودان خلال الفترة الأخيرة.

وأشارت مصادر سودانية إلى أن الجيش السوداني بدأ في بسط سيطرته على بلدة أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان.

 وذكرت المصادر أن الجيش السوداني يبدأ عملية عسكرية واسعة النطاق.

 وقال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إنه لا نهاية للحرب إلا بالقضاء على ميليشيا الدعم السريع.

وأضاف قائلاً: "سنواصل القتال ضد ميليشيا الدعم السريع".

 وأعلن البرهان التعبئة العامة من منطقة السريحة بولاية الجزيرة.

 وطالب مجلس حقوق الإنسان بتحقيق عاجل لتحديد المسؤولين عن الانتهاكات في الفاشر.

 وأصدر مجلس حقوق الإنسان مشروع قانون يهدف إلى إدانة انتهاكات الدعم السريع في الفاشر,

وأكد مجلس حقوق الإنسان الدولي ارتفاع مخاطر الجوع والمرض في السودان.

وأكد المجلس رسميا وجود مجاعة في الفاشر وكادوقلي.

 وقال فريق الخبراء المستقلين بشأن السودان إن أجزاء كثيرة في الفاشر أصبحت ساحة جريمة.

 قالت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إنها تُحذر من تفاقم كارثة نزوح آلاف الأسر من دارفور وكردفان في السودان.

 وأضافت: "النازحون من دارفور وكردفان في السودان يواجهون انتهاكات خطيرة".

وأكملت قائلةً: "الأوضاع في الفاشر غربي السودان تتجه إلى الانهيار السريع".

مقالات مشابهة

  • «الأبيض الأولمبي» يواجه السعودية في نصف نهائي كأس الخليج
  • مسيّرات الموت فوق الأبيض: قتلى وجرحى وتصعيد خطير في كردفان
  • مصرع مواطن سوداني بنيران الدعم السريع في كردفان
  • مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية
  • د.حماد عبدالله يكتب: الاستثمار هو الحل !!!
  • جيش جنوب السودان يحمي حقل هجليج واشتباكات في كردفان
  • علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني
  • جنوب السودان يسيطر على حقل هجليج النفطي وسط تحشيدات عسكرية في كردفان
  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
  • مفقودو حرب السودان.. مأساة أسر كاملة في كردفان