فخ المفاوضات النووية يعزز الاستراتيجيات الإسرائيلية الخبيثة لإشعال المنطقة.. وقوّة الرد الإيراني تُفشل مساعي تل أبيب لإسقاط النظام
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
◄ المواجهات الإسرائيلية الإيرانية تدخل مرحلة جديدة وخطيرة
◄ نتنياهو يفتح جبهات قتالية جديدة لضمان بقائه في السلطة
◄ تل أبيب تعمل على توريط الإدارة الأمريكية في حرب شاملة
◄ إسرائيل تسعى لإسقاط نظام طهران.. والشعب الإيراني يطالب حكومته بالانتقام
◄ إيران قد تلجأ لقلب الطاولة بامتلاك القنبلة النووية
الرؤية- غرفة الأخبار
منذ السابع من أكتوبر، كانت سياسات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ترمي إلى إشعال المنطقة بأكملها، وفتح جبهات قتالية جديدة تضمن بقاءه في السلطة، إلى جانب محاولة توريط الإدارة الأمريكية في حرب شاملة على مختلف الجبهات سواء في غزة أو لبنان أو اليمن وأخيرا إيران.
وترى إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا لوجودها، وقالت إن حملة القصف تهدف إلى منع طهران من اتخاذ الخطوات المتبقية نحو صنع سلاح نووي.
كما إن نتنياهو دائماً ما يكرر في خطاباته أن إيران تشكل خطرا على الأمريكيين أيضا، إذ إنه بعد التطورات التي وقعت في الساعات الماضية، قال نتنياهو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "ما نقوم به في طهران هدفه وقف تهديد سيطالنا جميعا، لقد حاولت إيران اغتيالك مرتين".
وبعد الهجوم الإسرائيلي على إيران في فجر الجمعة 13 يونيو الجاري، والرد الإيراني الضخم بقصف عدة مواقع إسرائيلية، وما تبع ذلك من عمليات قصف متبادلة، دخلت المواجهة الإسرائيلية الإيرانية مرحلة جديدة وخطيرة، قد تصل آثارها إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
ولقد جاءت هذه التطورات في الوقت الذي تجري فيه إيران مباحثات مع أمريكا حول البرنامج النووي، والتي أكدت خلالها طهران رفضها للتنازل عن البرنامج النووي مؤكدة أنها لا تسعى لتطوير أسلحة نووية، وأنها ملتزمة بمعاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل وأن البرنامج النووي الإيراني يخضع لأكثر عمليات التفتيش تشددا من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعلى الرغم من ذلك، أرادت إسرائيل بهذه الهجمات تعطيل مسار المفاوضات النووية، وتعطيل التقدم الذي أحرزته إيران في مجال تخصيب اليورانيوم.
وفي المقابل وفي ظل النفي الأمريكي للمشاركة في العمليات الإسرائيلية العسكرية ضد إيران، إلا أن دونالد ترامب أشاد بالضربات الإسرائيلية وحذر من أن ما هو أسوأ بكثير سيحدث ما لم تقبل إيران بسرعة التقليص الحاد لبرنامجها النووي الذي طالبتها به واشنطن خلال المحادثات التي كان من المقرر أن تستأنف اليوم الأحد.
كما أن مسؤولين أمريكيين قالا إن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، ساعدت في إسقاط صواريخ إيرانية.
ومع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، وحثها الشعب الإيراني على الانتفاض على حكامه، تزايدت المخاوف من تصعيد في المنطقة يجذب إليه قوى خارجية. كما خرجت عدة مظاهرات في إيران ورفعت لافتات تُطالب بالانتقام من إسرائيل.
قلب الطاولة
وفي ظل القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، يرى محللون أن طهران قد تلجأ إلى سيناريو آخر وهو التشدد بصورة أكثر حسمًا في البرنامج النووي والانتقال السريع -سرا أو علانية- لامتلاك القنبلة النووية، بوصفها أداة ردع أخيرة وحاسمة.
وفي هذا السيناريو، قد تقرر طهران الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي "إن بي تي" (NPT) وطرد مفتشي الوكالة الدولية، والإعلان عن رفع مستوى التخصيب إلى درجة تصنيع سلاح نووي، وهذه الخطوة قد تكون استعراضية، أو مقدمة لمسار فعلي نحو القنبلة.
ويمنح هذا السيناريو إيران قوة ردع رمزية كبرى، ويعزز صورتها بوصفها قوة إقليمية لا تُبتز عسكريًا. لكنه يحمل أيضًا مخاطر هائلة: فمجرد التلويح بالخروج من المعاهدة سيستفز الغرب، وقد يدفع الولايات المتحدة إلى تحرك عسكري لوقف وصول إيران لهذه النتيجة.
ولذلك، قد يكون هذا السيناريو أداة ضغط تفاوضية أكثر منه خطة فعلية في المدى القريب. ولكن إذا ما شعرت إيران أن الردود الأخرى لم تحقق الردع أو تحفظ هيبتها، فقد يصبح هذا الخيار مطروحًا فعليًا في صلب حساباتها ليصبح جوهريا في صلب وجودها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: البرنامج النووی
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني يحذر من جفاف سدود تزوّد طهران بالمياه
حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الخميس، من احتمال جفاف السدود التي تمد العاصمة طهران بالمياه خلال الأشهر القادمة، في حال لم يتم خفض الاستهلاك.
وقال بزشكيان خلال زيارته إلى زنجان في شمال غرب إيران: "إذا لم نتمكن من إدارة الوضع في طهران، وإذا لم يتعاون الناس ولم نتمكن من ترشيد استهلاك المياه، فلن يتبقى ماء خلف سدودنا".
وأضاف أن الاحتياطيات قد تنفد بحلول شهر أكتوبر عندما تُفتح المدارس عادة وتزداد الحاجة إلى المياه قبل بداية موسم الأمطار.
ووفقا لرسم بياني نشرته وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، فإن خزانات المياه التي تخدم طهران تحتوي حاليا على 20 بالمئة فقط من طاقتها.
ويبلغ متوسط مستوى خزانات المياه على الصعيد الوطني 44 بالمئة فقط.
ووفقا لشركة إمدادات المياه في محافظة طهران، تراجعت مستويات الخزانات إلى "أدنى مستوى لها منذ قرن".
وحثت السلطات السكان على تركيب خزانات مياه ومضخات لمواجهة انقطاع الإمدادات، حيث أبلغ العديد من المنازل عن انقطاعات متكررة في الأسابيع الأخيرة.
وأفادت صحيفة محلية بأن "حوالى 86,5 بالمئة من موارد المياه في البلاد تُستهلك في الزراعة"، في حين "يتهم المسؤولون المستهلكين ظلما بأنهم سبب أزمة المياه".
ولم تُتخذ أي إجراءات رسمية لتقنين استخدام المياه. في الأثناء، يتم قطع التيار الكهربائي لمدة لا تقل عن ساعتين يوميا في بعض الأحياء في البلاد. كما قال مسؤولون أنه تم قطع التيار الكهربائي أكثر من مرة في اليوم في بعض المناطق لتخفيف الضغط على الشبكة.
والأسبوع الماضي، قال محمد علي معلّم، مدير سدّ كرج (أحد المنشآت الرئيسية التي تزود طهران بالمياه) لوكالة مهر للأنباء "رغم أن محطة الطاقة الكهرومائية تعمل حاليا، فمن المحتمل خلال الأسبوعين المقبلين أن ينخفض مستوى المياه إلى حد يجعل إنتاج الكهرباء غير ممكن".